نكرر ونردد بلا سند مقولة أن الصلاة عماد الدين، كما نكرر بأن البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله، نكرر هذه الأطروحات وأشباهها دون أن نعطي أنفسنا فرصة للتفكير في مصداقيتها، وحتى لا أكون محل شك من القارئ فالصلاة فريضة لا يجحدها إلا من لا يفهم الإسلام، وهي فريضة لوقتها، فليست على التراخي كمن يجمعون الصلوات، أو أولئك الذين يصرون على عدم صلاة الصبح بموعدها في وقت الفجر فيبدءون يومهم بمعصية الله، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، لكنها مع هذا ليست عماد الدين.
فالدين هو الإسلام وعماده لا إله إلا الله، وهي ليست مقولة، إنما شهادة، تلك الشهادة التي إن تمكنت بالقلب يقينا فإنك لن تجد من يعصى الله، لأن شهادته بالحق على أن الله حق، تجعل له من نفسه واعظا يأمره وينهاه، ووفقا ليقينك بشهادة ألا إله إلا الله يكون سلوكك، وكلما زاد اليقين ازددت حبا للطاعات، وبغضا للمعاصي..
أما الذين ينتظرون الصلاة أن تنهاهم، فهم غالبا يصلُّون صلاة لا تنهاهم، أي صلاة ذات ثمر ضعيف، أو بلا ثمر يمكن معه إصلاح الحياة، نعم هي تكون مقبولة، لكنها بلا ثمر بالحياة، فللصلاة أثر اجتماعي لا يكون لمن ينقرون، ولا للمتعجلين، وإن لم يحرموا الثواب الأخروي.
لذلك فالجذر المركزي للدين وعموده الأساسي هو شهادة ألا إله إلا الله، والله تبارك وتعالى يقول: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19؛ فالعلم بلا إله إلا الله هو الدافع المركزي للطاعة والرضوان، ولا يكون دينك صحيحا إلا به.
ولنتأمل حديث رسول الله r: [ من قال لا إله إلا الله موقنا بها قلبه دخل الجنة ]، فاليقين بها يعني عدم التفلت منها على كل حال.
ولا إله إلا الله هي التي تدفعك للصلاة، وعلى قدر يقينك بأنه سبحانه بيده الملك، وبقدر خضوعك للا إله إلا الله تكون صلاتك.
والصلاة وسيلة وليست غاية، إنما الهدف والغاية هو تحقيق اليقين الحقيقي بفريضة ألاّ إله إلا الله، لذلك ترى بأيامنا هذه من يصلون كثيرا بالمساجد وقلوبهم أمرُّ من الذئاب، وما ذلك إلا لأنهم لم يتهذبوا بحقيقة الإيمان بـ [لا إله إلا الله].
ولقد حذّّر الله أقواما يصلون، لكنهم مكذبون بالدين عمليا، وإن قالوا لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، لأنها لم تكن شهادة إنما كانت قولا، فيقول تعالى:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{3} فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7}.
ولقد دُرِّب الناس على المحافظة على أداء الصلوات وكأن المطلوب هو أداءها في مواعيدها وبخشوع فقط، بينما الأصل الذي أكّد عليه القرءان هو إقامة الصلاة وليس مجرد الأداء الذي يتنطع به الناس فيقيمونها طقسا من الطقوس المجردة من الروح.
وإقامة الصلاة تعني أن نجعلها قائمة داخل الصلاة وخارجها، أي يكون الحاكم لنا في كل أقوالنا وأفعالنا وهو [ إياك نعبد وإياك نستعين ]،فتلكم هي إقامة الصلاة التي حث عليها القرءان، لكن مع هذا نؤكد أن عماد الدين هو شهادة ألا إله إلا الله، أي لا معبود خالق وبيده مقاليد كل شيء وإليه المصير، ثم العمل الصالح بالدرجة الثانية، ثم إقامة الصلاة وليس أدائها فقط،
وآية ذلك الترتيب هو قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة277..
كما أن التمسك بحرفيات ما جاء بالقرءان يسبق الصلاة في الأهمية، إذ لا خير في مصلي ظالم، أو مصلي فاجر؛ لذلك توعد الله المصلين الذين يراءون ويمنعون الماعون بالويل...الخ، وآية سبق التمسك بالقرءان قبل الصلاة هو قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }الأعراف170.
وطبعا تختلف الشهادة لله بالوحدانية عن القول بالوحدانية، فالله يعتمد دينَ فاقدِ النطقِ ويقبله طالما قلبه مُعَلّق بالله، فالأمر ليس قول لا إله إلا الله، إنما هي شهادة لا إله إلا الله بما تعنيه من خضوع وإيمان وعقيدة وطاعة، والمسلم الموحد هو الذي يُقَدّر الله حق قدره ومقداره بأقصى ما يسعه ذلك، والله تعالى يقول:
{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89}؛
فذلك هو الذي يملك عماد الدين،
وعلامة ذلك التملك هو الإخلاص في كل عمل وكل قول ليكون وفق رضوان الله، فالإخلاص هو كل الدين المطلوب، وذلك لقوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5.
لذلك نخلص إلى أن شهادة الوحدانية أولا والتمسك بالكتاب ثانيا ثم عمل الصالحات ثالثا ثم إقامة الصلاة رابعا ويجمع كل ذلك إخلاص ومراقبة لله في كل قول وعمل....فذلكم هو التدين الإسلامي وبغيره يكون العبث.
فالدين هو الإسلام وعماده لا إله إلا الله، وهي ليست مقولة، إنما شهادة، تلك الشهادة التي إن تمكنت بالقلب يقينا فإنك لن تجد من يعصى الله، لأن شهادته بالحق على أن الله حق، تجعل له من نفسه واعظا يأمره وينهاه، ووفقا ليقينك بشهادة ألا إله إلا الله يكون سلوكك، وكلما زاد اليقين ازددت حبا للطاعات، وبغضا للمعاصي..
أما الذين ينتظرون الصلاة أن تنهاهم، فهم غالبا يصلُّون صلاة لا تنهاهم، أي صلاة ذات ثمر ضعيف، أو بلا ثمر يمكن معه إصلاح الحياة، نعم هي تكون مقبولة، لكنها بلا ثمر بالحياة، فللصلاة أثر اجتماعي لا يكون لمن ينقرون، ولا للمتعجلين، وإن لم يحرموا الثواب الأخروي.
لذلك فالجذر المركزي للدين وعموده الأساسي هو شهادة ألا إله إلا الله، والله تبارك وتعالى يقول: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19؛ فالعلم بلا إله إلا الله هو الدافع المركزي للطاعة والرضوان، ولا يكون دينك صحيحا إلا به.
ولنتأمل حديث رسول الله r: [ من قال لا إله إلا الله موقنا بها قلبه دخل الجنة ]، فاليقين بها يعني عدم التفلت منها على كل حال.
ولا إله إلا الله هي التي تدفعك للصلاة، وعلى قدر يقينك بأنه سبحانه بيده الملك، وبقدر خضوعك للا إله إلا الله تكون صلاتك.
والصلاة وسيلة وليست غاية، إنما الهدف والغاية هو تحقيق اليقين الحقيقي بفريضة ألاّ إله إلا الله، لذلك ترى بأيامنا هذه من يصلون كثيرا بالمساجد وقلوبهم أمرُّ من الذئاب، وما ذلك إلا لأنهم لم يتهذبوا بحقيقة الإيمان بـ [لا إله إلا الله].
ولقد حذّّر الله أقواما يصلون، لكنهم مكذبون بالدين عمليا، وإن قالوا لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، لأنها لم تكن شهادة إنما كانت قولا، فيقول تعالى:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{3} فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7}.
ولقد دُرِّب الناس على المحافظة على أداء الصلوات وكأن المطلوب هو أداءها في مواعيدها وبخشوع فقط، بينما الأصل الذي أكّد عليه القرءان هو إقامة الصلاة وليس مجرد الأداء الذي يتنطع به الناس فيقيمونها طقسا من الطقوس المجردة من الروح.
وإقامة الصلاة تعني أن نجعلها قائمة داخل الصلاة وخارجها، أي يكون الحاكم لنا في كل أقوالنا وأفعالنا وهو [ إياك نعبد وإياك نستعين ]،فتلكم هي إقامة الصلاة التي حث عليها القرءان، لكن مع هذا نؤكد أن عماد الدين هو شهادة ألا إله إلا الله، أي لا معبود خالق وبيده مقاليد كل شيء وإليه المصير، ثم العمل الصالح بالدرجة الثانية، ثم إقامة الصلاة وليس أدائها فقط،
وآية ذلك الترتيب هو قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة277..
كما أن التمسك بحرفيات ما جاء بالقرءان يسبق الصلاة في الأهمية، إذ لا خير في مصلي ظالم، أو مصلي فاجر؛ لذلك توعد الله المصلين الذين يراءون ويمنعون الماعون بالويل...الخ، وآية سبق التمسك بالقرءان قبل الصلاة هو قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }الأعراف170.
وطبعا تختلف الشهادة لله بالوحدانية عن القول بالوحدانية، فالله يعتمد دينَ فاقدِ النطقِ ويقبله طالما قلبه مُعَلّق بالله، فالأمر ليس قول لا إله إلا الله، إنما هي شهادة لا إله إلا الله بما تعنيه من خضوع وإيمان وعقيدة وطاعة، والمسلم الموحد هو الذي يُقَدّر الله حق قدره ومقداره بأقصى ما يسعه ذلك، والله تعالى يقول:
{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89}؛
فذلك هو الذي يملك عماد الدين،
وعلامة ذلك التملك هو الإخلاص في كل عمل وكل قول ليكون وفق رضوان الله، فالإخلاص هو كل الدين المطلوب، وذلك لقوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5.
لذلك نخلص إلى أن شهادة الوحدانية أولا والتمسك بالكتاب ثانيا ثم عمل الصالحات ثالثا ثم إقامة الصلاة رابعا ويجمع كل ذلك إخلاص ومراقبة لله في كل قول وعمل....فذلكم هو التدين الإسلامي وبغيره يكون العبث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق