الاثنين، 23 سبتمبر 2013

عمر القادري- في سب معاوية و بني أمية لعلي بن أبي طالب

أولا الروايات التي جاءت في إثبات سب معاوية لعلي بن أبي طالب:
قبل أن أورد الروايات، أحب أن أنبه أن كثيرا من الروايات استفدتها من بحث لأخي أمين الحدا، وقد 
حاولت الاختصار قدر الإمكان، تاركا العديد من الروايات المكررة، والحوادث المشهورة جدا كمقتل 
حجر بن عدي، كما أنبه أن هناك خطأ كبير يقع به الكثير من طلبة العلم، وهي معاملة النصوص 
التاريخية معاملة الحديث النبوي
فالكل يعلم أن علم الجرح والتعديل ما وضع إلا من أجل حماية الحديث الشريف، وقد وضعت له شروطا مشددة حماية لجناب التشريع
ورغم أن علم الجرح والتعديل فيه مافيه وليس علما مقدسا.

وقد نقل عن أحمد أن الحديث إذا كان في الحلال والحرام تشددنا وإن كان في الفضائل تساهلنا، والقول المشهورة عنه (ثلاثة ليس لها أصل التفسير والملاحم والمغازي) ومن باب أولى ما يكون التساهل في روايات تاريخية وليست بأحاديث نبوية تم نقلها عن طريق رواة ثقات وأئمة في زمنهم، مع الأخذ في الاعتبار أيضا كثرة الشواهد لهذه الروايات، فالباحث سيجد أن كثير من تلك الروايات مروية بطرق عديدة، ويصعب حصرها في هذا المختصر.
أولى تلك الروايات التي تثبت بأن معاوية كان يسب عليا، ماجاء في تاريخ ابن جرير 3:113 والبداية والنهاية لابن كثير 7:284 أنمعاوية كان يلعن في قنوته عليا وحسنا وحسينا وابن عباس والأشتر

والرواية الثانية ما جاء في سنن ابن ماجة برقم 121 وابن أبي شيبة برقم 32078 عن ابن سابط عن سعد قال: قدم معاوية في بعض حجاته  فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية فغضب سعد...الخ وقد صححه الألباني قال العلامة السندي في شرح سنن ابن ماجة فنال منه أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما قيل في مسلم والترمذي
الرواية الثالثة ماجاء في شروط الصلح بينه وبين الحسن وفيه:ألا يسب علي فلم يجب، فقال:لايسب وهو يسمع، ذكره ابن كثير في البداية  وابن الأثير في الكامل ونقله ابن سعد الذهبي في السير ورواه ابن عساكر وابن الوردي في تاريخه
(وكان الذي طلب الحسن من معاوية أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة، ومبلغه خمسة آلاف ألف، وخراج دار ابجرد من فارس وأن لا يشتم علياً، فلم يجبه إلى الكف عن شتم علي، فطلب أن لا يشتم وهو يسمع، فأجابه إلى ذلك ثم لم يف له به أيضاً) الكامل في التاريخ 2/108
الرواية الرابعة ماجاء في سير أعلام النبلاء عندما خطب الحسن بعد صلحه مع معاوية وقال: إنا قد أعطينا معاوية بيعتنا، ورأينا أن حقن الدماء خير (وما أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) وأشار بيده إلى معاوية فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل
ونختم بالرواية الخامسة والتي جاءت في بغية الطلب في تاريخ حلب 3/214 في حديثه عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري (وهو كان على مقدمة علي يوم صفين وهو الذي خاصم الخوارج يوم النهروان وهو الذي قال لمعاوية حين سب عليا كف يامعاوية عن سب علي في الناس فقال معاوية ماأقدر على ذلك منهم فقال أبو أيوب والله لاأسكن أرضا أسمع فيها سب علي

ثانيا: الروايات التي جاءت في إثبات أن علي كان يسب في مجالس معاوية
بعد أن تطرقنا لروايات مخصوصة في سب معاوية لعلي بن أبي طالب عليه السلام
سأورد اليوم الرويات التي تثبت أن علي بن أبي طالب كان يسب في مجالس معاوية، ولم يكن ينهى عن ذلك !!
ومن المعلوم أنه إذا قام أحد بسب شخص محبوب لديك فأنت ستنكر عليه ولن ترضى بذلك، خصوصا إذا علمنا أن هذا الشخص كان ملك المسلمين في ذلك الوقت، فمن غير المعقول أن يسب هذا الشخص أمام الملك وهو عاجز لا يستطيع أن يرد، إلا إن كان راضيا بذلك.
الرواية الأولى: (أن الحسن بن علي قال لمعاوية بن حديج: أنت الشاتم عليا عند ابن آكلة الأكباد) ابن سعد في الطبقات تحقيق السلمي 1:291
وأخرجه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما ضعيف 3:91،81 ورواه الهيثمي في المجمع 9:131، ونحوه في المستدرك رقم 4669 (صحيح الإسناد ولم يخرجاه(
الرواية الثانية في مسند أحمد 30:38 أن بريد بن علي دخل على معاوية فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يامعاوية أتأذن لي في الكلام؟ فقال نعم-وهو يرى أنه سيتكلم يمثل ماقال الآخر- فقال بريدة:سمعت النبي يقول(إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة) قال ترجوها أنت يامعاوية ولا يرجوها علي! وقد علق السندي في حاشيته على قوله (فإذا رجل يتكلم) بقوله: أي بكلام مكروه في شأن علي، وقد أورده الهيثمي في المجمع، وذكر المناوي في فيض القدير بأن الحافظ العراقي حسنها
الرواية الثالثة أوردها ابن أبي عاصم في كتاب السنة بسنده عن عبدالرحمن البيلماني قال: كنا عند معاوية فقام رجل فسب علي بن أبي طالب وسب وسب
فقام سعيد بن زيد فقال: يامعاوية ألا ترى يسب عليا بين يديك ولاتغير)
الرواية الرابعة رواها ابن خيثمة في تاريخه برقم2819 أن ربيعة الجرشي قام عند معاوية يسب علي بن أبي طالب فقام سعد فقال:أيسب هذا عليا وأنت ساكت وقد سمعت رسول الله يقول له أنت مني بمنزلة هارون من موسى
الرواية الخامسة ورواها الضياء المقدسي ضمن الأحاديث الصحيحة التي اختارها في كتابه الأحاديث المختارة برقم 948 بسنده عن ربيعة الجرشي قال: ذكر علي عند معاوية وعنده سعد بن أبي وقاص فقال سعد أيذكر علي عندك؟! إن له مناقب أربعا لأن تكون في واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا....
الرواية السادسة  وقد أوردها الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء 1/95 (حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عاصم أنبأنا حصر 1 عن هلال بن يساف عن عبدالله بن ظالم المازني قال لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة قال فأقام خطباء يقعون في علي وأنا إلى جنب سعيد بن زيد قال فغضب فقام فأخذ بيدي فتبعته فقال ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة)
الرواية السابعة وقد وردت في المعجم الكبير 1/238 للطبراني برقم   653(حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ثنا عمرو بن شيبة حدثني محمد بن عقبة حدثني محمد بن حرب الهلالي عن عيسى بن يزيد قال : استأذن الأشعث على معاوية رحمه الله بالكوفة فحجبه مليا وعنده ابن عباس و الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال : أعن هذين حجبتني يا أمير المؤمنين ؟ تعلم أن صاحبهما جاءنا فملأنا كذبا يعني عليا(

ثالثا: الروايات التي تثبت بأن معاوية كان يأمر بسب علي وخصوصا من ولاته

الرواية الأولى هي ماجاءت في صحيح مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أمر معاوية سعدا فقال مامنعك أن تسب أبا تراب .... الحديث
قال ابن تيمية في منهاج السنة 5:42 (وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب) فهذا يعني إقرار ابن تيمية بذلك ومما يؤكد هذا المعنى ما زاده الحاكم في مستدركه على هذا الحديث (قال: فلا والله ماذكره معاوية حتى خرج من المدينة(
وقد أكد على هذا المعنى السندي في حاشيته على ابن ماجة 1:108 فنال منه: أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما قيل في مسلم
ومما يؤكد أيضا هذا المعنى ماذكره العلامة الكاندهلوي في كتابه حياة الصحابة: قول سعد: لو وضع المنشار في مفرقي ما سببته أبدا
وأخرج أبو يَعْلَى عن أبي بكر بن خالد بن عُرْفْطة أنه أتى سعد بن مالك رضي الله عنه فقال: بلغني أنكم تُعرَضون على سبِّ علي بالكوفة فهل سببته؟ قال: مَعاذ الله والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئاً لو وُضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً. قال الهيثمي : إسناده حسن.
(الكلام أيضا للكاندهلوي) وقوع معاوية في علي وامتناع سعد عن ذلك
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال له: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً رضي الله عنهم فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أمَّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وخلَّفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله أتخلِّفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبي بعدي"
وعند أبي زُرْعة الدمشقي عن عبد الله بن أبي نَجِيح عن أبيه قال: لما حج معاوية أخذ بيده سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه، فطف نطف بطوافك. قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره، ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه. فقال أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه؟ والله لأن يكون فيَّ إحدى خلاله الثلاث أحب إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس
وقد ذكر هذه الرواية أيضا ابن جرير الطبري
كما أكد على هذا المعنى السابق المحدث مقبل الوادعي في كتابه تحفة المجيب ص6 (ودعا بعض الأمويين سعد بن أبي وقاص ليسب عليا فما فعل....)
الرواية الثانية جاءت في كتاب يحبونه هو سير أعلام النبلاء للذهبي حيث قال: وقيل إن رسول معاوية عرض عليهم (يعني أصحاب حجر) البراءة من رجل
الرواية الثالثة ذكرها ابن جرير في تاريخه 6:141 وابن الأثير في الكامل 3:326 أن معاوية لما ولى المغيرة على الكوفة قال: ولست تاركا إيصاءك  ولست تاركاً إيصاءك بخصلة: لا تترك شتم علي وذمه
الرواية الرابعة رواها الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه الإشراف في منازل الأشراف رقم 416: لما قدم معاوية عرض الناس على سب علي....
الرواية الخامسة ذكرها ابن قتيبة الدنيوري في كتابه عيون الأخبار 1:23 (قال معاوية لشداد بن عمرو بن أوس: قم فاذكر عليا فتنقصه(
وقد أكد هذا المعنى ابن تيمية في مجموع الفتاوى 1:389 (بخلاف سب علي فإنه كان شائعا في أتباع معاوية) كما ذكر في منهاج السنة النبوية 7:137 عن علي (فإن كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه) وفي هذا دليل على أن أتباع معاوية يسبون علي بن أبي طالب فلهذا أصبح معاوية مؤسس مذهب النصب، فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3:128 (وخلف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ويفضلونه ... وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة، وعدد كثير من التابعين والفضلاء وحاربوا معه أهل العراق ونشأوا على النصب، نعوذ بالله من الهوى(
الرواية السادسة: (قال : وأخبرني يحيى بن أيوب ، عن يحيى بن سعيد ، قال : كتب زيد بن ثابت ، إلى معاوية بن أبي سفيان عام الحكمين أن انه شيعتك (1) عن شتم الناس ) الجامع لابن وهب 1/333
تلك بعض الروايات التي جاءت في سب معاوية لعلي وإيصائه بذلك
كما أن هناك الكثير من الروايات التي جاءت في إثبات حادثة السب من قبل ولاة بني أمية ومنها:
جاء في المستدرك على الصحيحين 1/541 في الحديث رقم 1419  (حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا رجاء بن محمد العذري ثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين ثنا شعبة عن مسعر عن زياد بن علاقة عن عمه : أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب فقام إليه زيد بن أرقم فقال : يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن سب الأموات فلم تسب عليا و قد مات)  هذا حديث صحيح على شرط مسلم
ولما ولي المغيرة الكوفة استعمل كثير بن شهاب على الري، وكان يكثر سب علي منبر الري
ذكر ولاية بسر على البصرة
في هذه السنة ولي بسر بن أبي أرطأة البصرة.
وكان السبب في ذلك أن الحسن لما صالح معاوية أول سنة إحدى وأربعين وثب حمران بن أبان على البصرة فأخذها وغلب عليها، فبعث إليه معاوية بسر ابن أبي أرطأة وأمره بقتل بني زياد بن أبيه، وكان زياد على فارس قد أرسله إليها علي بن أبي طالب، فلما قدم بسر البصرة خطب على منبرها وشتم علياً ثم قال: نشدت الله رجلاً يعلم أني صادق إلا صدقني أو كاذب إلا كذبني. فقال أبو بكرة: اللهم إنا لا نعلمك إلا كاذباً. قال: فأمر به فخنق. فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه) الكامل في التاريخ 2/111
 وجاء في مروج الذهب 1/359  (وقد كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لَعْنِ علي، فمن أبى ذلك عرضه على السيف)
وجاء في تاريخ دمشق 42/18 (أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر أنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري نا الصولي نا أبو علي هشام بن علي العطار ناعمر بن عبيد الله التيمي نا حفص بن جميع حدثني سماك بن حرب قال قلت لجابر إن هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي قال وما عسيت أن تشتمه به قال أكنيه بأبي تراب قال فوالله ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب)
كما جاء فيه (57/248) نا ابن أبي خيثمة نا إبراهيم بن المنذر نا يعقوب بن جعفر بن ابي كثير عن مهاجر بن مسمار أخبرتني عائشة ابنة سعد أن مروان بن الحكم كان يعود سعد بن أبي وقاص وعنده أبو هريرة وهو يومئذ قاضي لمروان بن الحكم فقال سعد ردوه فقال أبو هريرة سبحان الله كهل قريش وأمير البلد جاء يعودك فكان حق قال ممشاه عليك أن ترده فقال سعد ائذنوا له فلما دخل مروان وأبصره سعد بوجهه تحول عنه نحو سرير ابنته عائشة فأرعد سعد وقال ويلك يا مروان إنه طاعتك يعني أهل الشام على شتم علي بن أبي طالب فغضب مروان فقام وخرج مغضبا.
جاء في مصنف ابن أبي شيبة مصنف ابن أبي شيبة 7/474 (حدثنا محمد بن بشر قال ثنا صدقة بن المثني قال : سمعت جدي رباح بن الحارث يذكر أنه شهد المغيرة بن شعبة وكان بالكوفة في المسجد الاكبر ، و كانوا أجمع ما كانوا يمينا وشمالا حتى جاء رجل من أهل المدينة يدعى سعيد بن زيد بن نفيل ، فرحب به المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير ، فبينا هو على ذلك إذ دخل رجل من أهل الكوفة يدعى قيس بن علقمة ، فاستقبل المغيرة فسب فسب ، فقال له المدني : يا مغير بن شعب ، من يسب هذا الشاب ، قال : سب علي بن أبي طالب ، قال له مرتين : يا مغير بن شعب ! ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير)
كما جاء في مجمع الزوائد عدة روايات تفيد بذلك منها:
14739- وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك فقال: بلغني أنكم تعرضون علي سب علي بالكوفة، فهل سببته؟ قال: معاذ الله، والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئاً لو وضع المنشار على مفرقي ما سبتته أبداً. رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
14740 وعن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيُسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ قلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سب علياً فقد سبني". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة.
14744 وعن أبي كثير قال: كنت جالساً عند الحسن بن علي فجاءه رجل فقال: لقد سب عند معاوية علياً سباً قبيحاً رجل يقال له: معاوية بن حديج، فلم يعرفه قال: إذا رأيته فائتني به. قال: فرآه عند دار عمرو بن حريث فأراه إياه قال: أنت معاوية بن حديج؟ فسكت فلم يجبه ثلاثاً ثم قال: أنت الساب علياً عند ابن آكلة الأكباد؟ أما لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمراً حاسراً عن ذراعيه، يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم.) وقد سبق وأن ذكرناها عن ابن سعد
وأما الروايات التي جاءت في أن علي بن أبي طالب يسب في المنابر وفي الأندية كثيرة، سأورد مارواه ابن عساكر في تاريخه رغم أن فيه نصبا: (عن أبي عبد الله الجدلي قال قالت لي أم سلمة أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فيكم على المنابر قال قلت وأي ذلك قالت أليس يسب علي ومن يحبه فأشهد أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يحبه(.
عن أبي إسحاق السبيعي (قال: حججت أنا وغلام فمررت بالمدينة فرأيت الناس عنقا واحدا فاتبعتهم فأتوا أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فسمعتها وهي تقول يا شبث بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أمة فقالت أيسب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في ناديكم فقال إنا نقول شيئا نريد عرض هذه الحياة الدنيا فقالت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول من سب عليا فقد سبني ومن سبني سب الله ).
وما قصة حجر بن عدي والروايات التي جاءت في سبب قتله، وهي أنه أمر بسب علي فرفض، فتم قتله بأمر من معاوية، والروايات في هذه كثيرة مستفيضة، لا داعي لذكرها.

رابعا: الروايات التي جاءت في سب بني أمية عموما لعلي بن أبي طالب

في تاريخ الإسلام للذهبي (3/461) قال مروان: ماكان في القوم أدفع عن صاحبنا من صاحبكم يعني عليا
عن عثمان، قال: فقلت مابالكم تسبونه على المنابر قال لايستقيم الأمر إلا بذلك، رواه ابن خيثمة
روى ابن عبدالبر في الاستيعاب عن عامر عن عبدالله ابن الزبير أنه سمع ابنا له ينتقص عليا فقال:يابني إياك والعودة إلى ذلك فإن بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك إلا رفعة
في البداية والنهاية لابن كثير (وحج بالناس في هذه السنة أمير المؤمنين هشام بن عبدالملك ..وتلقاه  فيمن تلقاه سعيد بن عبدالله بن الوليد بن عثمان بن عفان فقال له: ياأمير المؤمنين إن أهل بيتك في  مثل هذه المواطن الصالحة لم يزالوا يلعنوا أبا تراب فالعنه أنت أيضا قال أبو الزناد فشق ذلك عليه
والتي جاءت في منع عمر بن عبدالعزيز السب كثيرة جدا وقيلت فيها الأشعار راجع تاريخ دمشق 50/96   كان لايقوم أحد من بني أمية إلا سب عليا فلم يسبه عمر فقال كثير: وليت فلم تشتم عليا ولم تخف ...بريئا ********ولم تقبل إشارة مجرم
وجاء في طبقات ابن سعد أن الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبدالعزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه
وروى الحافظ أبونعيم في حلية الأولياء بسنده عن جعوانة قال:كان لايقوم أحد من بني أمية إلا سب عليا
وجاء في ترجمة أسيد بن كرز 
 (أسيد بن كرز القسري بالفتح أيضا ذكره ابن منيع وقد تقدم نسبه في أسد وهو جد خالد بن عبد الله القسري وقيل : أسد وهو الصحيح وروى خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسيد عن أبيه عن جده أسيد بن كرز وكان خالد ممدحا ؛ إلا أنه كان يبالغ في سب علي فقيل : كان يفعله خوفا من بني أمية وقيل غير ذلك وكان أمير العراق لهشام بن عبد الملك بن مروان) أسد الغابة 1/57
قوله لعمرو بن سعيد هو عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق لطيم الشيطان ليست له صحبة وعرف بالأشدق لأنه صعد المنبر فبالغ في شتم علي رضي الله تعالى عنه فأصابه لقوة ولاه يزيد بن معاوية المدينة 
عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 16/65
وكان نزل بها جرير بن عبد الله البجلي، وعدي بن حاتم الطائي، وحنظلة الكاتب، لما أظهر بنو أمية شتم الصحابة رضوان الله عليهم أنه يحيى بن طالب الحنفي، وكان مولى لقريش باليمامة، وأنه خرج إلى خراسان هاربا من الدين. معجم البلدان 4 / 64. الأنساب للسمعاني 4/476
وجميع تلك الروايات تظهر أن واقعة السب منتشرة ومشهورة لاينكرها إلا جاهل مغالط للتاريخ
ومن العجيب أن بني أمية نشأوا الكثير من البلدان على السب، إلى درجة أنهم لايظنون أن خطبة الجمعة تصح بدون سب، ومن ضمن تلك الروايات ما جاء في مروج الذهب 1/454 (ومضى مروان في هزيمته حتى أتى الموصل فمنعه أهلها من الدخول إليها، وأظهروا السواد لما رأوه من توليه الأمر عنه، وأتى حران وكانت داره، وكان مقامه بها وقد كان أهل حران قاتلهم اللّه تعالى حين أزيل لعن أبي تراب يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن المنابر يوم الجمعة امتنعوا من إزالته، وقالوا: لا صلاة إلا بلعن أبي تراب)
والأعجب من ذلك الروايات التي جاءت في إيقاع بني أمية العقوبة (كالقتل والسحل والرمي من شاهق والجلد ومنع العطاء ومنع التحديث ...الخ) بمن لمن يسب ومن ضمن هذه الروايات:
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش قال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد أوقفه الحجاج وقال له: العن الكذابين علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد. قال: فقال عبدالرحمن: لعن الله الكذابين. ثم ابتدأ فقال: علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد.
قال الأعمش: فعلمت أنه حين ابتدأ فرفعهم لم يعنهم.
(قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان إذا سمعهم يذكرون عليا وما يحدثون عنه قال: قد جالسنا عليا وصحبناه فلم نره يقول شيئا مما يقول هؤلاء) طبقات ابن سعد 6/113
(حدثنا أبو معاوية عن الاعمش قال : رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى ضربه الحجاج وأوقفه على باب المسجد ، قال : فجعلوا يقولون : العن الكذابين ، فجعل عبد الرحمن يقول : لعن الله الكذابين ثم يسكت ثم يقول : علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختا ر بن أبي عبيد ، فعرفت حين سكت ثم ابتدأهم فرفعهم أنه ليس يريدهم.) مصنف ابن أبي شيبة 7/262
قال الاعمش: رأيت ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج، وكأن ظهره مسح (2) وهو متكئ على ابنه وهم يقولون: العن الكذابين فيقول: لعن الله الكذابين.
يقول: الله الله، علي بن أبي طالب، عبد الله بن الزبير، المختار ابن أبي عبيد.
سير أعلام النبلاء 7/294
(وقد كان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لَعْنِ علي، فمن أبى ذلك عرضه على السيف) مروج الذهب 1/359

خامساً: أقوال علماء السنة في إثبات السب

سأبدأ مستعينا بالله ذكر أقوال علماء السنة فقط في إثبات السب، وهي كثيرة جدا، وسأبدأ بذكر أقوال ابن تيمية لمكانته لدى الكثير، وتقديسه لهم
ابن تيمية
وأما ما ذكره من لعن علي فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة منهاج السنة 4/468
وأما ( علي فأبغضه وسبه أو كفره الخوارج وكثير من بني أمية وشيعتهم الذين قاتلوه وسبوه . فالخوارج تكفر عثمان وعليا وسائر أهل الجماعة . وأما " شيعة علي " الذين شايعوه بعد التحكيم و " شيعة معاوية " التي شايعته بعد التحكيم فكان بينهما من التقابل وتلا عن بعضهم وتكافر بعضهم ما كان ولم تكن الشيعة التي كانت مع علي يظهر منها تنقص لأبي بكر وعمر ولا فيها من يقدم عليا على أبي بكر وعمر ولا كان سب عثمان شائعا فيها وإنما كان يتكلم به بعضهم فيرد عليه آخر . وكذلك تفضيل علي عليه لم يكن مشهورا فيها بخلاف سب علي فإنه كان شائعا في أتباع معاوية ؛ ولهذا كان علي وأصحابه أولى بالحق وأقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه ..............  وكان سب علي ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة أن يقال لها : الطائفة الباغية 
مجموع الفتاوى 4/436
الوجه الثاني : أنها صارت باغية في أثناء الحال بما ظهر منها من نصب إمام وتسميته أمير المؤمنين ومن لعن إمام الحق مجموع الفتاوى 32/66
وقد كان من شيعة عثمان من يسبّ عليّاً، ويجهر بذلك على المنابر وغيرها منهاج السنة 6/201
فإن شيعة عثمان أكثر ما نقم عليهم من البدع انحرافهم عن علي وسبهم له على المنابر لما جرى بينهم وبينه من القتال ما جرى منهاج السنة 8/236

قول ابن حجر في فتح الباري 7/71 (فنجمت طائفة أخرى حاربوه ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة، ووافقهم الخوارج على بغضه(
قول ابن كثير في المختصر في أخبار البشر 1/139 (إبطال عمر سب علي إبطال عمر بن عبد العزيز سب علي بن أبي طالب على المنابر كان خلفاء بني أمية يسبون علياً رضي الله عنه، من سنة إِحدى وأربعين، وهي السنة التي خلع الحسن فيها نفسه من الخلافة، إلى أول سنة تسع وتسعين، آخر أيام سليمان بن عبد الملك، فلما ولي عمر، أبطل ذلك، وكتب إِلى نوابه: بإبطاله، ولما خطب يوم الجمعة، أبدل السب في آخر الخطبة بقراءة قوله تعالى " إِن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون " " النمل: 90 " فلم يسب علي بعد ذلك.(
قول ابن عبدالبر في الاستيعاب في أوائل ترجمته لعلي (وقد كان بنو أمية ينالون منه وينقصونه فمازاده الله بذلك إلاسموا وعلوا ومحبة عند العلماء)
قول القرطبي تعليقا على قول معاوية لسعد:مامنعك أن تسب أباتراب قال(قول معاوية هذا يدل على أن بني أميةكانوا يسبون عليا)إكمال الإكمال للآبي6/224
المناوي في فيض القدير 6/354 : عن القرطبي (وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا نسلهم وسبيهم وسبهم(
ياقوت الحموي في معجم البلدان 3/191(قال الرهني:وأجل من هذا كله أنه لعن علي بن أبي طالب على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبرها إلا مرة(
الباعوني الشافعي جواهر المطالب 2/299 (الباب الثاني والسبعون: فيما اعتمده معاوية وسنه من لعن علي على المنابر وكتابته بذلك إلى الآفاق(
ابن حزم في المحلى 5/86 بعد أن ذكر ابتداع بني أمية تقديم الخطبة على الصلاة (وذلك لأنهم كانوا يلعنون علي بن أبي طالب، فكان المسلمون يفرون(
بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن علي ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز رسائل ابن حزم 2/146
الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/364 (كان بنو أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، فترك ذلك(
ابن خلدون في تاريخه 3/75 رغم أن فيه نصبا إلا أنه لاينكر الواقعة (وكان بنو أمية يسبون عليا فكتب عمر إلى الآفاق بترك ذلك(
أسد الغابة 1/194 نقل قول بعض الرواة للزهري حين روى رواية في فضل علي: (لاتحدث بهذا بالشام وأنت تسمع ملي أذنيك سب علي(
ابن عساكر في تبيين كذب المفتري 1/109 (ولهم في علي بن أبي طالب أسوة حسنة فقد كان يسب على المنابر في الدولة الأموية نحوا من ثمانين سنة(
اليعقوبي في تاريخه1/233 (ونكث عمر أعمال أهل بيته وسماها مظالم، وكتب إلى عماله جميعاً: أما بعد، فإن الناس قد أصابهم بلاء وشدة وجور في أحكام الله، وسنن سيئة سنتها عليهم عمال السوء، قلما قصدوا قصد الحق والرفق والإحسان، ومن أراد الحج، فعجلوا عليه عطاءه، حتى يتجهز منه، ولا تحدثوا حدثا في قطع وصلب حتى تؤامروني، وترك لعن علي بن أبي طالب على المنبر، وكتب بذلك إلى الآفاق(
ابن عاشور في التحرير والتنوير 13/209 (وقد اهتدى الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى ما جمعته هذه الآية من معاني الخير فلما استخلف سنة 99 كتب يأمر الخطباء بتلاوة هذه الآية في الخطبة يوم الجمعة وتُجعل تلاوتها عوضاً عما كانوا يأتونه في خطبة الجمعة من كلمات سبّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه . وفي تلاوة هذه الآية عوضاً عن ذلك السبّ دقيقةُ أنها تقتضي النّهي عن ذلك السبّ إذ هو من الفحشاء والمنكر والبغي (
قول ابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل 4/23 (ويكفيك من ظلمهم أنهم كانوا يلعنون علي بن أبي طالب على منابرهم(
الإمام السيوطي في تاريخ الخلفاء201(وقال غيره كان بنوأمية يسبون علي بن أبي طالب فلما ولي عمر بن عبدالعزيز أبطل ذلك وكتب إلى نوابه بإبطاله(
الوردي في تاريخه 1/72 (وبويع عمر بن عبدالعزيز بالخلافة أوائل سنة 99 فابطل سب علي على المنابر وكتب إلى نوابه بإبطاله(
العلامة المالكي عليش في منح الجليل شرح مختصر خليل 1/439 ( وأول من قرأها عمر بن عبدالعزيز عوضا عما كان يختم به بنو أمية خطبهم من سب علي(
ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة 2/353(اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيصه وسبه على المنابر ووافقهم الخوارج لعنهم الله(
السرخسي في المبسوط 2/67 (حتى أحدث بنو أمية الخطبة قبل الصلاة لأنهم كانوا في خطبتهم يتكلمون بما لايحل(
ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 4/56 (فصل فيما روي من سب معاوية وحزبه لعلي) "المسألة الثانية في قوله ع يأمركم بسبي والبراءة مني فنقول إن معاوية أمر الناس بالعراق والشام وغيرهما بسب علي ع والبراءة منه . وخطب بذلك على منابر الإسلام وصار ذلك سنة في أيام بني أمية إلى أن قام عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فأزاله"
الزركلي في كتابه الأعلام في ترجمة عمر بن عبدالعزيز( فمنع سب علي بن أبي طالب، وكان من تقدمه من الأمويين يسبونه على المنابر(
ابن الوزير في العواصم 1/534(روايتهم لفضائل علي وفضائل أهل البيت في أيام بني أمية وهو يلعن على المنابر ولا يروي فضائله إلا من خاطر بروحه(
نختم بقول زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب فقد نقل عنه الحافظ المزي في تهذيب الكمال 20/400 (وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر(

my facebook is name Muhamid Abdulohab Har-kuo


أحمد عبده ماهر-الصلاة في القرءان الكريم

يرى الكثير، أو هكذا تعلمنا أن عدد الصلوات ليس موجودا بالقرءان، لكنه بالسُّنة، ولكني أرى أنه من المستحيل أن يشرح الله طريقة الوضوء وهي مقدمة للتهيئة للصلاة ولا يشرح الصلاة، لذلك فقد بحثت بعض الشيء، فخلصت إلى الآيات التالية بالقرءان والتي تثبت عدد الصلوات وتوقيتاتها.
أما هيئات الصلاة فتلك كانت بوحي من الله لنبيه، ولم يُترك الأمر للنبي لينفذه وفق هواه، لذلك قال صلى الله عليه وسلم [صلوا كما رأيتموني أصلي ] ولم يقل [صلوا وقتما أصلي] فتوقيتات الصلاة وعدد الركعات موجود بالقرءان، وعموما إليكم البيان القرءاني التالي :ـ

أولا: كلمة صلوات وعددها بالقرءان خمسة مواضع كالآتي:

1. {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة157
2. {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }البقرة238
3. {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة99
4. {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40
5. {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }المؤمنون9......وهذه خمسة كلمات.
......................................................................................
ثانيا: كلمة الساجدين وعددها بالقرءان خمسة كالآتي:

1. {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ }الأعراف11
2. {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }الحجر31
3. {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }الحجر32
4. {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ }الحجر98
5. {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }الشعراء219
......................................................................................
ثالثا: أقم الصلاة خمس مرات بالقرءان وبها توقيتات الصلاة

1. ـ{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}هود114.................

طرفي النهار الصبح والعصر، زلفا من الليل العشاء

2. ـ{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78........

دلوك الشمس هي صلاة الظهر......غسق الليل هي صلاة المغرب.

3. ـ {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }طه14
4. ـ{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
5. ـ {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17

رابعا: أقيموا الصلاة إثني عشرة مرة بالقرءان فيكون إجمالي [أقم الصلاة وأقيموا الصلاة هو 17 وهو عدد الركعات المفروضة

1. {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ }البقرة43
2. {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ }البقرة83
3. {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة110
4. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء77
5. {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103
6. {وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنعام72
7. {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }يونس87
8. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
9. {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }النور56
10. {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الروم31
11. {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المجادلة13
12. {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المزمل20

خامسا: هناك آيات أخرى تحدد اسم بعض الصلوات مثل

قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء .. ] النور 58 فحددت صلاة الفجر وصلاة العشاء.

وبالبناء على ما تقدم فالمطلوب بذل بعض الجهد لنتفحص ونتدبر القرءان، ودعكم من نغمة متخصص وغير متخصص، لأنها تودي بنا إلى القعود عن التفكر والتدبر فنكون ممن قال الله فيهم أن على قلوبهم أقفال في قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}محمد24؛

وقال سبحانه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}ص29.
لذلك فالتدبر مهمتنا جميعا لكن سيتذكر ويتفوق البعض منا وهم أولوا الألباب، وليسوا بالضرورة أن يكونوا من أهل المعاهد العلمية.

الخميس، 19 سبتمبر 2013

أحمد عبده ماهر-خرافة جسر جهنم

روى البخاري (فتح الباري ج11 ص453)، وروى الإمام مسلم في صحيحه بباب معرفة طريق الرؤية بالحديث رقم 182 : [.... ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان قالوا نعم يا رسول الله قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازى حتى ينجى...].

إن هذا الحديث يتخذه دعاة الأزهر والسلفية منهاجا لدعوة الخرافة التي يتمتعون بها، وهم يفسرون قوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71؛

انهم يتصورون زيفا بأن كل الناس سترد جهنم،
وتصوروا الورود أنه المرور على ذلك الجسر الذي صنعه خيال المخبولين من السلف الذي ضل وأضل،........ فما الذي يجعلنا ننعت هؤلاء بالخبل وننعت الحديث بالفساد وتفسير المفسرين بالوهم الفقهي، إننا لابد أن نجول في سياحة قرءانية ولغوية ونتذوق الأحاديث الواردة ونقارب بينها وبين ذلك الحديث حتى نصل لحقيقة فساد التفسير والحديث في شأن وجود جسر على جهنم تمر عليه البشرية جمعاء.

إن افتراض المفسرين في تفسيرهم لآية سورة مريم السابق ذكرها بأن كل الناس بما فيهم الأنبياء سيردون على النار، أمر فيه مجازفة وسخف وقلة علم، وسبب تأليف وتزوير الحديث على رسول الله في هذا الشأن هو إقلابهم لمعنى كلمة (واردها ) فتلك الكلمة تعني (داخلها) ولا تعني (المرور على النار) كما قال بذلك أهل تزوير وترقيع التفسير بفقه مدسوسات الحديث المدسوس على رسول الله والوارد بالبخاري ومسلم.

فلكي نعرف معنى الآية فلابد أن نعرف كل ما ورد بكتاب الله عن ذات الأمر، وكما نعلم فإن كتاب الله غير متناقض، وذلك حتى نعلم ما هو المقصود بتعبير (وإن منكم) هل منا نحن أم من الناس جميعا أم من فئة مخصوصة بعينها، حتى لا يصير تفسير القرءان على هوى من زوروا الأحاديث أو من قالوا عنها انها صحيحة.

يقول تعالى بسورة الأنبياء: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ{101} لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ{102} لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{103} ؛

فهل الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر، ولا يسمعون حسيس النار، وهم عنها مبعدون ......سيردون (أي يدخلون أو حتى يمرون) على النار؟! أين عقل العقلاء؟..

وتتبع معي أحداث الآخرة، أيكون الصراط المزعوم أنه جسر على جهنم قبل الميزان وقبل قراءة الكتب وقبل مجادلة كل نفس عن نفسها أم بعدها، وإذا كان قبلها وستأخذ الكلاليب الموجودة على جانبيه الناس فتغمسهم في النار على قدر أعمالهم فلا داع لميزان ولا قراءة كتب،.....أليس كذلك؟.

فأمر الصراط المزعوم أنه جسر على جهنم يكون إذاَ بعد الميزان وقراءة الكتب ومجادلة كل نفس عن نفسها، وهنا يجب أن تتدبر ما ورد بسورة الحاقة حيث يقول تعالى:

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ{18} فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ{19} إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ{20} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{21} فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ{22} قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ{23} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ{24}؛

يعني ذلك أنه بمجرد أن تسلم كتابه بيمينه وقرأ ما فيه يكون في عيشة راضية مما يستحيل معه أن يرد النار بعدها والرسل تقول اللهم سلم كما ورد بالحديث المزور على الإسلام والوارد بالبخاري ومسلم.

وتدبر ما جاء عن هذه الفئة الراضية المرضية منذ أن توفاها الله حال حياتها وقال يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي، وهو أيضا يقول عنهم في سورة الأنبياء:

{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ{101} لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ{102} لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{103}؛

فهل النفس المطمئنة الراضية المرضية التي سبق لها من الله الحسنى سترتعد فرائصها على ذلك الجسر المزعوم وتقول اللهم سلم اللهم سلم، فأين الطمأنينة إذا وأين الحسنى التي سبقت الحساب، وأين البشرى التي يبشر الله بها عباده الصالحين طالما أن الجميع سترتعد فرائصه على ذلك الجسر اللعين ويتمنى أن ينجيه الله.

ثم تتبع معي باقي المشهد الأخروي المؤكد، لكن هذه المرة من الجانب الآخر، جانب الكافرين، حيث يقول تعالى:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ{25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ{26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ{27} مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ{28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ{29} خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ{32} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{34} فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ{35} وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ{36} لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ{37}.

وهؤلاء يقول الله تعالى فيهم بسورة الأنبياء:

{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ{98} لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ{99} لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ{100}؛

فتدبر هنا قوله تعالى (ما وردوها) يعني (ما دخلوها)، والدليل الثاني خلودهم فيها.
ومما يؤكد أن كلمة (واردها) تعني داخلها ولا تعني أنه يمر عليها، هو قوله تعالى بسورة هود:

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{96} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ{97} يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ{98}؛

فالورد المورود هو الداخل والمدخول، وقوله تعالى [فلما ورد ماء مدين] تعني فلما وصل إلى ماء مدين، وكما أسلفنا فإن المؤمنين سيكونون أبعد من حتى أن يسمعوا حسيس النار، فكيف نقنع بحديث يقول بأن نبينا سيرد على النار ويقول اللهم سلم اللهم سلم.

والدخول إلى النار يكون عبر أبواب وليس بالسقوط من أعلاها، وذلك لقوله تعالى بسورة الحجر:

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{42} وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ{43} لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ{44}.

وتلك الآيات الأخيرة من سورة الحجر بها القول الفصل، حيث يقول تعالى (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ)؛ فكلمة (أجمعين) هنا تعني جميع (الغاوين) وليس جميع الناس، فلو كان لنا موعد بجهنم كما انتهى مفسروا آية (وإن منكم إلا واردها) ما خصص الله موعد جهنم للغاوين فقط.

لذلك أرى بأن اتخاذ العقائد وإخضاع تفسير كتاب الله لكتب الحديث وهي كلها تقريبا روايات آحاد أمر لا يستقيم به فقه ولا تفسير ولا بيان ولا دعوة إلى الله، لذلك لابد من التفسير الموضوعي لكتاب الله كما قال بذلك الإمام /محمد الغزالي (رحمه الله)، ولابد ألا نقدّم فقه الرواية على فقه الآية، لأن في ذلك إساءة لكتاب الله وللإسلام ما بعدها إساءة، وأسأل الله أن يوفق أهل الأزهر لما فيه صالح الأمة.

الأحد، 8 سبتمبر 2013

محمد رياض- أهل الحديث.. حزب الدولة

حين إحتدم الصراع بين معسكري معاوية بن أبي سفيان وعلى بن أبي طالب، لجأ معاوية إلى إستخدام حيلة جديدة لم تكن معروفة من قبل عند المسلمين وهي إنشاء جهاز إعلامي مضاد يعمل على نشر الشائعات والدعاية الإعلامية المؤيدة لمعسكر معاوية، وهكذا نشأت ظاهرة القُصّاص وهم أشخاص يتنقلون بين الناس في الأسواق والنوادي وأماكن التجمعات ويقومون بقص الأخبار والأحاديث النبوية على الناس.

الملاحظ في الصراع الدائر بين المعسكرين، أن معظم هذه المرويات المقصوصة كانت مخصصة للطعن في علي وحزبه وللترويج لمعاوية وجماعته، ثم لجأت هذه الجماعات بعد إنتصار معاوية وحزبه إلى الترويج لعقائد تسعى لتثبيت سيطرة الحكم الوراثي الجديد الذي لم يألفه الناس من قبل، وكانت هذه الأطروحات تسمى بعقائد (القدر) ومحتواها أن الحكم والفقر والرزق والظلم أقدار من الله لا يجوز الإعتراض عليها، وكان معاوية يجزل العطاء لهؤلاء القصاصين ولهذا يعتقد بعض المؤرخين أن معاوية هو اول من كون تنظيماً ممنهجاً لبث مرويات على أساس أنها أحاديث نبوية.

ثم كان أن صار لهؤلاء القصّاص أتباع ومريدون وجماعات وتلاميذ. إلا أن الساحة لم تخل من بعض الصحابة من كبار السن والتابعين الذين أخذوا عن بعض الصحابة والذين كانوا أيضاً يحدثون الناس بما سمعوه عن الرسول، وهكذا إختلطت الاحاديث المزورة بالأحاديث الصحيحة، ثم كان أن تكونت معالم مدرسة فقهية فيما بعد تقوم أساساً على اخبار المرويات والتي عرفت بمدرسة أهل الحديث.

وكان المعتزلة أشد خصوم أتباع مدرسة أهل الحديث لعلمهم بإختلاط الحق بالباطل في مروياتهم أولاً، وثانياً لأنهم (أي أهل الحديث) جعلوا مروياتهم هذه حجة على كتاب الله، بل وتجرأوا ان يشطبوا ببعضها بعض أهم محاور الدين الرئيسية، ولهذا سموهم بالحشوية أوأهل الحشو.
يقول الجاحظ في رسالة "نفي التشبيه" صفحة 206 على لسان واصل بن عطاء "مؤسس فرقة المعتزلة" عن أتباع هؤلاء (يقول واصل: ما إجتمعوا إلا ضروا وما تفرقوا إلا نفعوا، قيل له قد عرفنا مضرة الإجتماع فما منفعة الإفتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى طينه، والحائك إلى حياكته، والملاح إلى ملاحته، والصائغ إلى صياغته وكل إنسان إلى صناعته).

ويقول الجاحظ في نفس الرسالة صفحة 207 على لسان عمر بن عبد العزيز ( وكان عمر بن عبد العزيز إذا نظر إلى اهل الحشو قال: قبح الله هذه الوجوه لا تعرف إلا عند الشر).

ويقول الجاحظ كذلك في نفس الرسالة مخاطباً أهل الحديث ( ثم يصول احدهم على شتمه ويسالم من شتم ربه ويغضب على من شبه اباه بعبده ولا يغضب على من شبه الله بخلقه ويزعم أن في أحاديث المشبهة تأويلاً ومخارج وأنها حق وصدق..فيكون لشهادته بصحة أحاديثهم مقراً فيصير فيما يدعي من خلاف تأويلهم مدعياً، ولوكانت هذه الأحاديث كلها حقاً لكان قول رسول الله (ص) "سيفشوا الكذب بعدي فما جاءكم من حديث فإعرضوه على كتاب الله" باطلاً!)

ويقول كذلك الجاحظ في نفس الرسالة صفحة 209 في معرض وصفه لأحوال اهل الحشو ( ولقد كانوا يتكلون على السلطان والقدرة، وعلى العدد والثروة، وعلى طاعة الرعاع والسفلة)

محمد رياض- كيف ضاعت فرصة دخول الهند في الإسلام؟

كان واصل بن عطاء رحمه الله مؤسس فرقة المعتزلة كلما خرّج فوجاً من المتكلمين وجههم لنشر الإسلام وإفحام الخصوم في أفاق الأرض، وتذكر كتب التاريخ أنه بعث بتلاميذ له إلى أقصى المغرب، وقد اقام هؤلاء هناك وبنوا مدينة لهم في جنوب المغرب سموها بإسم إستاذهم (الواصلية) ولا زالت هذه المدينة موجودة في جنوب المغرب إلى يومنا هذا.

ويقول عن ذلك إبن العماد صاحب كتاب (شذرات الذهب في أخبار من ذهب): أن واصلاً بعث وفوداً إلى المغرب وخراسان واليمن وأرمينية على رأسها عبدالله بن الحارث إلى المغرب وحفص بن سالم إلى خراسان، والقاسم إلى اليمن، وعثمان الطّويل إلى أرمينية.)

المحنة الأولى في عصر هارون الرشيد:

يذكر لنا إبن المرتضى في كتابه (المنية والأمل) قصة مثيرة عن ما كان بين هارون الرشيد وملك الهند وكيف ضاعت على المسلمين فرصة ذهبية لإدخال جمهور اهل الهند في الإسلام، وملخص القصة أنه: 

تحت وطاة ضغط الشعوبيين وأهل الحديث وبفعل دسائسهم المستمرة للإيقاع بالمعتزلة قام هارون الرشيد بسجن متكلمي المعتزلة وكبار علماءهم، ثم كان أن وصلته رسالة من ملك الهند وكان رجلاً أديباً حكيماً يقول له فيها التالي: (إنك رئيس قوم لا ينصفون، ويقلدون الرجال ويغلبون بالسيف، فإن كنت في ثقة من دينك فوجه إلي بعض من أناظره، فإن كان الحق معك تبعتك وإن كان الحق معي تبعتني)

وقد كانت (السّمنية) ديانة الأمراء وأهل العلم والأدب في الهند، وكان هؤلاء يرون أنفسهم أفضل الخلق وأحكمهم لما ورثوا من علوم الفلسفة والحكمة، وكان ملك الهند على ديانتهم وعنده رئيس معبدهم وكان أعلمهم ولا يجاريه أحد في جدل ولا نقاش.

لاحظ كيف كانت ثقتهم بأنفسهم وبما عندهم من علوم بحيث تحدوا هارون الرشيد أن يبعث لهم من يناظرهم وعاهدوه على الدخول في الإسلام إن هو غلبهم!

المهم، ما كان من هارون الرشيد إلا أن بعث لهم بكبير قضاة بغداد وكان من أهل الحديث ووعده بإجزال العطاء له إن هو غلبهم في مجلس ملك الهند. ثم بعث هارون الرشيد برسالة جوابية لملك الهند يخبره فيها أنه وجه له شيخاً من أكابر علماء الإسلام لتمثيل المسلمين في المناظرة الموعودة.

كان كبير السّمنية في مجلس الملك ذو دهاء وفطنة، وكان يعرف أن المعتزلة لا يقطعهم أحد في جدال، فخاف على نفسه أن يفضح أمام جمهورة وأتباعه، فبعث إلى الشيخ المحدث في الطريق من يتقصى أخباره ويجالسه ويعرف من أي الفرق هو، وكان أن إلتقى جاسوس كبير السّمنية بالشيخ القاضي، فلما عرف من هو أرسل إلى كبيرهم يخبره: أن لا تقلق فهذا رجل من أهل الحديث!.

سر السّمني لذلك أشد السرور وأمر حراس المدينة بمرافقة الشيخ وإكرامه، فلما جاء موعد المناظرة وحضر الملك وإجتمع الأمراء والفلاسفة والحكماء الهنود وجاء الشيخ المسلم من أهل الحديث ووقف أمام كبير السًمنية، قال له السّمني:

ما الدليل على أن دينك حق؟ 
فقال له الشيخ حدثنا سفيان الثوري بكذا وحدثنا...! 
فقال السمني: من أين علمت أن هذا الذي روى لك هذه الروايات عنه صادق فيما ادعاه من النبوة؟ 
فقال الشيخ المحدث: القرآن يقول (محمد رسول الله) 
قاطعه السمني قائلاً: ومن أين علمت أن هذا الكلام من عند الله؟ ولعل صاحبك وضعه!
فسكت الشيخ المحدث ولم يدر ما يقول!
فضحك القوم اجمعين وظنوا أن المسلمين ليسوا على شيء!

إلا أن ملك الهند لم يقتنع أن الشيخ المسلم كان أفضل من يدافع عن دين الإسلام الذي إنتشر شرقاً وغرباً، فارسل لهارون الرشيد رسالة ثانية يقول له فيها:
(إن الذي وجهته لنا لا يصلح لما أردناه، وإنما نريد رجلاً متكلماً ليحتج لأصل دينه).

فلما ورد الكتاب إلى هارون وعرف أن الشيخ المحدث قد جعل من المسلمين موضع سخرية حكماء الهند، قال: إئتوني بمتكلم يقطع هؤلاء!
فقيل له: يا أأمير المؤمنين: لا يقوم لأمثال هؤلاء إلا المعتزلة وهم جميعاً في سجنك!
فقال هارون: إئتوني بأفصحهم، فجاءوا له بمعمر السًلمي المعتزلي، فقال له هارون: اتثق بنفسك في مناظرته؟ قال معمر: أنا له إن شاء الله تعالى. فوجهه الخليفة إليهم أني قد بعثت لكم رجلاً متكلماً من أهل ديني.

لما عرف كبير السًمنية بهذا أوجز خيفة، فدس أحد أعوانه لملاقاة مبعوث الخليفة في الطريق ومعرفة أخباره وأمره إن عرف أنه من المعتزلة أن يدس له السم في طعامه وإن كان من غيرهم أن يوصله ويكرمه، وكان أن إلتقى الجاسوس بمعمر، فلما عرف أنه من المعتزلة تظاهر له أنه مندوب من الملك ليرافقه إليه، ثم ما كان منه إلا أن دس له السم خفية في طعامه فقتله.

بعد هذه الحادثة بسنوات طويلة، خرج معظم أهل الإعتزال من السجن وقاموا ببعث الوفود تلو الوفود في بلاد السًمنية وتمكنوا من إفحامهم في كثير من المناظرات الشعبية وتمكنوا من إدخال كثير منهم في الإسلام، إلا أنه لم تتكرر لهم فرصة الإشتراك في مناظرة كبرى وحاسمة كالتي عرضها الملك من قبل على هارون، إذ لو كان المعتزلة طلقاء في ذلك الحين لربما تمكن أحدهم من الوصول إلى ذلك الملك المنصف.
ولا حول ولا قوة إلا بالله

الأحد، 1 سبتمبر 2013

أحمد عبده ماهر-أين ما كتبه البخاري


كتاب البخاري الذي بين أيدينا هل هو ما كتبه البخاري؟، لابد أن نتبين حتى نُنفِّذ قول ربنا [إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا]، ولقد تصدر الأمر الباحث العراقي عواد كوركيس عضو المجلس العلمي العراقي، بكتابه [أقدم المخطوطات العربية في مكتبات العالم] وهي المخطوطات المكتوبة منذ صدر الإسلام حتى القرن الخامس الهجري.

ونسخة الكتاب محفوظة بمكتبة جامعة الدول العربية بميدان التحرير بالقاهرة، وهو من منشورات وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية عام 1982. وتم توثيق الكتاب بدار الكتب والوثائق المصرية عام 1983.
وتجد بالكتاب المعلومات الخطيرة الآتية:

أولا: لا توجد أي مخطوطة لأي كتاب في القرنين الأول والثاني الهجريين سوى مخطوطات القرءان الكريم ويستثنى من هذا التعميم مخطوطة كتاب سيباويه.

ثانيا أرجو العلم بأن البخاري [يرحمه الله] توفي عام 256 هجرية وتوجد لكتاب منسوب له مخطوطات ثلاثة هي كالتالي:

1. أولها وأقدمها بالعالم تمت كتابتها عام 407 أي بعد رحيل الإمام البخاري ب151 سنة وهي الوثيقة رقم 303.
2. ثانيها في القدم الوثيقة رقم 304 والتي كتبت في عام 424 بالقرن الرابع أي بعد رحيل الإمام البخاري ب 168 عام تقريبا.
3. ثالثها في القدم الوثيقة رقم 305 والتي كتبت في عام 495 هجرية أي بعد رحيل الإمام ب 239 عام.

ولم يذكر أي من المخطوطات الثلاثة المذكورة والمنسوبة زورا للبخاري... اسم الذي قام بكتابتها.
كما لم يذكر أيضا أنها مستنسخة من الأصل المكتوب بيد الإمام البخاري وهو الأصل غير الموجود له أثر بالعالم.

وجدير بالبيان أن ابن حجر قد دون بكتابه [فتح الباري بشرح صحيح البخاري] بجزء مقدمة الكتاب بالفصل الثاني صفحة 10 نقلا عن الحافظ أبو إسحق إبراهيم بن أحمد المستملي قال:

[انتسخت البخاري من أصله الذي كان عند صاحبه محمد بن يوسف الفربرى فرأيت فيه أشياء لم تتم، وأشياء مبيضة منها تراجم لم يثبت بعدها شيئا، ومنها أحاديث لم يترجم لها، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض].

وهو الأمر الذي يؤكد أنه حتى أصل البخاري [الذي لم يكن موجودا ]تم العبث به وباعتراف شراح الحديث للبخاري، لأن ابن حجر الذي كتب هذا الكلام الأخير قد توفي عام 852 هجرية. أي بعد وفاة البخاري بستمائة سنة ومع هذا فهو يؤكد العبث بتلك المخطوطات التي لم تكن بخط يد البخاري.

وجدير بالبيان أيضا أنه لا توجد مخطوطة بخط يد الإمام مسلم عن صحيحه، لكن توجد مخطوطة بالعالم كتبت عام 368 هجرية على انها صحيح مسلم، أي بعد وفاة الإمام مسلم ب 107 سنة.

وهكذا تجدنا نتصارع لأجل أوهام مزيفة على المسلمين بل ونجعلها مصدرا من مصادر الدين بينما ليس لها أي مصداقية تاريخية تثبت صحتها أونسبتها لأصحابها.

الجمعة، 30 أغسطس 2013

سامر إسلامبولي‏-دراسة دلالة كَلمة نسيء ونساء في لسان العَرَب والقرآن

دراسة دلالة كَلمة نسيء ونساء في لسان العَرَب والقرآن 
بعد التّوطئة التي مرَّت معنا آنفاً؛ نأتي لدراسة دلالة كَلمة (نسيء)، وكيف جَمَعَهَا العَرَبُ، وعلى ماذا اعتمدوا؟ ولماذا اختار العَرَب كَلمة (نساء) لتدلَّ على جَمْع (امرأة)؟ وكُلُّ هذا إنَّما هُو نموذج عملي لما مرَّ ذكْره من الأفكار؛ لإسقاطها على الواقع، وتفعيلها، وإعادة الحياة لها بعد فترة من الرُّكُود قد طالت كثيراً، ولتقريب وتوضيح المنهج، ولتمكين القُرَّاء والدّارسين والمُهتمِّين من وَضْع أيديهم عليه، والتّعامل معه بشكل مُباشر، إنْ كانوا من الدّارسين، أو استخدامه للنَّقْد والتّقويم، إنْ كانوا من المُثقّفين. 
من المعلوم أنَّ مُعجم لسان العَرَب هُو من أهمِّ المعاجم في اللُّغة العَرَبيَّة، إذا لم يكن أهمّها وأوَّلها، فلننظر كيف أورد كَلمة (نسيء) ( ): 
نسأ: نُسئَتْ المرأة تنسأ نَسْأ: تأخَّر حيضها عن وقته، وبدأ حَمْلُهَا، فهي نسءٌ، ونسيءٌ، والجَمْع أنساءٌ، ونسوءٌ، وقد يُقال: نساءٌ نسءٌْ، على الصّفة بالمصدر. 
ونسأ الشّيء ينسَؤُه نسأ، وأنسأه: أخَّره... والاسم النّسيئة والنّسيء. 
وفي الحديث عن أنس بن مالك [ مَنْ أحبَّ أنْ يُبسطَ له في رزقه، ويُنسأ في أجله، فليصلْ رَحمه ] النّسء: التّأخير يكون في العُمر والدَّين. 
وإذا أخَّرتَ الرّجل بدَينه قُلتَ: أَنسأتُهُ، فإذا زدتَ في الأجل زيادة يقع عليها تأخير قُلتَ: قد نَسَأَتُ في أيَّامكَ، ونَسأْتُ في أجلكَ. وكَذلك تقول للرّجل: نسأَ اللّه في أجلكَ؛ لأنَّ الأجل مزيد فيه، ولذلك قيل للّبن: النّسيء لزيادة الماء فيه. وكَذلك قيل: نسئت المرأة إذا حبلت، جُعلت زيادة الولد فيها كزيادة الماء في اللّبن. 
ونُسئت المرأة تَنْسأُ نسأ على ما لم يُسمَّ فاعله، إذا كانت عند أوَّل حَبَلها، وذلك حين يتأخَّر حيضها عن وقته، فيُرجى أنَّها حُبلى، وهي امرأة نسيء. 
وفي الحديث: كانت زينب بنت رسول اللّه تحت أبي العاص بن الرّبيع، فلمَّا خرج رسول اللّه إلى المدينة، أرسلها إلى أبيها، وهي نَسوُء؛ أيْ مظنون بها الحَمْل. 
يُقال: امرأة نسء ونسُوءٌ، ونسوةٌ نساءٌ، إذا تأخَّر حيضها، ورُجي حَبْلها، فهُو من التّأخير، وقيل بمعنى الزّيادة من نسأت اللّبن إذا جعلت فيه الماء تكثره به، والحمل زيادة. انتهى. 
إذاً؛ دلالة (النّسيء) تُطلق على التّأخير والزّيادة. 
فاللّبن الممزوج بالماء يُطلَق عليه (نسيء) لزيادة اللّبن بالماء، والمرأة الحامل يُطلَق عليها (نسيء) لتأخُّر حيضها، ولزيادة الجنين لها، وللواقع. 
ونقول: ربا النّسيئة؛ لتأخير الأجل، وزيادة المال مُقابل التّأخير. 
ونقول: امرأة نسء ونسوء، إذا تأخَّر حيضها، ورُجي حَبَلُهَا. 
ونقول: نسوة نساء إذا تأخَّرنَ في حيضهنَّ، ورُجيَ حَبَلهنَّ. 
فدلالة كَلمة (نسء) هي تأخير من جانب، وزيادة من آخر، ولذلك قال تعالى:[ إنما النسيء زيادة في الكفر]، فهذه العمليَّة هي تأخير أشهر الحُرُم عن وقتها، وإضافتها إلى غير وقتها. 
هذا مُلخَّص ما أورده لسان العَرَب. وكما هُو مُلاحظ أنَّه قد استخدم كَلمة (نساء) جَمْعاً لكَلمة (نسيء)، وذلك بقوله (امرأة نسء ونسوء، ونسوة نساء)، وبقوله (فيُرجى أنَّها حُبلى، وهي امرأة نسيء)، فإذا أردنا أنْ نصف مجموعة منهنَّ نقول (نسوة نساء) كما في استخدام لسان العَرَب، فالمرأة الحامل: نسيء، والنّسوة الحوامل: نساء. 
إذاً؛ لسان العَرَب قد استخدم كَلمة (نساء) جَمْعاً لكَلمة (نسيء)، وعدم شُهرة هذا الجَمْع لما وُضع له أصلاً، وندرة استخدامه في اللُّغة المُستخدمة اليوميَّة لا ينفي صحَّة وُجُوده لُغة، ولا يمنع من استخدامه بدلالته الأصليَّة الحقيقيَّة؛ لأنَّ موت دلالة كَلمة في مُجتمع ما لا يعني موتها لُغة، والنَّصُّ القُرآني قد نزل عَرَبيَّ اللُّغة، ولم يُقيِّد نفسه بموت وحياة دلالات الكَلمات في الثّقافة العَرَبيَّة، فالأصل في النَّصِّ القُرآني هُو اللُّغة العَرَبيَّة ودلالتها الحقيقيَّة، التي تمَّ ولادة الكَلمة لتدلَّ عليها، فإذا أراد اللّه ـ عزَّ وجلَّ ـ من دلالة الكَلمة معنىً ثقافيَّاً مُقيَّداً بموت وحياة الكَلمات في المُجتمع الذي زامن نُزُول النَّصِّ الإلهي نصَّ على ذلك بقرينة من النَّصِّ أو الواقع. ومن هذا الوجه؛ نجد عُلماء الأُصُول عندما يتعاملون مع النَّصِّ القُرآني يضعون الاصطلاح اللُّغوي في المرتبة الأُولى، وبعد ذلك الاصطلاح الشّرعي، ومن ثمَّ الاصطلاح العُرْفي. 
لماذا تمَّ اختيار كَلمة (نساء) جَمْعاً لكَلمة (امرأة): 
من المغالطة بمكان أن يظن الإنسان أن العرب قد استخدموا كلمة ، أو جَمْعَاً لها من غير جنسها بشكل اعتباطي، أو ارتجالي، أو قُرعة، أو ما شابه ذلك من الأساليب الفوضويَّة، فاللُّغة العَرَبيَّة هي لُغة قائمة وفق نظام مُتكامل مُنسجم، فهي أشبه بشجرة أصلها في أعماق الأرض، وفرعها في السّماء، والعلاقة بين الأصل والفرع علاقة جَدَليَّة تكامليَّة؛ ليُشكِّلا ـ مع بعضهما ـ بناء معرفيَّاً عظيماً قائماً على قوانين تحكمه. 
فمن المعلوم أنَّ الجَمْع للشّيء هي عمليَّة لاحقة لوُجُود المُفرد أوَّلاً، فنقول: كتاب، ونجمعه على كُتُب، وكَذلك قلم، نجمعه على أقلام، وجبل على جبال، فيكون هذا الجَمْع من جنس أحرف المُفردة، مع بعض التَّصرُّف تقديماً، أو تأخيراً، أو زيادة، لضرورة تصريف الكَلمة. 
أمَّا الجُمُوع التي استخدمها العَرَب من غير جنس أحرف المُفردة؛ نحو كَلمة (جيش)؛ وهي جَمْع كَلمة (جُندي)، فذلك راجع إلى سببَيْن: 
الأوَّل: انتفاء إمكانيَّة إيجاد جَمْع من أحرف المُفردة نفسها؛ نحو كَلمة (امرئ).
ثانياً: انتفاء تحقيق المقصد في الواقع لجَمْع الكَلمة التي من جنس المُفردة في وَضْع مُعيَّن؛ نحو كَلمة (جُنُود)، وهي جَمْع كَلمة (جُندي)، ولكنَّ كَلمة (جُنُود) لا تدلُّ ـ في الواقع ـ على الجُنُود المُقاتلين في صفٍّ واحد، تغلي دماؤهم، وتثور عاطفتهم، وتتأجَّج نُفُوسهم بالغضب، فلاحظ العَرَب هذه الدّلالة في واقع المُقاتلين، فاختاروا من اللُّغة كَلمة تدلُّ على جَمْعهم، وتُعبِّر عن حالهم، فقالوا: جَمْع الجُندي المُقاتل هُو: الجيش، وذلك من جيشان نُفُوس المُقاتلين بنار الغضب لتحقيق النّصر، مع العلم أنَّ كَلمة جيش لا مُفرد لها من جنسها، ولكنْ؛ لا يعني ذلك أنَّها دُون أصل وُلدت منه لتوظيفها في دلالة مُعيَّنة، فأصل كَلمة جيش هي جَيَشَ التي تدلُّ على الثّوران والغليان. 
إذاً؛ لإيجاد جَمْع كَلمة من غير جنسها يُنظَر في حال ووظيفة هذا الجَمْع، فيتمّ البحث عن كَلمة تدلُّ على حال الجَمْع، ومن ثمَّ نقوم بتصريف الكَلمة، وإخراج كَلمة منها تدلُّ على الجَمْع الذي نُريده؛ نحو كَلمة الجيش، وكيف تمَّ تصريفها، وَوَضْعُهَا جَمْعاً لكَلمة جندي. 
بعد هذا المدخل؛ تعالوا لنرَ لماذا استخدم العَرَب كَلمة (نساء) جَمْعَاً لكَلمة (امرأة)؟. 
من خلال عمليَّة السّبر والتّقسيم للثّقافة العَرَبيَّة المكتوبة والمنقولة في صُدُور أفراد المُجتمع نجد أنَّ هُناك عدَّة احتمالات وصُور قد تمَّ وَضْعُهَا كَدافع لولادة كَلمة (نساء) كَجْمع لكَلمة (المرأة)؛ وهي: 
رُوي في النُّصُوص التّوراتيَّة (المُحرَّفة) أنَّ خَلْقَ المرأة تأخّر عن خَلْق الذَّكَر، فَجُمعَ هذا الجنس بكَلمة (نساء)؛ لتحقُّق صفة التَّأخُّر في الخَلْق به!!. 
رُوي في التُّراث دسَّا وكَذباً أنَّ المرأة ناقصة عقل ودين( )، فاختار الذُّكُور كَلمة (نساء) لتدلَّ على جَمْع المرأة المُتخلِّفة والمُتأخِّرة عقليَّاً. 
وهذا الرّأي الذُّكُوري باطلٌ في واقع الحال، وباطل من حيثُ ولادة كَلمة (نساء)، فمن المعلوم أنَّ كَلمة (نساء) مُوغلة في القدَم قبل وُجُود النُّصُوص الأدبيَّة والتُّراثيَّة، التي قد يُنسب بعضها إلى النّبي الأعظم افتراءً عليه، وهذا يدلُّ على الفَهْم الذُّكُوري، وإرادتهم وَضْع المرأة تحت الوصاية الذُّكُوريَّة بحُجَّة التَّأخُّر العقلي!. 
يُقال: إنَّ المرأة في دورتها الشّهريَّة تتعرَّض لعمليَّة التّأخير والتّقديم بوقت الحيض، فاختاروا كَلمة (النّساء) جَمْعَاً لهذا الجنس؛ لتَحقُّق دلالة النّسيء به، وهذا رأي مُتهافت لا قيمة له. 
قيل: إنَّ المرأة في حالة الحيض تُصاب باضطراب نَفْسي نتيجة الاضطراب الجسدي الذي أصابها، وهذا ـ بدوره ـ يُؤدِّي إلى تأخُّر في إمكانيَّاتها العقليَّة، وهذا باطل في واقع الحال، فالمرأة مسؤولة واعية عن كُلِّ تصرّفاتها، سواء أ كانت في حالة الطُّهْر، أم في حالة الحيض، هكذا عاملها الشَّرْع الإلهي والقانون الإنساني، فلم يُسقط أحدٌ عنها المسؤوليَّة في حالة الحيض، ممَّا يدلُّ على كامل مسؤوليَّتها ووعيها، وبالتَّالي؛ فهذا الرّأي باطل. 
لم يبق أمامنا إلاَّ أنَّ نبحث في واقع المرأة، ونقيس الغائب على الشّاهد، مع الأَخْذ بعين الاهتمام تناقص الحضارة والمَدَنيَّة كُلَّمَا أَوْغَلْنَا في التّاريخ قُدُماً. 
فماذا رأى العَرَب في المرأة من دلالة تحقَّقت بها، حتَّى اختاروا كَلمة (النّساء) جَمْعَاً لهنَّ؟!. 
بعد استبعاد الاحتمالات السّابقة لتهافتها؛ نقوم بعمليَّة دراسة لواقع المرأة المُشاهَد، فنُلاحظ أنَّ المرأة ـ كأُمٍّ وزوجة، ـ دائماً دورها في الحياة الاجتماعيَّة هُو في الخطِّ الثّاني، وليس في الخطِّ الأوَّل؛ لأنَّ الخطَّ الأوَّل خطُّ المشقَّة والتّعب والنّصب والخطر، فأُبعدت المرأة اجتماعيَّاً واقتصاديَّاً إلى الخطِّ الثّاني المحمي من الخطِّ الأوَّل، وذلك لتقوم بإمداد الخطِّ الأوَّل نَفْسيَّاً ومادِّيَّاً، وتُحافظ على البنية التّحتيَّة للخطِّ الأوَّل من رعاية للأُسرة، وتأمين جوِّ الاطمئنان والاستقرار للأطفال، إذاً؛ طبيعة الاختلاف الفيزيُولُوجي والسّيكُولُوجي للمرأة عن الرّجل فرزها الواقع الاجتماعي إلى الخطِّ الثّاني في الحياة لتأمين الحماية والرّعاية لها، ولتقوم بدورها على أكمل وجه في مكانها الذي فرزها إليه الواقع، وإذا رجعنا في التّاريخ إلى ما يُسمَّى عصر الكُهُوف (الإنسان الحجري) نجد أنَّ المرأة تبقى في الخطِّ الثّاني، ترعى الصّغار، وتُؤمِّن لهم الحماية، وتُشرف على إعداد الطّعام؛ بخلاف الرّجل، فإنَّه يخرج إلى الصّيد، ويقوم بحراسة بيته من الوُحُوش الكاسرة، ويُدافع عن زوجته وأولاده، هكذا استمرَّت دورة الحياة الاجتماعيَّة لكُلِّ جنس دوره، فلاحظ العَرَبُ ـ من خلال بدء ميلاد اللُّغة ـ هذا الفرقَ الوظيفيَّ بين الرّجل والمرأة، فاستخدموا كَلمة (النّساء) جَمْعَاً للمرأة لتُحقِّق بجنسها صفة التَّأخُّر عن الخطِّ الأوَّل إلى الخطِّ الثّاني في معركة وميدان الحياة الاجتماعيَّة، إضافة إلى قيامها بزيادة وُجُود الجنس الإنساني من خلال كون كَلمة نسيء تدلُّ على التّأخير والزّيادة، وعندما نزل النَّصُّ القُرآني استخدم كَلمة (النّساء) جَمْعاً لكَلمة (المرأة)، وبذلك الاستخدام؛ أعطى مصداقيَّة لما رأى العَرَب في المرأة من حيثُ أنَّ دورها الوظيفي والاجتماعي إنَّما هُو في الخطِّ الثّاني، الذي هُو أساس للخطِّ الأوَّل، والخطُّ الأوَّل أمان وحماية للخطِّ الثّاني،والعلاقة بينهما علاقة تكامليَّة جَدَليَّة. 
فكما لاحظنا من خلال العرض أنَّ كَلمة (نساء) جَمْعٌ لابُدَّ له من مُفرد، أو مصدر تمَّ الاشتقاق منه، ولم يتمّ اختيار كَلمة (نساء) جَمْعَاً لكَلمة (المرأة) اعتباطاً وارتجالاً، وإنَّما تمَّ لتحقُّق دلالة كَلمة (نساء) في واقع المرأة الاجتماعي و الوظيفي (الولادة). 
دراسة صرفيَّة لكَلمتَيْ نسيء ونساء: 
إنَّ كَلمة نسيء هي اسم وصفة تُطلَق على كُلِّ ما تحقَّقت به دلالة النّسء؛ نحو قولنا: امرأة نسيء، واللّبن: نسيء( )، فتُستخدم للعاقل، وغير العاقل، والاستخدام لكَلمة (نسيء) مفتوح لكُلِّ حالة مُستجدَّة تتحقَّق بها دلالة كَلمة (النّسء). 
إنَّ كَلمة (نسيء) على وزن (فعيل)، فَلنرَ وزن جَمْع (فعيل)، كيف استخدمه العَرَب. 
نُلاحظ أنَّ وزن جَمْع (فعيل) ليس وزناً واحداً، وإنَّما هُو مجموعة أوزان، وذلك راجع إلى أنَّ العَرَب يعتمدُون على المعاني والمقاصد، وليس على الألفاظ، وقديماً قالوا: إنَّ الألفاظ خَدَمٌ للمعاني، وليس المعاني خَدَمَاً للألفاظ. فعندما شاهد العَرَب أنَّ المعاني والمقاصد مُختلفة لحال دلالة الكَلمة التي تأتي على وزن (فعيل)، قاموا ـ فطرة وتفاعلاً ـ بالتّفريق بينهم في حالة الجَمْع، بما يُناسب كُلَّ كَلمة دلالة وحالاً، هكذا نَطَقَ لسانهم بما تفاعلوا به عقلاً ونفساً ومُجتمعاً. 
فلاحظ عُلماء اللُّغة ـ فيما بعد ـ هذا التّفريق، فقاموا بعمليَّة السّبر والتّقسيم للمُفردات، وكيفيَّة استخدامها في الواقع، ووضعوا نظاماً له، يتمُّ ـ من خلاله ـ معرفة وزن الجَمْع، وكان ذلك بحُدُود وتعاريف مُنضبطة؛ فقالوا: 
1 ـ كُلُّ كَلمة تأتي على وزن (فعيل) تدلُّ على صفة فاعل لمُذكر عاقل بمعنى المَدْح أو الذَّمِّ تُجمَع على وزن (فُعلاء)؛ مثل: 
فعيل................. فُعلاء 
عليم................. عُلماء 
بخيل................. بُخلاء 
شريف................ شُرفاء 
2 ـ كُلُّ كَلمة تأتي على وزن (فعيل) وهي وَصْفٌ لفعل وَقَعَ على الإنسان بمعنى مفعول به، يأتي جَمْعها على وزن (فَعْلَى)، مثل: 
فعيل ....................... فعلى 
قتيل..................... ... قَتْلَى 
جريح..................... .. جَرْحَى 
مريض..................... . مَرْضَى 
3 ـ الكَلمات التي تأتي ـ دائماً ـ على وزن (فعيل) وعَيْنُها (واو) وصحيحة (اللاَّم) تُجمَع على وزن (فعال) دائماً، مثل: 
فعيل..................... .فعال 
طويل..................... طوال 
قويم..................... . قوام 
4 ـ الكَلمات التي تأتي على وزن (فعيل) مُعتلَّة اللاَّم، أو مُضاعفة، وتدلُّ على صفة الشّيء تُجمَع على وزن (أَفْعلاء)؛ مثل: 
فعيل................. أفْعلاء 
نبي.................. أنبياء 
وصي................. أوصياء 
شديد................. أشدَّاء 
عزيز.................. أعزَّاء 
5 ـ الكَلمات التي تأتي على وزن (فعيل)، وتدلُّ على صفة، أو حال الشّيء، وصحيحة اللاَّم تُجمَع على وزن (فعال)، مثل: 
فعيل............... فعال 
قصير............... قصار 
كبير............... كبار 
سمين............... سمان 
نحيف............... نحاف 
عريض.............. عراض 
6 ـ كُلُّ كَلمة تأتي على وزن (فعيل)، وتدلُّ على اسم شيء بعينه تُجمَع على وزن (فُعْلان)، مثل: 
فعيل.................. فُعلان 
قميص................. قُمصان 
رغيف................. رُغفان 
قضيب................. قُضبان 
7 ـ ما أتى من الكَلمات على وزن (فعيل) مُضاعفة اللاَّم تدلُّ على صفة تُجمَع على وزن (أفْعلة)، مثل: 
فعيل..................... .. أفْعلة 
حبيب..................... . أحبَّة 
قليل..................... .. أقلَّة 
ذليل..................... .. أذلَّة 
عزيز..................... .. أعزَّة 
هذه هي أهمُّ أوزان جَمْع التّكسير( ) لوزن (فعيل)، وهُناك كَلمات شواذّ عن هذه الأوزان، وهذا الشُّذُوذ لا يعني خطأ الكَلمة، وإنَّما يعني أنَّ الكَلمة لم تندرج تحت القواعد التي وضعها العُلماء، وذلك لأنَّ القواعد إنَّما وُضعت لتستوعب مُعظم حالات الكَلمة، وليس كُلَّ اللُّغة. فإذا تناولنا كَلمة (نسيء) نجد أنَّها على وزن (فعيل)، وإذا تناولنا كَلمة (نساء) نجد أنَّها على وزن (فعال)، هذا واقع موجود في اللُّغة لا مفرَّ منه، ووُجُود الكَلمة على وجه مُعيَّن هُو ـ بحَدِّ ذاته ـ دليل عليها؛ لأنَّ وُجُود الكَلمة أسبق من القاعدة، وما القاعدة إلاَّ لاحقة في الوُجُود للكَلمات، قد تتناول كُلَّ حالات الكَلمات، وقد تقصر عن حالات. 
أمَّا مسألة استخدام العَرَب ـ سابقاً ـ للكَلمة على دلالة دُون أُخرى كَامنة في أصل دلالة الكَلمة؛ فلا يعني أنَّ ذلك مُلزم للمُجتمعات اللاَّحقة باستخدام الدّلالة المُختارة من قبَل المُجتمع السّابق، فلكُلِّ مُجتمع حُرِّيَّة التّفاعل والاستخدام لدلالة الكَلمة الأصل، حسب أدواته المعرفيَّة؛ نحو كَلمة (كَتَبَ)، فهي تدلُّ على مُجرَّد الجَمْع للشّيء المُتجانس، ولهذا الجَمْع صُور لا مُتناهية في الواقع، والقُرآن نزل عَرَبيَّ اللُّغة، فلكُلِّ مُجتمع أنْ يفهم صُورة دلالة كَلمة (كَتَبَ) حسب أدواته المعرفيَّة، مادام أنَّ النَّصَّ القُرآني لم يُحدِّد صُورة مُحدَّدة لدلالة كَلمة(كَتَبَ) في الواقع. 
فالحُجَّة في اللُّغة، وليس باستخدام مُجتمع مُعيَّن للُّغة على صُورة مُحدَّدة، فكُلُّ استخدام للُّغة إنَّما هُو مُرتبط بثقافة المُجتمع وأدواته المعرفيَّة، وتتَّسع دلالات اللُّغة حسب تطوُّر المُجتمع أدواتيَّاً ومعرفيَّاً، فلُغة مَنْ يتعامل بالكمبيوتر والإلكترونيَّات والتّلسكوبات غير لُغة مَنْ يكتفي بشُرب الشّاي، والنَّظَر إلى القنوات الفضائيَّة، وهُو مُضطجع على فراشه، ناهيكَ عن لُغة ابن البادية، الذي مازال يركب على الإبل، ويرعى الغنم!!!. 
وعود على بدء لكَلمة (نسيء)، فهي كَلمة تدلُّ على التّأخير والزّيادة، قال تعالى:  إنما النسيء زيادة في الكفر] ، وهُو تأخير أشهر الحُرُم عن وقت مجيئها؛ لاستمرار القتال وإباحته. 
قال النّبي: [ مَنْ أراد أنْ يَنْسأَ في أجله، فليصلْ رحمه ]. 
ويُقال: ربا النّسيئة، وهي الزّيادة في المال مُقابل تأخير الزّمن. 
ويُقال: نسأت المرأة؛ إذا تأخَّر حيضها، ورُجي حَمْلُهَا. 
ويُقال: امرأة نَسوُء، ونسيء للمرأة التي تأخَّر حيضها، ويُشتبه بحَمْلها. 
ويُقال: نسوة نساء للنّسوة الحوامل. 
هذا هُو معنى دلالة كَلمة (نسيء): التّأخير والزّيادة في الشّيء، وهي على وزن (فَعيل) كما هُو مُلاحظ من لفظ الكَلمة. 
فالسُّؤال المطروح ما هُو وزن جَمْع كَلمة (نَسيء)؟. 
لإيجاد الجَمْع لكَلمة (نسيء) لابُدَّ من معرفة دلالة الكَلمة في الواقع: هل هي تدلُّ على فاعل؟ أم تدلُّ على مفعول به؟ أم صفة حال للشّيء؟ أم غير ذلك؟ حتَّى تُقاس على مثيلاتها في الأوزان، وكُلُّ ذلك على افتراض أنَّ كَلمة (نساء) غير موجودة، إنَّ كَلمة (نسيء) لا تدلُّ على صفة فاعل مُذكَّر على سياق المدح أو الذَّمِّ، وبالتَّالي؛ لا تُجمَع على وزن (فُعلاء) نُسآء. 
وكَذلك ليست ـ هي ـ اسماً لشيء بعينه حتَّى تُجمَع على وزن (فُعلان) نُسآن، وكَذلك ليست هي مُعتلَّة اللاَّم، أو مُضاعفة، لتُجمَع على وزن (أفْعلاء) أنْسآء. 
فعمليَّاً؛ انحصرت تحت وزنَيْن؛ وهُما: وزن (فَعْلَى) ووزن (فعال) قال الفرَّاء( ): النّسيء المصدر، ويكون المنسوء، مثل قتيل ومقتول، والنّسيء فعيل بمعنى مفعول؛ من قولك نسأتُ الشّيءَ، فهُو منسوء؛ إذا أخَّرته، ثُمَّ يُحوَّل منسوء إلى نسيء، كما يُحوَّل مقتول إلى قتيل. 
وبناءً على كلام الفرَّاء يكون جَمْع (نسيء) على وزن (فَعْلَى) نسأى؛ نحو قتيل تُجمَع على قَتْلَى، واسم المفعول هُو المقتول، وكَذلك كَلمة نسيء تُجمَع على نسأى، واسم المفعول هُو المنسوء. 
وهذا الكلام هُو الذي تمَّ الاعتماد عليه عند مَنْ رفض أنْ تكون كَلمة (نساء) جَمْعَاً لكَلمة (نسيء)، رغم اعترافهم أنَّ كَلمة (نساء) تعني عكس الرّجال، وهي جَمْع (نسيء)، كما هي جَمْع (امرأة) ( ). 
فلماذا الخوف من أنْ تكون كَلمة (نساء) جَمْعَاً لـ (نسيء)، رغم وُجُودها في اللُّغة، واعترافهم بذلك؟ إنَّه الخوف من استخدام هذا الأمر لتفسير القُرآن، والخُرُوج برأي غير رأي السَّلَف، والحلُّ هُو تمييع الموضوع، وإثارة الشُّكُوك والشُّبهات وإكالة الشّتائم والاتِّهام بالعَمَالة والزّندقة والمُرُوق من الدِّين ومُحاربة الإسلام، لماذا هذا الأمر يا عُلماء المسلمين؟ ولمصلحة مَنْ هذه الادِّعاءات والمواقف؟ أما كان يجدر بكم أنْ تُقارعوا الحُجَّة بالحُجَّة؟! ألا تعلموا أنَّ الفكر لا يُجابَه إلاَّ بالفكر [ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، لماذا لا نفتح باب الحوار؟ ولماذا لا نرضى بالرّأي الآخر حتَّى يرضى برأينا؟ 
إنَّ كَلمة (نسيء) تُطلَق على الأشياء العاقلة وغير العاقلة؛ فنقول: امرأة نسيء،ولبن نسيء. 
فعندما نقوم بنسأ (اللّبن) (زيادة الماء له) يصبح اسمه (نسيء)، فإذا تركناه يُصبح اسمه (منسوء)، وكما هُو مُلاحَظ أنَّ اللّبن وَقَعَ عليه فعل (النّسء)، فأصبح منسوءاً، فهُو (نسيء). 
فهل المرأة تُعامَل مُعاملة الأشياء غير العاقلة؛ حيثُ تُصبح شيئاً متروكاً مُؤخَّراً، فنُطلق عليها اسم المفعول به (منسوء)؟! وهل وقع على المرأة فعل (النّسء) لتُصبح (منسوء)؟ 
نُلاحظ أنَّ هُناك فرقاً في الاستخدام لكَلمة (نسيء) بين العاقل والأشياء، فالأشياء إذا قُمنا بنسئها تُصبح منسوءة، وإذا كانت كَذلك يُطلَق على المنسوء منها اسم (نسيء)، بخلاف المرأة؛ لا نقوم نحنُ بنسئها؛ أيْ لا يُوجد فعل وَقَعَ عليها، وإنَّما صفة حال تُلابس المرأة، سواء أ كان الحال اجتماعيَّاً، أم وظيفيَّاً من عمليَّة الزّيادة من خلال الإنجاب للأولاد، وإكثار المُجتمع منهم، وبالتَّالي؛ لا يصحُّ أنْ نقول عن المرأة إنَّها منسوء؛ لانتفاء وُجُود الإنساء لها، ولكنَّها (نسيء) لتحقُّق صفة التّأخير الاجتماعي بها، ولقيامها بفعل الإنساء للمُجتمع من خلال الإنجاب،فالمرأة الحامل هي امرأة نَسوُءْ، وليست منسوءة. 
ومن هذا الوجه؛ لا نجد في كُتُب المعاجم، وعلى رأسها اللّسان ذكْر وصف (منسوء) للمرأة، وإنَّما نجده وصفاً للأشياء، كونها يقع عليها فعل الإنساء، فتُصبح (منسوء)، ونُطلق على مادَّتها كَلمة (نسيء) كاسم لها؛ نحو فعل القتل إذا وقع على إنسان، فيُصبح مقتولاً، ونسمه (قتيل)، وهذا الوجه الذي ذكره الفرَّاء، وسكت عن الوجه الآخر!!. 
الخُلاصة: أنَّ جَمْعَ كَلمة (نسيء) يُراعى فيه حال الاستخدام من الواقع، فإذا كانت كَلمة (نسيء) تُطلَق على الأشياء، فجَمْعُهَا يكون على وزن (فَعْلَى)، (نسأى)، وهي مجموعة الأشياء المتروكة والمُهمَلَة خلف الإنسان، أو التي قام بزيادتها على أصلها، أمَّا إذا كانت تُطلَق على العاقل رجلاً، أو امرأة، أو ما يتعلَّق بهما، فتُجمَع على وزن (فعال)؛ كونها وصف لحال مُتلبِّس به الإنسان، وليس فعلاً وقع عليه من غيره، حتَّى يُصبح (منسوء). 
فكَلمة (نسيء)عندما تأتي وصف لحال الإنسان الذي تلبَّس بهذه الصّفة ـ وهي صحيحة اللاَّم، وعلى وزن (فعيل)، قطعاً ـ جَمْعُهَا يجب أنْ يكون على وزن (فعال)، وكما ذكرتُ سابقاً إنَّ وُجُود اسم المفعول به لكَلمة (نسيء) ـ وهُو (المنسوء) ـ لا يدلُّ على شيء، ومثله مثل وُجُود اسم المفعول به لكَلمة (عليم) وهُو (معلوم)، فالمُلاحَظ أنَّ الدّلالة في الواقع مُختلفة ـ تماماً ـ بين صفة الفاعل العليم الذي قام بالفعل وبين مَنْ وقع عليه الفعل (المعلوم)، فهُو شيء آخر، وكَذلك دلالة كَلمة (نسيء) عندما تُطلَق على الإنسان، أو ما يتعلَّق به، فهي صفة حال مَنْ تلبَّس بصفة التَّأخُّر، أو الزّيادة،ولا يصحُّ أنْ نقول عنه إنَّه (منسوء)؛ لأنَّ المنسوء مَنْ وَقَعَ عليه فعل الإنساء من غيره، فأصبح منسوءاً، فكما أنَّ العليم غير المعلوم، كَذلك النّسيء (كصفة للعاقل) غير المنسوء من الأشياء، بخلاف القتيل، فهُو المقتول، فيجب التَّنبُّه إلى هذه النُّقطة لأهمِّيَّتها. 
إذنْ؛ كَلمة (نساء) جَمْعٌ حقيقي لمُفردتها (نسيء)، من نفس جنس الأحرف، وكُلُّ هذا سُقناه على افتراض أنَّ العَرَب لم يشتقّوا هذا الجَمْعَ، فما بالكَ أنَّ الجَمْعَ موجود في اللُّغة، وهُو دليل على نفسه بنفسه، أمَّا شُيُوع استخدام كَلمة (النِّساء) لجَمْع كَلمة (امرأة)؛ فهذا لا ينفي ولا يلغي أنَّ (النّساء) جَمْعٌ حقيقي لكَلمة (نسيء)، وهُو الأصل في اللُّغة، والقُرآن نزل عَرَبيَّ اللُّغة، غير مُلزم باستخدام ما اصطلح عليه القوم في زمن مُعيَّن، وعندما يُريد النَّصُّ القُرآني معنىً مُعيَّناً يُحدِّده بقرينة من خلال سياق النَّصِّ، أو الواقع؛ نحو مدلول كَلمة (الصّلاة، الصّيام، الحجّ.....)، وهُو ما يُسمَّى بالاصطلاح الشّرعي المبني على الاصطلاح اللُّغوي، لا يتجاوزه، وإنَّما يُحدّد في الواقع صُورة خاصَّة، وينفي الصُّور الأُخرى اللاَّمُتناهية، وما لم يُحدّده يبقى على الأصل، وهُو الاصطلاح اللُّغوي، ولكُلِّ مُجتمع أنْ يتفاعل مع أوجه النَّصِّ لُغة حسب أرضيَّته المعرفيَّة وأدواته، بما يُلبِّي حاجاته، ويُحقِّق غاياته، وبهذا؛ نكون ـ فعلاً ـ قد حقَّقْنَا المقولة التي تقول: إنَّ القُرآن صالح لكُلِّ زمان ومكان.

سلالة البشرية الذاتية

سلالة البشرية الذاتية / محمد بن عبدالوهاب بن محمد بن يوسف بن اوداوا بن ديغالة بن يونس بن علي بن وايس بن حوش بن يونس بن نوح بن إسماعيل بن جبريل بن حسين بن أبوبكر بن إسحاق بن سعد بن موسى بن زبير بن عبدالرحمن بن إسحاق الهاشم بن أحمد بن محمد الصفي بن حسين بن علي بن مطهر بن عبدالله بن أيوب بن محمد الصوفي بن قاسم بن أحمد بن علي التقي بن عيسى بن يحيى بن محمد الجواد بن علي الهادي بن محمد العسكري بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي الزين عابدين بن حسين بن فاطمة محمد عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار