تبدأ القصة منذ أن قال سيدنا يوسف لإخوته في قوله تعالى : ( واتوني بأهلكم أجمعين ) عند تلك اللحظة يوم دخول سيدنا يعقوب مصر على رأس أولاده في عهد سيدنا يوسف تبدأ قصة بني يعقوب أو بني إسرائيل منذ دخولها آمنين مكرمين بضع أفراد .
وقد ذكر كثير من المؤرخين أن مصر في ذلك الزمان هي جنوب مصر الحالية و معها منطقة شمال السودان الحالي حيث كان شمال مصر منطقة صحراوية جرداء والمنطقة الزراعية الخصبة في ذلك الزمان هي جنوب مصر الحالي و منطقة شمال السودان و ذكر الباحثين أن أبناء يعقوب و أحفاده تزوجوا من سكان المنطقة حتى بلغ عددهم نحو 700000 كما جاء في كتب التوراة إلى حين فرارهم شمالاً وعلى رأسهم سيدنا موسى بعد 430 عاماً من دخول يعقوب و بنيه إليها و بالرجوع إلى زواج أحفاد سيدنا يعقوب من سكان المنطقة ثم زواج ذريتهم أيضاً من فتيات المنطقة يبدأ نسب سيدنا موسى عليه السلام و والدته نوبية إسمها يو كابد يو تعني الأم و كابد هي قراصة القمح طعام النوبيين إلى يومنا هذا و بالرجوع إلى قوله تعالى لأم موسى (فإقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي و عدو له ) يدل ذلك على أن قوم موسى يسكنون جنوب مصر القديمة حيث يجري النيل من الجنوب إلى الشمال وكان عمره كما جاء في التوراة شهرين و كان طفل جميل الوجه و الطلعة و حيث أمرت أم موسى بنتها مريم تتبعي يابنيه أخاك وإحذري أن يشعر بك أحد و كما جاء في التوراة تبعته مدة تقارب ثلاثة أيام سيراً على الأقدام حتى قذفه اليم عند قصر فرعون و بالرجوع إلى قصة سيدنا موسى حيث أرضعته أمه و كانت تأخذه لقصر فرعون حتى تراه زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم ثم تعود به إلى دارها يدل ذلك على قرب المسافة بين منزل آل موسى وقصر فرعون وتدل الدراسات و البحوث أن قصر فرعون كان في منطقة قريبة من وادي حلفا القديمة يستدلون على ذلك بالآتي :
ورد في التوراة إصحاح (2) آية (3) أن أمه وضعته على نبات الحلفا داخل السفط وهذا يدل على أن المكان الذي ولد فيه موسى يوجد به نبات الحلفا على ضفاف النيل و حيث لا يوجد هذا النبات إلا في شمال السودان منطقة وادي حلفا شمالا ومنطقة حلفا الثانيه شرق سور تود كذلك ورد في سفر الخروج إصحاح (1) آية (15) أن العبريون هم سكان منطقة (عبري ) شمال السودان و هي أيضاُ المنطقة التي عبر منها سيدنا موسى .
ورد في كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار صفحة 70 عن معنى العبرية يقول الدكتور إسرائيل ولفستون أن لفظ عبري يعني العبور بالعبرية وهو نفس المعنى بالعربية و بالرجوع إلى قصة سيدنا موسى أن خادمه كان يدعى يوشع بن نون و إسم يوشع هو (أوشي ) بالمحسية ومعناه الخادم مع ملاحظة أنه لايوجد حرف (ع ) في اللغة النوبية و بالرجوع إلى الآيه الكريمه : ( و احلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراُ من اهلي * هارون أخي ) صدق الله العظيم ذكر بعض المفسرين أن سيدنا موسى عندما كان طفلاً قدمت له إمرأة فرعون جمرة من النار وتمرة ثمرة النخيل فأخذ الجمرة و وضعها على لسانه لذلك كان لايستطيع النطق وهذه القصة غير صحيحة لأن موسى في آيات كثيرة خاطب فرعون و شعيب و أخاه هارون و قومه فلا يعقل أن يكون نبياً أرسل برسالة سماوية لايستطيع الكلام مع قومه ويدعوهم لعبادة الله الواحد القهار يقول بعض المفسرين أن لغة قوم موسى كانت اللغة النوبية و هارون أخاه الأكبر عاش و تربى وسط أهله فلذلك فهو أفصح منه في لغتهم كما دلت الحفريات بأن نهر النيل كان له فرعين شمال جزيرة ناوا وهو مكان إلتقاءه بالنبي الخضر ( مجمع البحرين ) حيث مازال سكان منطقة النوبة يعتقدون في النبي الخضر وإمكانية حضوره في أي لحظة لمنطقتهم فلذلك يتعاملون مع كل غريب فقير بحذر و هذا الإعتقاد لايوجد إلا في شمال السودان . وإسم موسى يعني بالنوبية المرفوض و غير المرغوب فيه و ينطق بالنوبية ( موساً ) وينطق بالعبرية موشاً ويؤكد ذلك ما جاء في التوراة عن سبب التسمية سفر الخروج إصحاح 2 آية 5 ( نزلت إمرأة فرعون مع جاريتها إلى النهر فرأت السفط بين الحلفا فلما فتحته و رأت الغلام وهو يبكي قالت ماهذا الطفل الذي أهله موشاً ) اي غير راغبين فيه عندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد المعراج عن وصف سيدنا موسى قال في حديث إبن عمر : ( كأنه من رجال الزط ) يعني في الطول لأن الزط جنس من السودان و جاء في كتاب البخاري في وصف سيدنا موسى أنه كان طويل أسمر اللون و قال الإمام الأ كبر إبن العربي بأن هارون كان شقيق لموسى و عندما ناداه موسى بأمه لا بأبيه إذ كانت الرحمه للأم دون الأب أوفر في الحكم و فصيحاً في لغة قومه . وفي سورة البقرة عندما قال قوم موسى ( ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا ) قال تعالى الآية ( 71 ) : ( قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث ) ذكر كثير من الباحثين بأن المنطقة الوحيدة في العالم التي تستخدم الأبقار في سقاية الحرث بالسواقي هي منطقة النوبة بالسودان وكذلك أبقارهم فاقعة اللون تختلف في الوصف عن أبقار المناطق الأخرى و في سورة البقرة الآية (61) (.....اهبطوا مصراً فإن لكم ماسألتم ) قال بعض المفسرين أن الهبط يكون من المنطقة العالية إلى المنخفضة وشمال السودان أعلى من منطقة جنوب مصر وهذا يدل على أن قوم موسى كانوا في شمال السودان المنطقة المجاورة لجنوب مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق