الأربعاء، 28 يناير 2015

علي الكيلاني - تصنيفات الايمان (الذكر و الأنثى)

1 _ المرتبة الأدنى : ( المسلمين و المسلمات ) ، الذين يُؤدّون شعائر الإسلام فقط ، و هُم الغالبية العُظمى ، و لا يوجد في كلّ القرآن الكريم آيةً تقول : [ يا أيُهـا الذينَ أسلموا ] ، و الإسلامُ أدنى مرتبةً من الإيمان لقوله تعالى : ( لـمْ تُـؤمنـوا ، و لكنْ قولوا : أسْلمْنـا ) الحجرات 14 .

2 _ المرتبة الأعلى : ( المـؤمنينَ و المـؤمنات ) ، و هذه الفئة هي التي يُخاطبُهـا الله دومـاً : ( يا أيُهـا الذين آمنوا ) ، و هُم الذين يُحقّقون [ الشروط التسعة الواردة في الآية 112 من سورة التوبة ] و قد ذكرناها سابقاً .

3 _ المرتبة الأعلى : ( القـانتين و القانتـات ) ، و [ القنوتُ ] ليس [ دُعاءً أو صلاةً فقط ] ، و لكنّ القُنوت هو : [ الطـاعة المُطلقة مع الرضـا التامّ ] ، و هذا مَـا طالبَتْ الملائكة الكرام إلى مرْيَم عليهـا السلام : ( يا مَرْيَمُ اقنتي لربّك ) آل عمران 43 ، و هذا مَـا طـالبَ به الله سبحانه نساء النبيّ رضي الله عنهُنّ جميعاً و أرضاهُن : ( و مَنْ يقْنُتْ منكُنّ لله و رسوله و تعْمل صالحاً نؤتهـا أجْرهـا مرّتين ) الأحزاب 21 ، و قد وصلتْ مريمُ إلى مرتبة [ القنوت ] قال تعالى عنهـا : ( و كـانتْ منَ القانتين ) التحريم 12 ، و نُلاحظُ أنّه قال ( منَ القانتين ) و لـم يقُلْ : [ منَ القانتات ] ، أيْ : بدّل صيغةَ المؤنث بصيغة المذكّر ، و السـبب : لأنّ [ عدد ] القانتين [ قليلٌ جداً ] بين المؤمنين ، 
مع أنّ كلمة [ القانتات ] موجودةٌ في القرآن ، خاصّةً في هذه الآية التي نُناقشُهـا الآن . 
و الزوجـةُ [ الصـالحة ] هي التي تُحقّق [ القُنوت ] لقوله تعالى : ( فالصـالحاتُ قانتاتٌ حافظاتٌ للغيْب ) النساء 34 .

4 _ المرتبة الأعلى : ( الصـادقين و الصـادقـات ) ، و هُم الذين تنطبق عليهم شروط هذه الاية الكريمة : ( لـكنّ البـرّ : مَنْ آمنَ بالله و اليوم الآخـر و المـلائكة و الكتاب و النبيّيـن ، و آتى المـالَ على حبّـه ذوي القُربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب ، و أقامَ الصلاة و آتي الزكـاة ، و الموفون بعهْدهم إذا عاهدوا ، و الصابرين في الباساء و الضَـرّاء و حينَ البـأس ، أولائكَ - الـذينَ صـدقوا ) البقرة 177 .

5 _ المـرتبة الأعلى : ( الـصـابرين و الصَــابرات ) 
و من هذه المرتبة كان [ أيّوب ] عليه السلام : ( إنّـا وجدْنـاهُ صـابراً ، نعْـمَ العبـد إنّـه أوّاب ) ص 43 ، و يجب التمييز بين درجـات الصـبْر : 
قال تعالى : ( يـا أيّهـا الذين آمنوا اصْـبروا و صَـابروا ) آل عمران 200 ، و قال : ( فاعبدْهُ و اصْـطـبرْ لـعبادته ) مريم 65 ، فدرجات الصبْر هي :
_ التصـبّر : و هو الصـبْر بتكلّف و الشعور بالضيق و المَلَل و هو أدنى الدرجات 
_ الصـبْر : و هو الحـالة الوسطى ، حيث الصبْر بصمْت و هدوء و تحمّل 
_ الصَبر الجميل : و هو الصفة الأساسيّة للشخْص بحيث يكون منْ طبيعته الصبْر ، و بدون شكوى ، و هذه الدرجة وصَل إليْهـا [ يعقوب ] عليه السلام : ( فصَـبْرٌ جميـل ) يوسف 18 .
أمّـا [ أعلى درجات الصبْر ] على الإطلاق ، فقد وصَل إليهـا من كلّ البشريّة : / 5 / رُسُل كرام عليهم صلاة الله و سلامه ، و هُم [ أولوا العَـزْم ] : ( نـوح ، إبراهيم ، موسـى ، عيسـى ، و سيّد أولي العَزم هو : مُحمّد ] ، فقال تعالى لـه : ( فاصْـبرْ كَمـا صَـبَر أولـوا العـزْم منَ الرُسُـل ) الأحقاف 35 .

_ و الصـبْر : هو الشرْطُ الرئيس لدخول الجنّـة: ( و مَـا يُلقّـاهـا إلاّ الصــابرون ) القصص 80 .

6  _ المـرتبة الأعلى : ( الخاشعينَ و الخاشـعات ) :
و منهُم مجموعةٌ منَ الأنبياء و الرسُل الكرام ، ذكَرَهُم الله في سورة الأنبياء ، و هُم : [ موسى ، هارون ، إبراهيم ، لوط ، أسحاق ، يعقوب ، نوح ، داوود ، سليمان ، أيوب ، اسماعيل ، إدريس ، ذو الكفْل ، يونس ، زكريّا ، يحي ، مريم ، عيسى ] فقال تعالى عنهُم : ( و كـانوا لنـا خاشعين ) الأنبياء 90 .

7 _ المـرتبة الأعلى : ( المُتصـدّقينَ و المُتصـدّقات ) :
و هُم الذين : ( يُنفقون أموالـهُم بالليل و النهـار سـرّاً و عـلانية ) البقرة 74 ، فهو ليْس مـال [ الزكـاة ] ، 
فهُم [ يُعطون المـال بـلا مُقابل ] لهذه الفـئات منَ الناس : ( ذوي القربى ، و اليتامى ، و المساكين ، و ابن السـبيل ، و السـائلين ، و في الرقاب ) البقرة 177 ، و هذا ليْسَ مـال الزكـاة ، لأنّ الآية الكريمة تقول بعْد ذلك : ( و أقـام الصـلاة ، و آتى الزكـاة ) البقرة 177 ، فالزكـاة هي [ للبُخـلاء ] منَ المسلمين .

8 _ المـرتبة الأعلى : ( الصـائمين و الصـائمات ) 
المقصود هنـا : [ الصـوم ] بحرف _ الواو _ و ليس : [ الصيام ] بحرف _ الياء _ لأنّ [ الصـيام ] يأتي مع المـرتبة الأولى : ( المسلمين و المسلمات ) لأنّه رُكْنٌ منْ أركان الإسلام ، و هو في شهْر رمضان .
و [ الصــوم ] : هنـا معناه [ قوْل الحـقّ ] مع الآخرين ، و يأتي [ الصوم ] مع كلّ أيّام السنة ، مثلمـا فعلتْ مرْيَم عليهـا السلام التي كانت تأكُلُ و تشْرب ، و قالت للناس : ( إنّي نذرْتُ للرحمن صـومـاً ) مريم 26 ، و بتحقيق [ الصـوم ] يتخلّص المجتمع منَ الكثير منَ المشكلات و الخلافات ، و لكن مع [ الصـيام ] نجد ازدياد المشكلات في المجتمع ، بحجّة [ الصيام ] و ضيق الخُلُق !!!! 

9  _ المـرتبة الأعلى : ( الحافظين فُروجهُم و الحـافظات ) 
نُلاحظُ أن الآية الكريمة تقول ( الحافظين ) و لمْ تقُلْ : [ المُمسكين ] مثلاً ، لأنّ [ الحفْظ ] أقوى و أشمل ، فالذي [ يحفظُ ] فرجه ، فإنّه [ يحفظه ] حتى منَ الأمراض السارية مثل [ الإيدز ] ، و لذلك تقول الآيات عن الذين يُمارسون الجنس خارج إطـار العلاقات الزوجيّة أنّهُم [ عادون ] و ليس [ مُعتدون فقط ] ، فكلمة [ عادون ] تدلّ على شموليّة العدوان ، مثل العدوان على النفْس و على الآخرين و على المجتمع ..... ، فقال تعالى : ( و الذين هُم لفروجهم حافظون ،إلاّ على أزواجهم أو مـا مَلَكتْ أيمانُهُم ، فإنّهُم غيرُ مَلومين ، فَمَن ابتغى وراء ذلك ، فأولائكَ هُـمُ : العَــادون ) المؤمنون 5 / 7 ، 
و لذلك ربط [ الحافظون ] لفروجهم مع [ المؤمنين ] و ليس [ المسلمين ] . 

10 _ أعلى المـراتب : ( الذاكرين الله كثيراً و الذاكـرات ) 
و هي أعلى مـراتب الإيمـان ، لذلك كان [ اُسوتُهُم الحسنة ] إمامُ المرسلين صلى الله عليه و على آله و أصحابه أجمعين ، ففي ذات سورة الأحزاب ، يقول تعالى : ( لقَد كان لكُم في رسول الله اُسْوةٌ حَسنة ، لِمَـن كانَ يرجو الله و اليوم الآخـر و ذَكَـرَ الله كـثيراً - ) الأحزاب 21 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق