الاثنين، 7 أكتوبر 2013

أجمد عبده ماهر-القرءآن يكذب حدوث عروج أو صعود بالنبى إلى السماء 3\1

لقد حمل لنا نبض الحقيقة القرءآنية نبأ انعدام وجود عروج بالنبى إلى السماء، لقد كذّب القرءآن هذه الأقصوصة قبل أن تلوكها ألسنة القصّاصين وأصحاب الخبالات. وإن الذين يستحبّون مخالفة كتاب الله، والذين يستحبون الخروج عن الأهداف القرءآنية لينشدوا ضالتهم فى معجزة مادية مزعومة ليعالجوا بها هوى النفوس المريضة إنما يتصادمون مع الواقع القرءآنى الذى يقرر حقيقة أن القرءآن هو المعجزة الحقيقية وهو الضّالة المنشودة لمن أرادوا رشادا حيث يقول تعالى:ـ 

( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً{88} وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً{89} ) 

والآيات التى سطّرها الكتاب المقدّس يحمل فى أحشائه من الآيات 90-94 من سورة الإسراء ما يؤكّد عدم العروج بالنبى إلى السماء وبالتالى سقوط التصوير المسرحى الذى اعتاده الناس ويستحبون سماعه حيث يقول تعالى

(وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً{94} ).

فالذى يتدبر الآيات السابقات من كتاب الله سيجد حتما رفض الله للتحدّى المادى الذى أراده الكفّار كشرط للإيمان برسول الله،
بل لقد أمر الله بالتوجه إلى المعجزة الخالدة وهى القرءآن الكريم ليقيموا فيه وبه محفل التّدبر الذى استهدفه الله من تنزيل الكتاب {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29.

فلقد أراد الكفّار من رسول الله إحدى المعجزات التى جاء بها الأنبياء السّابقين بل حددوا مطالبهم التى ذكرها القرءآن ، وهى المطالب التى رفضت جميعها من الله وهذه المطالب هى:ـ 
1ـ أن يفجر لهم من الأرض ينبوعا .
2ـ أن يكون له جنّة من نخيل وعنب ويفجّر بهاالأنهار . 
3ـ أن يطبق السماء على الأرض.
4ـ أن يأتى بالله والملائكة قبيلا.
5ـ أن يكون له بيت من زخرف.
6ـ أن يرقى فى السماء شريطة أن يحضر لهم كتابا .(أوترقى فى السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه). 

ولقد تم رفض جميع هذه المطالب بقوله تعالى {........ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء93، 

لقد أراد الله إبراز وتأكيد بشرية النبى واعتبار الخوارق المادية التى يطلبها الكفار كشرط لإيمانهم إنما هى أقزام أمام المد والبيان القرءآنى لمن أراد وعيا وفكرا وإيمانا من الذين يتدبرون القرءآن.

إن الذين يتقوّلون بعروج رسول الله إلى السماء لم يصلوا بقصتهم الشيقة عن العروج إلى إرضاء وإرواء ظمأ النفوس الكافرة ، إذ ليس الأمر أمر ذهاب وإياب من الأرض إلى السماء والعودة ، بل لقد استهدف أهل الكفر للتحقق من هذا الصعود أن ينزّل لهم الرسول كتابا من السماء ليقرؤوا فيه ، وبالتالى فإن من يقصّون علينا واقعة المعراج لم يخاطبوا بقصتهم يقين اهل الكفر وذلك لقصور القصة عن مراد أهل الكفر فى الحصول على كتاب من السماء ({...وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ .... }الإسراء93 وذلك لعدم رجوع النبى من السماء بكتاب !!!.

كما لم يخاطبوا بقصتهم العقول المؤمنة لأن القلوب المؤمنه تعلم أن القرءآن هو معجزة التّحدى ،ويعلمون أن من يأبى أو يركن إلى غيره فقد ضلّ سواء السبيل.

بل إن التدبر هدف من الأهداف الإيمانيه لأهل الإسلام ولكن هيهات وقد تطاولت عليهم العصور فى انعدام الاهتمام بأداء فريضة التّدبر بل والركون والدّعة إلى بعض الأهازيج التى روّجوا لها وإن تصادمت مع أقدس مقدّس لديهم.

إننا نرى بضرورة مراجعة تراثنا الثقافى لينضبط مع كتاب الله وأن نتخلّى عن التبريرات والتأويلات ولىّ عنق الأمور ليبقى الحال على ماهو عليه، فلا يمكن أن نمسخ ديننا بكتب تراث تتصادم مع أصح كتاب ،ولا يمكن للكتاب الثّانى الذى يقدّسونه بلا ضابط (صحيح البخارى) أن يمسخ كتاب الله المقدّس.

وإن أصحاب قصّة المعراج روّجوا لبضاعتهم بتأويلات فاسده لبعض آيات كتاب الله من سورة النجم وذلك بالآيات من 5ـ18 حيث يقول تعالى:ـ 

(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}).

فهم يتصوّرون بتأويلاتهم أن رسول الله قد رأى الله عند سدرة المنتهى أو بعد سدرة المنتهى وهو عين التخبط فى العقيدة إذ أن حقيقة التأويل أن الله قد أعطى رسوله قدرة النظر إلى حبريل عليه السلام فى صورته الحقيقية مرتين، مرّة فى الأفق الأعلى ومرة أخرى عند سدرة المنتهى.

إن الترويج لقصّة رؤية النبى لله بزعم تأويل آية (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ) كان لابد أن يتاح لها قدرا من التّدبر قبل نشرها بلا ضابط ، إن الآيه تقرر أن النبى رأى ما رأى مرتين (مرة أولى ومرة أخرى ) فإذا كان أهل الرواية يصوّرون أن النبى قد رأى الله فلابد أنه قد رآه مرتين ولابد أن يقصّوا علينا المرتين(الأولى والأخرى) لكن أعلم تماما أن أمتى فقدت العقل قبل أن ترسب فى ذيل الأمم.

وعودة مرة أخرى إلى مسألة التخبط فى العقيدة والتى يمارسها من يؤمنون بعروج النبى إلى السماء، إن سبب تخبطهم فى العقيدة يرجع إلى تصورهم إلإحاطه البصريه من رسول الله لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا...........بما يعنى أن الله له بدايه ونهايه وأنه سبحانه وتعالى له جرم(جسم) يمكن رؤيته،

كذا تصورهم وجود الله فى مكان بما يعنى أن المكان أكثر سعة من الله كذا تصور بعضهم أن سدرة المنتهى هى نهاية كون الله ،وجميع ذلك من خرفهم وخرقهم.بل لقد قالت السيدة عائشة رضوان الله عليها (من زعم أن محمدا رأى ربّه فقد أعظم الفرية على الله).

أحمد عبده ماهر-الذهب ليس حراما للرجال

منذ نعومة أظفاري أعلم بأن التختم بالذهب حرام للرجال وكذلك لباس الحرير، فهكذا يقول الخطباء بالمساجد والدروس، وهكذا أصبحنا نلبس خاتم الزواج من الفضة، وقالوا بأن النبي هو الذي قال بذلك التحريم، فهل يحق للنبي تحريم؟؟؟، وإذا كان يحق له ذلك فلماذا قال الله له:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التحريم1.

