الأحد، 15 فبراير 2015

الايمان بين الدين و اللادين

وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

[البقرة (٢) | الآية: ١١١]



لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا

[النساء (٤) | الآية: ١٢٣]

اهل الكتاب و اتباع محمد لديهم كلام سلبي وهو ان الجنة حكرا لهم و هذا مغلوط لان كل من امن بالله و عمل صالح فهو مؤمن مهما كان دينه او حتى لاديني فهو مؤمن اخلاقيا لان الايمان مشتق من جذر الأمن بمعنى المؤمن هو من يأمن الناس على انفسهم و اموالهم و دائرة الايمان يدخل فيه المتدين اليهودي و النصراني و اللاديني بدون رسالة دينية و من الأمثلة الكثيرة على ذلك :

١-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا

[النساء (٤) | الآية: ١٣٦]

آمنوا - آمنوا

الاول هو المؤمن الذي يأمن الناس على انفسهم و اموالهم و الثاني هو المؤمن بالرسالة دينية بمعنى قد يكون اللاديني مؤمن اخلاقيا و لكنه غير مؤمن برسالة دينية

٢-

لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

[المائدة (٥) | الآية: ٨٩]

إيمانكم - الايمان - إيمانكم - إيمانكم

الايمان هو العهود و المواثيق بالتالي ملك اليمين من الايمان اي ملكت عهدا للارتباط الاسري لهذا ... 

إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ

[المعارج (٧٠) | الآية: ٣٠]

لهذا قالت الاية أزواجهم ( او ) ما ملكت إيمانكم وليس أزواجكم ( و ) ما ملكت إيمانكم لان حرف ( او ) تفيد وجهين لعلمة واحد وهو النكاح بوجهي الزواج و ملك اليمين

٣-

وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ

[التوبة (٩) | الآية: ١٢]

نكثوا إيمانهم !؟

كيف هذا وهم مشركين !

الايمان هنا هو الإتفاق الأمني بين مشركي مكة و المسلمين بمعنى ان طرفي الصراع آمنوا على انفسهم و أموالهم من بعضهم البعض و لكن الطرف المشرك نكثوا الاتفاقية لهذا لا ايمان له 

٤-

رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا

[نوح (٧١) | الآية: ٢٨]

تفريق بين مجموعتين الاولى هي من ارادت ان تأمن نفسها و اموالها من الطوفان و الثانية من امنت برسالة الدين فعليا بمعنى قد يكون اللاديني مؤمن اخلاقيا لانه يأمن الناس على انفسهم و اموالهم

تساؤلات عن علاقة الايمان بالهلاك اللاديني  :

اللاديني الظالم بمعنى يعتدي على الانفس و الأموال الناس من المؤمنين بالرسالة الدينية سيلقوا حتفه بالهلاك كما حدث مع جميع القرى الظالمة بدون استثناء :

١- مشركي مكة


أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

[التوبة (٩) | الآية: ١٣]


العلل :


-نكثوا إيمانهم

-هموا بإخراج الرسول ومن معه

-وهم من بدوكم اول مرة


قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ

[التوبة (٩) | الآية: ١٤]

لهذا استحقوا العذاب بأيدي المؤمنين و ليس لأنهم لم يؤمنون بل لظلمهم فلا ايمان اخلاقي لهم


٢- ال فرعون 



وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ

[البقرة (٢) | الآية: ٤٩]

العلل :


- سوء العذاب

- ذبح الأبناء 

-استحياء النساء


وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ

[البقرة (٢) | الآية: ٥٠]

لهذا استحقوا عذاب الغرق و ليس لأنهم لم يؤمنوا بل لظلمهم فلا ايمان اخلاقي لهم

٣- قوم مدين


وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ 

[هود (١١) | الآية: ٨٥]

العلل :

- لا يوفون المكيال

- لا يوزنون بالقسط

- يفسدون في الارض


وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ

[هود (١١) | الآية: ٩٤] 

لهذا استحقوا عذاب الصيحة وليس لأنهم لم يؤمنوا بل لظلمهم فلا ايمان اخلاقي لديهم




النتيجة :

اولا الايمان ليس شأن ديني فحسب بل شأن اخلاقي كذلك لهذا اقول ان الدين و الاخلاق وجهين لعملة واحدة لا ينفصلان بتاتا

ثانيا ليس كل من لم يؤمن دينيا يأتِ الهلاك عليه بشرط ان لا يفسد في الارض كما بينته سابقا

ثالثا الاخلاق الموافق للدين يؤخذ من كلمات القران بالتالي اقول فأن الاسلام من السلام فمن يسلم الناس من لسانه و يده فهو مسلم حتى لو كان لاديني و الايمان من الأمن فمن يأمن الناس على اموالهم و انفسهم فهو مؤمن حتى لو كان لاديني

هذا هو عظمة الدين فجذور الكلمات من النصوص القران توافق الاخلاق فمن الايمان جذر امن و من الاسلام جذر سلم

الخاتمة :


كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

[المجادلة (٥٨) | الآية: ٢١]

النتيجة النهائية هو غلبة المرسلين و قد يقول قائل كيف الغلبة و جميع أقوامهم قد أُبيدوا و لم يؤمن احد و هذا هو الفشل و ليست غلبة !؟


أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ

[الأنعام (٦) | الآية: ٨٩]

تبين الاية بدون ادنى شك ان الكافرين لا يمسهم العذاب بمجرد انهم كفروا بل يوكل الرسالة الى قوم اخرين و هؤلاء اي الآخرين سيؤمنون به حتما و اكبر مثال على ذلك هو ايمان اهل المدينة بعد ظلم اهل مكة من المشركين فكما تعلمون ان قريش كذبت رسولها و لكن لم ينزل عليهم العذاب بمجرد عدم الايمان و لكن في نهاية المطاف نزلت عليهم العذاب بايدي المؤمنون بعلل ذكرته في السابق من هذا المقال !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق