كتاب البخاري الذي بين أيدينا هل هو ما كتبه البخاري؟، لابد أن نتبين حتى نُنفِّذ قول ربنا [إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا]، ولقد تصدر الأمر الباحث العراقي عواد كوركيس عضو المجلس العلمي العراقي، بكتابه [أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم] وهي المخطوطات المكتوبة منذ صدر الإسلام حتى القرن الخامس الهجري.
ونسخة الكتاب محفوظة بمكتبة جامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة، وهو من منشورات وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية عام 1982. وتم توثيق الكتاب بدار الكتب والوثائق المصرية عام 1983.
وتجد بالكتاب المعلومات الخطيرة الآتية:
أولا: لا توجد أي مخطوطة لأي كتاب في القرنين الأول والثاني الهجريين سوى مخطوطات القرءان الكريم ويستثنى من هذا التعميم مخطوطة كتاب سيباويه.
ثانيا أرجو العلم بأن البخاري [يرحمه الله] توفي عام 256 هجرية وتوجد لكتاب منسوب له مخطوطات ثلاثة هي كالتالي:
1. أولها وأقدمها بالعالم تمت كتابتها عام 407 أي بعد رحيل الإمام البخاري ب151 سنة وهي الوثيقة رقم 303.
2. ثانيها في القدم الوثيقة رقم 304 والتي كتبت في عام 424 بالقرن الرابع أي بعد رحيل الإمام البخاري ب 168 عام تقريبا.
3. ثالثها في القدم الوثيقة رقم 305 والتي كتبت في عام 495 هجرية أي بعد رحيل الإمام ب 239 عام.
ولم يذكر أي من المخطوطات الثلاثة المذكورة والمنسوبة زورا للبخاري... اسم الذي قام بكتابتها.
كما لم يذكر أيضا أنها مستنسخة من الأصل المكتوب بيد الإمام البخاري وهو الأصل غير الموجود له أثر بالعالم.
وجدير بالبيان أن ابن حجر قد دون بكتابه [فتح الباري بشرح صحيح البخاري] بجزء مقدمة الكتاب بالفصل الثاني صفحة 10 نقلا عن الحافظ أبو إسحق إبراهيم بن أحمد المستملي قال:
[انتسخت البخاري من أصله الذي كان عند صاحبه محمد بن يوسف الفربرى فرأيت فيه أشياء لم تتم، وأشياء مبيضة منها تراجم لم يثبت بعدها شيئا، ومنها أحاديث لم يترجم لها، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض].
وهو الأمر الذي يؤكد أنه حتى أصل البخاري [الذي لم يكن موجودا ]تم العبث به وباعتراف شراح الحديث للبخاري، لأن ابن حجر الذي كتب هذا الكلام الأخير قد توفي عام 852 هجرية. أي بعد وفاة البخاري بستمائة سنة ومع هذا فهو يؤكد العبث بتلك المخطوطات التي لم تكن بخط يد البخاري.
وجدير بالبيان أيضا أنه لا توجد مخطوطة بخط يد الإمام مسلم عن صحيحه، لكن توجد مخطوطة بالعالم كتبت عام 368 هجرية على انها صحيح مسلم، أي بعد وفاة الإمام مسلم ب 107 سنة.
وهكذا تجدنا نتصارع لأجل أوهام مزيفة على المسلمين بل ونجعلها مصدرا من مصادر الدين بينما ليس لها أي مصداقية تاريخية تثبت صحتها أونسبتها لأصحابها.