فلو كان له حق التحريم ما عاتبه الله بشأن من شئون التحريم،
لكن لا أقول بأن النبي لم ينهي الصحابة عن التختم بالذهب في مرحلة ما من مراحل حياته، بل فعل، لكن الفقهاء لم يدرسوا أسباب ورود الحديث الشريف بشأن نهي النبي الرجال أن يتختموا بالذهب،

فتصوروا النهي تحريما، وتصوروا التحريم على التأبيد وليس أمرا مؤقتا، فقد حدثت عسرة ومجاعة في المدينة فأراد النبي ألا يوغر الغني صدر الفقير بالتختم بالذهب ولبس الحرير فقال ذلك الحديث، الذي نهى فيه ولم يحرم التختم بالذهب ولبس الحرير.

فيجب العلم بأن هناك أبعاد مرتبطة بأسباب ورود الحديث [البعد الزماني/البعد المكاني/البعد المخاطبي/ البعد الحاليّ في أسباب ورود الحديث]،

وهناك كتب ومراجع في أسباب ورود الحديث الشريف لفقهاء مثل جلال الدين السيوطي والبلقيني وغيرهما، وقد قام أحد الباحثين واسمه /حمادة يوسف عبد المولى بتقديم رسالة ماجستير في هذا الصدد عام 2007 بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، لكن جهلاء الدعاة يتناولون الحديث على أنه مطلق لكل زمان ومكان كالقرءان تماما بتمام، وهذا من الضلال.

ولقد أصدرت وزارة الأوقاف المصرية كتابا كانت طبعته الرابعة عام 2006 واسم الكتاب [حقائق الإسلام في مواجهة المشككين]، وفي صفحة652 مدون بشأن التختم بالذهب أن البعض قال بأن التختم بالذهب حكمه كراهة التنزيه وقريبة من الإباحة وليس بها تحريم

واعتمدوا في ذلك على أن هناك عددا من الصحابة قد تختموا بالذهب منهم سعد ابن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وصهيب، وحذيفة، وجابر ابن سمرة، والبراء بن عازب الذين فهموا أن النهي للتنزيه وليس للتحريم [راجع فقه السنة للشيخ سيد سابق المجلد الثالث ص482 وما بعدها، و488 وما بعدها].

فإذا كنا نقول بأن النبي ليس له حق التحريم فكيف يكون للفقهاء حق التحريم، إن التحريم أصبح لعبة في أفواه الفقهاء حتى انهم حرّموا حلق اللحية، والله تعالى يقول:

{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116.

أحمد عبده ماهر-الحرام والحلال بين القرءان والسنة والفقه

السنة القولية لا تصلح مصدرا للتحليل والتحريم، وليست مصدر للحلال والحرام فالقرءان فقط هو مصدر الحلال والحرام، لأن الله لا يشرك في حكمه أحدا ولا حتى رسوله
والتحليل والتحريم حق خالص لله فقط، وهو ما ورد بكتاب الله
يعني إن طبقنا هذا الكلامعلى أرض الواقع يكون:
1. تحريم لبس الذهب للرجال ليس بحرام بالقرءان بينما هو حرام في السنة
2. ويكون تعطر المرأة ليس بحرام بالقرءان بينما هو حرام بالسنة
3. وحلق اللحية ليس بحرام بالقرءان بينما هو حرام في السنة
4. والفتوحات الإسلامية تكون حراما بالقرءان بينما هي حلال بالسنة
5. وقتل المرتد حرام بالقرءان بينما هو حلال بالسنة
6. وقتل تارك الصلاة حرام بالقرءان بينما هو حلال بالسنة بعد استتابته ثلاثة أيام
7. ونكاح الصغيرات حرام بالقرءان بينما هو حلال بالسنة
8. والحيلة في الزواج حرام بالقرءان بينما هي حلال في السنة [قال بذلك البخاري].
9. والوصية حلال بالقرءان ومطلقة .....بينما هي محددة بالسنة
10. واسترقاق الأسرى حرام بالقرءان...... وحلال بالسنة.
11. وشرب أبوال الإبل حرام بالقرءان [لأن الله حرم علينا الخبائث] بينما هي حلال في السنة.
12. وعقوبة إشهار الزنا بحيث يشهد عليه أربعة هو الجلد بالقرءان بينما العقوبة عندهم هو القتل رجما بالسنة تقليدا لليهود في شريعتهم.
13. وعقوبة الاعتداء على اعضاء الإنسان وإتلافها هو التعزير والتغريم بالقرءان بينما هو القصاص بقطع عضو مماثل للعضو المقطوع أو الذي تم إتلافه بالسنة....بل يتصورون أن القرءان حض على أن السن بالسن...الخ
ولا يدرون بأن الله قال بأنه كتب ذلك على اليهود في التوراة ولم يكتبه علينا بل خففه ليكون دفع دية و تعزير.
14. والموسيقى حلال بالقرءان وحرام بالسنة
15. وزواج الصغيرات بالرجل المسن مباح بالسنة وممنوع بالقرءان.
16. وإشهاد المرأة على جرائم الحدود ممنوع بينما هو في القرءان مباح.
17. وليس للمرأة المتزوجة المريضة على زوجها حق في أجر طبيب ولا نفقة دواء بالسنة والفقه، بينما لها هذا الحق بالقرءان.
18. وليس لها حق في أكل الفاكهة والحلوى في الفقه والسنة ولها هذا الحق في القرءان.
19. والتي تغتصب أو تلك التي تقبل ابن الزوج أو تلك التي تحبس ولو ظلما تسقط نفقتها عند الفقهاء بينما لا تسقط بالقرءان.
20. والطلاق بالثلاثة في مجلس واحد جائز بفقه الأئمة وهو اعتداء على الشريعة بالقرءان.
21. وقتل الكلاب حلال بالسنة حرام بالقرءان.

......وأمورا كثيرة كهذه.....فهل هذا هو التيسير الذي يتشدقون به أم هي فظاظة مقولات وفقه ورد بالسنة كذبا على رسول الله أو عدم فهما لأقواله أو عدم اعتبار للزمن الذي قيل فيه الحديث.

أحمد عبده ماهر-خلاصة بيان الفرق بين أحداث الساعة والقيامة


أعلم تماما بأن غالبيتنا أسرى لعدم فهم الفقهاء، وأعلم بأنهم لم يقوموا بالتفرقة بين الساعة والقيامة فجاءت تفسيراتهم وفهمهم مغلوطة لكتاب الله، لذلك علهم يفهمون الحقيقة، وعلهم يصححون ما يتم تدريسه بمعاهدهم أقدم باكورة ملخصة للفرق بين الساعة والقيامة فيما يلي:

1ـ فالساعة هي آخر أيام الدنيا، بينما يوم القيامة هو يوم واحد بالآخرة.

2ـ والساعة تقوم على أحياء فتُميتهم ويُدفن الناس تحت ثرى الأرض، بينما تقوم القيامة على أموات فتحييهم، وتتشقق الأرض عن أجسادهم فيخرجون منها وينبتون كما ينبت البقل، فهو يوم يقوم الناس لرب العالمين.

3ـ والساعة تأتي بغتة، بينما لا تبغت القيامة أحدًا، لأنها تقوم على أموات،
أما الساعة فلأنها تقوم على أحياء فهم يُبغتون: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } الحج2.

4ـ والساعة لها علامات تعني قرب انتهاء فرصة الإيمان، بينما القيامة تقوم ولا أشراط لها، لأنها تقوم على أموات.

5ـ وأشراط الساعة ينفع معها إيمان وتوبة وهي ما يسمونه بالأشراط الصغرى، بينما قيام أحداث الساعة يعني فوات فرصة الإيمان والتوبة، أما القيامة فلا عمل بها ولا توبة لأنها يوم الحساب فقط.

6ـ وقيام الساعة يعني زوال الدنيا وفناءها، لكن يوم القيامة يوم بناء وتشييد لصروح الآخرة.

7ـ والساعة تقوم على أرضنا هذه وعلى تلك السماء التي نراها الآن، بينما لن يكون يوم القيامة على أرضنا هذه، فتلك الأرض ستزول عند قيام الساعة، ويبدلها الله والسماوات لأجل القيامة [يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات].

8ـ والساعة تقوم على أرضنا وسمائنا التي نعرفها، بينما القيامة تقوم على كل الأكوان والخلائق بالسماوات والأرضين،
فيقول تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} الزمر68؛

وهو الأمر الذي يؤكد وجود مخلوقات عاقلة بالسماء لورود تعبير (مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ)، فكلمة (من) تقال للعاقل، كما نرى أن الله تعالى يقول: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} التكوير5؛ فالكل سيمثل أمام المولى سبحانه وتعالى بالآخرة.

9ـ وعند قيام الساعة يكون الإنسان بذات جسده وإمكاناته، بينما بالقيامة يرتفع مستوى الجسد، فيرى الملائكة والجن وغير ذلك من الخصائص التي منها كلام الأيدي والأرجل والجلود.

10ـ وأمر قيام الساعة يستغرق أيامًا وسنوات وأحقابًا..... بينما القيامة يوم واحد اسمه يوم القيامة.

11ـ ومن أحداث الساعة أن تتزلزل الأرض، وتخرج براكين من جوفها، وتُنسف الجبال، وستختبئ فلول البشرية التي ما زالت على قيد الحياة، يهمس بعضهم لبعض من الذعر، ثم تزول الأرض وما عليها، وستكشط السماء وتفتح لتصير أبوابا، ...ثم ...ثم.

أما يوم القيامة فهو يوم استقرار على أرض جديدة، ليس فيه ذعر من جنس ذعر الدنيا، إنما يستمد قوة كيانه من رؤية الناس للملائكة، ووقوع الحساب فيه، ودخول الجنَّة والنَّار وما قبل ذلك من أحداث.

12ـ وبالقيامة مكونات وعناصر ليست من مكونات وعناصر ما تقوم عليه الساعة، فالجنَّة والنَّار والميزان والكتب، كلها ليست متيسرة بالدنيا التي تقوم عليها الساعة، بما يعني أن العناصر والمقومات مختلفة بكل منهما.

13ـ والساعة قد تكون عامة، وقد تكون خاصة حين يموت كل فرد منا فهي ساعته وليست قيامته، لكن القيامة عامة دائما، وعلى ذلك فتعبير [من مات فقد قامت قيامته ] ليس له وجود بالقرءان ولا الفقه السوي، وحكم الشيخ المحدث الألباني ـ يرحمه الله ـ بوضعه على رسول الله.

14ـ وبالساعة العامة يتفرق الناس، حيث يقول تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}الروم14.
أما يوم القيامة فهم يُجمعون، وفي ذلك يقول تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التغابن9.

15ـ وإبان قيام الساعة فإن الأرض تنير بفعل الشمس.......بينما يوم القيامة تشرق الأرض الجديدة التي ذكرناها بالبنود أرقام 7&11 فهي تشرق بنور ربها.
وهناك فروق أخرى لكن نكتفي بهذا القدر
لذلك رأيت أن تتم دراسة كل ما ورد بكتاب الله عن الساعة وعن يوم القيامة تفصيلا، حتى يقف القارئ بتدبر واع لكتاب الله عن أحداث كل منهما.

السبت، 5 أكتوبر 2013

‏سامر إسلامبولي‏-فناء النار وخروج من فيها

يوجد في التراث بضع آراء لمفهوم الخلود في النار.

أ- استمرار عذاب أهل النار إلى ما لا نهاية( عذاب سرمدي).

ب- عذاب أهل النار مدة طويلة جداً ثم فناء النار ومن فيها .

ت- عذاب أهل النار حسب ذنوبهم،ويخرجون من النار تباعاً كل حسب عقوبته، فلا يبقى فيها إلا المجرمون (فرعون وقارون وهامان )، ومن تبعهم في إجرامهم فيبقون مدة طويلة جداً ( خالدين فيها أبداً ) إلى أن يأذن الله بخروجهم بعد أن يكونوا قد طهرتهم النار من شرورهم وخبثهم ، فيخرجون إلى الجنة، وتسعهم رحمة الله .وتفرغ النار من أهلها، فَيُفنيها لانتفاء وظيفتها !.

والرأي الثالث هو الذي أرجحه وأميل إليه . وسأعرض لك أهم القرائن والأدلة التي اعتمدتها في ذلك :

1-إن النفس للكائن الإنساني متصفة بصفة الدوام لا تفنى، هكذا أرادها الخالق تبارك وتعالى، فسواء أكانت النفوس في الجنة أم في النار، فهي متصفة بصفة الدوام ، وبالتالي يبطل مفهوم فناء أهل النار،ويبقى للنقاش والحوار المفهومين الأول والثالث .

2-العدل الإلهي يقتضي أن يكون العقاب مناسب للعمل، وليس أكبر أو أكثر منه . فمهما كان العمل إجرامي، فهو لا شك محدود في النهاية، وبالتالي لابد من محدودية وانتهاء مدة العقاب، بخلاف الثواب والعطاء، فهما مبنيان على العمل الصالح، ولكن غير مُقيدان به من حيث الكم والكيف، وإنما هما مرتبطان بصفة الكرم والقوة والقدرة للمُعطي ، فالعقاب محدود، والعطاء والثواب مفتوح، والأصل في استمرار الشيء، هو الخير والصلاح ، وليس للشروالفساد ، فالناس يدخلون إلى الجنة بعملهم الصالح وبرحمة الله لهم، ويخرج العُصاة من النار تباعاً بعدل الله وقدرته ورحمته .

3-إن صفة الغضب الإلهي واللعن صفة عارضة غير مستمرة، بخلاف العدل والحكمة والرحمة فهم مستمرين، وذلك يقتضي تحديد العقاب، وفناء النار، وخروج أهلها برحمة الله الواسعة إلى الجنة في نهاية المطاف، فالعدل والرحمة أصل ، والغضب واللعن ظرف راهن .

4- مفهوم التعويض للناس عما أصابهم في الحياة الدنيا من المصائب ، فالإنسان المظلوم يأخذ حقه كاملاً مضاعفاً حتى يرضى، ويذهب من نفسه الضيق والحزن، ويُعاقب اللهُ الظالمَ بما يستحق ، فيتم شفاء غليل نفس المظلوم، وبعد ذلك ينتفي عن المظلوم صفة وقوع الظلم عليه لأخذ حقه مادياً ونفسياً، وفي هذه المرحلة يرجع الأمر إلى مشيئة الله وعلمه وحكمته وعدله ورحمته، فيفعل ما يريد، ليس لأحد بعد تحقيق العدل والتعويض عن الضرر وحصول الرضا من قبل المظلوم من حق بالاعتراض أبداً على رحمة الله ) إِنّ رَبّكَ فَعّالٌ لّمَا يُرِيدُ( ( هود107)

5- لم يأت أي نص يخبر عن المكوث في الجنة بصيغة زمنية محددة، بينما أتى في الإخبار عن المكوث في النار بصيغة زمنية محددة . قال تعالى لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً ((عم 23)، وكلمة أحقاب: جمع كلمة (حقب)، التي تدل على مجموعة زمنية طويلة جداً ، ولكن في النهاية هي محدودة من حيث الكم ، ومجموع المحدودات محدود ضرورة ، بينما اللانهاية لا تُجمع ! .

وقال: )وَأَمّا الّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ النّارُ كُلّمَآ أَرَادُوَاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النّارِ الّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ )(السجدة20) ، انظر إلى فاعل كلمة (يخرجوا) وهم أهل النار، ولم ينف النص إرادة الله لهم بالخروج فيما بعد بإذنه، وانظر إلى كلمة (ذوقوا ) ؟ وهي كلمة تدل على تناول بعض الشيء لاختباره ، فهي تدل على المدة المحدودة ، ولم تُستخدم هذه الكلمة لأهل الجنة أبداً.

6- انظر إلى دلالة النص الذي يتكلم عن إرادة أهل النار في الخروج ونفي ذلك عنهم {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}البقرة167، فكلمة (خارجين) اسم فاعل، وهي تدل على إرادة أهل النار الخروج من تلقاء أنفسهم من شدة العذاب، فنفى الله عنهم تحقيق مرادهم، ولم ينف إرادة الله لهم بالخروج فيما بعد، انظر إلى النص التالي الذي يتكلم عن أهل الجنة{لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ }الحجر48، فمن الطبيعي أن أصحاب الجنة لا يريدون الخروج ولا يطلبونه لأن الأصل في الثواب والعطاء التمليك والاستمرار، لذا؛ أتى النص بكلمة ( مُخرجين) لتدل على نفي إخراجهم من قبل الله.

7- انظر إلى دلالات الكلمات المستخدمة في دخول أهل النار إلى النار،وكيف أنها لا تدل لساناً على اللانهاية للحدث :

أ- مكث :تدل على توقف وانتظار

ب- لبث : تدل على مجرد السكون والتجمع والالتصاق في الشيء .

ت- أوى : تدل في عمومها على ميل الإنسان إلى مكان والدخول فيه ليحصل على الحماية، ولذلك يأوون الكفار إلى النار ليتخلصوا من شعورهم بالخزي الذي يحرق قلوبهم !.

ث- خلد : كلمة تدل على ارتخاء وحركة متصلة لازمة منتهية بدفع شديد . نحو خلد زيد إلى الأرض . إذا التصق بها بشدة .

ج- أبد : تدل في عمومها على الزمن الطويل الممتد، ولكن في النهاية هو محدود ضرورة إلا بقرينة تعطيه صفة الامتداد .

اشتراك بعض الكلمات لأهل الجنة وأهل النار في الاستخدام مثل ( خالدين، أبداً، مأوى..) الضابط لها هو: أن العدل والرحمة أصل، والغضب واللعن ظرف، أي الثواب دائم، والعقاب مؤقت، والجنة دار السلام والمقام، والنار دار البوار والهلاك، وأهل الجنة لن يُخرجهم أحد منها، بينما أهل النار لايخرجون بإرادتهم ، وإنما يخرجون بالعفو الإلهي والرحمة التي وسعت كل شيء بعد تحقيق العدل ، والوعد لابد من تحقيقه لأصحاب الجنة، والوعيد متعلق بمشيئة الله إن شاء فعل ، وإن شاء عفا، فهو الملك القاهر العادل الحكيم الرحيم الحي القيوم القادر على كل شيء.

9- دلالة النص {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71

فحسب سياق النص والآيات التي قبله وبعده متعلقة بإحضار المجرمين إلى قرب النار جاثيين، ورؤية المؤمنين لهم، كما أن دلالة كلمة ( ورد) غير دلالة كلمة ( دخل)، فالنص يتكلم عن عملية ورود وليس دخول، وهي تدل على العرض والحضور والمجيء وماشابه ذلك، ومن ثم نجاة المؤمنين من النار ودخول المجرمين فيها.

10- ودلالة النص {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة80، لايوجد فيه نفي خروج أهل النار، وإنما يدل على أن الكافرين يظنون أن المكوث في النار هو بضع أيام، وسوف تمضي بسهولة، فيخبرهم النص أن هذا القول هل كان نتيجة أخذكم من الله عهداً ، أم تقولون على الله ما تعلمون، إن العذاب والمكوث في النار أكثر مما تعتقدون بكثير، والعذاب شديد ومهول، ومثل ذلك كمثل من يقول إن مدة عقوبة جريمة القتل بضع أيام، وبالتالي يستسهل الجريمة، بينما الواقع غير ذلك تماماً فقد تصل العقوبة إلى الإعدام.

أخي الكريم

لاحظ أن آيات الخلود في النار تأت بصيغة اسم فاعل دائماً )خالدون (، ولم تأت ولا مرة واحدة بصيغة(مُخَلدون )، وهذا يدل على أن صفة الخلود تكون منبثقة من إرادة الإنسان الكافر، وذلك لشعوره بالخزي والعار فيسارع إلى الخلود إلى النار ليطفئ نار الخزي والندم والألم النفسي الملتهب في داخله ، وذلك من باب تغطية الألم بألم أشد منه، نحو استخدام الكي في النار لتغطية ألم نفسي أو جسمي ! وهذا لا يعني عدم وجود الألم والعذاب في النار الذي يدفعهم إلى إرادة الخروج منها ، فهم يخلدون إلى النار للخلاص من الألم النفسي، وعندما يدخلونها يجدون ألماً أشد منه فيريدون الخروج منها فلا يستطيعون، ويمكثون في النار إلى أن تَطْهُر نفوسهم الخبيثة النجسة، فإذا طَهُرَت نفوسهم، وذلك يكون بعد أن أدوا عقوبتهم كاملة، وتحقق العدل الإلهي فيهم، انتفى وجود المبرر لبقائهم في النار بعد أن صارت نفوسهم طاهرة، فتسعهم رحمة الله ، ويخرجون بالأمر الإلهي العفو والرحمة، فيخرجون من النار إلى الجنة، ولكن بالحد الأدنى منها، لانتفاء العمل الصالح عنهم في دار الامتحان، وسوف يرضون بذلك، ويشعرون في قرارة أنفسهم بالكرم والعطاء الإلهي العظيم، لأنهم يعلمون أنهم لم يحصلوا على ذلك بعملهم وطاعتهم لله ، ومثل ذلك كمثل ملك أصدر قراراً بالعفو عن مجرم بعد انتهاء نصف عقوبته المحددة له، فمجرد فعل العفو بحد ذاته هو كرم ورحمة، فما بالك إذا رافقه عطاء !! هل يظن أو يتساءل المجرم عن قلة أو كثرة العطاء؟ وهل يعتقد أن العطاء حق له؟ أم يرضى بأي شيء وهو مسرور به لأقصى الحدود لعلمه في نفسه أنه لا يستحق ذلك أبداً .

مفهوم الخلود غير السرمدية

أما النصوص الأخرى التي تدل في ظاهرها على المكوث اللانهائي مثل ]إنَّ الذين كَذَّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تُفَتَّح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط [الأعراف40،فينبغي أن تُفهم على ضوء المنظومة العامة للمفهوم ، وعدم تحميل الكلمات دلالات لا تحتملها، فمفهوم اللانهاية لا يدل عليه أي كلمة مما تم استخدامه في النصوص المتعلقة بدخول النار والمكوث فيها، مع العلم أن اللسان العربي يحتوي على كلمة تدل على الاستمرار اللانهائي في اتجاه واحد فقط، وهي كلمة(سرمد ) التي تدل على بدء الشيء واستمراره على ما هو عليه إلى ما لانهاية لذلك نقول:الله أزلي في وجوده، وسُرمدي في بقائه. ولم يتم استخدام كلمة ( سرمد ) لأهل النار أبداً، مع استخدامها في النص القرآني مُقيدة ) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ الْلّيْلَ سَرْمَداً إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ*قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ النّهَارَ سَرْمَداً إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ )(القصص 71-72 ). وقد يقول قائل: ولم تُستخدم لأهل الجنة أيضاً. وأقول: لأن استمرار أهل الجنة في الجنة تحصيل حاصل، فكما ذكرت سابقاً الثواب والعطاء دائم ومستمر، فَمَن مِن الناس يظن أن جائزته التي حصل عليها مؤقتة؟ ولو سأل المانح لها عن حقه في امتلاكها أو استمرارها لضحك الناس منه!، بخلاف سؤال المعاقَب عن مدة انتهاء عقوبته ،فهو سؤال مشروع وحق له.

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الحروب النووية قبل التاريخ البشري!!

ما لبثت البشرية أن انتعشت وازدهرت من جديد بعد قرون من التخبّط في تداعيات الكارثة الكونية التي أصابت الأرض، حتى حدث انهيار آخر كبير على مستوى عالمي! وهذه المرة كان نتيجة محرقة نّووية هائلة وشاملة! وبعدها بدأت مرحلة التّاريخ المسجّل الذي نعرفه في وقتنا الحاضر (التاريخ الرسمي الذي ندرسه في المدارس). 

لقد اكتشف الباحثون، عبر القرنين الماضيين، الكثير من المخطوطات القديمة التي، رغم ترجمتها بطريقة صحيحة، لم يفهموها في البداية. وبقي الأمر كذلك إلى أن تقدمت المعرفة الحديثة ولحقت بالمعرفة القديمة حيث استطاعوا استيعابها. احتوت هذه الوثائق القديمة جداً على مواضيع أصبحت مألوفة للباحثين فقط بعد حصول الانفجارات الذرّية في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. وحينها عرفوا أن ما روته تلك المخطوطات القديمة كان مرعباً فعلاً.

يشير العديد من الاكتشافات الحاصلة في جميع أنحاء العالم إلى حصول نوع من الانفجارات النووية على سطح الكوكب، كالزجاج الأخضر المنصهر الموجود عميقاً في طبقات الأرض في مواقع مختلفة. رغم أن مثل هذا الزجاج لا يوجد عادة إلا في مواقع الاختبارات النووية، ومع ذلك فقد تم استخراجه من مواقع أثرية عديدة، وتلك المواقع تفصل بينها مسافات شاسعة حيث وجدت في بأفريقيا وآسيا، وأوروبا والأمريكيتين.



"..هذه ليست أوّل مرّة يفجّر فيه الإنسان جهازاً نووياً.."


هذا ما قاله "روبرت أوبنهايمر" Robert Oppenheimer والد القنبلة الذرية الحديثة، بمناسبة تفجير أوّل قنبلة ذرّية في التاريخ البشري المعروف. هل كان يعرف أسراراً مجهولة بالنسبة للأغلبية ومُقتصرة على مجموعة قليلة من الأشخاص العارفين؟


.................




استخدام الأسلحة الذرية



1 ـ في الوثائق القديمة:


الهند 2449 قبل الميلاد
تحدثت كل من الرامانيا والمهاباراتا وغيرها من النصوص الهندية القديمة، عن الحرب الشرسة التي حدثت قبل عدة آلاف من السنين بين أطلنطس وحضارة راما، وقد استخدمت فيها أسلحة لم يتخيلها البشر حتى النصف الثاني من القرن العشرين (أي بعد تفجير أول قنبلة نووية).
تحدثت المهابهارتا عن الدمار الفظيع الذي أحدثته الحرب، فتقول: 
".. كانت عبارة عن قذيفة واحدة مشحونة بكل ما يحويه هذا الكون من قوة. ظهر عمود من الدخان واللهب، سطع هذا العمود كما تسطع آلاف من الشموس... بقوة الصاعقة، إنها رسول الموت الجبار الذي حوّل إلى رماد كل سلالة الفريشنيس Vrishnis والأنداكاس Andhakas ...."
ويصف الجزء التالي بدقة شكل الانفجار النووي، وآثار الإشعاعات على السكان، وكيف كان القفز إلى الماء هو المهرب الوحيد.
".. احترقت الجثث ..
لدرجة أنه لم يعد ممكناً تمييز أصحابها...
سقط الشعر وانقلعت الأظافر،..
تكسر الفخار دون سبب،..
... وانقلب لون الطيور إلى البياض....
.... بعد بضعة ساعات 
احترق كل شيء يؤكل ....
..... وللهرب من النار 
رمى الجنود أنفسهم إلى الجداول
كي يغسلوا أنفسهم ومعدّاتهم....."


ـ يروي هذا النص، بدقة كبيرة، كيف تم استخدام طائرة صاروخية لتحمل سلاحاً دمر ثلاثة مدن. وكان هذا مشابها لتصريح شاهد عيان على انفجار قنبلة ذرية. فقد وصف التالي:


- وميض الانفجار.
- عمود من الدخان والنار.
- الغبار الذري المتساقط.
- موجات الصدمة والحرارة الشديدتين.
- مظهر الضحايا.
- تأثيرات التسمم الناتج من الإشعاع.


ذكر هذا النص التاريخي ما يلي:


-"صاعقة حديدية شملت" "قوة الكون".
- عمود متوهج من الدخان واللهب، مضيء بقدر عشرة آلاف شمساً، مشرقة بعظمة وبهاء.
- "الغيوم زمجرت إلى الأعلى".
- "الغيوم كلون الدم هبطت فوق الأرض".
- "الرياح الشديدة بدأت بالهبوب".. الفيلة على بعد أميال سقطت بفعل الرياح.
- "رجّت الأرض واحترقت بفعل الحرارة العنيفة المريعة لهذا السلاح".
- "كانت الجثث محروقة إلى درجة أنه لم يعد بالاستطاعة تمييزها".
- "تساقط الشعر والأظافر. انكسرت الأواني الفخارية بدون سبب. أصبحت الطيور بيضاء اللون. بعد ساعاتٍ قليلة، تلوثت كل المواد الغذائية".
- "الآلاف من المركبات الحربية سقطت في كل مكان.... الآلاف من الجثث احترقت وتحولت إلى رماد".
- "لم نشهد أبداً سلاحا مريعاً كهذا من قبل ، ولم نسمع عن مثيل له ابداً".


موقع المعركة: المناطق العليا للغانج Ganges (الهند)

هناك فقرات من المخطوط السنسكريتي القديم (الماهابارتا) "Mahabharta"، تعد مرعبة فعلاً. فالرعب الكامن في وعي الأشخاص الذين نجو من هذه المحرقة لا يزال حياً على صفحات هذه المخطوطات. إلى أن بدأنا نقيم التجارب على المواد المشعة، لا يمكن لأي شخص على وجه الأرض أن يصف المرض الناجم عن الإشعاعات، لسبب بسيط وهو أنه لا وجود لمرضٍ كهذا. أما المخطوطات القديمة، فقد وصفت الأعراض بدقة: فقدان الشعر، التقيؤ، الوهن الجسدي ثم الموت المحتّم... جميعها أعراض تقليدية للتسمم الناتج عن الإشعاع النووي.

والغريب في الأمر هو أن طريقة الوقاية من التلوث الناتج من الانفجار قد ذكرت بالتفصيل! حيث ذكر بأنه يستطيع الإنسان أن يُنقذ نفسه بإزالة جميع القطع المعدنية من جسمه وغمر نفسه مباشرة في مياه الأنهار، والسبب في ذلك هو ليغتسل ويتخلص من الدقائق الملوثة... ويتم اليوم إتباع نفس الإجراء.


بـابـل:
ـ تروي "ملحمة جلجامش" يوماً عندما "صرخت السماوات"، وأجابت الأرض فجأة مضيئة بالبرق، توهجت النار وصعدت إلى الأعلى، وأمطرت الموت. تلاشى الضوء وخمدت النار. كل من صعقه البرق تحول إلى رماد.


التيبت:
ـ تصور المقطوعة الشعرية التيبيتية ستانزاس ديزان Stanzas of Dzyan" محرقة ابتلعت دولتين متحاربتين حيث حدث بينهما نزال جوي مستخدمين فيها أشعة حاجبة للنظر وكرات من اللهب واسهماً مشعة وبرق رهيب. وتلك الدولتان كانتا:
ـ "ذات الوجه الأسمر" و"ذات الوجه الأصفر" (أي المنغوليين التابعين لحضارة غوبي "Gobi") القليل من ذوات الوجه الأصفر نجوا من الفيضانات والدمار النووي، أما ذوات الوجه الأسمر فقد أُبيدوا بالكامل.
ـ "العين المستقيمة" (شعوب أوروبا والشرق الأوسط) كانوا من بين الناجين، وعلى ما يبدو أنهم قد زُجوا أيضا في هذا القتال النووي.


المكسيك، والولايات المتحدة الأمريكية:

ـ تصف نصوص المايا القديمة الآثار المدمرة (والتي لسوء الحظ أصبحت واضحة تماماً لنا بعد ضربة Horoshima) الناتجة عن النار القادمة من الأعلى مما أدى إلى خلع العيون وتفسخ الجسد والأحشاء، مدناً كبيرة مزدهرة تقع إلى الشمال (في الولايات المتحدة الأمريكية) قد دمرت. 


كندا و الولايات المتحدة الأمريكية:
ـ هنود كنديون يتحدثون عن "أشخاص حلقوا فوق السماوات" وعمروا مدنا متألقة وبيوتاً فخمة "إلى الجنوب" (أي في الولايات المتحدة الأمريكية) بعدها جاءت الأمة المعادية، وحصل دمار مريع، واختفت الحياة من المدن، ولم يبقى سوى الصمت.

الولايات المتحدة الأمريكية:
ـ هنود الهوبي Hopi يروون "أن بعضاً من هؤلاء الذين جاؤوا من العالم الثالث حلقوا فوق مدينة عظيمة، هاجموها وعادوا بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يستطع سكانها أن يعرفوا من أين أتى المهاجمون، وسرعان ما بدأت العديد من الدول بمهاجمة بعضها الآخر". ومن هنا أتى الفساد والدمار.


....................




2 ـ الإثبات الفيزيائي


الغابون Gabon، غرب أفريقيا:
ـ في أفريقيا، هناك بقايا من سلسلة تفاعلات نووية حدثت ما قبل التاريخ حيث لا يمكن تفسيرها بالوسائل الطبيعية، تم اكتشافها في أسفل منجم قديم يعود إلى عصر ما قبل الفيضان، تبدو وكأنها بقايا لتفاعل نووي (مصنوع و ليس طبيعياً). 


الهند:
هناك بقايا في الهند تشير بقوة إلى أن حرباً نووية قد نشبت في الماضي البعيد:
ـ في المنطقة محددة بدقة في السجلات القديمة، أي التي تقع بين جبال الغانج Ganges والراجماهال Ragamahal حيث يوجد هناك عدد هائل من الآثار المحروقة التي لم يتم استكشافها حتى الآن، وهذه دلائل على أن هذه البقايا لم تحترق بنار عادية. في حالات متعددة تبدو وكأنها كتل هائلة منصهرة ومدموجة ببعضها، وسطوحها مثقوبة ومنقرة بشكل كبير "كصحيفة القصدير التي تم صهرها بسيل من الحديد المنصهر".

ـ في الجنوب الأقصى في مناطق غابات ديكان Deccan، يوجد الكثير من هذه البقايا والآثار. بجدران مزججة ومتآكلة، ومتصدّعة نتيجة الحرارة الهائلة. وبعض الابنية، حتى سطوح الأثاث الحجرية قد تحولت إلى زجاج (أي صُهرت ثم تبلورت).

ـ ولقد وُجد في نفس المنطقة هيكل عظمي فيه نشاط إشعاعي أقوى خمسون مرة عن المستوى الطبيعي. لا يمكن لاحتراق طبيعي أو انفجار بركاني أن يصدر حرارة شديدة تؤدي إلى فعل ذلك. حيث انه يتطلّب ملايين الدرجات من الحرارة، والتي وجب أن تكون حسراً نتيجة لتفاعلات نووية حرارية.

ـ في مكان آخر إلى الجنوب، عثر الضابط البريطاني ج. كامبل J.Campbellعلى موقع مشابه، كان المكان شبه مزجَّج (أي كاد يتحوّل إلى زجاج)، أما المصدر الذي سبب هذا فلازال مجهولاً.

ـ وهناك تقارير مشابهة قدمها المسافرين عبر مناطق الأدغال، تقارير عن أبنية مدمّرة ذات جدران مشابهة لألواح الكريستال السميكة، وهي أيضاً منصهرة وممزوجة ببعضها عل شكل أكوام من الأحجار المزجّجة، كان واضحاً أن هذا الدمار نتيجة قوة هائلة غامضة ومجهولة. 

ـ أما الصياد المستكشف هـ.ج. هاملتون H.J.Hamilton فقد صُعِقَ بشدّة عندما دخل إلى بناء قديم ذات قبة منخفضة، يذكر قائلاً: ".. فجأةً، هوت الأرض تحت أقدامي مصدرة صوتا غريباً. وصلت إلى مكان آمن ثم وسعت الحفرة بمؤخرة بندقيتي إلى أن أصبحت ظاهرة وأنزلت نفسي فيها. وجدت نفسي في ممر طويل وضيق يدخل إليه الضوء من المكان الذي انفلقت منه القبة. وفي القاع رأيت ما يشبه طاولة وكرسي من نفس المادة الكريستالية التي تتألف منها الجدران.."
".. كان شكلا غريباً منحنياً من على الكرسي بملامح مشابهة للإنسان.. وعندما نظرت إليه عن قرب ظننته قد يكون تمثالاً أُتلف خلال مرور الزمن، لكن حدّقت عيني على شيء ملأني بالرعب الشديد!.. تحت "الزجاج" الذي كان يغطي ذلك "التمثال" بدأ يظهر بوضوح هيكل عظمي حقيقي!..".

كل من الجدران والأثاث وحتى الناس، جميعهم انصهروا ثم تبلوروا. لا يمكن أن ينتج ذلك عن نار طبيعية أو انفجار بركاني، حيث يتطلب حرارة شديدة تكفي لتسبب هذه الظاهرة... فقط الحرارة الناتجة من الطاقة الذرية يمكنها التسبب مثل هذا الدمار.


باكستان:
ـ هياكل عظمية في موهانجو دارو Daro-Mohenjo وهارابا Harappa هي ذات درجة عالية من الإشعاع. الآثار المدمرة في هاتين المدينتين القديمتين هي كثيرة، ويُعتقد بأنه كان في كل منها أكثر من مليون نسمة وعملياً فإن تاريخها مجهول ولا نعرف عنها سوى أنها قد دُمرتا فجأةً. في Daro-Mohenjo، في مركز زلزال عرضه 150 قدماً، كل شيء قد تبلور أو انصهر أو ذاب. وعلى بعد 180 قدماً عن المركز، انصهر قرميد الجدران على اتجاه واحد فقط، مما يدل على حدوث انفجار.

ـ نصوص هندية قديمة تتحدث عن سكان مدينة أُمهلوا عدة أيام للإخلاء.. إنذار واضح على حدوث دمار شامل.

ـ كشفت الحفريات المقامة في إحدى المدن المدفونة عن أربعة وأربعين هيكلاً متناثراً في الشوارع، وكأن حدثاً مشؤوماً قد أتى فجأة بحيث أنهم لم يستطيعوا الدخول إلى بيوتهم. جميع الهياكل كانت مستلقية على الأرض، الأب، الأم والطفل وُجدوا منبطحين في الشارع ووجوههم مغمورة في الأرض وما زال الطفل يمسك بيدي أمه. وهذه الهياكل العظمية ما زالت، بعد آلاف السنين، تعتبر من بين أكثر المواد إشعاعا والتي لم يتواجد مثيلها إلا تلك التي نتجت عن هيروشيما وناغازاكي.




اكتشاف هياكل عظمية مشّعة نووياً في موقع هارابا الأثري



العراق:
ـ إن الآثار المنصهرة لبناء هرمي مدرّج ziggurat structureالذي لا يبعد كثيراً عن بابل الأثرية قد تكون نتجت عن "حريق ضرب البرج وفلقه من الرأس وصولاً إلى أساسه". تحول طوب البناء إلى زجاج وانصهر كلياً. الدمار كله أشبه بالجبل المحروق، حتى الجلمود الضخم (صخرة دائرية) الموجود بالقرب من الحطام قد تحول إلى زجاج. أية قوة هذه التي من الممكن أن تصهر الطوب والقرميد؟.... لا شيء سوى صاعقة جبارة أو قنبلة ذرية!. وهناك أمر آخر، هل تعلم أنه عندما انفجرت أول قنبلة ذرية في نيومكسيكو تحول رمل الصحراء إلى زجاج منصهر يميل إلى اللون الأخضر؟.

اقرأ هذه الحقائق إذاً......


بابل:
في عام 1947، اكتشف علماء في أحد المواقع، وعلى التوالي:
ـ طبقة من تربة زراعية (أرض زراعية).
ـ طبقة أقدم من تربة رعوية (أرض للرعي).
ـ طبقة قديمة جداً تعود لعالم "إنسان الكهف".
ـ ثم وصلوا إلى طبقة أخرى... من الزجاج الأخضر المنصهر!.
قد تصهر الصاعقة أحيانا الرمل، لكن عندما يحدث ذلك فإن الانصهار يحدث بشكل محصور ومحدد. فقط الانفجار النووي ينتج عنه طبقة كاملة من الزجاج الأخضر المنصهر.

صحراء غوبي Gobi، منغوليا:
ـ صحراء غوبي التي تقع بالقرب من بحيرة LobNor مكسوة بالرمل المزجج نتيجة التجارب الذرية التي قامت بها الصين لكن هناك مساحات معينة من الصحراء فيها رمل مزجج مشابه والذي استمر وجوده لآلاف السنين. هناك مناطق مدمرة، ليس لها شكلاً منتظماً، والتي فيها علامات تدل على احتراق ناتج عن الحرارة الشديدة، إنه حقاً لمن الصعب تصديق أن الإنسان في أحد الأزمان قد عاش وأحب وحكم ومات هناك.


فلسطين:
ـ في عام 1952، كتشف علماء الآثار على عمق 16 قدماً، طبق من الزجاج المنصهر الأخضر بسمك ربع بوصة ويغطي مساحة لبضعة مئات من الأقدام المربعة. مصنوعة من الكوارتز المنصهر وهي تشبه بمظهرها الرمل الذي تعرض إلى تجارب نيفادا وغوبي الذرية.


جنوبي تركيا الوسطى:
ـ في كاتال هويوك Catal Huyuk عثر علماء الآثار على طبقات سميكة من الطوب المحروق. وقد انصهر الطوب واندمج مع بعضه نتيجة حرارة مرتفعة جداً لدرجة أنها اخترقته إلى عمق أكثر من ثلاثة أقدام تحت مستوى الأرض بحيث أنها فحَّمت الأرض والهياكل العظمية وجميع ما دُفن معها. إن الحرارة الهائلة قد قضت على جميع التعفنات البكتيرية.


شمالي سورية:
ـ كانت الأبنية الملكية محترقة بالكامل في العلخ Alalakh (في حوض العاصي) بحيث أن جص الجدران قد زُجج تماماً وفي بعض المناطق فإن البلاطات البازلتية قد انصهرت بالكامل.

الصحارى Sahara الجنوبية (شمال أفريقيا):
ـ بينما كان المهندس AlbionW.Hart المتخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يقطع الصحراء في أواسط أفريقيا، دهش فجأةً بـ"امتداد كبير من الزجاج المخضر والذي كان يغطي الرمل على مدى نظره".
"ولم يشهد من قبل انصهار السيلكا بهذه الطريقة، إلا بعد مرور خمسين سنة، عندما عبر منطقة الرمال البيضاء بعد التجربة الذرية الأولى في نيومكسيكو حيث تعرّف على هذا النوع من الانصهار".


مصر:
ـ لقد تم العثور على الزجاج الأخضر المنصهر أيضا في مواقع أثرية تابعة لممالك مصر القديمة و الوسطى.

جزر لوفتن، Lofoten (النرويج)، اسكتلندا، ايرلندا، جزر الكناري:
ـ هناك قلاع وأبراج تعود لما قبل التاريخ في أوروبا قد تحولت جدرانها إلى زجاج أخضر وانصهرت أحجارها بفعل قوة مجهولة، وعادةً ما يحصل هذا على الجهة الغربية للجدران، وأحيانا على الجهة الشرقية من الجدران الداخلية... كم كانت الحرارة شديدة! العديد من المواقع تظهر انصهاراً على عمق قدم واحد ، "تحولت إلى زجاج كالدبس المتجمد".


جزيرة مان Man في بحر الشمال:
ـ أحجار الحجرة الداخلية لمدفن أرضي قرب مغهولد Maughold منصهرة ومدموجة مع بعضها بنفس الطريقة.


غربي المحيط الهادي:
ـ لوحظت نفس حالة التزجج في عدة جزر غربي المحيط الهادي.


البيرو:
ـ في كوزكو Cuzco، فإن مساحة (18000) يارداً مربعاً من صخر جبلي قد انصهر وتبلور، وعلى نفس الغرار، فإن عدداً من الطوب المكسو بالغرانيت في حصن ساكسيهوامان Sacsahuaman المجاورة قد تحول إلى زجاج بفعل حرارة مشعة عالية.


البرازيل:
ـ إن آثار السيتي سيداد Sete Cidades (المدن السبعة) في مقاطعة بياوي Piaui "هي في حالة فوضى متوحّشة" كونها انصهرت بفعل طاقة عالية جداً. وهي مسحوقة بين طبقات الحجر الناتئ منها قطع معدنية صدئة تاركةً سيول من اللون الاحمر تحت سطح الجدار المتبلور.


الولايات المتحدة الأمريكية:
ـ في غرب الولايات المتحدة، فإن الآثار الموجودة في كاليفورنيا الجنوبية وكولورادو وأريزونا ونيفادا، كل هذه المناطق قد انصهر سطحها الصخري لشدة الحرارة المشعة التي تعرضت لها.
ـ بين أنهار غيلا Gila وسان جوانSan Juan ، هناك مساحة كبيرة فيها بقايا "آثار مدن... محترقة بالكامل وقسم كبير منها هو مزجج ومنصهر، مليئة بالأحجار المنصهرة والحفر التي سببتها النيران التي كانت حارة جداً لدرجة أنها قادرة على صهر الصخر أو المعدن. هناك أحجار مدكوكة ومنازل تصدعت بشكل فظيع.
ـ في مركز مدينة مدمرة في وادي الموت (بصفوف من الشوارع بطول ميل و مواقع لبنايات ما تزال مرئية) هناك بناء ضخم قابع على صخرة طويلة. الجهة الجنوبية من الصخرة والبناية قد انصهر وتحول إلى زجاج.
ـ وفي صحراء موهافي Mohave يوجد العديد من الرقع المدورة مؤلفة من الزجاج المنصهر.

جزيرة إيستر:
ـ هناك نحوت خشبية فريدة من نوعها تُظهر نتائج تأثيرات الإشعاع النووي على بنية جسم الإنسان والمتمثلة في الجسم الهزيل وتضخم الغدد الدرقية، والورك المتورم، والخدود الضامرة الجافة والفقرة العنقية المنحنية، مع وجود كسر بارز بين الفقرة القطنية والفقرة الظهرية، وعينان منتفختان ومعدة منتفخة... كل هذه التفاصيل ظاهرة بشكل واضح. هذه هي أعراض كابوس التعرض للإشعاع النووي. 

هل من الممكن أن يكون هذا له علاقة ببقايا الدمار المخيف الذي تم اكتشافه على الجزيرة؟


يصور الرائد والعالم النووي، البروفيسور فريدريك سودي Frederick Soddy (الحائز على جائزة نوبل ومكتشف النظائر المشعة) حضارة قديمة برعت في تكنولوجيا الطاقة الذرية قائلاً، ( في عام 1909 ):


"... ألا نستطيع أن نقرأ بين سطور (الأساطير المنقولة عن مرحلة ما قبل التاريخ) بعض الدلائل على وجود عرق بشري تعرض للنسيان.. حضارات توصلت ليس فقط إلى العلم الذي لم نعرفه إلا متأخراً جداً، إنما أيضاً إلى القوة التي لم نحصل عليها بعد؟.."



إن أسطورة الحرب الذرية الحاصلة في الزمن الماضي تزداد تجسداً وتصبح حقيقة واقعة كلما تنورنا بالمعلومات الجديدة. ومهما كان تصورنا عن الماضي، فهناك دائماً الحقيقة القاسية والمرّة: هناك دلائل كثيرة جداً من أجزاء كثيرة من العالم نعتبرها اليوم دلائل سخيفة لكنها حقيقية، ولولا ذلك لما ظهرت بكثرة هنا وهناك. مواقع عديدة حول العالم منصهرة ومزجّجة. في ذلك الماضي السحيق... عرفوا سرّ هذا السلاح، وقد وجدوا التبريرات المناسبة لاستخدامه، فمسحت الحضارات المزدهرة من الوجود.. هل أخذنا العبرة؟... هل سمعنا التحذير؟.. أم أننا سنعتبرها دعابة مسلية... فنسخر منها ونضحك؟