الثلاثاء، 26 أغسطس 2014
البيان الإسرائيليات (ترابط ذرية ابراهيم و اسرائيل)
البيان الإسرائيليات (الكتاب الموسوي)
الأحد، 24 أغسطس 2014
البيان الإسرائيليات (السودان بلد اسرائيل)
هناك كثير من مفكرين السودانيين يقولون ان موسى عليه السلام هو رسول من السودان وهي بلاد كانت ناطقة باللغة النوبية الافريقية الذي تملى التوراة بكلمات النوبية الافريقية وهي تشكل اكثر من نصف قاموس لغة القران مثلا
الخميس، 7 أغسطس 2014
حسن فرحان المالكي- علم الحديث الجزء التاسع (بين الأهواء و السياسة)
ذكرنا لكم في الجزء السادس "أمانة اهل الحديث.. في الميزان" كيف ترك بعض كبار أهل الحديث حديث أبي حنيفة وتلامذته وكل أهل الرأي، وترك بعض كبارهم - كالذهلي وأبي حاتم وأبي زرعة - حديث البخاري نفسه لموقفه المذهبي من قضية ( اللفظ ). وبعضهم ترك حديث الشيعة والمعتزلة وتشددّ في تضعيفهم. وبعضهم كالذهلي - شيخ البخاري - ترك حديث الرجل المحدث الثقه لانهّ لم يقم له عند دخوله المجلس.. وهكذا .
حسن فرحان المالكي- علم الحديث الجزء ثامن (موقفهم من الصحيح و الضعيف)
الغريب في غلاة أهل الحديث أنهم من أشد الناس حباً للضعيف ومن أبغضهم للصحيح عندهم!.. وهذا قسم من تلك الحيرة التي أدخلونا فيها، فهم متحمسون لإثبات السنة - وفي عقولهم ضعافها - وعندما يأتون للصحيح - بل المتواتر - يبغضونه وينكرونه!.. وهذه حيرة وحوسة لا مخرج منها إلا بتنقية القلب والهدوء... والتفريق بين المذهبية والسنة.
النموذج السابع:
( أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية)، ورجح الالباني أنه معاوية، لكنه لم يجرؤ على النطق بالاسم!
الأربعاء، 6 أغسطس 2014
حسن فرحان المالكي- علم الحديث الجزء السابع (ماذا ضاع عن السنة)
حسن فرحان المالكي- علم الحديث الجزء السادس (أمانة اهل الحديث في الميزان)
أهل الحديث لهم فضائل، ونحن ندعو لهم ونستغفر لهم ونقر بفضائلهم، إلا أنه من واجبنا التخفيف من الغلو فيهم.
الغلو في أهل الحديث سببه أهل الحديث أنفسهم، فقد سيطر منهج أهل الحديث في المدح والذم، وهم الذين كتبوا العقائد المسندة، ثم طبعت وانتشرت وسيطرت..حتى الذين كانوا يقاومونهم - كأهل الرأي والمعتزلة - ضعفوا أمامهم، ليس لقوة أهل الحديث، وإنما لأسباب سياسية - بالدرجة الأولى - ثم اجتماعية.
أهل الحديث كان متقدموهم أفضل من متأخريهم من حيث الجملة، وأعني بالمتقدمين إلى نهاية القرن الثاني، وأما المتأخرون فمن وسط القرن الثالث تقريبا،وفترة البرزخ من عام 200 إلى عام 240 هـ كانت مرحلة برزخ بين الفترتين.. وهذه الفترات - كما قلنا - من حيث الجملة فقط، فلكل قاعدة استثنائات.
والأثر السياسي مؤثر في أهل الحديث حتى من زمن الصحابة، وهذه يجب فهمهما، وسأفهِّمها لتفهموا سبب الإكثار من الراوية عن صحابي دون غيره.. ثم التابعي.
ولو نأخذ أصحاب الألوف من الصحابة (أعني الذين أحاديثهم بالآلاف) ثم تلاميذهم ثم تلاميذ تلاميذهم لرأينا أشياء غريبة يجب التساؤل عنها. فأصحاب الألوف من الصحابة خمسة - وفق روايتهم في الكتب الستة - أبو هريرة ( 3343) عائشة ( 2081) ابن عمر (1979) أنس (1584) ابن عباس ( 1243).. سنعتبر هؤلاء كلهم ثقات عدول...
أبو هريره
مع أن هناك خلافا -ً في أبي هريرة خاصة - لكن تعالوا نتعلم ونسأل: فأبو هريرة مثلاً أسلم عام 7 هـ ومات عام 57هـ، وسعد بن أبي وقاص من أوائل من أسلم بمكة، وشهد المشاهد كلها، ومات في السنة نفسها تقريباً ( 57هـ) ومكانهما واحد، فلماذا أحاديث سعد (121) فقط؟!
هذا سؤال مشروع!
رجل صحب النبي سنتين أو ثلاثاً يروي أكثر من ثلاثة ألاف ورجل صحب النبي 23 سنة يروي فوق المئة فقط! والطلاب هم الطلاب!
بمعنى أن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة كلاهما مدنيان، والطلاب هم الطلاب، وسنة الوفاة واحدة، وسعد من أول من اسلموا، وأبو هيرة من آخر من أسلموا!.. وليس معروفاً عن سعد أنه يمتنع عن الحديث، فلماذا انهال رواة التابعين على أبي هريرة وتركوا سعد بن أبي وقاص البدري؟
إنه الرضا السياسي!
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يعاند سياسة معاوية وينكر عليه ويذكره بفضائل علي ويمتنع من سبه، فموقفه السياسي قلل رواته وأحاديثه. بعكس أبي هريرة الذي - وإن كان يمانع أحياناً - إلا أن ابناءه كانوا من قواد معاوية يوم صفين، ودخل هو مع معاوية الكوفة، وولي له على المدينة.. فالرضا السياسي عن أبي هريرة أدى لتكالب الناس عليه، كما أن السخط السياسي على سعد بن أبي وقاص أضاع كثيراً من أحاديثه.
طبعاً أنا اقول هذه ألأمور باختصار شديد، ولا أريد أن أذكر المواقف، ولا أن سعد بن أبي وقاص مات مسموماً على الأرجح من معاوية، ولا أن معاوية كان يشكك في نسب سعد بن أبي وقاص وقال له ( يأبى عليك الخلافة بنو عذرة) فهو يتهمه في نسبه، وأنه من بني عذرة، وهم ليسوا من قريش.
كل هذه المواقف وألأحداث والخصومات بين سعد بن أبي وقاص ومعاوية لن أستعرضها، لأنها تخرجنا عن أصل الموضوع، وهو: لماذا تم هجران أحاديث سعد؟؟
بل هناك بدريون - كأبي حميد الساعدي ( مات بعد عام 60 هـ) - ولو مدني كأبي هريرة ولم يرووا عنه سوى ثلاثة أحاديث!
لماذا؟
إنه السخط السياسي.
بل بعض البدريين - كصالح شقران - مولى النبي، توفي بعد أبي هريرة بمدة ( عام 70 هـ) أي بعد موت أبي هريرة بثلاثة عشر عاماً، لم يرووا عنه سوى حديث!.. حديث واحد فقط، رواه التابعون عن صالح شقران، رغم أنه بدري ومولى للنبي (والمولى قريب ويحفظ السنن أكثر)، ومع ذلك حديث واحد فقط رووه عنه.. لماذا؟
لأن صالح شقران كان له موقف سياسي ضد معاوية، وقاتل مع الإمام علي بصفين، وهو مولى للنبي نفسه، إذن فللسخط السياسي دوره في إماتة حديثه وسيرته، كل تلامذة أبي هريرة بقوا بعد أبي هريرة في المدينة ثلاثة عشر عاماً (وقد انقطع حديث أبي هريرة بموته)، فلماذا لم يبحثوا عن صحابة كشقران؟
لا نطيل في أبي هريرة..
أم المؤمنين عائشه
تعالوا لأم المؤمنين عائشة أيضا،ً روت ألفي حديث، وأم المؤمنين الأخرى أم سلمة ماتت بعدها بأربع سنوات وروت (158) فقط!.. أليس من حق الباحث أن يقول عائشة كانت كأم سلمة، كلاهما دخل عليهما النبي في وقت متقارب، عائشة بعد بدر عام 2 هـ وأم سلمة بعد أحد عام 3هـ، وكلاهما لها يوم واحد من تسعة أيام (بحسب عدد أمهات المؤمنين) وإن كانت عائشة قد سبقت بسنة فأم سلمة قد تأخرت بأربع سنوات، فأين هم الرواة؟!
لأن أم سلمة كان لها موقف سياسي قوي ضد معاوية، وتراه بأنه سن لعن رسول الله على المنابر، ورثت الحسين وروت فضائل أهل البيت..
فهو السخط السياسي.
أم سلمة أسلمت قبل عائشة، وهاجرت للحبشة ثم عادت مع زوجها أبي سلمة، وتحاصرا في الشعب مع بني هاشم (ولم يشترك أحد غيرهما مع بني هاشم)، نعم عائشة أيضاً لها معارضات لمعاوية في قتل حجر بن عدي وتشببه بفرعون (كما روى التابعي العابد الثقة لأسود بن يزيد)، إلا أنها في جانب آخر قد خرجت على الإمام علي وقاتلته، وهذا يعطي نوعاً من الرضا السياسي، فلولا خروج أهل الجمل لما تقوى معاوية واحتج بهم، لأن لهم سابقة.. وهو طليق.
ثم تذكروا تلامذة أبي هريرة لماذا لم يقبلوا على أم سلمة بعد موت أبي هريرة وعائشة وسعد في العام نفسه تقريبا، أليس أم سلمة أم المؤمنين أيضاً؟!
هنا الباحث لا يتهم عائشة بالزيادة، ولا أبا هريرة، ولا يتهم سعد وأم سلمة بالكتمان، السؤال هو:
لماذا أقبل الرواة على هؤلاء وتركوا أولئك؟
ربما هناك أسباب ثانوية، لكن السبب الرئيس هو الرضا السياسي هنا والسخط السياسي هناك. وهذا ما يغفل عنه أهل الحديث - للأسف - لضعف تحليلهم العقلي.
تصوروا اليوم - في أي بلد - فالرضا السياسي يجلب الرضا الجماهيري على شخصية من الشخصيات العلمية بينما يبقى المسخوط عليه سياسياً شبه منبوذ.
ثم لو أخذنا المكثرين عن أبي هريرة وعائشة.. فالمكثر عن أبي هريرة هو أبو سلمة بن عبد الرحمن، وكان شرطياً وقاضياً لمعاوية ومروان، بينما سعيد بن المسيب الذي هو أوثق وأجل وهو صهر أبي هريرة وزوج ابنته لم يرووا عن أبي هريرة كروايتهم عن صاحب معاوية ومروان عن أبي هريرة، مع أن سعيد بن المسيب أقدم من ابي سلمة بن عبد الرحمن، وماتا في سنة واحدة 94هـ، لأن السخط ألأموي على سعيد بن المسيب كان كبيراً، لأنه كان يدعو على بني مروان في سجوده، ويتهم معاوية بأنه (أول من رد قضاء رسول الله، ويصرح بذمه، كل هذا بأسانيد صحيحة ليس هنا مجال استعراضها)،ثم الرواة عن تلاميذ أبي هريرة هو الزهري، فلماذا اشتهر دون بقية تلامذة سعيد وأبي سلمة وأبي صالح ( تلامذة أبي هريرة).. لأنه كان صاحب بني أمية.. فقد عمل الزهري في بلاط عبد الملك ثم الوليد ثم سليمان ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام، وكتب حديثه في بلاط هشام بن عبد الملك، ورواته موالي هشام.
نصف الحديث في الكتب الستة يكاد يكون عن الزهري وتلامذته [كشعيب بن أبي حمزة ويونس بن يزيد الأيلي وعقيل بن خالد ( كلهم موالي لبني أمية)]. وقد عاصر الزهري علماء أجل منه مدنيون (بينما هو شامي وشيوخه مدينون)، فمن أهل المدينة من طبقة الزهري محمد الباقر وزيد بن علي وربيعة الرأي!
السبب هو الرضا السياسي هنا والسخط السياسي هنا، فمن تقرب للسلطة أو رضيت عنه كثر طلابه، ومن سخطت عليه السلطة تم هجره، هذا مهم جداً.
حتى المكثر الأكبر عن عائشة هو عروة بن الزبير (من صنائع معاوية وأصحابه)، وقد مدحه أهل الحديث، وهو عند التحقيق متهم بكثير من أحاديث عائشة،ومعظم ألأحاديث التي يحتج بها الشيعة في تكذيب عائشة أو يحتج بها المستشرقون في ذم النبي هي من طريق عروة عن عائشة، أنا اتهم عروة.
فأحاديثه عن عائشة فيها الكثير من الإساءة لرسول الله ولعائشة نفسها. كما أن المكثر عنه ابنه هشام (صديق المنصور)، وهو يروي عن أبيه عن عائشة، هذا الطريق (هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة) مادته المسيئة خرجت في كثير من الكتب والأفلام التي تسيء للنبي صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله، ولو أننا امتلكنا الشجاعة لفعّلنا ألأثر السياسي في محاسبة الذين ركنوا إلى السلطات الظالمة، ولم نقبل منهم إلا ما حفت به القرائن والشواهد. ولو كانت هناك مناظرات في علم الحديث لعرضنا على أهل الحديث المقلدين بعض أحاديث عروة مثلاً، لرأيتم كيف سينحرجون في الدفاع عنها، ولن يستطيعوا.
ابن عمر
نذهب مباشرة للمكثر الثالث، وهو ابن عمر، وكان موقفه السياسي محل رضا من بني أمية، فقد بالغ في بيعة يزيد والتأكيد عليها، ورفض البيعة لعلي من قبل.
هنا لا أتهمه في الحديث، وإنما أقول أن موقفه السياسي أدى إلى الرضا السياسي ثم إلى كثرة الرواية عنه والتقليل عن بدريين عاصرهم، وهو ليس بدريا، ثم الراوي عنه مولاه نافع، وكان ناصبياً لا يربع بالإمام علي في الخلافة ولا يرى شرعية خلافته، ويرى أن معاوية هو الرابع! فما النتيجة؟
النتيجة أن نصب نافع وحبه لبني أمية قد جعله يتقدم في الرواية عن أبناء ابن عمر نفسه، كسالم ابن عبد الله بن عمر، وهو وأخوته من الرواة عن أبيه.
ثم المكثر عن نافع هو مالك وكان مع أبي جعفر المنصور، وألف له الموطأ، وصار (مالك عن نافع عن ابن عمر) سلسلتهم الذهبية! كلهم محل رضا سياسي.بينما المعاصر للإمام مالك - كالإمام أبي حنيفة بل هو قبله ( مات سنة 150، ومالك سنة 179هـ ) - فقد ضعفوا أبا حنيفة لأنه كان محل سخط السياسة. بل غلاة السلفية وصل بهم الأمر أن قالوا هو يكذب في الحديث، وأنه مبتدع ضال كافر جهمي خارجي ..الخ لأنه كان معارضاً لبني أمية وبني العباس معاً، وأقصد هنا بغلاة السلفية في عصره، وقد توسع الخطيب البغدادي في تاريخه وعبد الله بن أحمد في السنة في استعراض أقوال هؤلاء الذامين لأبي حنيفة.
عندما تجد أشهر أسانيد أهل الحديث من الصحابي إلى المؤلف لهم مكانة كبيرة عند السلطة، أليس هذا غريباً؟ لا سيما وفي معاصريهم من هو أوثق وأجل؟!
الباحثون الغربيون يراقبون هذا الشيء، ويراقبه المعتزلة قديماً، ولكن لا يراه أهل الحديث، لأنهم داخل هذا الرضا السياسي، ومن كان داخل شيء لم يره!
أنس بن مالك
لو ذهبنا للمكثر الرابع وهو أنس بن مالك فهو كان مقرباً من الحجاج ومن الحكم بن أيوب الثقفي نائب الحجاج على البصرة، وعمل لزياد بن أبيه.. صحيح أنه في آخر عمره تاب من بعض هذا وشهد عليهم -كما في صحيح البخاري - بأنه لا يعهد شيئاً كان على عهد رسول الله إلا (لا إله إلا الله) فقط!.. لكنه لم يقم بهذه الشهادة يوم سأله يزيد بن نعام الضبي - وهو صحابي - عن مواقيت الصلاة، فلم يستطيع أن يجيبه، لأن بني أمية كانوا يعبثون بالأوقات.
ثم راوية أنس هو قتادة بن دعامة السدوسي جليس وصاحب بلال بن أبي بردة والي البصرة الفاسد الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز (كان خبثاً كله)!
ابن عباس
وأما المكثر الخامس فهو ابن عباس، وسبب شهرته هي الدولة العباسية، ولا نتهمه - كما لا نتهم غيره - وإنما كان صغيراً يوم مات النبي. ثم المكثر عنه عكرمة مولاه، وكان متهماً، وكان ناصبياً أيضاً، وكان على رأي الصفرية من الخوارج، والعباسيون لا يعادون الخوارج لأنهم انتهوا.
ورواية عكرمة هو أيوب السختياني. رجل سلطة ، كان رابع أربعة في عصره مع ( يونس بن عبيد وابن عون ويزيد بن زريع)، كانوا يهددون شعبة بالسلطة.
الخلاصة :
أن الطرق لأصحاب الألوف من الصحابة كانت محل رضا سياسي، إما للدولة ألأموية أو العباسية، وقد كان من أقرانهم من هو أجل وأعلم.
طبعاً نكرر ونقول: هذا في الجملة.. وإلا فقد اشتهر نسبياً بعض المعارضين لتوفر ظروف اجتماعية، فلم تستطع السلطة تقزيم كل مسخوط عليه.
وخلاصة أخرى أن أهل الحديث لم يكونوا في مستوى كبير من الأمانة - كما يقال - وأنهم نقلوا كل السنة .. هذا غير صحيح، هم نتيجة سياسية في الجملة. ولو استعرضنا منهج مالك في الموطأ (في القرن الثاني) أو أحمد في المسند (في القرن الثالث)، وهما قبل الكتب الستة، لوجدنا خللاً كبيراً.
والمؤثرات السياسية لم نستعرضها بالنفصيل، وإنما أشرنا إشارات عامة، لأن الموضوع كبير جداً ويحتاج إلى إقناع مكثف، ولو فصلنا في كل مسألة لمللتم.
المشكلة في أهل الحديث قديمأً وحديثاً أنهم يرون أنهم قد نقلوا كل السنة وبأمانة! وأنهم حماة السنة ورعاتها ونقلتها، وهذا ثناء مبالغ فيه جداً، فهم تركوا أحاديث كثير من الثقات لموقف مذهبي أو خصومي، كما رووا عن كثير ممن يعرفون أنهم ضعفاء، بل عن من يعترف بأنه يكذب لنفس الموقف.
وهذا - كما قلت - من حيث الجملة، قد يروون عن المخالف مذهبياً أو سياسيا،ً لكنه قليل، وقد يردون حديث الموافق مذهبياً أو سياسياً، لكنه قليل، وقد ذكرنا لكم سابقا كيف ترك بعض كبار أهل الحديث حديث أبي حنيفة وتلامذته وكل أهل الرأي، وترك بعض كبارهم حديث البخاري نفسه!.. وبعضهم ترك حديث الشيعة والمعتزلة وتشدد في تضعيفهم، وبعضهم – كالذهلي - ترك حديث الثقة لأنه لم يقم له عند دخوله المجلس.. وهكذا..
ولذلك سنتوقف هنا لعلنا مستقبلاً نقيس شيئاً من هذا التضخيم لأهل الحديث وأمانتهم، وقد تتفاجؤون جداً..
والله يستر!
(حدثوا الناس بما يعرفون)!
حسن فرحان المالكي- علم الحديث الجزء الخامس(تأثير اليهودي)
أهل الحديث - كما كررنا - ورثوا الثقافة ألأموية التي كان لأهل الكتاب فيها صولة كبيرة في تشكيل الثقافة.. وثقافة أهل الكتاب تجدونها عندهم في موضوعات أربع:
1- تشبيه الله أو تسخيف الذات الإلهية.
2- الجبر.
3- الإرجاء.
4- تفصيلات قصص الأنبياء والقيامة.
والتأثر مبكر من ايام الصحابة، وهذا لم يراقبه أهل الحديث، لأنهم اخترعوا قاعدة تضخيم الصحابة ورواياتهم، مع أن بعض المكثرين تأثروا بهم كثيراً، والتأثر بأهل الكتاب هو نتيجة لاستخفافهم بالتحذير الألهي، والاستخفاف بتحذير الله يوجب الوقوع في المحظور قطعاً، فالله حذر منهم كما في الآية:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)
والتحذير من أهل الكتاب وثقافتهم وتشكيكهم في القرآن كثير جداً.. وخاصة في السور المدنية. وكثرة التحذير فيه دليل على أن الصحابة لم يستجيبوا، لأن التحذير تكرر من أول السور نزولاً بالمدينة (سورة البقرة) إلى آخر سورة (المائدة)، فلذلك انتقلت كثير من عقائدهم، بل وفقههم إلى المسلمين.
الذي يقرأ القرآن يجد أن جمهرة من الصحابة - ليست بالقليلة - كانت تصدق أهل الكتاب وتأخذ عنهم وتتعلم منهم، وكأنهم مرجعية أقوى من مرجعية النبي نفسه،فالبلاء قديم، والتأثير قوي جداً، وليس في القصص الإسرائيلية - كما يتوقع أقوى المحققين – كلا.. ألأثر أكبر بكثير، لدرجة الشك في النبوة والتردد والكفر.
وكان كثير من الصحابة على الأقل يحبون أهل الكتاب وينخدعون بهم رغم كل التحذيرات القرآنية، كأن الشك قد قدح فيهم بأن أهل الكتاب أصدق، ولذلك نجد التاريخ القرآني يختلف عن تاريخ المغاوي والسير، مثل قوله تعالى
(هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)) [آل عمران]
هذه الايات وأمثالها تنقل (تاريخاً) لا يصدقه أغلب الناس إلى اليوم، فهم لا يصدقون أن الصحابة يحبون أهل الكتاب والكفار! وهذا تكذيب مباشر! تكذيب بعض الصحابة للتحذير القرآني من أهل الكتاي ساعة نزول الآيات ليس بأغرب من هذا التكذيب المباشر للقرآن الكريم من الناس اليوم، فالآن لو سألت أي شخص: هل كان الصحابة يحبون أهل الكتاب والكفار لقال لا!
إذاً ماذا تفعل بقوله (ها أنتم تحبونهم ولا يحبونكم)؟!
هل الله صادق؟!
نحن لا نقول إن (كل الصحابة) كانت تنطبق عليهم الآية، لكن - على الأقل - جماعة منهم ليست بالقليلة، قد يكونون أغلبية أو النصف أو أقل بقليل.
لا يطمع المسلمون بفهم تراثهم وتاريخهم حتى يصدقوا القرآن الكريم، لا يمكن أن تكون مسلماً صادقاً حتى يكون الله عندك أصدق من عروة بن الزبير. مستحيل أن تعلم العلم حتى تصدق القرآن أكثر مما رواه أهل المغازي والسير، هذا شرط سهل وصعب في الوقت نفسه! لأن ما ترسخ في العقول أقوى من القرآن، ما ترسخ في العقول أن أهل الكتاب فئات منفصلة لا أثر لهم إلا في القصص، وأن الصحابة لم يتأثروا بهم ولا التابعون ولا أهل الحديث.. هذا وهم كبير.
هذا الوهم أقوى في نفوسهم من الآيات القرآنية، مثل (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم)، هذه اعطوني من يصدق بها! جرب تصدق بها! حتى تتعلم! وهو نقل قرآني لواقع الصحابة، لكن عقيدة أهل الحديث تمنع من تصديق الآية.
إذاً.. فلا تعاتبوا الصحابة على حب الذين كفروا أو أهل الكتاب مادام أنكم لا تصدقون بما نقله الله من وقائع.. ومن أصدق من الله قيلاً؟
الشيطان يوهمكم - كما أوهم بعض الصحابة - بأنكم تؤمنون بالكتاب كله! والواقع أنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض! وتحسبون أنكم مهتدون!
كما قلت لكم سابقا..ً الشيطان يريدك أن تدخل النار وأنت مطمئن جداً، لا يريدك أن تشك - ولو للحظة - في إيمانك.. حتى تستمر في كفرك! فانتبه.. تفقد نفسك!
إذاً فلا تظنوا أن تصديق الله أمر سهل، هو يحتاج إلى نسف كثير من العقائد التي في رأسك، فابتلاؤك وابتلاء كفار قريش واحد! فلماذا تضحك من كفرهم؟!
أنت تقول في نفسك (لو أدركت رسول الله لصدقته ونصرته)، وأنت اليوم تكفر بنصف القرآان بالعلة نفسها التي كفر بها كفار قريش.. رأي الآباء والسلف!.. وسبب الكفر بالآيات التي تصف الواقع (الصحابي) في العهد النبوي هو اختراع تلك العقيدة المذهبية (الصحابة كلهم عدول صالحين مؤمنين ..الخ)، لذلك لو تحصي الآيات التي تعارض هذه القاعدة معارضة تامة لوجدت مئات الآيات، وهذه المئات - أنت من الداخل - لا تصدق بها لماذا؟ للمذهب فقط! فقط!
إذاً فلا تضحك بعد اليوم من كفرقريش أو اليهود، فأنت تشاركهم في الكفر ببعض الكتاب - على الأقل - من أجل قاعدة وضعها أحمد بن حنبل وأهل الحديث!.. يأبى الفكر المتكلس إلا أن يضرب القرآن بعضه ببعض، فيصدق المخصص ويعممه، ويكفر بالنقل التاريخي كفراً صريحاً، لكن بلا نطق.. كفر قلبي فقط!
نعم هم يكفرؤون من الداخل، بالقلب فقط، وكأن الله لا يعلم ما تخفي الصدور! وهذا كفر آخر! فالكفر يجر بعضه بعضاً، والشيطان يزينه في القلوب.
للشيطان طريقته في تزيين الكفر حتى يكون أحلى من الإيم،ان والسلفية يمكن اختبارها في آيات، مثل: (تحبونهم ولا يحبونكم) و (تسرون إليهم بالمودة)!..هذه ألايات وأمثالها يكفر بها غلاة السلفية وأهل الحديث، ويضربونها بآيات أخرى في الثناء على المهاجرين والأنصار، وكأن القرآن يكذب بعضه بعضاً!
وهذا كله من التكبر – بالمذهب - عن فهم النص القرآني، فاللفظة القرآنية لها عمق أكبر بكثير من السطحية المذهبية، فالمهاجر مثلاً ليس معناه المنتقل من مكة للمدينة فقط! أعني ذلك الانتقال الجسدي، وإنما للهجرة قيود قرآنية، وللنصرة أيضاً، لكنهم صم بكم عمي! كل عمق قرآني لا يراقبونه، أو يصدهم الشيطان عنه، لأن الشيطان يريدك أن تضرب القرآن بعضه ببعض، وتكفر ببعضه، هذا هدف شيطاني، وهو كافٍ لدخول لجهنم.
نرجع إلى أثر أهل الكتاب، أهل الكتاب أثرهم قوي - من ايام العهد النبوي نفسه - يدل على ذلك القرآن الكريم، وقد فصلنا ذلك في برنامج سيرة النبي .
عقيدة أهل الحديث - فيما يتعلق بالله - معظمه من عقائد أهل الكتاب، رواها بعضهم في شكل أحاديث، ولا تصح، والموضوع طويل جداً، ومكابراتهم وجدلهم كثير،ومن نماذج ذلك حديث الشاب الأمرد وحديث الصورة (خلق الله آدم على صورة الرحمن) وأحاديث النزول والانتقال والحركة والأطيط والإقعاد والتغير.. الخ، ولكن مثل هذه العقائد (التي هي من عقائد أهل الحديث المنقولة عن أهل الكتاب) لا يبينوها لجمهورهم، وهم يتكتمون عليها ويؤمنون بها سراً.
فهل كان بعض الصحابة يأخذ عن أهل الكتاب؟
وهل كان الناس يخلطون فيجعلون أحاديثه عن أهل الكتاب أحاديث عن النبي نفسه؟
الجواب: نعم، والدليل يأتي:
سير أعلام النبلاء – [ج 2 / 606] (قال بسر بن سعيد: اتقوا الله، وتحفظوا من الحديث ; فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة; فيحدث عن رسول الله ، ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم ; فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول الله)! اهـ
والحديث عند ابن كثير " البداية " [8 / 109] من طريق الإمام مسلم عن الدارمي عن مروان بن محمد الدمشقي عن الليث بن سعد،عن بكير بن الاشج عن بسر، وهذا السند صحيح عند أهل الحديث. إذاً فهذا الخلط مزدوج فأبو هريرة يتلقى عن أهل الكتاب (كعب الأحبار)، وهم عندما يروونه عنه يجعلونه عن النبي، ولذلك كثرت في أحاديث أبي هريرة تلك الأحاديث المنكرة في التجسيم والتشبيه وقصص الأنبياء ( كضرب موسى لعين ملك الموت) وغير ذلك كثير جداً، فالواجب الشرعي هو التريث أكثر في أحاديث أبي هريرة (وهو اشهر رواة الصحابة)، وخاصة في مثل هذه المسائل التي هي محل إنكار وخصومات مذهبية.
فالعقائد الكبرى يتم أخذها من القرآن الكريم، ويكفي لو أحطنا بالأسماء الحسنى في القرآن الكريم مع ما ذكره الله عن نفسه من أفعال وخلق وتقدير.
ومن نماذج أحاديث أبي هريرة المنكرة - التي وردت في الصحيحين - حديث تغير صورة الله يوم القيامة، فكل مرة يأتي الناس في صورة مختلفة، وهذا منكر.. ولفظه في مسلم ( فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك) والسؤال: هل كانوا يعرفونه؟ أعني هل كان المسلمون يعرفون لله صورة حتى يأتيهم في صورته التي ينكرون ثم يأتيهم في صورته التي يعرفون؟
هذه أحاديث كعب الأحبار.
ومن نماذج أحاديث أبي هريرة الكتابية التي نسبت ظلماً إلى النبي (صحيح البخاري - (ج 3 / ص 1245)( لولا بني إسرائيل لم يخنز اللحم) اي لم يفسد، وعلم الآثار اليوم يستطيع إثبات أن فساد اللحم موجود قبل بني إسرائيل، وهو تحلل كيميائي من طبيعة المواد الرطبة - كاللحم وغيره - فلماذا هذا الكلام؟!
والآخذون عن أهل الكتاب - من الصحابة - وأشهرهم أبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص، وكان لكعب الأحبار صولة كبيرة في دولة عثمان.
الخلاصه:
والخلاصة هنا يجب أن نعود إلى القرآن الكريم في التحذير من تأثير أهل الكتاب، لنعلم أن هذا التحذير لم يكن عبثاً، فالأثر واضح إلى اليوم.، ثم نبحث عن هؤلاء من اسلم منهم ومن لم يسلم، ونعرف ثقافتهم عن الله واليوم الآخر وقصص الأنبياء، ونقيمها بالقرآن، وننظر أشباهها من الحديث.
وممن ينقل عن أهل الكتاب - وكان لهم أثر في المدينة - أنس بن مالك رحمه الله، فقد رووا عنه أشياء توجب التجسيم والتشبيه، فالمسؤول هو أو الرواة. ومن ذلك ما رواه قتادة عن أنس في قصة الشفاعة في صحيح البخاري [ج 6/ 2708] (فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا)!
وهذا تجسيم واضح، لأن الحديث يصور الله مثل السلاطين، معه دار يسكن فيه، تعالى الله عن ذلك، والمسؤول عنه أنس أو قتادة أو أحد الرواة.
وهذه الأحاديث الكتابية شكلت ثقافة كثير من الصحابة والتابعين بدعم من الدولة ألأموية، خاصة التي كانت تفضل ثقافة اليهود وتحبها.. وإذا كان بعض الصحابة على الأقل (يحبون اليهود والذين كفروا)، هذاوالقرآن ينزل وينهى (وبشهادة القرآن الكريم نفسه) - كما سبق- فكيف ببني أمية؟!
فتأثير أهل الكتاب كبير جداً، وهو أكثر مما تتصورون، أهل الحديث هم الذين قللوا من أثر أهل الكتاب، أما القرآن فيعظم من خطرهم وتأثيرهم.
تدبر الايه (10) من سورة [ألفتح]
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ((10 )
من جنون الغلاة أنهم يعاندون فيقولون: من بايع فليس من المحتمل أن ينكث أبداً.. ومن أسلم من الصحابة فلن يرتد ولن ينافق ولن يفسق .. الخ
الآن لا تحولوا الموضوع للصحابة..
السؤال ألأوّل: هل لله أكثر من صورة كما ذكر البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة أم لا؟
أجيبوا ثم ننظر..
سؤال ثاني: هل كان بعض الصحابة كأبي هريرة يتلقى بعض العلم عن كعب الأحبار أم لا؟
هل عبد الله بن عمرو يحدث من كتب أهل الكتاب أم لا؟
هل وهل ..
نحن - في علم الحديث - موضوع الصحابة موضوع منفصل، فقط أجيبوا على هذه الأحاديث التي رووها:
هل لله دار يسكن فيها كما رووا عنه أنس؟
أليس هذا تجسيم؟.
دائماً الغلاة يرفضون ماقشة الموضوع ويعيدونه للصحابة، لأن هذا موضوع الشيطان الأكبر في العداوة والبغضاء، يصدهم به عن القرآن وكل معرفة.
صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – [ج 1 / ص 163] ((يأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون))!
ما جوايكم هنا؟!
متى رأوا الله جهرة - كطلب بني إسرائيل - حتى يحددوا صورته التي يعرفون والتي لا يعرفون؟
متى؟
صفوها لنا إذن؟!
هذه عقائد اليهود لا المسلمين.