حين إحتدم الصراع بين معسكري معاوية بن أبي سفيان وعلى بن أبي طالب، لجأ معاوية إلى إستخدام حيلة جديدة لم تكن معروفة من قبل عند المسلمين وهي إنشاء جهاز إعلامي مضاد يعمل على نشر الشائعات والدعاية الإعلامية المؤيدة لمعسكر معاوية، وهكذا نشأت ظاهرة القُصّاص وهم أشخاص يتنقلون بين الناس في الأسواق والنوادي وأماكن التجمعات ويقومون بقص الأخبار والأحاديث النبوية على الناس.
الملاحظ في الصراع الدائر بين المعسكرين، أن معظم هذه المرويات المقصوصة كانت مخصصة للطعن في علي وحزبه وللترويج لمعاوية وجماعته، ثم لجأت هذه الجماعات بعد إنتصار معاوية وحزبه إلى الترويج لعقائد تسعى لتثبيت سيطرة الحكم الوراثي الجديد الذي لم يألفه الناس من قبل، وكانت هذه الأطروحات تسمى بعقائد (القدر) ومحتواها أن الحكم والفقر والرزق والظلم أقدار من الله لا يجوز الإعتراض عليها، وكان معاوية يجزل العطاء لهؤلاء القصاصين ولهذا يعتقد بعض المؤرخين أن معاوية هو اول من كون تنظيماً ممنهجاً لبث مرويات على أساس أنها أحاديث نبوية.
ثم كان أن صار لهؤلاء القصّاص أتباع ومريدون وجماعات وتلاميذ. إلا أن الساحة لم تخل من بعض الصحابة من كبار السن والتابعين الذين أخذوا عن بعض الصحابة والذين كانوا أيضاً يحدثون الناس بما سمعوه عن الرسول، وهكذا إختلطت الاحاديث المزورة بالأحاديث الصحيحة، ثم كان أن تكونت معالم مدرسة فقهية فيما بعد تقوم أساساً على اخبار المرويات والتي عرفت بمدرسة أهل الحديث.
وكان المعتزلة أشد خصوم أتباع مدرسة أهل الحديث لعلمهم بإختلاط الحق بالباطل في مروياتهم أولاً، وثانياً لأنهم (أي أهل الحديث) جعلوا مروياتهم هذه حجة على كتاب الله، بل وتجرأوا ان يشطبوا ببعضها بعض أهم محاور الدين الرئيسية، ولهذا سموهم بالحشوية أوأهل الحشو.
يقول الجاحظ في رسالة "نفي التشبيه" صفحة 206 على لسان واصل بن عطاء "مؤسس فرقة المعتزلة" عن أتباع هؤلاء (يقول واصل: ما إجتمعوا إلا ضروا وما تفرقوا إلا نفعوا، قيل له قد عرفنا مضرة الإجتماع فما منفعة الإفتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى طينه، والحائك إلى حياكته، والملاح إلى ملاحته، والصائغ إلى صياغته وكل إنسان إلى صناعته).
ويقول الجاحظ في نفس الرسالة صفحة 207 على لسان عمر بن عبد العزيز ( وكان عمر بن عبد العزيز إذا نظر إلى اهل الحشو قال: قبح الله هذه الوجوه لا تعرف إلا عند الشر).
ويقول الجاحظ كذلك في نفس الرسالة مخاطباً أهل الحديث ( ثم يصول احدهم على شتمه ويسالم من شتم ربه ويغضب على من شبه اباه بعبده ولا يغضب على من شبه الله بخلقه ويزعم أن في أحاديث المشبهة تأويلاً ومخارج وأنها حق وصدق..فيكون لشهادته بصحة أحاديثهم مقراً فيصير فيما يدعي من خلاف تأويلهم مدعياً، ولوكانت هذه الأحاديث كلها حقاً لكان قول رسول الله (ص) "سيفشوا الكذب بعدي فما جاءكم من حديث فإعرضوه على كتاب الله" باطلاً!)
ويقول كذلك الجاحظ في نفس الرسالة صفحة 209 في معرض وصفه لأحوال اهل الحشو ( ولقد كانوا يتكلون على السلطان والقدرة، وعلى العدد والثروة، وعلى طاعة الرعاع والسفلة)
الملاحظ في الصراع الدائر بين المعسكرين، أن معظم هذه المرويات المقصوصة كانت مخصصة للطعن في علي وحزبه وللترويج لمعاوية وجماعته، ثم لجأت هذه الجماعات بعد إنتصار معاوية وحزبه إلى الترويج لعقائد تسعى لتثبيت سيطرة الحكم الوراثي الجديد الذي لم يألفه الناس من قبل، وكانت هذه الأطروحات تسمى بعقائد (القدر) ومحتواها أن الحكم والفقر والرزق والظلم أقدار من الله لا يجوز الإعتراض عليها، وكان معاوية يجزل العطاء لهؤلاء القصاصين ولهذا يعتقد بعض المؤرخين أن معاوية هو اول من كون تنظيماً ممنهجاً لبث مرويات على أساس أنها أحاديث نبوية.
ثم كان أن صار لهؤلاء القصّاص أتباع ومريدون وجماعات وتلاميذ. إلا أن الساحة لم تخل من بعض الصحابة من كبار السن والتابعين الذين أخذوا عن بعض الصحابة والذين كانوا أيضاً يحدثون الناس بما سمعوه عن الرسول، وهكذا إختلطت الاحاديث المزورة بالأحاديث الصحيحة، ثم كان أن تكونت معالم مدرسة فقهية فيما بعد تقوم أساساً على اخبار المرويات والتي عرفت بمدرسة أهل الحديث.
وكان المعتزلة أشد خصوم أتباع مدرسة أهل الحديث لعلمهم بإختلاط الحق بالباطل في مروياتهم أولاً، وثانياً لأنهم (أي أهل الحديث) جعلوا مروياتهم هذه حجة على كتاب الله، بل وتجرأوا ان يشطبوا ببعضها بعض أهم محاور الدين الرئيسية، ولهذا سموهم بالحشوية أوأهل الحشو.
يقول الجاحظ في رسالة "نفي التشبيه" صفحة 206 على لسان واصل بن عطاء "مؤسس فرقة المعتزلة" عن أتباع هؤلاء (يقول واصل: ما إجتمعوا إلا ضروا وما تفرقوا إلا نفعوا، قيل له قد عرفنا مضرة الإجتماع فما منفعة الإفتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى طينه، والحائك إلى حياكته، والملاح إلى ملاحته، والصائغ إلى صياغته وكل إنسان إلى صناعته).
ويقول الجاحظ في نفس الرسالة صفحة 207 على لسان عمر بن عبد العزيز ( وكان عمر بن عبد العزيز إذا نظر إلى اهل الحشو قال: قبح الله هذه الوجوه لا تعرف إلا عند الشر).
ويقول الجاحظ كذلك في نفس الرسالة مخاطباً أهل الحديث ( ثم يصول احدهم على شتمه ويسالم من شتم ربه ويغضب على من شبه اباه بعبده ولا يغضب على من شبه الله بخلقه ويزعم أن في أحاديث المشبهة تأويلاً ومخارج وأنها حق وصدق..فيكون لشهادته بصحة أحاديثهم مقراً فيصير فيما يدعي من خلاف تأويلهم مدعياً، ولوكانت هذه الأحاديث كلها حقاً لكان قول رسول الله (ص) "سيفشوا الكذب بعدي فما جاءكم من حديث فإعرضوه على كتاب الله" باطلاً!)
ويقول كذلك الجاحظ في نفس الرسالة صفحة 209 في معرض وصفه لأحوال اهل الحشو ( ولقد كانوا يتكلون على السلطان والقدرة، وعلى العدد والثروة، وعلى طاعة الرعاع والسفلة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق