التقويم من منظور مختلف بقلم منسي حاتم
التقويم هو نظام زمني يمتاز بقواعد وأسس تعتمد على الفلك ودوران الأرض حول نفسها وحول الشمس والقمر ودورانه حول الأرض الذي يخلق بإذن الله ما نسميه الليل والنهار والفصول الأربعة والشهر والسنة , نتيجة حركة الأجرام السماوية مع الزمن الذي يقاس بالثواني ومنتهياً بالقرون والعصور والدهور .
اليوم يقاس بالدورة الكاملة للأرض حول نفسها إبتداءً من نقطة مع العودة إلى نفس النقطة , وهذه الدورة تحصل خلال فترة زمنية ثابتة تعارف عليها الناس أن يقسموها إلى أربعاً وعشرون وحدة قالوا عنها الساعة وكل ساعة قسمت إلى ستون جزءً أطلق على كل جزء منه الدقيقة وكل دقيقة تتألف من ستون ثانية بحسب ما تعارف عليه الناس في ذلك التقسيم ذو النظام ( الإثنى عشري ) .
السنة لا بد أن تعتمد على دورة الأرض حول الشمس دورة كاملة حتى تكون موسمية تحدد مواسم الزراعة لمعرفة وقت الفلاحة والحصاد وتحدد مواسم الصيد وبالتالي الأشهر الحرم التي حرم الله تعالى فيها الصيد كونها فترة التوالد والإرضاع .
الشمس ضرورية من أجل التقويم ولا يمكن إلغاءه كما هو الحال في التقويم الهجري المطبق في عصرنا الحاضر حين إعتمدنا على الليل والنهار والقمر وأسقطنا الشمس الذي هو العنصر الأهم في التقويم بدليل أن الله وضعها قبل القمر , وبدون الشمس لا يمكن معرفة طول السنة أبداً .. قال تعالى ( وجعل اليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ) ..
نستشف من إحصاء عدد كلمات ( يوم ) في القرآن الكريم البالغة 365 يوماً أن طول السنة عند الله 365 يوماً وليست 345 يوماً كما هو في تقويمنا المطبق .
الشهر النسيء مثل اليوم الكبيس كل 32 شهر قمري يضاف شهر إسمه النسيء على الأشهر وهذا الشهر يعادل دائماً التقويم ويجعل الأشهر القمرية متماشية تماماً ودائماً مع السنة الشمسية وطول الشهر النسيء يكون 30 يوم ويصبح 31 يوم في النسيء الذي يليه وهكذا بالتعاقب .
السنة عند المسلمين إثني عشر شهراً قمرياً 29 – 30 يوماً فتصبح السنة 354 يوماً وبذلك تكون أقصر من السنة العادية بـ 11.24219 يوماً .
الأشهر تتأخر بإستمرار عن أشهر السنة الشمسية ولا تتماشى مع الفصول الأربعة أو مع المواسم السنوية وبذلك لا يمكن الإستفادة منه في الزراعة أو تربية الحيوانات أو في معرفة مواسم الصيد ولا في معرفة الأشهر الحرم التي حرم الله تعالى صيد البر فيها والذي يجب أن يصادف موسم التوالد كذلك معرفة مواسم الحج .
عند العودة إلى أسماء الشهور الهجرية العربية نجد إسمي ربيع أول وربيع ثاني وهذا يدل على أن هذين الشهرين يجب أن يصادفا دائماً وقت الربيع .
لنتأمل كتاب الله ... قال تعالى .
( إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم .. )
تأتي الآية التي بعدها لتقول .
( إنما النسيء زيادة في الكفر يُضَل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ... )
........
نتوقف قليلاً ونتأمل بتركيز ونحن نعلم أن القرآن الكريم قد جمع وكتب عن أربعة مصاحف وزعت في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وما زال مصحف عثمان محفوظاً في متحف إستانبول وتلك المصاحف الأربعة لم تكن مشكلة ومنقطة .
تم تنقيط القرآن في العصر الأموي والعباسي والناس في عصر نزول القرآن لم يكونوا بحاجة للتشكيل لأن القرآن كان مكتوباً بلغتهم التي يعرفون تشكيلها بالسليقة من غير حاجة لمعرفة قوانين وأصول النحو والصرف والإعراب .
لو فكر المسلمين في الموضوع من جديد لوجدوا تناقضاً في معنى الآية إذا تركنا التشكيل على ماهو عليه ( يُضَل ) .. ( يُضَل به الذين كفروا ) ... سنجد أن المعنى بحسب هذا التشكيل لايستقيم فالكافر يمكن أن يُضِل غيره وهذا هو المعقول ولكن لا يعقل أن يُضَل الذي أختار الإضلال وظيفة له في الأرض .... إضافة إلى أن إحدى القراءات السبع قد ورد فيها التشكيل لكلمة .... يُضِل .... متوافقاً مع الطرح
من أروع ما تم تبيانه في الإعجاز العددي في القرآن الكريم هو الرقم ( 19 ) وكيف أن القرآن يساير هذا الرقم ومضاريبه بطريقة إعجازية حقاً .... من هذا الباب نستعرض التالي عددياً .
إضافة إلى أنه لم يسبق القرآن الكريم أن إستخدم فيه الله فعلاً وبناه للمجهول وهو يقصد به ذاته أبداً .
بهذا المفهوم المنطقي يكون إضافة الشهر النسيء كل 32 شهر قمري هو الصحيح وبذلك نرتقي بمفهوم تقويمنا الإسلامي إلى المفاهيم الربانية والتي تتوافق مع منطق العقل وعند تطبيقه سيكون توقيت موسم الحج وشهر الصيام والأشهر الحرم وفق التوقيت السليم .
تأملوا هذه الآية ..
( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا )
وازدادوا تسعاً ( تسعة أعوام هي مجموع الشهر النسيء المضاف بعد كل 32 شهر قمري لعدد 300 عام وعندها يكون تقويمنا متوافقاً مع التقويم المعتمد على السنة الشمسية ) بالتمام والكمال ..!!!!
بدأ التاريخ الهجري ( رسمياً ) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .... متمنياً أن أجد لديكم ما ينسف كامل قناعاتي ...
.... لا أجد ما أختم به أفضل من قوله تعالى .
( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق