السبت، 19 أكتوبر 2013

أحمد عبده ماهر -الوحي كان مكتوبا

استكمالا لموضوع [هل نزل القرءان مكتوبا] أود إضافة الرسالة السابعة حيث يقول تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163. 

فالوحي ليس كما تظن أمة محمد أنه نوع من أنواع الوسوسة كوسوسة الشيطان، فالأبالسة يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، وهو وحي شفوي بطبيعة الحال، لكن وحي الرسل جميعا كان تحريريا،

وقد تم الوحي لهم بالتماثل [أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا] فكان مكتوبا وكان جبريل يعلّم النبي قراءته لما به من اختلاف بين طريقة كتابة القرءان ونطقه، {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }الأعلى6؛ ثم يوضع في صدره فلا ينساه أبدا..

ومن بين ما دل عليه القرءان في طريقة الوحي للرسل وأنه يكون مكتوبا قوله تعالى:
• {.....وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163.
• {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133.
• {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفرقان 5.
• {وَالطُّورِ{1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ{2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ{3}.......الطور.

فهو مكتوب في رق منشور وفي صحف وليس شفويا كما يدعون.

• { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً{52}....المدثر.

• { كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11} فَمَن شَاء ذَكَرَهُ{12} فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ{13} مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ{14} بِأَيْدِي سَفَرَةٍ{15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ{16}......عبس.

• { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى{18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى{19}....الأعلى.

فهو وحي في صحف وليس وحيا شفويا...أليس كذلك؟

• { رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً{2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ{3}....البينة.
فإذا أضفنا قوله تعالى:
• {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }إبراهيم1
•ويقول سبحانه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
• {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48.
• ويقول تعالى:{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 .

فهل نكذب ربنا ونقول بأنه لم ينزل [عليه كتاب]، أو بأننا لا نفهم معنى [أنزلنا إليك الكتاب]، أو نقول بأن عبارة [ذلك الكتاب] تعني كتابا غير موجود، أو بأن عبارة [إن هذا القرءان] تعني قرءانا شفويا.

أو نقول بأننا لا نفهم معنى [اقرأ]، أو نقول بأننا لا نفهم معنى تعبير [ذلك الكتاب].

وأكتب لكم برهان من السنة النبوية

فهناك رواية وردت في الجزء الاول من (السيرة النبوية لابن هشام ) وهى السيرة التي كانت مرجعا للعلماء والباحثين والمؤرخين لما قبل الاسلام وبعد بعثة الرسول جاء بها قول الرسول عند بدء الوحى ( جاءني جبريل بنمط من ديباج (اي سلة من حرير ) فيها كتاب فقال لي اقرأ قلت ما اقرأ ) اي لا اعرف القراءة

هذا يعني بأن جبريل جاء النبي بكتاب .......والكتاب يعني رسالة مكتوبة
فلاحظ يا أخي الكريم بأن الله أنزل على رسولنا الكتاب وأنزل عليه الكتاب، ويقول له اقرأ، ويقول له ذلك الكتاب، وهذا القرءان، ونحن نقول لا لم ينزل مكتوبا لأننا لا نريد أن نفهم إلا القديم مهما كانت دلالات كلمات القرءان واضحة وناصعة.

فقول [إقرأ&هذا&ذلك& كتاب أنزلناه إليك&نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ&هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ &َ أَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ&وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ &وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ&أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ &إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ& رق منشور& يتلو صحفا مطهرة& اكتتبها& .....الخ]ـ.

لا تعني إلا قولا واحدا وهو أن القرءان نزل مكتوبا، وإلا لقلنا بأنه لا توجد صحف ولا كتب ولا كتابة ولا حتى الأمر الأول [اقرأ].

وعلى الإخوة الكرام ممن لهم دليل ومنهجية واضحة يعارض هذا التخريج أن يأتيني بدليله بحيث لا يخالف دلالات آيت كتاب الله وناموسه مع رسله. وطبعا نرحب بالمناقشة المثمرة وليس بالجدال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق