أحبتي في الله السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته و أترككم مع السؤال الخامس و جوابه 5 ثم قلت لا زلت بالحق قائلا: ذكرت أن الصحبة لا توجب الجنة في حد ذاتها فمن الصحابة كركرة الذي غل من الغنائم و ظنه الصحابة شهيدا و منهم من مات منتحرا وذكرت أحاديث مثل عثمان بن مظعون عندما قالت الصحابية بعد موته هنيئا له الجنة فقال النبي و ما يدريك(و أنا أتفق مع حضرتك تماما في ذلك و لكننا نناقش عدالتهم أي قبولهم كشهود و رواة و لا علاقة لذلك بمصيرهم في الآخرة فليس من شروط العدالة أن يكون الشخص من أهل الجنة و اقول : كان ينبغي ان نقف طويلا عند تحرير مصطلح العدالة , لنرى هل يطلق هذا المصطلح بإزاء معنيين , يختص احدهما بالصحابة و الاخر بغيرهم ام انه يطلق اطلاقا واحدا بدون تفريق و تمييز بين صاحب و غير صاحب؟ المشهور في حد العدالة انها مَلَكَة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى و المروءة , قال الحافظ في شرح النخبة : و المراد بالتقوى اجتناب الاعمال السيئة من شرك او فسق او بدعةأه و لم يميزوا فيه بين صاحب و غير صاحب , فان كان كذلك فقد سجّل القران العظيم على الوليد بن عقبة بالفسق باتفاق المفسرين في اية الحجرات , و ثبت فسقه بشرب الخمر في ولايته على الكوفة لعثمان رضي الله عنه , و اقيم عليه الحد بسبب ذلك, و ما أتاه بسر بن ارطأة من العظائم و الموبقات لا يخفى و كذا معاوية , و غيرهم وهم قلة , و لم ينفصل علماؤنا من هذه الايرادات الا بخرم قاعدة العدالة بادعاء ان من ثبتت صحبته لم يؤثر الطعن فيه ـ كما قال الحافظ في مروان بن الحكم ـ و قد علق عليه المقبلي في العَلَم الشامخ بالقول : كأن الصحبة نبوة او ان الصحابي معصوم و هو تقليد في التحقيق بعد ان صارت عدالة الصحابة مسلما بها عند الجمهور , و الحق ان المراد بذلك الغلبة فقط , فان الثناء من الله تعالى و رسوله و هو الدليل على عدالتهم لم يتناول الافراد بالنصوصية انما غايته عموم , مع ان دليل شمول الصحبة لمطلق الرائي و نحوه ركيك جدا, ثم قال : فمنهم من علمنا عدالتهم ضرورة و هو الكثير الطيب و لذا قلنا انها غالبية فيهم بحيث يسوغ ترك البحث في احوالهم , و من الصحابة نوادر ظهر منهم ما يخرج عن العدالة فيجب اخراجه كالشارب من العدالة لا من الصحبة و منهم من اسلم خوف السيف كالطلقاء و غيرهم , فمن ظهر حسن حاله فذاك و الا بقي امره في حيز المجهول و هم في حيز الندور , و مع هذا فالعدالة غير العصمة و قد غلا الناس فيمن ثبتت صحبته في التعنت في اثبات العدالة ... فلو نفعت الصحبة نحو بشر بن مروان( قال عدنان هذا سبقُ قلم او تطبيعٌ لا محالة فاين بشر من عهد الرسول و انما هو أبوه مروان بن الحكم و في صحبته اختلاف) او الوليد لتبين لنا ان الصحبة لا يضر معها عمل غير الكفر فتكون الصحبة اعظم من الايمان و يكون هذا اخص من مذهب مقاتل و اتباعه من المرجئة ( يعني لان الايمان يتاثر زيادة و نقصا بالاعمال , فيزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية كما هو مذهب الجمهور, اما الصحبة فلا يؤثر فيها شيئ غير الكفر ) ثم اين احاديث ( لا تدري ماذا احدثوا بعدك) و هي متواترة المعنى ... الم يقل الله تعالى (ان جاءكم فاسق بنبأ) في رجل متيقن صحبته ؟و لم تزل حاله مكشوفة مع الصحبة ... الى ان قال: و النقم بذلك لا يعود على جملة الصحابة بالنقص بل هو تزكية لهم فاياك و الاغترار( قال عدنان و لعل وجه كون ذلك تزكية لهم اننا بتمييزنا مَنْ أَحسَنَ السيرة من الصحابة ممن اساءها نحفظ للمحسنين منهم مزيتهم و نُوفّر حشمتهم, اما لو لم نفعل و ثبت لاحد انحراف احدهم ـ كبسر الذي قال فيه الامام ابو الحسن الدارقطني : بسر بن أرطاة أبو عبد الرحمن له صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه و سلم, و كالوليد بن عقبة و معاوية ـ لطُرّقَ بذلك طريقٌ الى الشك في المحسنين منهم و حاشاهم.أه فالمقصود ان المجروح منهم نادر نادر و منهم من لم يقع الاتفاق اصلا على صحبته كبسر هذا و مروان بن الحكم , و اما معاوية و هو المقصود بالبحث فلم يتفرد برواية شيئ تحق الحاجة اليه, بل عامة ما يرويه شاركه فيه غيره كما بين ذلك الامام ابن الوزير رحمه الله في عواصمه , و ساخصص هذا الموضوع بالبحث المفصل في حينه ان شاء الله تعالى. و ثمت طريقة اخرى مبنية على تعريف اخر للعدالة ارتضاه الصنعاني بعد رده للتعريف المذكور اعلاه عن الحافظ ذاكرا انه ليس تعريفها في اللغة و لا اتى عن الشارع حرف واحد بما يفيدها ,و من رأيه انه تعريف متشدد في العدالة لا يتم الا في حق المعصومين , و أن حصول هذه الملكة في كل راو من رواة الحديث عزيز الحصول لا يكاد يقع, ومن طالع تراجم الرواة علم ذلك وأنه ليس العدل إلا من قارب وسدد وغلب خيره شره ,و هو من اطمأن القلب إلى خبره وسكنت النفس إلى ما رواه, ثم قال : وهذا بحث لغوي لا يُقَلّدُ فيه أهل الأصول وإن تطابقوا عليه فهو مما يقوله الأول ثم يتابعه عليه الآخر من غير نظر.أه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق