الاثنين، 7 أكتوبر 2013

أحمد عبده ماهر-الذهب ليس حراما للرجال

منذ نعومة أظفاري أعلم بأن التختم بالذهب حرام للرجال وكذلك لباس الحرير، فهكذا يقول الخطباء بالمساجد والدروس، وهكذا أصبحنا نلبس خاتم الزواج من الفضة، وقالوا بأن النبي هو الذي قال بذلك التحريم، فهل يحق للنبي تحريم؟؟؟، وإذا كان يحق له ذلك فلماذا قال الله له:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التحريم1.

فلو كان له حق التحريم ما عاتبه الله بشأن من شئون التحريم،
لكن لا أقول بأن النبي لم ينهي الصحابة عن التختم بالذهب في مرحلة ما من مراحل حياته، بل فعل، لكن الفقهاء لم يدرسوا أسباب ورود الحديث الشريف بشأن نهي النبي الرجال أن يتختموا بالذهب،

فتصوروا النهي تحريما، وتصوروا التحريم على التأبيد وليس أمرا مؤقتا، فقد حدثت عسرة ومجاعة في المدينة فأراد النبي ألا يوغر الغني صدر الفقير بالتختم بالذهب ولبس الحرير فقال ذلك الحديث، الذي نهى فيه ولم يحرم التختم بالذهب ولبس الحرير.

فيجب العلم بأن هناك أبعاد مرتبطة بأسباب ورود الحديث [البعد الزماني/البعد المكاني/البعد المخاطبي/ البعد الحاليّ في أسباب ورود الحديث]،

وهناك كتب ومراجع في أسباب ورود الحديث الشريف لفقهاء مثل جلال الدين السيوطي والبلقيني وغيرهما، وقد قام أحد الباحثين واسمه /حمادة يوسف عبد المولى بتقديم رسالة ماجستير في هذا الصدد عام 2007 بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، لكن جهلاء الدعاة يتناولون الحديث على أنه مطلق لكل زمان ومكان كالقرءان تماما بتمام، وهذا من الضلال.

ولقد أصدرت وزارة الأوقاف المصرية كتابا كانت طبعته الرابعة عام 2006 واسم الكتاب [حقائق الإسلام في مواجهة المشككين]، وفي صفحة652 مدون بشأن التختم بالذهب أن البعض قال بأن التختم بالذهب حكمه كراهة التنزيه وقريبة من الإباحة وليس بها تحريم

واعتمدوا في ذلك على أن هناك عددا من الصحابة قد تختموا بالذهب منهم سعد ابن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وصهيب، وحذيفة، وجابر ابن سمرة، والبراء بن عازب الذين فهموا أن النهي للتنزيه وليس للتحريم [راجع فقه السنة للشيخ سيد سابق المجلد الثالث ص482 وما بعدها، و488 وما بعدها].

فإذا كنا نقول بأن النبي ليس له حق التحريم فكيف يكون للفقهاء حق التحريم، إن التحريم أصبح لعبة في أفواه الفقهاء حتى انهم حرّموا حلق اللحية، والله تعالى يقول:

{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق