الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

المغيبون (الحياة الشخصية لخاتم المرسلين)

١- خاتم المرسلين المثقف

القران واضح خاتم المرسلين يعلم القراءة و الكتابة

(وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفرقان:5) .

فكلمة اكتتبها تعني في اللغة ( اشترك في كتابتها وقيل استملاه وقيل تكرر منه الكتابة ) فلو كان مشركو مكة يعلمون بجهله الأبجدية، لما قالوا بأن النبي اكتتبها وأنها كانت تملى عليه، 

لكن الآية تعني أن رسول الله كان يعلم الكتابة عموماً، ثم قام أحد أهل الكتاب بتعليمه كتابة أساطيرهم وذلك بطريقة الإملاء. 

فهل يقولون ذلك علي من عاش بينهم جاهلاً؟

و هل يقولون ذلك وهم يعلمون بجهله بالأبجدية؟

وهل يقولون بأن هناك من يملي عليه هذه الأساطير، 

وكيف كان يملي عليه وهو جاهل ؟ [١] 

٢- خاتم المرسلين و الجنس

لـو كان النبيّ صلى الله عليه و سلّم [ شَـهوانيّاً ] ، لكـان [ عدّد ] الزوجـات و هو في [ سـنّ الشَـباب ] ، و لكن : منْ سـنّ [ 25 سـنة ] و حتّى سـنّ [ 55 سـنة ] كان لديه [ زوجة واحـدة فقـط ] هي السيّدة خديجة رضي الله عنهـا و أرضـاهـا ، و كـانت أكبَر منه في السـنّ ، و مُتزوّجة قبلة مـرّتين من أبي هالة التميميّ و عتيق المخزوميّ . 
فلو كانَ [ شـهوانيّاً ] لكـان تزوّج العذارى الصغيرات في السنّ ، و هو في سـنّ الشباب و كانَ [ عدّد الزوجات ] في ذلك العمْر ، و لذلك : 

أوّلاً : لـم يكُن زواجُ النبيّ صلى الله عليه و سـلّم منَ النسـاء ناتجٌ عن المتعة و الرغبة بالنساء ، بل كان لـه هدفٌ أساسيّ هُـو : التآلف بين الشعوب و القبائل لخدمة الدين الحنيف ، لأنّ مُعظمهُن كبيرات ٌ في السنّ و متزوّجاتٌ قبله مثل [ سودة بنت زّمَعة ، التي كانت كبيرة السنّ و متزوجة من قبله من السكران بن عمرو ] ، [ حفصة بنت عُمر بن الخطّاب التي كانت متزوّجة قبله من خُنيْس القُرسيّ ] ، [ زينب بنت خُزيمة التي كانت مُسـنّة ، و أرملةُ عبد الله بن جحْش ] ، [ هند بنت أميّة ، أرملة عبد الله بن أسَد ] ، [ زينب بنت جحْش ، متزوّجة قبله من زيْد بن حارثة ، و قد - فرَض _ الله زواجهـا منَ النبيّ ، لمنْع _ التبنيّ - بالشكْل العمليّ ، حيثُ كانَ الرسول لا يُريدُ هذا الزواج ، لأنّه كان يقول لزيْد : ( امسكْ عليْكَ زوجَك ) الأحزاب 37 ] مع ذلك يتّهمُ البعْض الرسول صلى الله عليه و سلّم ، أنّه هو الذي - اخترع - آيات الزواج من [ زينب ] ...... . 
_ و مثالٌ على أنّ الهدَف كان من أجل الرسالة و الأسباب الإجتماعية و ليس [ المتعة الجنسيّة الشهوانيّة ] :
إنّ زواج الرسول من السيّدة [ مـارية القبطيّة ] ، جعَلَ منهـا [ أمّ المؤمنين ] ، و لذلك فقد أوصى الرسول بالسـادة [ الأقبـاط ] خاصّةً في مصـر ، لأنّ لهُـم نسَـباً ، فعلى كلّ مسلم احترام السادة [ الأقباط ] ، تنفيذاً لوصية الرسول الأكـرم .

ثانيـاً : لـقدْ أثـبتّ في مقالات سـابقة ، و بعَدد منَ الأدلّة ، أنّ عُـمْر السيـدة عائشة رضي الله عنهـا ، كـان / 23 / سـنة عند زواجهـا منَ النبيّ صلى الله عليه و سلّم ، و ليْسَ [ طـفلة !!!! ] عُمرهـا / 11 / سـنة ، و هذا أحـد الأدلّـة : 
إنّ أختهـا [ أسـماء ] بنت أبي بكر رضي الله عنهُمـا ، كـانتْ أكـبرُ من اُختهـا [ عائشـة ] رضي الله عنهـا ، ب / 7 / سـنوات .
و قـد توفيّت السيدة [ أسـماء ] عـام / 72 / هجريّة ، عندمـا توفّي ابنُهـا [ عبد الله ابن الزبير ] ، و كـان عُمـرُهـا / 100 / سـنة و هي عمـياء .
إذاً كـان عُمـرُهـا في عـام / 2 هجريّة / أي : [ حين زواج أختهـا عـائشـة ] ، كـان عُمـرهـا / 30 / عـاماً ، 
فإذا أنقصـنا منـه / 7 / سـنوات ، سيكونُ عُمـر السـيّدة عائشة = / 23 / سـنة عند زواجهـا من النبي الكـريم صلى الله عليه و سلّم .

ثـالـثاً : للتأكـيد على أنّ زواج الرسول صلى الله عليه و سلّم ، كـانَ لأسـباب اجتماعيّة تخصّ [ الرسـالة ] فقـط : 
عنـد انتهـاء الرسالة قال لـه اللـه سـبحانه : ( لا يـحلّ لـكَ النسـاءُ منْ بعْـد ... و لو أعجبَكَ حُـسـنهُنّ ) الأحزاب 52 ، فلو بقي على قيْـد الحياة حتى الآن ، لكُـنّا و جـدناهُ عـازبـاً منْذُ / 1400 / عـام ،
_ فهل [ الشهوانيّ ] يقول لنفسـه : ( لا يحلّ لك النساء ..... ) ؟ !!!!! ، عليْهم التفكير يقليل منَ العقلانيّة ، قبل إطلاقهم التُهم جـزافاً ، و جـادليْـهمْ بالتي هي أحـسن و بالمنطق ، و بارك الله بكِ و عليْكٍ . [٢]

٣- خاتم المرسلين التاجر

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم"

فهل كل تلك الوفود التي كانت تأكل ببيت رسول الله وتطهوا لهم النساء الطعام، ويمنع الله الصحابة أن يذهبوا للوليمة مبكرين.....

وأنه من يريد منهم زيادة من الطعام فليطلب من أمهات المؤمنين من وراء حجاب....

فهل بعد كل هذا نقول بفقره؟....

 بل ويصدق ذلك المليارات من البشر المسلمين على مدى أكثر من 1400 سنة فأي مصيبة نحن عليها في البعد عن كتاب الله؟..

بل لا ينحصر أمر الغنى في النبي، بل كان يتعداه لنسائه الأغنياء فيقول تعالى :

"وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير"

فنساء النبي كانت لديهن أموال تستحق فيها زكاة بدليل قوله تعالى "وَآتِينَ الزَّكَاةَ" فمن غير الممكن أن يذكر الله ذلك الأمر لسيدات فقيرات لا يملكن قوت يومهن....

 أو كما تحكي الروايات الفاسدة عن السنة أنهن يمر عليهن الهلال تلو الهلال و لا يوقد في أبيات رسول الله نار.
بما يعني أنهن لم يكن يأكلن طعاما مطهوا [٣]

----------------

[١] المستشار احمد ماهر 


[٢] الباحث علي الكيالي


[٣] المستشار احمد ماهر