الاثنين، 14 يوليو 2014

حسني أحمد المتعافي-التقويم العربي و رمضان والأشهر الحرم

كان العرب أمةً أمية، وكان تقويمهم ينطبق على التقويم العبري كما هو متوقع ومعلوم ويسير بالتوازي معه، وهو تقويم شمسي قمري، وذلك إما لأنهم أخذوه عن العبريين وغيروا فقط أسماء الشهور بما يناسب بيئتهم، وإما لأن كلا التقويمين يعودان إلى تقويمٍ أصلي واحد نتيجةً للأصل الواحد للشعبين الثابت بالقرءان وبالتحليل الجيني الحديث، وقد وردت آثار في المرويات والسيرة تشير إلى التوازي والتطابق بين التقويمين.
فالتقويمُ العربي الصحيح هو تقويم شمسي قمري كالتقويم العبري وليس قمرياً بحتا، وهذا يعني أن بدايات الشهور تكون حسبَ الأهلة، ولكن السنة القمرية تقل عن الشمسية، وذلك بسبب أن الشهر القمري يساوي 29.530588 يوما، أي أن السنةَ القمرية البحتة تساوي354.367056 يوما والسنة الشمسية تساوي 365.2425 يوما، لذلك يلزمُ إجراءُ تصحيحٍ كل مدة معينة ليعود التطابق بين الأشهر وبين الفصول المناخية؛ أي لتعود الأشهر إلى مواسمها التي تعبرُ عنها أسماؤها؛ وذلك يعني مثلا أن تأتي بدايةُ الربيعِ في شهر ربيعٍ الأول، فهذه الأسماء ليست عبثية، بل هي قد أطلقت بالضرورة لتشير معانيها إلى مواسمها، فمهمةُ التقويم الأساسية هي مساعدةُ الناس على تحديد الفصول والمواسم وشتى أمور حياتهم، وبه كان يمكن لقريش أن تعرف وتحدد مواعيد رحلتي الشتاء والصيف وأن تحدد مواقيت الحج، فلابد أن الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) كان بعيدا عن أشهر الحر الشديد في الحجاز، لكل ذلك فالتقويم القمري البحت المعمول به الآن هو خاطئ بالضرورة.
وكل التقاويم المستعملة منذ فجر التاريخ تستلزم دائما إجراء تصحيحات كل بضع سنين وربما تستلزم أيضاً تصحيحات على مدى أكبر، فلابد للتقويم من أن يؤدي المهام التي أدت إلى إحداثه أصلا.
والتقويم العربي كان موجودا ومستعملاً قبل العصر النبوي، ولم يرد في القرءان ولا في الآثار ما يدل على إلغائه أو تعديله، ولم يرد ما يدل على انتفاء المقصد من التقويم أو قصره على الأغراض التعبدية المحض فقط، أما الزعم أن ذلك ليصوم الناس رمضان في شتى الظروف المناخية فهو مجرد ظنّ لا يوجد عليه أي دليل، فالتقويم كان موجودا من قبل أن يُفرض الصيام بل –كما سبق أن ذكرنا- من قبل البعثة النبوية.
وإجراء التصحيح –في نظرنا- ليس بالأمر الصعب، والأمر لا يستلزمُ إعادة تصحيح كل التواريخ الهجرية، فيمكن تركُها وشأنَها، كما يمكن استمرارُ العمل بهذا التقويم الخاطئ أو بالأحرى اللاتقويم لشيوعه، ولكن يكفي فقط بيان بدايةِ شهر الصيام وأشهرِ الحج للناس كل عام، وبمعرفة بدايةِ رمضان يمكن ضبط بدايات كل الشهور الأخرى لمن أراد ذلك.
إنه كما سبق القول لابد أن تأتي بدايةُ الربيع في شهر ربيع الأول كما تأتي في شهر مارس الشمسي، وبناءً على ذلك لابد من تناظرٍ ما بين الشهرين ربيع الأول ومارس؛ أي بين الشهرين الثالث العربي والثالث الشمسي، وهذا يعني أنه لابد من تناظرٍ ما بين شهر رمضان وهو الشهر التاسع العربي وبين شهر سبتمبر وهو الشهر التاسع الشمسي، وبذلك يمكن تحديد بداية شهر رمضان؛ فهي يجب أن تكون في شهر سبتمبر، وبذلك يأتي أكثر رمضان في الخريف في نصف الكرة الشمالي وفي الربيع في نصف الكرة الجنوبي، وبذلك تكون ساعات الصيام في كل العالم تقريبا تساوي 12 ساعة يوميا، وهذا انطلاقا من العلم بمنظومة سمات الدين الخاتم وعلى رأسها أنه دين عالمي كامل خاتم وصالح لكل زمان ومكان ولا حرج فيه، وهذه أمور ثابتة ثبوتاً راسخا بآيات القرءان الكريم، كما أن ذلك من مقتضيات الإيمان بأن الله تعالى وهو خالق كل شيء يعلم تماماً حقائق الأمور، وهو لم يشرع الصوم ليصوم بعض الناس 22 ساعة ويصوم الآخرون ساعتين فقط، وهو قد أعلن في كتابه أنه ما جعل على الناس في الدين من حرج وأنه يقضي بالحق ويأمر بالعدل، وهذا يعني أنه لا ينحاز لطائفة ما ولا يحابي سكان منطقة جغرافية معينة.
فرمضان يجب أن يكون مناظرا للشهر التاسع في السنة الشمسية؛ أي شهر سبتمبر، ولذلك يجب أن تكون بداية رمضان الحقيقي هي ميلاد الهلال في شهر سبتمبر، فبداية رمضان يجب أن تدور في الشهر الشمسي التاسع، وعندما تتراجع بداية شهر رمضان إلى أوائل سبتمبر (بسبب الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية) بحيث يكون معلوما أن بدايته ستتزحزح نحو أغسطس في العام التالي فإنه يتعين إضافة شهر التقويم قبل شهر رمضان، وبذلك تكون بداية رمضان في العام التالي في أواخر سبتمبر، وهكذا، وهذا يعني في الحقيقة أن هذا الشهر يجب أن يضاف بعد مضي 32 شهرا بالأخذ في الاعتبار الفرق بين السنتين القمرية والشمسية.
مثال:
الميعاد الحقيقي لبداية رمضان في سنة 2013 م هو 6/9
طبقا للتقويم القمري البحت ستأتي البداية في السنة القادمة في أغسطس، لذلك يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان، وبذلك يأتي رمضان في26/9/2014 في السنة القادمة ثم في15/9/2015 في السنة التي تليها، ثم في4/9/2016 في السنة التي تليها، وهنا يجب إضافة الشهر قبل رمضان التالي لكيلا تأتي بدايته في أغسطس بل في العشرينات من سبتمبر، وبالتحديد سيأتي في 22/9/2017، وهكذا.
أما توقيت إضافة الشهر فهي لا تعنينا من حيث تحديد بداية الصوم، فهي من هذه الحيثية يجب أن تكون قبل رمضان، وبالطبع فتوقيت إضافة الشهر غير ثابتة لأنها تحدث مرة كل 32 شهرا قمريا وليس كل 36 شهرا، والعرب كانوا يعرفون وجوب إضافة شهر التقويم من تأخر بداية فصل الربيع الذي يعرفونه إلى ربيع الثاني.
ومن البديهي جدا أن أول محلّ في السنة أضيف فيه شهر التقويم كان بعد نهاية السنة؛ أي بعد شهر ذي الحجة الذي هو من الأشهر الحرم، وطالما يجب مرور 32 شهرا قبل إجراء التقويم التالي فهذا يعني أن إضافة شهر التقويم التالي ستكون بعد شعبان، وقد وردت آثار بالفعل تدل على أنهم كانوا يضيفون شهرا كهذا، ولذلك كانوا يسمونه بشعبان الثاني، أما الإضافة التالية؛ أي بعد 32 شهرا فيجب أن تكون بعد ربيع2، أما التي تليها فيجب أن تكون بعد ذي الحجة؛ أي قبل محرم، وتُعاد الدورة.
وعلى هذا الأساس فالإضافة بعد شعبان هي أحد الاحتمالات الثلاث الممكنة في السنة الهجرية القادمة؛ أي سنة 1435.
والاحتمال الأرجح من بين هذه الاحتمالات هو الذي يبقي على شهر ربيع1 في حدود مارس وعلى شهر ربيع2 في حدود أبريل بمعدل زحزحة في حدود يوم واحد، ولا يجعل إضافة شهر التقويم بالنسبة لشهري الربيع بلا مبرر أو يزحزحهما بعيدا عن المدى المذكور.
وبعد دراسة الاحتمالات الثلاث يتضح أن الاحتمال الذي يحقق الشروط المطلوبة هو إضافة الشهر بالفعل بعد شعبان القادم (شعبان 1435).
والجدول التالي يبين تواريخ الأشهر طبقاً للتقويم الحقيقي:


التاريخ الهجري الصحيح لبداية شهر رمضان
التاريخ الميلادي الصحيح لبداية شهر رمضان
التاريخ الميلادي الصحيح لبداية شهر ربيع1
التاريخ الميلادي الصحيح لبداية شهر ربيع2

1/11/1434
6/9/2013
13/3/2013
12/4/2013
يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي بعد شعبان

1/12/1435
26/9/2014
3/3/2014
2/4/2014
ظهر هنا تأثير إضافة الشهر على شهري الربيع
1/12/1436
15/9/2015
22/3/2015
20/4/2015

1/12/1437
4/9/2016
11/3/2016
9/4/2016
يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي وبعد ربيع2

1/1/1439
22/9/2017
28/2/2017
29/3/2017
ظهر هنا تأثير إضافة الشهر على شهري الربيع
1/1/1440
12/9/2018
18/3/2018
17/4/2018

1/1/1441
1/9/2019
8/3/2019
7/4/2019
يتعين إضافة شهر التقويم بعد ذي الحجة التالي وقبل رمضان التالي

1/2/1442
19/9/2020
26/3/2020
24/4/2020

1/2/1443
9/9/2021
15/3/2021
13/4/2021
يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي بعد شعبان

1/3/1444
27/9/2022
5/3/2022
3/4/2022

1/3/1445
16/9/2023
23/3/2023
22/4/2023

1/3/1446
5/9/2024
11/3/2024
10/4/2024
يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي وبعد ربيع2

1/4/1447
24/9/2025
1/3/2025
31/3/2025

1/4/1448
14/9/2026
20/3/2026
18/4/2025

1/4/1449
3/9/2027
10/3/2027
8/4/2027
يتعين إضافة شهر التقويم بعد ذي الحجة التالي وقبل رمضان التالي

1/5/1450
20/9/2028
27/3/2028
26/4/2028

1/5/1451
10/9/2029
16/3/2029
15/4/2029
يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي بعد شعبان

1/6/1452
29/9/2030
6/3/2030
5/4/2030

1/6/1453
18/9/2031
25/3/2031
23/4/2031

1/6/1454
7/9/2031
13/3/2032
12/4/2032

وبذلك يتم تصحيح أخطاء هذه الأمة التي أضاعت الصيام والحج مثلما أضاع بنو إسرائيل الصلاة.
ومن المعلوم أن هذه الأمة أضاعت عرى الإسلام عروة عروة واتبعوا سنن من قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع وخالفوا التحذيرات النبوية المشددة وضرب بعضهم رقاب بعض وفرقوا دينهم وكانوا شيعا، ومن أضاعوا الدين لن يعز عليهم إضاعة التقويم السليم!
وكون الميعاد الحقيقي لبداية رمضان في هذه السنة (2013) هو 6 سبتمبر يعني أن بداية أشهر الحج أي بداية ذي الحجة الحقيقي هي: 6 ديسمبر، وأشهر الحج هي أربعة أشهر متصلة تبدأ بذي الحجة، وهي: ذو الحجة، محرم، صفر، ربيع الأول، أي أن أشهر الحج تكون في الشتاء وبداية الربيع.
وقد كان يجب اتخاذ شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرءان بداية للسنة الإسلامية كما كان يجب أن يكون بداية التقويم الإسلامي هو السنة التي نزل فيها القرءان، ولو فعلوا لرأوا ألواناً من الإعجاز القرءاني في الإخبار عن وقائع العصر النبوي.
-------
وقد ذكرنا كثيرا أنه قد حدث خلل في حساب التقويم في زمن الفتنة الأولى والتي انتهت باستيلاء أهل البغي على السلطة، أو في زمن الفتنة الثانية عندما استولى الوزَغة مروان بن الحكم على السلطة، وليس من المعقول أن تستمر الأمة إلى يوم القيامة تتعبد بأخطائهم وجرائمهم.
وطبقا لطريقتنا المقترحة هنا فإنه لا يلزم معرفة متى حدث الخلل بالضبط.
أما النسيء المذموم فهو التلاعب بالأشهر الحرم بالتأخير لأغراض غير قانونية مثل الاستمرار في الحرب أو الصيد، فالنسيء يعني ويتضمن التأخير، التأخير فقط، وليس التقديم مثلا.
-------
إنه يجب التأكيد على ما يلي:
1.           بدايات الأشهر تتحدد بالأهلة.
2.           التقويم العربي الحقيقي هو تقويم شمسي قمري تأتي فيه بداية الربيع في ربيع الأول ويأتي فيه رمضان الحقيقي في فصل الخريف (في نصف الكرة الشمالي) حيث يتساوى الليل والنهار، والإسلام دين عالمي، ولم يدرك الناس أبدا أبعاد هذه السمة، فسكان نصف الكرة الجنوبي سيصومون رمضان في الربيع حيث يتساوى أيضاً الليل والنهار، كل ذلك كان معلوماً لمن أحاط بكل شيء علما.
3.           قال تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الأنعام96، {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونس5، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} الإسراء، فلابد من دخول الشمس والقمر معا في حساب التقويم، لذلك فجعل القمر وحده أداة لحساب السنين هو خطأ محض ومخالفة للأوامر القرءانية.
4.           كان يحدث تصحيح للتقويم بحيث تظل الأشهر متطابقة مع الفصول، ولكن ضاع ذلك أثناء الفتن، فلابد أن يكون الحج (وهو موسم ومهرجان ثقافي تجاري) بعيدا عن أشهر الحر الشديد مثلا، ولابد أن يأتي رمضان في الخريف ليتساوى الليل والنهار فلا يصوم الناس 22 ساعة في بلد ويصومون ساعتين في بلد آخر، وهذا ما يتسق مع عالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان.
5.           كان التقويم صحيحا أثناء العصر النبوي، وكان هناك توازي بين السنة العبرية وبين السنة العربية، وثمة مرويات تشير إلى ذلك، وكان الاختلاف هو في أسماء الشهور فقط، وعلى سبيل المثال فإن فترة البعثة النبوية هي 23 سنة أي: 23 X 365  يوما وليس 23 X 354 يوما.
6.           طبقا لبحثنا المنشور يتعين إضافة شهر التقويم في دورة هكذا: (بعد شعبان، بعد ربيع2، بعد ذي الحجة)، وأشهر الحج هي أربعة أشهر متصلة تبدأ بذي الحجة، وبذلك يدخل فيها الشهر الكبيس (مرة كل 3 سنوات) عند إضافته.
7.           وإجراء التصحيح ليس بالأمر الصعب، والأمر لا يستلزم إعادة تصحيح كل التواريخ الهجرية، فيمكن تركها وشأنها، كما يمكن استمرار العمل بهذا التقويم الخاطئ أو اللاتقويم لشيوعه، ولكن يكفي فقط بيان بداية شهر الصيام وأشهر الحج للناس كل عام، وبمعرفة بداية رمضان يمكن ضبط بدايات كل الشهور الأخرى لمن أراد ذلك.
8.           وقت الصيام هو من الفجر الحقيقي إلى الليل، وعلامة الليل التي يمكن لكل إنسان أن يدركها هي غروب الشمس، فالليل يمتد من غروب الشمس إلى الفجر، وكون غروب الشمس يحدد وقت وجوب صلاة المغرب لا يتنافى مع كونه محددا لبداية الليل ولانتهاء وقت الصيام.
9.           من البديهي أن يفضل سكان الصحاري أي القبائل البدوية مثل العرب وبني إسرائيل التقويم القمري لسهولة تتبع منازل القمر في الصحراء، ولكنهم علموا من بعد أنه لابد من التقويم حتى يظل للتقويم معنى مثلما اكتشفت ذلك كل الشعوب الأخرى فأجرت التقويمات اللازمة.
10.      ليس في بيان حقيقة التقويم أي تشكيك في الدين ولا تكفيرا لأحد ولا دعوة لعدم اعتبار الأهلة مواقيت للناس، فبدايات الشهور تتحدد برؤية الهلال، والبحث يوضح أن هلال رمضان يجب أن يكون في سبتمبر، وكل ما هو مطلوب إجراء تقويم كل مدة معينة كما هو مبين في البحث المنشور.
11.      الأشهر الحرم هي ذو الحجة ومحرم وصفر وربيع الأول، فيجب أن تكون متصلة كما يظهر ذلك جليا من سورة التوبة، وهي أفضل الشهور من حيث المناخ في الجزيرة العربية، فهي أفضل الأوقات لأداء فريضة الحج للناس أجمعين، وهي الأشهر التي يجب أن يحرم فيها صيد البر، .
12.      نؤكد من جديد أن آيات القرءان تجعل الشمس والقمر لازمين للحساب وليس القمر فقط، وأن العرب كانوا كالعبريين يجرون تصحيحا أو تقويما لحساب السنين بحيث تظل الشهور مطابقة لمسمياتها المناخية فلا يأتي شهر الربيع في الخريف ولا يكون موسم الحج في الحر الخانق القائظ!
13.      لا يوجد ما يحتم أن يحتوي رمضان على يوم 22 سبتمبر فقد يبدأ بعده، ولكنه لا ينتهي أبداً قبله، ولا يوجد ما يحتم أن يكون نهار الصيام مساوياً لليله بكل دقة في كل العالم، وهذا مستحيل أصلا، ولكن المطلوب هو تحقق ذلك بطريقة تقريبية، وإلا فإن الإنسان غير مكلف إلا بما هو في وسعه.
14.      التقويم العربي هو تقويم شمسي قمري كالتقويم العبري، وكل من يستعملون التقويم القمري يقومون بإجراء ما يلزم من التصحيح (وهذا هو معنى التقويم أصلا) لكيلا يحدث انحراف بين الشهور ومعانيها ولكي تظل المواسم المناخية والزراعية ورحلتا الشتاء والصيف في أماكنها، ولو كان التقويم سليما لما احتاج الناس إلى التقاويم القديمة كما هو الحال الآن في مصر مثلا، ولا يوجد أي نوع من التقويم –بما في ذلك التقويم الشمسي- لا يحتاج تقويما!
15.      إلى أن يتم تصحيح الوضع فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ومراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو أول الأركان الملزمة لجماعة المسلمين، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق.
=======
ويجب العلم بأن الشهر الذي يجب إضافته كل 32 شهرا هو شهر كبيس إذا أضيف الى أشهر السنة لا يعد من بينها ولا يغير من عددها، بل تبقى السنة بأشهرها الاثنتي عشر المعروفة، فهو لا يُضاف إلا لتقويم الانحراف الذي حدث لاختلاف السنة الشمسية التي تحدد الفصول عن السنة القمرية البحت، فالمقصد منه معالجة انزياح الأشهر القمرية عن مواضعها الفصلية، وبذلك تعود الأشهر إلى مواسمها التي أعطتها أسماءها، فيبدأ الربيع في فصل ربيع الأول، وهذا دليلٌ كافٍ وبرهان مبين للباحث عن الحق غير العابد لتراث الأسلاف وما ألفى عليه آباءه.
وكذلك تعود أشهر الجماد الى فصل جماد الحبوب والحصاد وأشهر الحج الى فصل الشتاء، وهو الفصل الأفضل بالنسبة لمناخ مكة الصحراوي ليكون موسما للحج وفتح الأسواق فيها حيث يكون الطقس رائعا والحرارة معتدلة، وليحدث التبادل التجاري والثقافي وليشهد الناس منافع لهم، وليس ليقتلهم الحر القائظ أو ضربات اشمس المروعة!
وكذلك يمكن لقريش أن تقوم برحلتي الشتاء والصيف في أشهر محددة معلومة، ومن البديهي أن هاتين الرحلتين مرتبطتين بالمواسم الزراعية وأوقات الحصاد في الشمال والجنوب، فما هي قيمة تقويم لا يلبي للناس حاجات بيئتهم المعيشية.
وكما قلنا سيبدأ رمضان دائماً في شهر سبتمبر، أو الشهر التاسع الميلادي، أي سيكون رمضان في فصل الخريف في نصف الكرة الأرضية الشمالي المعروف، والخريف يتميز بطقسه اللطيف ويتساوى فيه تقريباً طول الليل مع طول النهار في كل القارات، أما في نصف الكرة الجنوبي فسيأتي رمضان في فصل الربيع، الذي له نفس المزايا المشار إليها بالنسبة للخريف.
ومن المعلوم أنه توجد أماكن مأهولة وبها مسلمون الآن وهي القريبة من القطب الشمالي يحدث فيها تفاوت هائل بين طولي الليل والنهار في الصيف! وبذلك قد تصل مدة الصيام في الصيف إلى 22 ساعة وقد تنزل في الشتاء إلى ساعتين، ويفتون لهم باتباع توقيت مكة!!!!!
فالعمل بالتوقيت القمري البحت لا يعني إلا إلغاء عملية التقويم أصلا بانتفاء الأغراض المعيشية منه؛ أي التمسك باللاتقويم، سيقول بعضهم إن هذا التقويم تقويم تعبدي والهدف أن يصوم المسلم في كافة أشهر السنة باختلاف مناخها وأوقاتها، وهذا القول هراء محض، فالتوقيت كان موجودا ومستعملا للعرب من قبل ظهور الإسلام، ولم يرد في القرءان أي نص يوحي أنه ألزم الناس بتغيير ما كانوا عليه بهذا الشأن.
وطبقاً لما قررناه هنا فيجب أن تبدأ أشهر الحج بشهر ذي الحجة، فهذا الاسم إيذان ببدء موسم الحج والأشهر الحرم التي أشار القرءان إلى كونها متصلة، فهذه الأشهر هي: ذو الحجة، محرم، صفر، وربيع أول، وهي تعادل تقريبا: ديسمبر، يناير، فبراير، مارس، وهذه الأشهر هي أشهر التكاثر والحمل بالنسبة للحيوانات البرية، ولذلك تم تحريم الصيد فيها وتم تغليظ العقوبة عليه، بل وتهديد من يتعمد الصيد بالانتقام الإلهي! قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95)} المائدة
فهذا التهديد الرهيب لا يتعلق بمكان الحج فقط بل بحالة كون الإنسان في الأشهر الحرم، ووجوده في البيت الحرام يزيد الأمر حرمة ولكنه لا يلغي حكم الأشهر الحرم خارجه، وكون الأشهر أربعة متصلة يجعل مقاومة الرغبة في الصيد صعبة ويستلزم أقصى درجات التهديد لردع الناس عنه!
فالأشهر الحرم هي التي يحرم فيها سفك الدماء، والصيد البري هو من سَفْك الدماء، فهو محرم ما داموا حرما؛ أي ما داموا في الأشهر الحرم، وهذه الأشهر هي موسم تكاثر الحيوانات، فقتل الأنثى الحامل من الغزال أو البقر البري جريمة كبرى.
وعلى سبيل المثال فبالنسبة للغزال الدرقي أسود الذيل أو الريم تستمر فترة الحمل لما بين 148 و159 يوما وتحصل أكثر الولادات ما بين شهريّ مارس ويوليو على أن أكثر الإناث تلد خلال شهر مايو (إبريل في السعودية ويونيو في منغوليا ، تنجب الإناث الصغيرة في السن كما الكبيرة خشفا واحدا في العادة، إلا أن أكثر الإناث البالغة تنجب توائم، وهذا يبين أن خلال الأشهر الحرم الحقيقية تكون إناث الغزال الدرقي أو الريم حوامل بالفعل، وكذلك تكون أكثر ولادات ظباء المها بين شهري ديسمبر وأبريل من العام، وهذا الحيوان بالفعل كان قد انقرض في شبه الجزيرة العربية.

ولم يكن من الصعب اكتشاف ضرورة إضافة شهر التقويم، فقد كان يجب إضافته بمجرد ملاحظة أن بدأ تفتح الأزهار قد تأخر شهرا قمريا ليأتي في ربيع الثاني بدلا من ربيع الأول أو ملاحظة أن حبوب القمح والشعير قد تأخر جمادها وبالتالي حصادها ليأتي في جمادى الثاني بدلا من جمادى الأولى، فالغرض من إضافة شهر التقويم معالجة انزياح الأشهر القمرية عن مواضعها الفصلية بمقدار شهر قمري كامل، وكما سبق القول أن هذا الانزياح يصل إلى شهر كامل كل 32 شهر قمري، وبذلك تعود الأشهر القمرية التي انحرفت عن مواسمها الفصلية بمقدار شهر قمري كامل إلى أماكنها الفصلية الصحيحة.
ولا علاقة للتقويم بالنسيء المحرم، فالنسيء المحرم هو تأخير بدء الأشهر الحرم عن ميعاده المعلوم لأغراض دنيوية ومنها استمرار القتال أو الرغبة في الصيد الجائر.
وباتباع التقويم الحقيقي الذي يمكن أن يُقال بأنه تقويم ستعود الأشهر القمرية إلى مواسمها الطبيعية وهكذا دواليك، إلى نهاية الدورة الشمس قمرية التي تنتهي دوما بنهاية السنة التاسعة عشر من عملية العد الحسابية
ولقد أكد القرءان على أن الشمس والقمر لازمين للعلم بعدد السنين والحساب.
وكما أكدنا أن التقويم لا يتنافى مع كون الأهلة مواقيت للناس ولا مع كون الصيام يجب لرؤية هلال رمضان، فالشهر القمري هو هو في الحالتين، وهو الفترة الزمنية التي تبدأ بظهور القمر هلالاً في الأفق الغربي بعد الغروب مباشرة، ليختفي في اليوم التاسع والعشرين ليظهر بعدها معلنا بدء شهر قمري جديد، أما منازل القمر فهي مواضعه في الأبراج بانتقاله وازدياد حجمه إلى أن يصبح بدرا في اليوم الرابع عشر والذي من بعده يبدأ في التضاؤل التدريجي ليصبح شكله كالعرجون القديم كما ورد في القرءان الكريم.
ولم يرد في القرءان أبداً أن الله تعالى يريد بالناس العسر ولا اختبار قدرتهم على تحمل الصيام في حر الصيف، بل إن آيات كتابة الصيام على المسلمين نصت نصا صريحا على أن الله تعالى يريد بهم اليسر!
=======
إن الطريقة المقدمة في بحثنا هي طريقة سهلة ودقيقة ومنطقية، وهي تغني عن الغوص في التراث بكافة صوره وعن مراجعة التواريخ القديمة وعن الحسابات الفلكية المعقدة، فهي الطريقة التي كان من الممكن لأناس كانوا يعيشون بمعزل عن الحضارات المعقدة أن يطبقوها بسهولة ويسر! وبالطبع لا يمكن لعربي أو أعرابي أن يتبع طريقة ناسا في الحساب!
وبالنسبة للمسلم الذي يريد أن يعرف متى بالضبط يصوم رمضان، فهلال رمضان هو الهلال الذي يأتي في شهر سبتمبر، وبالتالي يمكنه أن يعرف ليلة القدر الحقيقية!
ومع ذلك فالمسلم الذي يعيش في دولة محسوبة على الإسلام لا يجوز له أن يخالف الجماعة، يجب الصيام مع الناس، فوحدة الأمة ركن ديني ملزم، وأكثر الناس كما يقول القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يسمعون ولا يؤمنون ولا يتبعون إلا الظن وهم للحق كارهون، ويجب التعايش مع هذه الحقيقة، فلا يجوز التسبب في فتن جديدة، وكفى ما هو موجود منها! أما المسلمون الذين يعيشون فرادى أو في دول قريبة من الدائرة القطبية فيمكنهم العمل بالتوقيت السليم، وهو في غاية السهولة، رمضان هو الشهر العربي الذي يأتي هلاله في سبتمبر!
والصفوة من المسلمين قد سجلوا على مدى التاريخ أنهم كانوا يرون ليلة القدر في غير رمضان الرسمي! ولقد قالوا إنه يبدو أنه توجد ليلتان للقدر، وهذا ما لاحظوه وعاينوه، وها نحن نقدم تفسير ما رأوه، هناك ليلة القدر الحقيقية، وهي تأتي طبقا للتقويم السليم، وهناك ليلة تأتي في رمضان إكراما من الله تعالى للمخلصين من هذه الأمة! فشأن هذه الأمة عند الله الرحمن الرحيم عظيم، وهو لا يخيب رجاءها فيه.
نحن دورنا هو تحديد التقويم السليم، وكيف كان يتم التصحيح، وقد تمخض عن ذلك وجوب أن تكون بداية رمضان الحقيقي هي ميلاد الهلال في الشهر الميلادي التاسع، أما حساب وقت ميلاد هذا الهلال، فهو أمر علمي محض يقوم به علماء الفلك!
*******

ردود على بعض الاستفسارات:
-             بل قل أين تجد أن التقويم يجب أن يكون قمريا فقط رغم أنف أسماء الشهور؟
-             قد حدث الخلل في حساب التقويم في زمن الفتنة الأولى والتي انتهت باستيلاء أهل البغي على السلطة، أو في زمن الفتنة الثانية عندما استولى مروان بن الحكم على السلطة.
-             يُلاحظ أن حرب السادس من أكتوبر أو العاشر من رمضان حدثت عندما كان الشهر الذي صامه الناس هو شهر رمضان الحقيقي!
-             قلنا إن أكثر الناس لن يتقبلوا ذلك أبدا، وسيظل هناك من يصوم 22 ساعة، ومن يصوم ساعتين فقط!
-             كما قلنا بدايات الأشهر تحددها الأهلة كما تقول الآية، وبالتالي يتحدد رمضان وأشهر الحج بالأهلة.
-             لا توجد أية مفاجآت في التعليقات، فعندما يفاجأ الناس بحقيقة جديدة أو بمن ينبههم إلى خطأ شائع ألفوا عليه أسلافهم ستكون ردود الأفعال هي المقاومة الشديدة والعناد القاتل، وسيقولون كما قال الذين من قبلهم: أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ؟ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا!
-             كما ذكرنا في التعليقات: إن أكثر الناس لن يتقبلوا ذلك أبدا، وسيظل هناك من يصوم 22 ساعة، ومن يصوم ساعتين فقط! والقصص القرءاني يؤكد على أن أكثر الناس كانوا يفضلون الهلاك غرقا أو بريح صرصر عاتية أو بالصيحة على أن يرجعوا إلى الحق وعلى أن أكثر الناس لا يعقلون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يشكرون وأن أكثرهم للحق كارهون.
-             من المنطقي جدا أن ينطبق شهر ربيع الأول مع شهر مارس المشهور بأنه شهر الربيع عند وضع التقويم لأول مرة وأن يستمر مرتبطا به بطريقة ما، وهذا ما تحققه حساباتنا: التواريخ الميلادية لبداية شهر ربيع الأول لعدة سنوات:13/3/2013، (يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي بعد شعبان فلا يتأثر به ربيع1)3/3/2014، هنا يظهر أثر إضافة الشهر: 22/3/2015، 11/3/2016، (يتعين إضافة شهر التقويم قبل رمضان التالي وبعد ربيع2 فلا تتأثر بدايته به 28/2/2017،18/3/2018 (ظهر هنا تأثير إضافة الشهر على شهري الربيع)،8/3/2019، يتعين إضافة شهر التقويم بعد ذي الحجة التالي وقبل رمضان التالي لذلك يظهر التأثير على بداية ربيع1؛ 26/3/2020.
-             وبذلك أيضاً يظل ربيع 2 في قلب الربيع المناخي في الجزيرة العربية ولا يقع أي يوم من أيامه في يونيو ذي الحرارة الشديدة هناك!
-             في الحقيقة لم تنزل بداية ربيع1 عن 28 فبراير في كل حساباتنا، بل إن التحسب من نزولٍ أكثر من هذا يعني وجوب إضافة شهر التقويم، وما هو الدليل على أن "شهر (صفر) يدل على الرقم (صفر) أي على الاعتدال الربيعي"؟ أما عن حسابات المؤرخين بخصوص يوم المولد بالتاريخ الميلادي فهي مشكوك فيها، بل إنها مبنية على اعتبار أن التقويم كان دائماً قمريا بحتا، وهذا خطأ فادح، ولو كانت بداية رمضان تتراوح بين أواخر سبتمبر وشهر أكتوبر لأتى أكثر ربيع2 في شهر يونيو سنتين كل ثلاث سنوات، وشهر يونيو في جزيرة العرب حره قائظ، ولا علاقة له بأي ربيع، هذا مع العلم بأن إضافة شهر التقويم كان معمولا به طوال العصر النبوي، ولم يختل إلا بعد الفتنة الكبرى.
-             شهر رجب حسب ما هو مقدم هنا كان يأتي في الصيف، وربما من أجل ذلك اعتبر شهرا محرما منفصلا، ولكن الأشهر الحرم الحقيقية يجب أن تكون متصلة.
-             وظيفة التقويم حفظ التوازي بين الفصول الطبيعية والأشهر، وهذا متحقق في كل التقاويم القمرية بإجراء التصحيح أو التقويم اللازم مثلما يفعل اليهود في تقويمهم العبري!!!
-             بتضييع التقويم اختفى مغزى الحج الحقيقي ورحلتا الشتاء والصيف واختفى مبرر تحريم الصيد وتغليظ العقوبة عليه.
-             لماذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) المائدة؟؟!
*******
للأسف لم نجد أي كلام علمي يصلح لمناقشته في الردود على المنشور، وإنما وجدنا حشدا لكلام لا يتعارض مع ما هو منشور أو لا علاقة له به، كما وجدنا كما هو متوقع تشكيكا في إيمان من اجتهد للناس وجاءهم بما هو على يقين أنه الحق، وبالطبع فهؤلاء لن يفلتوا من عقاب الله تعالى، ولا قيمة لكلامهم، وكلامنا ليس موجها إليهم.
ونرجو من المتابعين الجادين الذين ينشدون معرفة الحقيقة بإخلاص أن يقرؤوا جيدا ما يلي: ونحن لا نحبذ أن يخرج أحد على إجماع الأمة في التنفيذ، بل نطلب أن يتم اتخاذ كل ما يلزم لفحص وتمحيص ما قلناه، والذي نحن والحمد لله تعالى على بينة منه.
وكنا نود أن نسمع سؤالا عن بداية حدوث الانحراف عن التقويم الصحيح الذي كان مستعملا، فذلك حدث أثناء الفتنة الكبرى وغياب السلطة المركزية واختفاء مجموعة العادين الذين كانوا يتولون إجراء التقويم اللازم!
وحقيقة أن التقويم العربي كان موازيا للتقويم العبري (الشمسي القمري) حقيقة راسخة ودليل قاطع وتصدقها المرويات الثابتة والخاصة باحتفال اليهود بعيدهم المقابل ليوم عاشوراء وأمر الرسول للمسلمين بصيامه ثم عزمه على صيام تاسوعاء في العام التالي، فلو كان عاشوراء ينزلق بحكم اختلاف التقويمين لما كانت هناك حاجة لصيام تاسوعاء تأكيدا للاختلاف مع اليهود! فالعزم على صيام تاسوعاء تأكيد على أن عاشوراء سينطبق على عيد اليهود في العام التالي لتوازي التقويمين! وقد يشكك بعضهم في موضوع عاشوراء ويقول إن المروية موضوعة أو محرفة، ولكنه لا يستطيع التشكيك في أن من وضع المروية أو حرفها أخذ في اعتباره حقيقة توازي التقويمين، وإلا لوجد من يفند كلامه من هذه الحيثية!!!
-        لم يفرض مروان شيئا، يكفي –أثناء الفتنة الطويلة- اختفاء السلطة المركزية التي كانت مسئولة عن إجراء التصحيح ومجموعة العادين المشار إليهم في القرءان الكريم، ولم يكن الأمويون معنيين أبداً بأمور الدين، فمن بنوا قبة على صخرة لتكون بديلا عن الكعبة ومن هدموا الكعبة مرتين لن يهمهم أمر تصحيح التقويم.
-        عملية ضبط التقويم كانت مهمة مقدسة يُعهد بها إلى مجلس الكهنة، وكان ذلك منوطاً بطائفة العادين، ولابد من سلطة مركزية موحدة لضبط كل ذلك وإلزام الناس به، ولذلك كان من الطبيعي بعد اندثار هذه الطائفة وتمزق الأمة وانخراطها في صراع دموي مهلك واختفاء السلطة المركزية لفترتين طويلتين أن يندثر التقويم.
-        ترتب على التقويم المختل (أو اللاتقويم) انهيار الحياة البيئية التي كانت مستقرة في العهد الجاهلي، فاندثرت رحلتا الشتاء والصيف المذكورتين في القرءان، وشاع الصيد الجائر في الأشهر التي يحرم فيها الصيد، وكان التحريم لإتاحة الفرصة للحيوانات والطيور لتتكاثر، وأصبحت بلاد العرب صحراء جرداء، وأصبح سكان الحجاز يعيشون على معونات المحسنين من العواصم الإسلامية الكبرى، ثم اشتغل الأعراب بالسطو على الحجيج ونهب قوافلهم أو هاجروا إلى البلاد الأخرى مثل هجرة بني هلال إلى مصر ومنها إلى تونس حيث قضوا على الأخضر واليابس!
-        التقويم كان قبل البعثة النبوية وكان قبل فرض العبادات، لذلك فلا مجال للقول بأن التقويم العربي يسمح لرمضان بالدوران في الفصول كلها!!!!!!
-        أما من يقول إن هذا التقويم يسمح للصلاة بألا تنقطع في أي وقت على الكرة الأرضية فهو ربما لا يدري أن تحديد مواقيت الصلاة يعتمد على الدورة الشمسية وليس القمرية!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
-        طبقا للتقويم السليم يجب أن يحدث تطابق بين شهري الربيع وفصل الربيع، وكذلك يجب أن يأتي رمضان في الخريف (في نصف الكرة الشمالي) فيكون عدد ساعات الصوم حوالي 12 ساعة تقريبا.
-        بعضهم يرفض التقويم بحجة أن صيام رمضان يجب أن يدور مع كل الفصول بمعنى أنه يجب أن يأتي في البرد القارس والحر القائظ!!! هذا مع أن التقويم العربي كان مستعملا في الجاهلية وقبل كتابة الصيام في رمضان على المسلمين!
-        الأدلة المقدمة في هذا البحث صراحة أو ضمنا هي أقوى أدلة يمكن أن يستند إليها أمر كهذا، وهي لا تقل في القوة إن لم تتفوق على أدلة أكثر الأمور الدينية الأخرى، إنها أدلة من القرءان الكريم وكليات الدين ومقاصده وسماته والمنطق والعقل والتاريخ البشري وأسماء الأشهر وعادات العرب وظروف المناخ ومجرد اسم التقويم ومعناه كأمر اخترعه الإنسان ليتمكن من ضبط أموره الحياتية!
-        أما اللاتقويم المتبع الآن فكل ما سبق يقوضه ويكشفه ويجتثه من جذوره ولا يترك له أدنى حجية، وليس عليه من دليل إلا أن الناس ألفوا عليه آباءهم!!

=======
ماذا يمكن أن يفعل المسلم بخصوص التقويم وما يترتب عليه من أمور مثل تحديد شهر رمضان وأشهر الحج؟
إلى أن يتم تصحيح التقويم فلا حرج من الالتزام بما عليه الناس: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ، ومراعاة وحدة الأمة هي على درجة عالية من الأهمية، فركن وحدة الأمة هو أول الأركان الملزمة لجماعة المسلمين، أما المسلم الذي يعيش منفردا في بلد بعيد مثلا وكان على علم بذلك الأمر فعليه أن يلتزم بما هو حق.
فالمسلم الذي يعيش في دولة محسوبة على الإسلام لا يجوز له أن يخالف الجماعة، يجب الصيام مع الناس، فوحدة الأمة ركن ديني ملزم، وأكثر الناس كما يقول القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يسمعون ولا يؤمنون ولا يتبعون إلا الظن وهم للحق كارهون، ويجب التعايش مع هذه الحقيقة، فلا يجوز التسبب في فتن جديدة، وكفى ما هو موجود منها! أما المسلمون الذين يعيشون فرادى أو في دول قريبة من الدائرة القطبية فيمكنهم العمل بالتوقيت السليم، وهو في غاية السهولة، رمضان هو الشهر العربي الذي يأتي هلاله في سبتمبر!


*******

السبت، 12 يوليو 2014

سيد منقول-علاقة سيدنا موسى بالنوبيين

تبدأ القصة منذ أن قال سيدنا يوسف لإخوته في قوله تعالى : ( واتوني بأهلكم أجمعين ) عند تلك اللحظة يوم دخول سيدنا يعقوب مصر على رأس أولاده في عهد سيدنا يوسف تبدأ قصة بني يعقوب أو بني إسرائيل منذ دخولها آمنين مكرمين بضع أفراد .
وقد ذكر كثير من المؤرخين أن مصر في ذلك الزمان هي جنوب مصر الحالية و معها منطقة شمال السودان الحالي حيث كان شمال مصر منطقة صحراوية جرداء والمنطقة الزراعية الخصبة في ذلك الزمان هي جنوب مصر الحالي و منطقة شمال السودان و ذكر الباحثين أن أبناء يعقوب و أحفاده تزوجوا من سكان المنطقة حتى بلغ عددهم نحو 700000 كما جاء في كتب التوراة إلى حين فرارهم شمالاً وعلى رأسهم سيدنا موسى بعد 430 عاماً من دخول يعقوب و بنيه إليها و بالرجوع إلى زواج أحفاد سيدنا يعقوب من سكان المنطقة ثم زواج ذريتهم أيضاً من فتيات المنطقة يبدأ نسب سيدنا موسى عليه السلام و والدته نوبية إسمها يو كابد يو تعني الأم و كابد هي قراصة القمح طعام النوبيين إلى يومنا هذا و بالرجوع إلى قوله تعالى لأم موسى (فإقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي و عدو له ) يدل ذلك على أن قوم موسى يسكنون جنوب مصر القديمة حيث يجري النيل من الجنوب إلى الشمال وكان عمره كما جاء في التوراة شهرين و كان طفل جميل الوجه و الطلعة و حيث أمرت أم موسى بنتها مريم تتبعي يابنيه أخاك وإحذري أن يشعر بك أحد و كما جاء في التوراة تبعته مدة تقارب ثلاثة أيام سيراً على الأقدام حتى قذفه اليم عند قصر فرعون و بالرجوع إلى قصة سيدنا موسى حيث أرضعته أمه و كانت تأخذه لقصر فرعون حتى تراه زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم ثم تعود به إلى دارها يدل ذلك على قرب المسافة بين منزل آل موسى وقصر فرعون وتدل الدراسات و البحوث أن قصر فرعون كان في منطقة قريبة من وادي حلفا القديمة يستدلون على ذلك بالآتي :
ورد في التوراة إصحاح (2) آية (3) أن أمه وضعته على نبات الحلفا داخل السفط وهذا يدل على أن المكان الذي ولد فيه موسى يوجد به نبات الحلفا على ضفاف النيل و حيث لا يوجد هذا النبات إلا في شمال السودان منطقة وادي حلفا شمالا ومنطقة حلفا الثانيه شرق سور تود كذلك ورد في سفر الخروج إصحاح (1) آية (15) أن العبريون هم سكان منطقة (عبري ) شمال السودان و هي أيضاُ المنطقة التي عبر منها سيدنا موسى . 
ورد في كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار صفحة 70 عن معنى العبرية يقول الدكتور إسرائيل ولفستون أن لفظ عبري يعني العبور بالعبرية وهو نفس المعنى بالعربية و بالرجوع إلى قصة سيدنا موسى أن خادمه كان يدعى يوشع بن نون و إسم يوشع هو (أوشي ) بالمحسية ومعناه الخادم مع ملاحظة أنه لايوجد حرف (ع ) في اللغة النوبية و بالرجوع إلى الآيه الكريمه : ( و احلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراُ من اهلي * هارون أخي ) صدق الله العظيم ذكر بعض المفسرين أن سيدنا موسى عندما كان طفلاً قدمت له إمرأة فرعون جمرة من النار وتمرة ثمرة النخيل فأخذ الجمرة و وضعها على لسانه لذلك كان لايستطيع النطق وهذه القصة غير صحيحة لأن موسى في آيات كثيرة خاطب فرعون و شعيب و أخاه هارون و قومه فلا يعقل أن يكون نبياً أرسل برسالة سماوية لايستطيع الكلام مع قومه ويدعوهم لعبادة الله الواحد القهار يقول بعض المفسرين أن لغة قوم موسى كانت اللغة النوبية و هارون أخاه الأكبر عاش و تربى وسط أهله فلذلك فهو أفصح منه في لغتهم كما دلت الحفريات بأن نهر النيل كان له فرعين شمال جزيرة ناوا وهو مكان إلتقاءه بالنبي الخضر ( مجمع البحرين ) حيث مازال سكان منطقة النوبة يعتقدون في النبي الخضر وإمكانية حضوره في أي لحظة لمنطقتهم فلذلك يتعاملون مع كل غريب فقير بحذر و هذا الإعتقاد لايوجد إلا في شمال السودان . وإسم موسى يعني بالنوبية المرفوض و غير المرغوب فيه و ينطق بالنوبية ( موساً ) وينطق بالعبرية موشاً ويؤكد ذلك ما جاء في التوراة عن سبب التسمية سفر الخروج إصحاح 2 آية 5 ( نزلت إمرأة فرعون مع جاريتها إلى النهر فرأت السفط بين الحلفا فلما فتحته و رأت الغلام وهو يبكي قالت ماهذا الطفل الذي أهله موشاً ) اي غير راغبين فيه عندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد المعراج عن وصف سيدنا موسى قال في حديث إبن عمر : ( كأنه من رجال الزط ) يعني في الطول لأن الزط جنس من السودان و جاء في كتاب البخاري في وصف سيدنا موسى أنه كان طويل أسمر اللون و قال الإمام الأ كبر إبن العربي بأن هارون كان شقيق لموسى و عندما ناداه موسى بأمه لا بأبيه إذ كانت الرحمه للأم دون الأب أوفر في الحكم و فصيحاً في لغة قومه . وفي سورة البقرة عندما قال قوم موسى ( ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا ) قال تعالى الآية ( 71 ) : ( قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث ) ذكر كثير من الباحثين بأن المنطقة الوحيدة في العالم التي تستخدم الأبقار في سقاية الحرث بالسواقي هي منطقة النوبة بالسودان وكذلك أبقارهم فاقعة اللون تختلف في الوصف عن أبقار المناطق الأخرى و في سورة البقرة الآية (61) (.....اهبطوا مصراً فإن لكم ماسألتم ) قال بعض المفسرين أن الهبط يكون من المنطقة العالية إلى المنخفضة وشمال السودان أعلى من منطقة جنوب مصر وهذا يدل على أن قوم موسى كانوا في شمال السودان المنطقة المجاورة لجنوب مصر .

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

أحمد عبده ماهر-إن المرء يبتلى على قدر دينه!!

دوما يستحبون أن يقولوا لنا بأن المؤمن مبتلى، وأن أكثرنا بلاءا الأنبياء فالأمثل فالأمثل، وإن المرء يبتلى على قدر دينه بما يعني أنك كلما كنت مؤمنا أكثر كلما ابتلاك ربك أكثر، والأحاديث النبوية المساندة لهذا المفهوم أكبر من أن يحصيها أحد، فهل يختلف القرءان عن هذا المفهوم أم يسانده؟

في جولة عبر آيات الله بكتابه الكريم يمكنا أن نستدل على الأمر من السرد التالي:
1. {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96.

2. {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ }المائدة66.

3. {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً }الجن16.

4. {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً ... }هود88.
5. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55.

6. {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء100.

والآيات كثيرة في إغداق الله على المؤمنين، ولكن ليس معنى هذا أن المؤمن لا يصيه نصب ولا بلاء، لكن ليس لدرجة أن يكون الدين الشعبي يلوك تعبير بأن المؤمن مصاب، فالمؤمن ليس مصابا بل هو في حصن الله وحمايته .

نعم هناك آيات تبين وجود بأساء وضراء تقع على الذين آمنوا لكن ليس لأجل عذابهم لمجرد العذاب، ولا لإثبات مقدرتهم على التحمل، بل لأسباب أخرى كثيرة.

فقد يكون المسلم يرتكب بعض الذنوب فينبهه الله ويطهره، وذلك من قوله تعالى:
• وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177.
• {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }الأنعام42.
• {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ }الأعراف94.

ففلسفة البلاء أكثرها بمعنى[لعلهم يضرعون] أي لعلهم يثوبون إلى رشدهم، وليست للعذاب لمجرد العذاب، وهي للتطهير من الذنوب وذلك بالصبر على البلاء لأن الله لن يدخل أحدا الجنة بغير حساب إلا للصابرين: 
1. {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }القصص80.
2. {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10.

لذلك يقول تعالى بأنك لا تعلم أين يدخر الله لك الخير، وذلك من قوله تعالى: .....وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216.

يعني جماع ذلك أن أمر المؤمن كله خير لكن الذين لا يفقهون أحالوا دنيانا إلى كآبة ومصائب ومصيرنا إلى سواد وعذاب قبر بعد الموت وثعبان شجاع أقرع ومرزبات من حديد، ومرور على جهنم في مسيرة الرعب المفتراة المسماة بالصراط، وعذاب جهنم بأنواعه المختلفة وجعلوا لكل ذنب عذابا حين المرور البهلواني على سلك الصراط المستقيم المزعوم وكأن الله لم يقل [إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين] ، أو لعلهم تصوروا بما يملكون من خصيصة الغباء أن الله يبدل السيئات بحسنات بعد أن يعذبنا عليها، فلعنة الله على ديدنهم وفهمهم الإبليسي.

الأحد، 20 أكتوبر 2013

أسامة السعداوي-حقيقة الآلهة المزعومة لقدماء المصريين

عـزيـزي القـارئ .. على مدى سنوات طويلة وهم يقولون لنا في المدارس والجامعات وجميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية أن أجدادنا المصريون القدماء كانوا وثنيون وكفرة وعبدة للحيوانات والأصنام ومشركون ويعبدون مئات .. بل .. آلاف الآلهة المختلفة .. ويقولون لنا أنهم عبدوا البقر وعبدوا الشجر وعبدوا الشمس وعبدوا ملوكهم وحكامهم .. حتى الحمير قالوا لنا أنهم عبدوها .. وقالوا لنا أن ترجمة النصوص الهيروغليفية تفسر ذلك !!
هكذا صوروا لنا أجدادنا أصحاب أعظم .. وأطول .. وأرقى حضارة بشرية عرفها الإنسان على طول تاريخه منذ أن خلق اللـه تعالى سيدنا آدم عليه السلام . قالوا لنا أنهم عرفوا كل ذلك بعد أن (ترجموا) النصوص المصرية القديمة في ضوء نظرية شامبليون التي تم فرضها على المصريين قسرا .. !!

فما هي حقيقة هذه الآلهة المزعومة ؟!

فيما يلي سأقدم بعض النماذج والأمثلة القليلة عن حقيقة تلك الآلهة المزعومة وذلك في ظل القراءة الصحيحة للنصوص المصرية القديمة في ضوء نظرية السعداوي للهيروغليفية الصحيحة .. التي اعترف العالم كله بصحتها .. عدا الذين .. !!
-----------------------------------------------------
CR - 001
سيدنا إبراهيم عليه السلام .. أبو الأنبياء
the Divine Prophet Abraham
قالوا عنه أنه الإله المصري ( بـتـاح - ptaH ) .. وقالوا أنه واحد من أقدم الآلهة المصريين الذي ظهر في العصور السحيقة لما قبل الأسرات .. وقالوا أنه رأس ثالوث منف ( بتاح - سخمت - نفرتوم ) رب الفنون والحرف .. وقالوا أنه عرف أيضا بإسم ( بتـاح - تاثنن ) أي ( بتاح صاحب الأرض البارزة ) الذي ارتبط بإحدى نظريات خلق الكون في مصر القديمة .. وقالوا أنه يظهر على شكل إنسان برداء محبوك وقلنسوة ويقبض بيديه على صولجان (واس) الديني .. رمز الهيمنة والسيطرة .. وقالوا أنه الإله خالق ومهندس السماوات .. وقالوا أنه رب الحياة ومصمم أجساد البشر .. إلى آخر هذه الهلوسات التي لا حصر لها ولا عـدد !!
عزيزي القارئ .. إن هذا الإله المزعوم .. الذي نسجوا عنه الأساطير والخرافات .. ما هو إلا سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي ورد ذكره .. بنفس النطق .. في نصوص الأهرام المصرية (5000 سنة قبل الميلاد) .. وفي نصوص حجر باليرمو الذي يؤرخ لعصور سحيقة تمتد لأكثر من عشرة آلاف عام قبل عهد الأسرات الفرعونية .
أما السر في أنه يمسك بعلامة (وس) المصرية .. S40 .. فهو قول اللـه سبحانه وتعالى :
وسـلامـا عـلى إبـراهـيــم

أبو الهول .. الرمز المصري الخالد لسيدنا إبراهيم عليه السلام

-----------------------------------------------------
CR - 002
سـيـدنـا مـوسـى عـليه السـلام
the Divine Prophet Moses
قالوا عنه أنه الإله المصري ( إيـمـحـتـب - imHotep ) ! .. قالوا أنه إله الهندسة وإله الطب في مصر الفرعونية .. وقالوا أنه إبن الإله بتاح .. وقالوا أنه العضو الثالث في ثالوث ممفيس العظيم .. وقالوا أن كلمة إيمحتب معناها .. الذي يأتي بسلام .. وقالوا أنه إله الدراسة والتعليم .. وأنه يشارك الإله تحوت في ذلك .. وقالوا أنه أشهر مهندس في تاريخ العمارة المصرية .. وأنه عاش في عهد الملك زوسر حيث صمم له مجموعته الهرمية (انظر المرجع رقم 56) .. وقالوا أنه اشتهر بنبوغه في الطب .. إلخ !
عزيزي القارئ .. هذا الإله المزعوم الذي نسجوا عنه الأساطير والخرافات .. ما هو إلا سيدنا موسى عليه السلام .. وقد صوره المصريون القدماء وهو جالسا يقرأ في كـتـاب (الفرقان) .. من وحي قول اللـه عز وجـل :
وإذ آتـيـنـا مـوسـى الكـتـاب والفـرقــان لعـلكم تهتدون
 البقرة 53

رموز مصرية أخرى لسيدنا موسى عليه السلام
      

-----------------------------------------------------
CR - 003
سـيـدنـا نـــوح عـليه السـلام
symbolic picture for the Divine Prophet Noah
قالوا عنه أنه الإله المصري ( تـحـوث - Thoth ) ! .. قالوا أنه الإله الذي عبده المصريون في مدن الدلتا .. ثم أصبح بعد ذلك الإله المسيطر في صعيد مصر .. وقالوا أنه إبن الإله رع .. وقالوا أنه الإله الخالق .. وقالوا أنه الإله الذي انبعث من الجمجمة .. وقالوا أنه الإله مؤدب الأشرار .. وقالوا أنه الإله صانع السلام .. وقالوا أنه أقدم الآلهة المصرية .. وقالوا أنه الإله المشرع والقاضي والكاتب .. وقالوا أنه مخترع الكتابة المقدسة .. وقالوا أنه منشأ المعابد المصرية .. وقالوا أن الموتى يشتاقون للإله تحوت .. وقالوا أنه الإله جحوتي إله المعرفة والحكمة .. وقالوا أنه يتخذ شكل طائر أبو قردان أو طائر أبو منجل أو القرد بابون .. وقالوا أنه ظهر أولا كإله في مدينة أشمونين ثم أصبح إلها قوميا .. إلى آخر هذه الخرافات !!
هذا الإله المزعوم .. أيها السادة .. هو نبي اللـه ورسوله سيدنا نوح عليه السلام .. الذي رمز إليه المصريون القدماء بجسد إنسان ورأس طائر أبو منجل ibis bird . ونراه في الصوره المأخوذة من كتاب الموتى وهو ممسك بعلامة السلام والعـلم (لـم) .. وأمامه سيدنا آدم وأمنا حواء (روحية) وهما يحييانه ممثلين لكل البشر .. وذلك من وحي قول اللـه عز وجل:
سـلام عـلى نـوح في العـالميـن
الصافات 79
سيدنا نوح عليه السلام وأمامه إمرأة عمران
-----------------------------------------------------
CR - 004
رب الـعـالـمـيـن . الرحـمـن الـرحـيـم
Lord of the worlds ( Ra3 ) the most merciful 
قالوا عنه أنه الإله المصري ( رع ) ..  وقالوا عنه أنه إله الشمس المصري صانع كل ما يشاهد في العالم المرئي وخالق السماء وآلهتها والعالم السفلي (الدوات) والكائنات التي تعيش فيه .. وقالوا أنه أقدم وأشهر الآلهة المصرية جميعا وأنه نشأ من مياه المحيط الأزلي .. وقالوا أنه اندمج مع عدد كبير من الآلهة كما أن له صور عديدة متحدا مع الإله خنوم والإله حورس وثعبان الكوبرا وغيرهم .. إلى آخر هذه الخزعبلات !!
عزيزي القارئ .. إن كلمة ( رع ) هي كلمة مصرية قديمة كانت تستعمل اختصارا لكلمة ( رب العـالميـن ) .. وذلك لتعدد تكرار كلمة ( رب العالمين ) آلاف المرات في النصوص المصرية القديمة التي كانوا يحفرونها في الصخور وعلى الأحجار فكان لا بد من الاختصار أو الاختزال لتوفير الوقت والمجهود . وعلامة الشمس لها منطوق صوتي ( يـم / مـي ) والذي أتى من كلمة (يـوم) .. باعتبار أن سطوع الشمس يمثل (يوما) فعليا في حياة الإنسان .. لذلك كانت علامة الشمس تستخدم في تكوين مئات الكلمات المصرية التي يدخل في تركيبه هذه النغمة ( يـم / مـي) مثل:
يوم - يملك - يمحو - حليم - رحيم - عالمين - أمين - يمين - نعيم - مستقيم - إلخ .
لذلك فإن علامة الشمس تأتي هنا لتأكيد كلمة ( العالمين ) كما يلي

 ر - ع - مـي
رب العـالميـن
قرأها علماء المصريات ( رع ) ولم ينتبهوا للقيمة الصوتية الحقيقية لعلامة الشمس ( مـي ) .. فاعتبروا أن القيمة الصوتية لعلامة الشمس هي (رع) وهو خطأ جسيم من أخطاء نظرية شامبليون وأتباعه !ّ وعلى ذلك فإن النطق الحقيقي لهذه العبارة المصرية الشهيرة هو :
رب الـعـالـمـيـن
    
الموضوع طويل ومعقد .. وأنا لا أريد أن أدخل في تفاصيل لغوية مملة قد لا تهم القارئ الكريم .. ولكني أردت فقط أن أوضح مدى انحراف علم المصريات التقليدي بترجماته الواهية التي لا تستند لأي أسس علمية حقيقية عن الحقيقة الناصعة .. وكيف أدى ذلك لاتهام المصريين القدماء باطلا بأنهم مشركين ووثنيين .. وهو اتهام خبيث كان الغرض منه تفريغ حضارة المصريين القدماء من كل انجزاتها العظيمة ونقلها لقوميات أخرى .. وقد ظهر ذلك جليا من خلال الغزوات المتعاقبة لأرض مصر الطاهرة من مختلف بقاع الأرض .. ليس بحثا عن ثروة أو ملك .. بل لانتزاع أسس الحضارة والعلوم العظيمة التي أنشأها المصريون القدماء بإيمانهم وكفاحهم وصبرهم ومالهم .. .. !!
-----------------------------------------------------
CR - 005
إمــــرأة فــرعــون
the divine believing wife of Pharaoh ( HatHor) !  
قالوا عـنها أنها الإلهة المصرية ( حاتحور ) .. وأحيانا أخرى سموها الإله ( رعـت ) ! .. قالوا عنها أنها ربة الحقيقة والأشياء الجيدة .. وقالوا أنها تمثل الزوجة الصالحة .. وقالوا أيضا أنها ربة الغناء والرقص والفرفشة والحب والفنون .. وقالوا أنها ربة الخمر والبيرة .. وقالوا أنها ربة المرح والسعادة .. وقالوا أن المصريون عبدوها في أماكن مختلفة مثل دندرة وسيناء وأطفيح .. وقالوا أنها تظهر على شكل بقرة كاملة أو سيدة يعلو رأسها قرص الشمس والقرنين .. إلى آخر هذه التخاريف !!
عزيزي القارئ .. هذه الإلهة المزعومة ما هي إلا ( امرأة فرعون ) التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والتي ضرب اللـه بها المثل لكل المؤمنين في التاريخ الإنساني كلـه :
صورة فرعونية نادرة من المملكة المتوسطة توضح تصور المصريين القدماء
لزوجة فرعون المؤمنة وهي تصلي للـه عز وجل
وضرب اللـه مثلا للذين آمنوا امرأة فرعـون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
ونجني من فرعـون وعـمله ونجني من القوم الظالمين
التحريم 11
-----------------------------------------------------
CR - 006
سـيدنـا المسـيـح عـيـسـى عـليه السـلام
the Christ Jesus ( Osiris ) !  
قالوا عنه أنه الإله المصري ( أوزيريس ) .. أو ( أزوريس ) .. وقالوا أن اسمه هو إسر .. أو إسير .. أو آزار .. أو أوسير .. أو أوزير .. وقالوا أنه إله الأموات والعالم السفلي .. وقالوا أنه (وزر) سيد الأبدية .. وقالوا أنه إبن الإله (شـو) وإبن الإله (تفنوت) .. وقالوا أن الإله الشرير (سـث) قد أغرقه في نهر النيل بعد أن قطعه إلى 42 جزءا فبكت عليه زوجته (إيزيس) وجمعت أجزاءه وتمتمت بأدعية فعادت إليه الحياة .. ثم أصبح ملكا على الموتى .. إلخ !!
عزيزي القارئ .. هذا الإله المزعوم ما هو إلا سيدنا المسيح عليه السلام الذي أحبه المصريون القدماء حبا جما واعتبروه رسولا إلهيا للسلام .. ومعجزة إلهية من من معجزات اللـه سبحانه وتعالى .
 
ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم
آل عمران 49
and a divine messenger to the children of Israel !  
 -----------------------------------------------------
 CR - 007
السـيـدة مـريــم الـعـذراء .. عـليها السـلام 
our beloved eternal Egyptian mother .. Mary  (Isis) !  
قالوا عـنها أنها الإلهة المصرية ( إيزيس ) .. وأحيانا أخرى سموها الإله ( إيست ) ! .. قالوا عنها أنها الممرضة (رنـن) .. (انظر جاردنر B6) .. وقالوا أنها زوجة الإله أوزيريس .. وقالوا أنها أم الإله حورس .. وقالوا أنها رمز الأمومة وأنها أكثر الآلهات تأثيرا في العقائد المصرية .. وقالوا أنها الإلهة (سبك_نت) مرضعة الإله حورس .. وقالوا أنها ولدت ابنها في مدينة (خميس) في دلتا مصر .. وقالوا أنها أم الملك (بيبي_الثاني) .. إلخ !!
عزيزي القارئ .. هذه الإلهة المزعومة ما هي إلا سـتـنـا مـريـم العذراء البتول .. حبيبة كل المصريين منذ قديم الأزل .. التي اصطفاها اللـه عز وجل عـلى نساء العالمين ..
السيدة مريم تصلي للـه سبحانه وتعالى
Mary (Isis) .. in her prayers to God !  
 -----------------------------------------------------
CR - 008
روح الـقــدس
the Ancient Egyptian Holy Spirit ( Horus ) .. depicted in the form of the Falcon ( rH  / Hr ) !  
قالوا عنه أنه الإله المصري ( حـورس ) .. قالوا أنه الإله الصقر الذي ظهر في كل العصور المصرية القديمة وحتى عصور ما قبل الأسرات .. وقالوا أنه ليس فقط إله السماء بل أيضا الحامي والحارس لملوك مصر الفرعونية .. وقالوا أنه اشتق منه عدة آلهة بعد ذلك .. وقالوا أنه إبن الإلهة إيزيس .. وقالوا أنه الإله قاهر الأشرار .. وقالوا أنه الإله الذي يقوم بطقوس فتح فم الميت .. وقالوا أنه هو الذي قاتل الإله (سـث) وهزمه .. وقالوا أن الإله (سـث) كان أحيانا عمه وأحيانا أخرى أخوه .. وقالوا أن عينه اليمنى هي الشمس وعينه اليسرى هي القمر .. إلى آخر هذه التخاريف !!
عزيزي القارئ .. هذا الإله المزعوم ما هو إلا الرمز المصري القديم لروح اللـه ورسوله الأبدي ( روح القدس ) .. الذي وصفه اللـه عـز وجـل بأنه ( الـروح الأمـيـن ) . كان المصريون القدماء يحبونه لدرجة لا يمكن وصفها .. ونراهم قد أطلقوا عليه اسم (روح الـروح) .. وكانوا يتبركون به ويعتبرونه مصدر كل حماية وسعادة لهم في حياتهم اليومية ! ولأنه روح اللـه (رح) فقد كانوا يرمزون لكلمتي (الرحمن) و (الرحيم) بنفس الرمز أو العلامة .. أي الصقر (رح) .. وأيضا كل مشتقات هذه الكلمات . ونرى ذلك واضحا وجليا في المئات من الصور والجداريات المصرية الفرعونية التي سأورد قليلا منها هنا على سبيل المثال : 
                

            
 -----------------------------------------------------
CR - 009
إبـلـيـــس
Iblis ( bes ) .. another name for the Satan who was from the Jinn !  
قالوا عنه أنه الإله المصري ( بـِـس ) بكسر الباء .. قالوا عنه أنه إله قزم ذو وجـه شبه حيواني مخيف ولسان لاهث (كالكلب) .. وقالوا أنه إله الجنس واللهو والملذات والعرايا .. إلخ
عزيزي القارئ .. هذا الإله المزعوم ما هو إلا ( إبـلـيـس ) أو الشيطان .. وقد تخيله المصريون القدماء على هذا الشكل القبيح الذي نراه مرتديا جلد كلب .. وقد قرنوا بينه وبين كل آثام وشرور الإنسان !
 -----------------------------------------------------
CR - 010
ربة الصون والعفاف
Sekhmet .. is the Ancient Egyptian goddess of chasteness and virtue of women
'sekhmet'  .. an Ancient Egyptian 'Symbol' for the
'free chaste non-whore women who have no secret paramours'
قالوا عـنها أنها الإلهة المصرية ( سخمت ) .. وقالوا أنها إلهة الوحشية والبطش .. وقالوا أنها إلهة الحرب التي شربت دماء البشر .. وقالوا أن أنفاسها هي رياح الصحراء الحارقة .. وقالوا أنها عين الإله رع .. وقالوا أنها عشيقة الإله بتاح وأخت الإلهة باستت وأم الإلهة نفرتمو .. وهي تظهر بصورة امرأة آدمية ورأس لبؤة .. وقالوا أنها إلهة الفزع وسيدة الأرضين .. إلى آخر تلك التخاريف!!
عزيزي القارئ .. هذه الإلهة المزعومة .. ما هي إلا ربة الصون والعفاف عن قدماء المصريين .. وهي رمز مصري قديم للنساء العفيفات الطاهرات الغير زانيات واللائي لا يتخذن عشاق في السر .. وكلمة "سخمت" أو "صخمت" ما هي إلا إختصار رمزي ولغوي لعبارة .. محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان .. وهي ترمز لآية كاملة من آيات الفرقان المصري الذي منحه الله سبحانه وتعالى لرسوله ونبيه سيدنا موسى عليه السلام الذي علم الشعب المصري كله .. (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون) ..
" .. فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان .. "
النساء 25

 -----------------------------------------------------
CR - 011
ربة السلام والصبر
Serqet .. or Serket .. is the Ancient Egyptian goddess of Peace, Patience and Endurance

قالوا عـنها أنها الإلهة المصرية ( سرقت ) .. أو ( سركت ) .. وقالوا أنها إحدى الإلهات الحارسات والحاميات الأربع .. وقالوا أنها إلهة السحر وإحدى الإلهات الخطرات .. وقالوا أنها الإلهة العقرب لأنها تحمي من لدغات العقارب .. وقالوا أنها مانحة ومانعة الأنفاس للأحياء والأموات .. إلى آخر تلك التخاريف المبناة على مجرد تخمينات وأوهام وخيالات لأنهم رأوا فقط رمز العقرب المصري فوق رأسها .. وهم لا يعلمون أنه لفظ لغوي مصري بنغمة (عق) ويستخدم في تكوين العديد من الكلمات مثل "عقبى" .. "العاقبة" .. "العقاب" .. "القارعة" .. "وقع" .. "أعقاب" .. "عتيق" .. "أعراق" .. "علق" .. إلخ
عزيزي القارئ .. هذه الإلهة المزعومة .. ما هي إلا ربة ربة السلام والصبر المصرية .. وقد رمز لها المصريون القدماء بهذه الهيئة ليجسدوا للناس البسطاء كلمات الله الخالدة:
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
الرعد 24
 -----------------------------------------------------
CR - 012
سيدنا موسى عليه السلام (2)
    
god Amun or Amon .. is in fact the Ancient Egyptian great divine prophet Moses

قالوا عنه أنه الإله المصري (أمون - Amun) .. وقالوا أنه إله مدينة طيبة ورأس ثالوث طيبة وعضو ثامون الأشمونين .. وقالوا أنه إندمج مع الإله رع .. وقالوا أنه إله الصعيد .. وقالوا أنه يظهر أحيانا بشكل رأس إنسان وأحيانا أخرى بشكل رأس كبش .. وقالوا أن هذا الإله المصري إكتسب شهرة واسعة فيما وراء الحدود المصرية حتى الحبشة جنوبا وأقصى الغرب من ليبيا .. وقالوا أن الإسكندر الأكبر أيضا اعتنق ديانة الإله أمون .. وقالوا أن زوجته هي الإلهة موت وإبنه هو الإله خونس .. إلى آخر كل تلك التخاريف التي لا تعد ولا تحصى!!
عزيزي القارئ .. هذا الإله المزعوم ما هو إلا أحد رموز سيدنا موسى عليه السلام التي رمز بها المصريون القدماء لشخصية سيدنا موسى الدينية .. وتجسيد آخر له حتى يتسنى للمصريين البسطاء سهولة التعرف على أنبيائهم ورسلهم لصعوبة الكتابة والقراءة في تلك الأزمان السحيقة .. فكانوا يرمزون لكل شخصية دينية ببعض الرموز التي تميزها عن بعضها البعض لسهولة التعرف عليها .. فمثلا رمزوا لروح القدس بالصقر .. ولرب العالمين الرحمن الرحيم بالشمس المجنحة .. ولإمرأة فرعون المؤمنة بتاج من القرنين .. وللنساء المحصنات العفيفات برأس اللبؤة .. إلخ

رموز مصرية أخرى لسيدنا موسى عليه السلام
         
other Egyptian forms and depictions of prophet Moses

 -----------------------------------------------------
CR - 013
الخروف .. خر .. رمز الخير والخيرات والغفران
kh-r
god khnum or khenmu, khnemu, known also sometimes as god Amun .. is in fact
an Ancient Egyptian symbol for the 'welfare' and 'forgiveness'

قالوا عنه أنه الإله المصري خنوم أو خنمو أو خنوفيس أو (خنوم - رع) .. وقالوا أنه صورة أخرى من الإله أمون .. وقالوا أن موطنه هو جزيرة فيلة أو الإلفنتين .. وقالوا أنه الإله حامي منابع النيل .. ثم تطور بعد ذلك ليصبح خالق الكون المادي .. وقالوا أنه هو الذي يشكل لحوم البشر .. وهو المسئول عن خلق الجنين في رحم أمه وهو الذي يشكل الطفل وقرينه .. وقالوا أنه تزوج من الإلهة "حقت" التي تشكلت على هيئة ضفدعة .. وقالوا أنه كان يسكن في النوبة وفي منطقة الجندل الأول .. إلى آخر تلك التخاريف التي لا تعد ولا تحصى!!
عزيزي القارئ .. هذا الإله المزعوم ما هو إلا رمز لغوي مصري ويلفظ بنغمة (خر) التي هي مشتقة من كلمة (خروف) المصرية .. لذلك فإن هذا الرمز اللغوي يستعمل في تشكيل مئات من الكلمات المصرية التي تحتوي على عنصر المثاني (خر / غر) .. مثل "خير" .. "خيرات" .. "غفر" .. "مغفرة" .. إلخ. وكان المصريون البسطاء عندما يشاهدون هذا الرمز في نص ديني قديم كانوا يدركون على الفور بأن هذا النص يتعلق بالخير أو الغفران!

          

 -----------------------------------------------------
CR - 014
الرمز المصري القديم
للتآلف والتحالف والإعتصام والإلتئام
god Hapi is only an Ancient Egyptian symbol for close alliance and federation

قالوا أنه الإله حابي .. إله النيل .. وقالوا أنه يظهر على شكل رجل بكرش كبير وثدي إمرأة ويلبس تاج أوراق البردي .. وقالوا أنه عاش في منطقة الشلال الأول والمسئول عن مياه النيل .. وقالوا أنه إله محلي ولم يرقى إلى مصاف الآلهة العظيمة .. وقالوا أنه المسئول عن إنتاج الطعام لكنه كان إلها سلبيا .. وقالوا أنه ربما كان يمثل مياه النيل نفسها .. لكنه لم يكن يستطيع أن يتحكم في فيضان النيل .. إلى آخر تلك التخاريف والخزعبلات التي لا حصر لها ولا عدد!!
عزيزي القارئ .. إن كل تلك التخاريف ما هي إلا مجرد تخمينات بدون أي أساس علمي لمجرد أنهم رأوا باقات البردي M15فوق رأسي الرجلين في الصورة .. وعلامة باقة أوراق البردي M15 لها نغمة (حت) وتستخدم هنا في كلمة (فأصبحتم) .. أي "فأصبحتم بنعمته إخوانا" .. وأنا لا أدري أي إله هذا المكون من رجلين يقفان وجها لوجه ويشدان بحزم حبلا مشتركا بينهما يلتف حول علامة (صم) المصرية التي ترمز للإعتصام!!
هذا الإله المزعوم ما هو إلا رمز مصري قديم للتعاون والتحالف والإلتئام بين بين طوائف الشعب المصري المختلفة وكافة الطوائف البشرية المؤمنة بالله الواحد الأحد ..

 -----------------------------------------------------

CR - 015
سيدنا يوسف عليه السلام
The Prophet Joseph
نشرت وكالات الأنباء يوم 17 أكتوبر 2009م ما نصه ..

"قالت وزارة الثقافة المصرية إن بعثة أثرية فرنسية اكتشفت موقع "بحيرة مقدسة" يعود إلى العصر الفرعوني في بلدة صان الحجر، بمحافظة الشرقية، شمال البلاد. وقال المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الثقافة، الخميس إن البحيرة المقدسة تم العثور عليها في المعبد الخاص بالإلهة موت في أطلال مدينة تانيس القديمة، ببلدة صان الحجر.

وأوضح بعض علماء المصريات أن الإلهة موت هي زوجة الإله آمون، وقد بني هذا المعبد لها في مدينة تانيس لعبادتها هي والإله خونسو الطفل" .. ونشروا مع النبأ الصورة التالية التي زعموا فيها أنها تخص الالهة موت ..

Egyptologists claim that this photo represents goddess mut while it is for a young man with light beard
Hieroglyphic symbols show clearly that it represents the AE Prophet Joseph .. Dr. Ossama Alsaadawi

وتلاحظ معي عزيزي القارئ أن الصورة المنشورة هي لشاب في مقتبل العمر له "ذقن" أو لحية خفيفة ولا توجد أي علامات أنوثة على صدره .. وهو يضم إلى وجهه وفمه علامة زهرة اللوتس "هن" لتعبر عن كلمات تتعلق بالنساء مثل "أصبو إليهن" أو "كيدهن" .. كما يمسك بيده الأخرى علامة الاخلاص "مخ" لتعبر عن كلمات مثل "لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين".. ونلاحظ أيضا أنه يضع في أذنه قرطا يمثل علامة الهلال "لل" لتعبر عن كلمة "وإلا" .. ونلاحظ أيضا أن علامة الأذن الواضحة (دن) تمثل مع علامة (هن) كلمة (كيدهن) .. إلخ

وعلى ذلك قام الدكتور أسامة السعداوي بفك شفرة هذه الصورة على النحو التالي ..



قال بعض الجهلاء أن هذه الصورة تمثل سيدة هي الالهة "موت" زوجة الاله آمون .. إلى آخر تلك التخاريف والخزعبلات .. في حين أنها تمثل نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام.