الاثنين، 17 يونيو 2013

الخير محمد حسين- اللغة النوبية والحضارات القديمة 7/5


الباب الأول 
شواهد أخرى من التوراة 
*شجر الســـنط 
في سفر الخروج –إصحاح-26-آية(15) : وتضع ألواح للمسكن من خشب السنط قائمة (16)طول اللوح عشر أزرع وعرض اللوح الواحد زراع ونصف 00 (18) وتضع الألواح للمسكن عشرين لوحاَ إلى جهة الجنوب نحو التيمن0 لاحظ (نحو التيمن ) إذ أن جهة الشمال جهة التشاؤم ، لأانهم عذبوا في الشمال واستعبدوا فيه بأيدي المصريين0 وهنالك عادة فتح أبواب البيوت نحو الجنوب سائدة إلى اليوم في المنطقة النوبية ، كما أن أسطورة أن الشمال نذير شؤم أيضاَ سائدة0 ولا أحد يفتح بابه نحو الشمال بالإضافة إلى أن الصلاة لا تقبل إذا صليت وأنت متجه نحو الشمال ويقولون للشخص الذي يتلاعب في صلاته (أرون كنى قر سيقيدل-Aron kanneigir siggiddell ) أي إن شاء الله صلاتك نحو الشمال0وشئ آخر أن ألواح السنط بهذا الحجم المذكور توجد بكثرة في السودان- سفر الخوج-إصحاح 17-آية(1) :وتصنع المذبح من خشب السنط طوله خمس ذراع وعرضه خمس ذراع 0 
والقرآن الكريم حينما يتناول هذا المشهد في سورة القصص –آية(7) : وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)0في تفسير الجلا لين يقول المفسر : إن أم موسى ألقت التابوت في بحر النيل ليلاَ0(انتهى المصدر)0 أفهم من قوله تعالى ( إنا رادوه إليك ) : أن رد موسى عليه السلام لم يكن لغرض الرضاعة فقط ، إنما الرد هنا رد مكاني ليمارس نشاطه الرسالي ، وهو يدعم الإتجاه مرة أخرى إلى حيث أتى إلى الجنوب-إلى عكس جريان النيل الذي حمل التابوت إلى قصر فرعون ، والله أعلم0 
*نبات الحلفا 
معلوم أن أكثر المناطق في العالم إنتشاراَ لنبات الحلفا هي المنطقة النوبية ، وتسمى بلدتين فيها بوادي حلفا، مدينة حلفا في شمال السودان وقرية حلفا في جنوب دنقلا شرق سورتود0والحلفا نبات طفيلي ينتشر بكثرة في أطراف النيل والأماكن القريبة منه ، ويستخدمه النوبيون في صنع حبال الساقية والسفن الشراعية ، كما يستخدمونه في بناء المساكن الشعبية وبيوت الحيونات 0ويعتبر هذا النبات رغم أهميته في حياة الناس نباتاَ غير مرغوب فيه للمزارعين لأنه يعيق نمو المحاصيل الزراعية 0ورد في التوراة في سفر الخروج- إصحاح-2- ( آية3): ولما لم تمكنه أن تخبئه بعد أخذت سفطاَ من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفا على حافة النهر )0الآية تشير إلى وجود الحلفا في المكان الذي ولد فيه موسى عليه السلام 0وفي نفس الإصحاح- آية(5) : فنزلت إبنة فرعون إلى النهر لتغسل وكانت جواريها ماشيات على جانب النهر فرأت السفط بين الحلفا فأرسلت أمتها فأخذته0 
*نبات البردي 
يوجد هذا النبات بكثرة في السودان- وعلى امتداد نهر النيل ، وهو نبات عشوائي أيضاَ ينتشر على ضفاف النهر ، ويسمى باللغة النوبية (ديس- dees) ، وفي العامية السودانية أيضاَ يسمونه (الديس) بإضافة الـ التعريف0وهو عبارة عن ساق أسطواني طويل ، أملس ،يتراوح طوله ما بين متر ومتر ونصف في أغلب الأحوال، وعندما يشق طولياً يصير له سطحاَ كسطح الورق يمكن الكتابة عليه0 
* الأختام الفرعونية 
عبارة عن قطعة مصنوعة من العاج أو العظم ، السطح العلوي شكل الخنفساء والأسفل به رموز وحروف تشبه ما نراه في إهرامات البجراوية و جبل البركل، تسمى هذه القطعة بالنوبية (تينباب-Teenbabb) ويستخدمونها النوبيون للتبرك ويلبسون أبناءهم وبناتهم في الختان والزواج-هذا لعهد قريب0وهذا التينباب لايصلح مع جميع الناس ، وهنا أشخاص معينين هم وحدهم الذين يحددون لمن يصلح هذا التينباب- وغالباَ ما يكون هذا المتخصص من النساء0وعندما يعثر عليها (الشخص المحظوظ) في الأماكن الأثرية القديمة يقدمها للمتخص ليضع تحت رأسها عند النوم ويحدد ما إذا كان يصلح لفلان أو علان0 ومن أساطير هذه القطعة أن بعضا منها يبارك في الأبناء وأخرى للمال ، والسلطة ،والماشية 00إلى آخر الممتلكات0 
*عبادة النيل 
مظاهر هذه العادة سائدة إلى يومنا هذا في جميع أنحاء السودان تقريباَ ، ويمارسوها السودانيون بدون قصد على إختلاف أديانهم 0وذلك في مناسبات الزواج والختان والولادة ويأتون بالعريس والعروسة في اليوم السابع من الزواج و(يصبِّحون ) بهما النيل ، والتصبيح يعني بالعامية السودانية الدخول إلى ماء النيل إلى أن يغطي القدمين ثم يغسل وجهه بماء النيل ن وتقوم بعملية الغسيل هذه إمرة مخصوصة – غالباَ ما تكون كبيرة السن0 والغريب أن هذه العادة انتقلت إلى شرق السودان حيث يمارسونها على مياه البحر الأحمر0 
*النساء السودانيات أكثر تحملاَ من المصريات 
ورد في سفر الخروج –إصحاح -1-آية(15) وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات التين إسم أحدهما شفرة والأخرى فوعة (16) وقال حينما تولدان العبريات وتنظرانهن على الكراسي إن كان إبناَ فاقتلاه وإن كان وإن كان بنتاَ فتحيا (17)ولكن القابلتين خافتا الله ولم تفعلا كما كلمهما ملك مصر بل استحيا الأولاد (18)فدعى ملك مصر القابتين وقال لهما لما ذا فعلتما هذا الأمر واستحييتما الاولاد (19)فقالت القابلتتان لفرعون إن النساء العبريات لسن كالمصريات فإنهن قويات يلدن فبل أن تأتيهن القابلة (20)فأحسن الله إلى القابلتين ونما الشعب وكثر جداَ(21) وكان إذ خافت القابلتان الله إنه صنع لهما بيوتاَ)0 
من كلام القابلتان يظهر بوضوح أن العبريات (سكان عبري) أقوى من المصريات 0 

الباب الثاني 
نهر النيل وأسماء أخرى 

( ني - ni ) يعني الفعل يشرب ،( إيل - eal ) أداة إسم الفاعل 0 نيل :يعني الشارب ولكن إذا أضيف إليه النون وأصبح ( نيلن - Nealan ) فيعني المشرب 0 معلوم أن النيل يطلق على نهرالنيل من المنابع في منطقة البحيرات الإستوائية إلى المصب في البحر الأبيض المتوسط0 كما نجد الأثر النوبي في إسم مدينة( نيمولي ) في جنوب السودان 0 ( ني ) يعني الفعل يشرب كما ذكرنا سابقاَ ، ( مولي molai ) يعني الجبل بالنوبية المحسية ، ونفس المقطع يوجد في إسم جبال( الهمولايا ) في قارة آسيا 0 
*- جبل توتيل في مدينة كسلا : 
( توتّي - tootty ) يعني الفعل يصعق أو يرمي أرضاً أو يرفس ،( إيل ) أداة إسم الفاعل كما في الأفعال السابقة0 وقد يكون لهذا الجبل علاقة بموسى عليه السلام إذا ما دققنا النظر في القصة القرآنية وطلبه رؤية المولى عز وجل0قال تعالى على لسانه عليه السلامSad قال رب أرني أنظر إليك ، قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاَ وخر موسى صعقاَ)0 ولا يخفى على أحد من سكان مدينة كسلا السودانية ما يحظى به جبل توتيل من قدسية وتعظيم0 
*- جبل التاكا في مدينة كسلا: 
(دكّا - dacka ) ويعني السطح الذي يمكن الجلوس عليه– عادة يصنع من الطين أو الحجر 0 وكان يستخدم قديماً كمقعد للجلوس وطاولة توضع عليها الأواني المنزلية0 



الباب الثالث 
المفردات النوبية في كل مكان 


أواصل في هذا الجزء المعاني النوبية في أسماء الأنبياء والرسل عليهم السلام والأعلام0هنالك روايات عديدة عن هبوط آدم عليه السلام في الهند في أول الأمر، وهناك بعض الأسماء التي تحمل معاني نوبية في شبه القارة الهندية، على سبيل المثال: 
*كاتوماندو : 
العاصمة النيبالية، وتعني بالنوبية جملة (أهبط هناك)0 كتى:تعني فعل الأمر (أهبط) ، ماندو: تعني (هناك) 0 
*جامو: 
تعني بالنوبية فعل الأمر( أجمعوا) أو التقوا 0 
*كشمير: 
تتكون الكلمة من مقطعين ، كشي : يعني بالنوبية العشب0مير: يعني الفعل يقطع ، مار: تعني القرية أو البلدة الصغيرة ، كما نجد المقطع الأخير في قرى نوبية ، مثل : حيثمار، مسيدمار ، كرودمار، دشمار0 
*هند: 
(إند- Indi ) تعني الأم بالنوبية0 
*الفرس: 
بالفارسية تنطق (برسى) ، ( برسي- barisi ) تعني بالنوبية صيغة الجمع للسجاد ، والمفرد ( برس) تعني سجادة0 
*الكلدانيون: 
( كلد) يعني الفحم أو الجمر بالنوبية ، وهي إسم لبلدة أثرية في المحس(شمال السودان) ولكنها تنطق حالياً بـ ( كلتوس ) حولت الدال إلى التاء، أما (أوس) فهي لاحقة رومانية أضيفت إلى كثير من المدن بعد دخول الرومان في مصر والسودان0 
*الأكديون: 
( أكد ) وهي تعني الغلام الذي لم يبلغ سن الرشد ، والبلدتان، أكد وكلدوس(كلد) هما في نفس المنطقة التي ذكرنا فيها الآثار الإبراهيمية في الحلقة الماضية ، وكلتا البلدتين نجدهما في بلاد ماوراء النهرين0 
*الأشوريون : 
(أوش) مدينة في شمال العراق على نهر دجلة وتعني بالنوبية (المحسية )العبد أو الخادم وتنطق(أوشّي) 0أما المقطع الأخير (أور) فيعني الملك 0 
*السويس: 
( أوسّّي ويس) تعني البرزخ أو المعبر الطبيعي الذي يفصل بين ضفتي النهر أو البحر0 
*تونس: 
(تونسّي) تعني بالنوبية البحيرة الداخلية ،( تو) تعني البطن أو الداخل،( أسّي) تعني الماء0(النون) أداة الإضافة0 
*قرطاج: 
ورد في جريدة القدس بتاريخ 28/5/98 العدد2813 تحت عنوان ( زوجات سفراء العرب في واشنطن يجمعن التبرعات للمؤسسات الإمريكية) على لسان محمد دبلح مراسل الجريدة قال: (وقد إسترعى انتباهي التعليق الذي رافق رقصة اليسار ملك قرطاج الذي يروي قصة اليسار بنت الملك صور الذي كان قبل وفاته يريد أن يورث الحكم لها ولأخيها ولكن أخاها رفض أن تشاركه اليسار الحكم ، فدبر مؤامرة ضدها وانتهت بقتل زوجها رئيس الكهنة وهربها مع مجموعة من أنصارها على ظهر سفينة حلت بهم الرحال إلى تونس وتعرفوا على ملكها الذي عرض الذي عرض عليهم بيع قطعة أرض بمساحة جلد ثور، فقامت اليسار بتقطيع الجلد إلى شرائط وحوطت به منطقة كبيرة هي قرطاج (المدينة الحديثة) 0 (قر) تعني بالنوبية (الثور) ، (تيج) تعني الشريط ، كما تعني المبلغ الذي يدفع مقابل المخالفة أو ارتكاب جريمة ما0 
*أنكا: 
( كا)تعني البيت ، أنكا :تعني بيتنا، إنكا :تعني بيتكم، مانكا: تعني ذاك البيت، بنكا: تعني بيت الرب0 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق