الأربعاء، 6 أغسطس 2014

حسن فرحان المالكي- علم الحديث الجزء الخامس(تأثير اليهودي)

أهل الحديث - كما كررنا - ورثوا الثقافة ألأموية التي كان لأهل الكتاب فيها صولة كبيرة في تشكيل الثقافة.. وثقافة أهل الكتاب تجدونها عندهم في موضوعات أربع:

1- تشبيه الله أو تسخيف الذات الإلهية.

2- الجبر.

3- الإرجاء.

4- تفصيلات قصص الأنبياء والقيامة.

والتأثر مبكر من ايام الصحابة، وهذا لم يراقبه أهل الحديث، لأنهم اخترعوا قاعدة تضخيم الصحابة ورواياتهم، مع أن بعض المكثرين تأثروا بهم كثيراً، والتأثر بأهل الكتاب هو نتيجة لاستخفافهم بالتحذير الألهي، والاستخفاف بتحذير الله يوجب الوقوع في المحظور قطعاً، فالله حذر منهم كما في الآية:

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)

والتحذير من أهل الكتاب وثقافتهم وتشكيكهم في القرآن كثير جداً.. وخاصة في السور المدنية. وكثرة التحذير فيه دليل على أن الصحابة لم يستجيبوا، لأن التحذير تكرر من أول السور نزولاً بالمدينة (سورة البقرة) إلى آخر سورة (المائدة)، فلذلك انتقلت كثير من عقائدهم، بل وفقههم إلى المسلمين.

الذي يقرأ القرآن يجد أن جمهرة من الصحابة - ليست بالقليلة - كانت تصدق أهل الكتاب وتأخذ عنهم وتتعلم منهم، وكأنهم مرجعية أقوى من مرجعية النبي نفسه،فالبلاء قديم، والتأثير قوي جداً، وليس في القصص الإسرائيلية - كما يتوقع أقوى المحققين – كلا.. ألأثر أكبر بكثير، لدرجة الشك في النبوة والتردد والكفر.

وكان كثير من الصحابة على الأقل يحبون أهل الكتاب وينخدعون بهم رغم كل التحذيرات القرآنية، كأن الشك قد قدح فيهم بأن أهل الكتاب أصدق، ولذلك نجد التاريخ القرآني يختلف عن تاريخ المغاوي والسير، مثل قوله تعالى

(هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)) [آل عمران]

هذه الايات وأمثالها تنقل (تاريخاً) لا يصدقه أغلب الناس إلى اليوم، فهم لا يصدقون أن الصحابة يحبون أهل الكتاب والكفار! وهذا تكذيب مباشر! تكذيب بعض الصحابة للتحذير القرآني من أهل الكتاي ساعة نزول الآيات ليس بأغرب من هذا التكذيب المباشر للقرآن الكريم من الناس اليوم، فالآن لو سألت أي شخص: هل كان الصحابة يحبون أهل الكتاب والكفار لقال لا!

 إذاً ماذا تفعل بقوله (ها أنتم تحبونهم ولا يحبونكم)؟!

هل الله صادق؟!

نحن لا نقول إن (كل الصحابة) كانت تنطبق عليهم الآية، لكن - على الأقل - جماعة منهم ليست بالقليلة، قد يكونون أغلبية أو النصف أو أقل بقليل.

لا يطمع المسلمون بفهم تراثهم وتاريخهم حتى يصدقوا القرآن الكريم، لا يمكن أن تكون مسلماً صادقاً حتى يكون الله عندك أصدق من عروة بن الزبير. مستحيل أن تعلم العلم حتى تصدق القرآن أكثر مما رواه أهل المغازي والسير، هذا شرط سهل وصعب في الوقت نفسه! لأن ما ترسخ في العقول أقوى من القرآن، ما ترسخ في العقول أن أهل الكتاب فئات منفصلة لا أثر لهم إلا في القصص، وأن الصحابة لم يتأثروا بهم ولا التابعون ولا أهل الحديث.. هذا وهم كبير.

هذا الوهم أقوى في نفوسهم من الآيات القرآنية، مثل (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم)، هذه اعطوني من يصدق بها! جرب تصدق بها! حتى تتعلم! وهو نقل قرآني لواقع الصحابة، لكن عقيدة أهل الحديث تمنع من تصديق الآية.

إذاً.. فلا تعاتبوا الصحابة على حب الذين كفروا أو أهل الكتاب مادام أنكم لا تصدقون بما نقله الله من وقائع.. ومن أصدق من الله قيلاً؟

الشيطان يوهمكم - كما أوهم بعض الصحابة - بأنكم تؤمنون بالكتاب كله! والواقع أنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض! وتحسبون أنكم مهتدون!

كما قلت لكم سابقا..ً الشيطان يريدك أن تدخل النار وأنت مطمئن جداً، لا يريدك أن تشك - ولو للحظة - في إيمانك.. حتى تستمر في كفرك! فانتبه.. تفقد نفسك!

إذاً فلا تظنوا أن تصديق الله أمر سهل، هو يحتاج إلى نسف كثير من العقائد التي في رأسك، فابتلاؤك وابتلاء كفار قريش واحد! فلماذا تضحك من كفرهم؟!

أنت تقول في نفسك (لو أدركت رسول الله لصدقته ونصرته)، وأنت اليوم تكفر بنصف القرآان بالعلة نفسها التي كفر بها كفار قريش.. رأي الآباء والسلف!.. وسبب الكفر بالآيات التي تصف الواقع (الصحابي) في العهد النبوي هو اختراع تلك العقيدة المذهبية (الصحابة كلهم عدول صالحين مؤمنين ..الخ)، لذلك لو تحصي الآيات التي تعارض هذه القاعدة معارضة تامة لوجدت مئات الآيات، وهذه المئات - أنت من الداخل - لا تصدق بها لماذا؟ للمذهب فقط! فقط!

إذاً فلا تضحك بعد اليوم من كفرقريش أو اليهود، فأنت تشاركهم في الكفر ببعض الكتاب - على الأقل - من أجل قاعدة وضعها أحمد بن حنبل وأهل الحديث!.. يأبى الفكر المتكلس إلا أن يضرب القرآن بعضه ببعض، فيصدق المخصص ويعممه، ويكفر بالنقل التاريخي كفراً صريحاً، لكن بلا نطق.. كفر قلبي فقط!

نعم هم يكفرؤون من الداخل، بالقلب فقط، وكأن الله لا يعلم ما تخفي الصدور! وهذا كفر آخر! فالكفر يجر بعضه بعضاً، والشيطان يزينه في القلوب.

للشيطان طريقته في تزيين الكفر حتى يكون أحلى من الإيم،ان والسلفية يمكن اختبارها في آيات، مثل: (تحبونهم ولا يحبونكم) و (تسرون إليهم بالمودة)!..هذه ألايات وأمثالها يكفر بها غلاة السلفية وأهل الحديث، ويضربونها بآيات أخرى في الثناء على المهاجرين والأنصار، وكأن القرآن يكذب بعضه بعضاً!

وهذا كله من التكبر – بالمذهب - عن فهم النص القرآني، فاللفظة القرآنية لها عمق أكبر بكثير من السطحية المذهبية، فالمهاجر مثلاً ليس معناه المنتقل من مكة للمدينة فقط! أعني ذلك الانتقال الجسدي، وإنما للهجرة قيود قرآنية، وللنصرة أيضاً، لكنهم صم بكم عميكل عمق قرآني لا يراقبونه، أو يصدهم الشيطان عنه، لأن الشيطان يريدك أن تضرب القرآن بعضه ببعض، وتكفر ببعضه، هذا هدف شيطاني، وهو كافٍ لدخول لجهنم.

نرجع إلى أثر أهل الكتاب، أهل الكتاب أثرهم قوي - من ايام العهد النبوي نفسه - يدل على ذلك القرآن الكريم، وقد فصلنا ذلك في برنامج سيرة النبي .

عقيدة أهل الحديث - فيما يتعلق بالله - معظمه من عقائد أهل الكتاب، رواها بعضهم في شكل أحاديث، ولا تصح، والموضوع طويل جداً، ومكابراتهم وجدلهم كثير،ومن نماذج ذلك حديث الشاب الأمرد وحديث الصورة (خلق الله آدم على صورة الرحمن) وأحاديث النزول والانتقال والحركة والأطيط والإقعاد والتغير.. الخ، ولكن مثل هذه العقائد (التي هي من عقائد أهل الحديث المنقولة عن أهل الكتاب) لا يبينوها لجمهورهم، وهم يتكتمون عليها ويؤمنون بها سراً.

فهل كان بعض الصحابة يأخذ عن أهل الكتاب؟

 وهل كان الناس يخلطون فيجعلون أحاديثه عن أهل الكتاب أحاديث عن النبي نفسه؟

 الجواب: نعم، والدليل يأتي:

سير أعلام النبلاء – [ج 2 / 606] (قال بسر بن سعيد: اتقوا الله، وتحفظوا من الحديث ; فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة; فيحدث عن رسول الله ، ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم ; فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول الله)! اهـ

والحديث عند ابن كثير " البداية " [8 / 109] من طريق الإمام مسلم عن الدارمي عن مروان بن محمد الدمشقي عن الليث بن سعد،عن بكير بن الاشج عن بسر، وهذا السند صحيح عند أهل الحديث. إذاً فهذا الخلط مزدوج فأبو هريرة يتلقى عن أهل الكتاب (كعب الأحبار)، وهم عندما يروونه عنه يجعلونه عن النبي، ولذلك كثرت في أحاديث أبي هريرة تلك الأحاديث المنكرة في التجسيم والتشبيه وقصص الأنبياء ( كضرب موسى لعين ملك الموت) وغير ذلك كثير جداً، فالواجب الشرعي هو التريث أكثر في أحاديث أبي هريرة (وهو اشهر رواة الصحابة)، وخاصة في مثل هذه المسائل التي هي محل إنكار وخصومات مذهبية.

فالعقائد الكبرى يتم أخذها من القرآن الكريم، ويكفي لو أحطنا بالأسماء الحسنى في القرآن الكريم مع ما ذكره الله عن نفسه من أفعال وخلق وتقدير.

ومن نماذج أحاديث أبي هريرة المنكرة - التي وردت في الصحيحين - حديث تغير صورة الله يوم القيامة، فكل مرة يأتي الناس في صورة مختلفة، وهذا منكر.ولفظه في مسلم ( فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك) والسؤال: هل كانوا يعرفونه؟ أعني هل كان المسلمون يعرفون لله صورة حتى يأتيهم في صورته التي ينكرون ثم يأتيهم في صورته التي يعرفون؟

هذه أحاديث كعب الأحبار.

ومن نماذج أحاديث أبي هريرة الكتابية التي نسبت ظلماً إلى النبي (صحيح البخاري - (ج 3 / ص 1245)( لولا بني إسرائيل لم يخنز اللحم) اي لم يفسد، وعلم الآثار اليوم يستطيع إثبات أن فساد اللحم موجود قبل بني إسرائيل، وهو تحلل كيميائي من طبيعة المواد الرطبة - كاللحم وغيره - فلماذا هذا الكلام؟!

والآخذون عن أهل الكتاب - من الصحابة - وأشهرهم أبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص، وكان لكعب الأحبار صولة كبيرة في دولة عثمان.

            

الخلاصه:

والخلاصة هنا يجب أن نعود إلى القرآن الكريم في التحذير من تأثير أهل الكتاب، لنعلم أن هذا التحذير لم يكن عبثاً، فالأثر واضح إلى اليوم.، ثم نبحث عن هؤلاء من اسلم منهم ومن لم يسلم، ونعرف ثقافتهم عن الله واليوم الآخر وقصص الأنبياء، ونقيمها بالقرآن، وننظر أشباهها من الحديث.

وممن ينقل عن أهل الكتاب - وكان لهم أثر في المدينة - أنس بن مالك رحمه الله، فقد رووا عنه أشياء توجب التجسيم والتشبيه، فالمسؤول هو أو الرواة. ومن ذلك ما رواه قتادة عن أنس في قصة الشفاعة في صحيح البخاري [ج 6/ 2708] (فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا)!

وهذا تجسيم واضح، لأن الحديث يصور الله مثل السلاطين، معه دار يسكن فيه، تعالى الله عن ذلك، والمسؤول عنه أنس أو قتادة أو أحد الرواة.

وهذه الأحاديث الكتابية شكلت ثقافة كثير من الصحابة والتابعين بدعم من الدولة ألأموية، خاصة التي كانت تفضل ثقافة اليهود وتحبها.. وإذا كان بعض الصحابة على الأقل (يحبون اليهود والذين كفروا)، هذاوالقرآن ينزل وينهى (وبشهادة القرآن الكريم نفسه) - كما سبق- فكيف ببني أمية؟!

فتأثير أهل الكتاب كبير جداً، وهو أكثر مما تتصورون، أهل الحديث هم الذين قللوا من أثر أهل الكتاب، أما القرآن فيعظم من خطرهم وتأثيرهم.

 

تدبر الايه (10) من سورة [ألفتح]

(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ((10 )

من جنون الغلاة أنهم يعاندون فيقولون: من بايع فليس من المحتمل أن ينكث أبداً.. ومن أسلم من الصحابة فلن يرتد ولن ينافق ولن يفسق .. الخ

الآن لا تحولوا الموضوع للصحابة..

السؤال ألأوّل: هل لله أكثر من صورة كما ذكر البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة أم لا؟

أجيبوا ثم ننظر..

سؤال ثاني: هل كان بعض الصحابة كأبي هريرة يتلقى بعض العلم عن كعب الأحبار أم لا؟

هل عبد الله بن عمرو يحدث من كتب أهل الكتاب أم لا؟

 هل وهل ..

نحن - في علم الحديث - موضوع الصحابة موضوع منفصل، فقط أجيبوا على هذه الأحاديث التي رووها:

 هل لله دار يسكن فيها كما رووا عنه أنس؟


 أليس هذا تجسيم؟.

دائماً الغلاة يرفضون ماقشة الموضوع ويعيدونه للصحابة، لأن هذا موضوع الشيطان الأكبر في العداوة والبغضاء، يصدهم به عن القرآن وكل معرفة.

صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – [ج 1 / ص 163] ((يأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون))!

ما جوايكم هنا؟!

متى رأوا الله جهرة - كطلب بني إسرائيل - حتى يحددوا صورته التي يعرفون والتي لا يعرفون؟

متى؟

صفوها لنا إذن؟!

 

هذه عقائد اليهود لا المسلمين.

الوليد بن متعب الرويسان- المشتري مجوف من الداخل

ناسا تقطع تجارب "هابل" لتصوير تجويف "غامض" على المشتري


 التجويف كما ظهر في صورة ''هابل''





ماريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قام علماء وكالة الفضاء الأمريكية بخطوة غير مسبوقة الجمعة، حيث علقوا اختبارات كانوا يجرونها على تلسكوب "هابل" الفضائي لتوجيه كاميراته نحو كوكب المشتري، لتصوير تجويف حديث تكّون على سطحه لأسباب غامضة.

وتعد الصورة أول وأوضح ما يلتقطه التلسكوب بعد عملية تصليحه وتطويره في مايو/أيار الماضي، وهي أفضل ما يمتلكه العلماء اليوم حول التجويف الغامض .

يشار إلى أن الرصد الأول للتجويف جرى الاثنين من قبل مرصد استرالي لاحظ وجود بقعة داكنة غير مألوفة على الكوكب، وقد توجهت معظم المراصد الأرضية نحو المشتري لدراسة الظاهرة، غير أن فرص "هابل" لالتقاط صور واضحة أكبر بكثير من فرص مراكز الفلك الأرضية بسبب وجوده خارج الغلاف الجوي.


هل هي أحد المنافذ التي تؤدي الى جوف كوكب المشتري ؟؟

ويعادل قطر التجويف الظاهر على سطح المشتري قطر كوكب الأرض نفسه،؟؟؟ 
ويقع التجويف الجديد قرب القطب الجنوبي للكوكب.


يشار إلى أن تلسكوب هابل موجود في الفضاء منذ عام 1990، وقد أدت عملية التطوير الأخيرة التي خضع لها إلى إضافة 14 جهازاً علمياً متطوراً.

العلماء يستنتجون علميا أن جميع الكواكب مجوفة من الداخل بما فيها القمر وكما يدخل بمسما علم الفضاء (( بالكواكب الغازية )) اي التي يكون كل
جوفها عاز أي هواء وهى الكواكب التى تتكون من الغازات وخصوصا غازى الهيدروجين و الهيليوم، مثل المشترى وزحل وأورانوس ونبتون اي انها مجوفة علميا . 

تكوين الكواكب

والنظرية الشائعة هي أن تلك الكواكب قد نتجت من كوكب غازي أولي مجوف تقلص وأنكمش الى مركزه فأصبح كوكب صخري فالكواكب نوعان اما كوكب صخري كان فيما سبق كوكب غازي وتحول الى كوكب صخري بعد أنكماشه الى مركزه وتقلصه وأما كوكب غازي مجوف له سطح شبه صلب في طور التطور ليصبح كوكب صخري وغالبا ما تتسم هذه الكواكب الغازية بالضخامه الشاسعه فالكواكب الصخرية كانت كواكب غازية مجوفة في طورها الأول ثم أصبحت كواكب صخرية مجوفة ذات لب او نجم منير بمركز الكوكب يساهم في بناء الكوكب الغازي وأنكماشة الى مركزه لبناء الكوكب الغازي ليصبح صخري صلب .

كذالك هنالك مفهوم بعلم الكون والفضاء يسمى بمفوم (( الكواكب الداخلية الناشيئة من بناء الكوكب الغازي )) وسميت كواكب داخلية لكونها تتواجد داخل أحزمه الكويكبات الغازية المغناطيسية فتسير على هذه الأحزمة وتتراكم الأتربة والصخور والنيازك الطيارة فتسير على هذا المدار فحين أنكماش الكوكب الى مركزه تتجمد هذه الاتربة في مجالات الأحزمه المغناطيسية الداخلية في جوف الكوكب
فتصبح كواكب داخلية عن انهيار السديم الغازي إلى قرص رفيع يتكون من الغاز والغبار والصخور . وتفترض تلك النظرية أن ذلك السديم كان مُكوَّنًا من نجمو أولى مركزي مضي في مركز الكوكب جاذب للأتربه والصخور والكويكبات الصغيرة الى مجال أحزمته المغناطيسية التي تحيط النجم المركزي بفقاعات ضخمه مغناطيسية تعد كواكب أولولية دواره غازية تحيط هذا النجم المركزي . من خلال تراكم جزيئات الغبار في الكوكب الداخلية تتراكم باطراد لتشكيل كتلة أكبر من أي وقت مضى من الهيئات الكوكبيه الغازية بداخل بعضها البعض . وتراكمت العديد من جزيئات الغبار في مسار هذه الأحزمة المغانطيسية مكوَّنة أجرامًا سماوية هائلة الحجم . وعلى أثر التركيزات الموضعية على مر الالف السنين تكونت كتلٌ تُعرف باسم " الكواكب الجنينية " ، وقد ساعدت تلك الكواكب متناهية الصغر في تسارع عملية التراكم عبر جذب العديد من المواد الأخرى الى الجاذبية المركزية الناتجة عن الدوران. وقد تزايدت كثافة تلك التركيزات إلى أن انفجرت من داخلها بفعل الجاذبية مكوِّنة تلك الكواكب الاولية الغازية يبدأ في تجميع غلاف جوي ممتد؛ مما يؤدي إلى تعاظم قدرته وقوه ضغطه وانكماشه الى مركزه ( النجم المضيء ) فيسبب على جذب الكواكب الجنينية بواسطة قوة الضغط والاعاقة للغلاف الجوي والضغط والانكماش الى المركز فيتم أكتمال بناء هذه الكواكب الداخلية في جوف هذا الكوكب الغازي في نهاية المراحل في بنيه الكوكب حيث تتصلب الأحزمة المغناطيسية المنبعثة من مركز الكوكب الى ان تتحول وتتطورالكواكب الداخلية الغازية الى كواكب صخرية 
انطباع فنان عن قرص من الكواكب الأولية

وسوف تنمو تلك الأجرام إلى أن تتمكن من جذب العديد من الأجسام التي تدور في فلكها حتى تصل إلى صورتها النهائية ككواكب مكتملة صخريه . وفي هذه الأثناء، يمكن أن تصبح هذه الكاوكب الصخيرة مجوفة من الداخل مع وجود شمس مركزية بجوف الكوكب أو شموس الكواكب الأولية التي لم تنفجر إلى أقمار تابعة لكواكب أخرى عبر الجاذبية المركزية أو تستمر في الدوران في أحزمة أجرام أخرى إلى أن تصل إلى شكلها النهائي ككواكب قزمة أو مجرد اجرام صغيرة تابعه فيصبح هنالك فضائات وتجويف في جوف كل كوكب من كواكب المجموعة الشمسية وتفقد المجموعات الكوكبية الأخرى حالتها الغازية وتتحول الى حالتها الصخرية مع مرور بالزمن في طور بناء الكواكب . 


تكون الكواكب الغازية غالبا عملاقة فى حجمها في بدايه بداية نموها ...فهى تتطلب قدر هائل من الغاز تتشبث به جاذبية الكوكب والأتربه فيتكون به سطحها العظيم الذي يقدر سمكه بمئات الاميال حتى لا يتسرب للفضاء الخارجى فتكون غازية من الداخل مجوفه وفى نفس الوقت جاذبية وكتلة سحب الهيدروجين والهليوم لا يسمح بحدوث تفاعل نووى للكوكب الغازى...وهذا جوهر الإختلاف بينه وبين النجم .


ويعد كوكب المشتــــــــــــري خامس الكواكب قرباً من الشمس وأكبرها حجما ، وهو أكبر كتلة من سائر كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها مجتمعة، وله 63 قمرا مجوفا ولتقريب ذلك فإننا نحتاج الى 1,300 كرة أرضيه لملئه من الداخل، وهو عبارة عن كرة غازية ذات سطح صلب في بدايه تكوينه ويكاد يكون نجماً لو كان ذا كتلة أكبر، فهو يشبه النجوم بسبب تكونه من عنصرين أساسيين هما الهيدروجين والهليوم وهو من الكوكاب المنكمشة داخل نفسها من سبب الحراره والضغط بجوفه يؤدي الى انكماشه داخل نفسه، وبمعنى آخر فإنه يصغر وينضغط داخل نفسه فتصبح كتلتك أكبر بحيث يتكون في نهايه بنائة الى كوكب مجوف عظييم .وفي باطن المشتري شمس او نجم شديد الحرارة تبلغ حرارته حوالي 30,000 درجة مئوية، وتنخفض هذه الحرارة تدريجياً باتجاه السطح حتى تصل إلى 125 درجة تحت الصفر في أعلى السحب، وتعني حقيقة انضغاطه إلى الداخل أنه لا يزال في مرحلة التشكيل.


والمجال المغناطيسي للمشتري هو الأكبر من نوعه في المجموعة الشمسية وهو أقوى من المجال الأرضي بأضعاف، والغريب أنه تقريباً لا يحتوي على معادن مغناطيسية في باطنه، ويعتقد العلماء أن المجال المغناطيسي تكون نتيجة أن الطبقات السائلة في باطنه فلزية، ومع وجود حركة في باطن المشتري تنتقل الحرارة من خلالها إلى الخارج مكونة مجالاً مغناطيسياً في أقطابه .

كذالك هي حاله الكواكب الغازية العملاقة الأخرى في بدايه تكونها لتصبح مثل الكواكب الصخرية فيما بعد مجوفة من الداخل كزحل ونيبتون وبرانوس وبلوتو وكافة الأقمار التي تدرو حولها


رغما أنه لا وجود لاهتمام المنهج العلمي الرسمي لفكرة الأرض المجوفة مع كل هذه الأثباتات المؤكدة لتجويف كوكب الأرض , لكن يبدو انه أصبح هنالك القليل من الأهتمام بفرضية الأقمار المجوفة , في العام 1959 , جادل العالم الروسي " لوسيف شخلوسكي – loisf shklovsky " بأن درجة تسارع القمر " فوبوس " ( احد أقمار المريخ ) كبيرة جدا بحيث لابد من أن يكون مجوف , ذالك حسب ما خرج به نتيجة حساب قوة الشد مع الكتلة , وقد خرج باستنتاجات علمية مثيرة تقول بان هذا القمر مجوف .


مما تؤكد ظاهرة الزلازل على تجويف الأرض .

وذكر في كتاب "علم التنجيم : علوم الفضاء السن"، لكاتبهGoodavage جوزيفأن كوكب الأرض مجوف وأكد هذا الرنين والتردتات الزازالية التي سجلتها أجهزة رصد الزلازل في عام 1960 ، لزلزال التشيلي 22 أيار / مايو حيث كان أكبر وأعنف زلزال سجل في السجلات الرسمية في العالم وذكرت الكاتبة Goodavage : ما جاء في المؤتمر العالمي لزلزال 1961 ، الذي عقد في هلسنكي ، فنلندا. أن صدمة الزلزال كانت شديدة لدرجة أن (( كوكب الأرض أصبح له ترددات مثل ترددات رنين أزيز الجرس )) ..؟؟ حتى أز كوكب الارض مثل الجرس وواصل الرنين لفترة طويلة من الوقت في سلسلة منتظمة من نبضات بطيئة سجلتها محطات رصد الزلازل في أماكن مختلفة من الأرض . وأشار أيضا إلى أن كوكب الأرض رن مرة أخرى نتيجة للزلزال الاسكا ، مرسى من 27 مارس 1964. كما أن العلماء أدركوا أن للقمر ترددات مثل ترددات الأرض مما يشير أنه(( مجوف مثله)) وجميع كواكب المنظومة الشمسية ربما تكون مجوفة .

مما يتيح أحتماليه تجويف كوكب الأرض علميا ووجود حياة أخرى موازية في جوف الأرض لا نعلم عنها شيء 

الاثنين، 4 أغسطس 2014

حسن فرحان المالكي-علم الحديث الجزء الرابع(الأثر السياسي)

تركيزا على أبي هريرة لأنه أكثر من روي عنه الحديث، ولابد من تقييم عادل له، وفق أقواله نفسه ثم الصحابة،وسيأتي بعد ذلك تقييم الرواة عنه - أو اشهر راويين عنه - وهما أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو صالح، ثم تقييم أشهر الرواة عن الرواة، كالزهري ثم تلامذته،وليس الهدف من هذا التقييم إنكار الحديث ولا تصحيحه، الهدف هو وضع أكثر الحديث في موضوعه الطبيعي (دائرة الشك)، وألا يحكم على القرآن ولا العقل،لأن الحديث أصبح فتنة للمتمذهبين، يردون به القرآن والسنة ألأصح والعقل والتاريخ المتواتر.. الخ، الحديث فتنتهم، فلابد من مناقشة حملته بعلم وإنصاف.

الحديث استخدمته السلطة وعلماؤها، واستحدمه الشيطان نفسه، فلابد من تقليل الغلو فيه ليرجع الاعتبار للقرآن الكريم الذي ضاع وسط هذه ألأحاديث.

شخصياً ليس لي موقف حاد، لا من أبي هريرة ولا غيره من المكثرين، إنما أريد أن نناقش كل طريق من الطرق المكثرة من الحديث، ونقيم المتون والأشخاص،وفي الجزء الثالث من علم الحديث استعرضنا أقوالاً لأبي هريرة وللصحابة أنفسهم في موقفهم من حديث أبي هريرة، ونرى أنه لا يجوز أغفال تلك ألأقوال، وذكرت أنني لست مع رد أحاديث أبي هريرة عنادا، ولا قبولها تعصبا، أنا مع التريث وتقييمها وعرضها على القرآن وقواطع الإسلام والأحاديث الأصح منها.

أبو هريرة والسياسة...

وفي هذه الحلقات نستعرض موقف أبي هريرة من السياسات القائمة، وهل لها أثر عليه أم لا؟ لن أتحدث كما يتحدث غيري..

بمعنى.. لن أتحدث كأبي رية السني الأزهري، ولا كشرف الدين الموسوي الشيعي، اللذين يتهمان أبا هريرة بالوقوف مع معاوية للدنيا، لي كلام آخر أدق..الكلام الأدق إما من قول أبي هريرة أو من أقوال اقرب الناس إليه - في موقفه السياسي - وهل يتأثر بالسياسة أم لا؟

والحديث الأول من صحيح البخاري

أبو هريرة - رحمه الله وسامحه - كان يكتم بعض العلم مخافة معاوية الذي من المحتمل أن يقتله إن حدث ببعض فضائح بني أمية أو ببعض فضائل خصومهم،ففي البخاري [ج 1 / 56] (عن أبي هريرة - مختصراً- قال: حفظت من رسول الله وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم!) .

فأبو هريرة هنا - وفق صحيح البخاري - يعترف أنه يضطر لكتمان بعض العلم، فلذلك إذا لم نجد في أحاديثه بعض أحاديث المثالب فلا نستغرب، والذي يخشاه أبو هريرة ليس الخلفاء الأربعة، لأنهم لم يكونوا يقتلون على نشر الحديث، وإنما هو معاوية فقط، لأن أبا هريرة مات سنة 57 هـ، فليس بعده.

الذي يخشى أبو هريرة من إقدامه على قطع رأس أبي هريرة هو معاوية فقط! فلذلك كتم ألأحاديث التي في مثالب معاوية وبني أمية.. ونجا من القتل!

بل حتى الأحاديث التي ليست بالضرورة في مثالب معاوية - خاصة كالأحاديث المخففة من طاعة الظالم في المعصية - كانت محاربة من دولة معاوية، وأمثلة ذلك كثيرة، مثل أمره عمرو بن العاص أن يمنع ابنه عبد الله بن عمرو من التحديث بحديث الفئة الباغية بقوله (لا تغني عنا مجنونك يا عمرو)، إذاً فأبو هريرة كان يخشى القتل إذا حدث بمثل هذه الأحاديث التي تضر السلطة (سلطة معاوية فقط)، ولكن هل كان يجد من معاوية ثمناً لهذا السكوت؟

الجواب: للأسف نعم.. فقد روى الإمام أحمد بسنده الصحيح إلى سعيد بن المسيب قوله (كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية، سكت، فإذا أمسك عنه، تكلم)، وسعيد بن المسيب ثقة وهو صهر أبي هريرة (زوج ابنته وهو أعلم بما داخل البيت)، والخبر في سير أعلام النبلاء والبداية والنهاية لابن كثير.

نقل الذهبي - سير أعلام النبلاء [ج 2 / 615] (يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، قال: كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية، سكت، فإذا أمسك عنه، تكلم)!

وهذا نقل ابن كثير في البداية والنهاية – [ج 8 / ص 122] (قال الامام أحمد: حدثنا عبد الاعلى بن عبد الجبار، ثنا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد (عن) ابن المسيب (كان معاوية إذا أعطى أبا هريرة سكت، وإذا أمسك عنه تكلم)

والذهبي وابن كثير سلفيان حنبليان في العقيدة شافعيان في الفروع.

فأبو هريرة رحمه وسامحه يمسك عن بعض العلم خوفاً ويمسك عنه طمعاً أيضاً.. إذاً فالرجل يتأثر بالسياسة، وهذا الأثر السياسي موجود على من دونه، وعلى هذا فأهل الحديث عندما يظهرون بأن الصحابة والتابعين وأهل الحديث لا يتأثرون بالسلطة ولا يخافون لومة لائم، هذا كله غير صحيح على إطلاقه، هم مثل علماء ودعاة اليوم... يتأثرون بالسلطة السياسية والمذهبية، خوفاً وطمعاً، رغبة ورهبة .. فيجب مراقبة الأثر السياسي والمذهبي.

ثم سلفية اليوم يزايدون على الإمام أحمد والذهبي وابن كثير! وقد يضطرون لتكذيب أحمد بن حنبل - مع أنه لم ينفرد بالخبر - ففي الثقات للعجلي - [ج 1 / 405] (حدثنا العلاء ثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت وإذا أمسك عنه تكلم )!

فهذا العجلي يتابع الإمام أحمد بالسند نفسه في أن أبا هريرة كان (لأجل المال) يسكت عن بعض العلم، ومعاوية خبير في اشتراء الذمم.

لابد أن تتتبع المكثرين من الحديث وتنظر أحوالهم ومدى تأثرهم بالسلطة وركونهم إلى الظالمين، فلهذا أثر على الرواية بتراً وزيادة وانتقاء.. الخ، كما قال أبو جعفر المنصور : ( نثرت الحب للعلماء فكلهم لقطوا إلا عمرو بن عبيد ومعاذ بن معاذ، ثم إن معاذ بن معاذ ثنى جناحه فلقط ) !

وعلى هذا يمكن أن نفهم الأحاديث التي رواها أبو هريرة في فضل أهل البيت أو ذم بني أمية، فيحتمل أنه تكلم بها في فترة تأخر المال من معاوية.

 

خلاصة الأمر:

1- الخلاصه في الأجزاء الأربعة التي نشرتها هنا عن علم الحديث أن علم الحديث أضعف مما تتصورون، فلا تهابونه وتردون به القرآن الكريم..

2- لا تتهيبوا علم الحديث وما يسمى الجرح والتعديل - وكأنهم علماء ذرة - كلا كلا.. هم مثل مشايخ اليوم في الأثر والتأثر والإخفاء والنشر .. فلا تهابوهم، وقد ذكرت نماذج يسيرة صحيحة اعترفوا بها أهل الحديث أنفسهم ورووها هم وصححوها هم عن أبي هريرة .. ولم أتوسع فيها لأن القصد هو التنبيه فقط.

3- علم الحديث علم بشري، لا تجعلوه شرعاً، لا تعاندوا به قرآناً ولا عقلاً ولا علماً طبيعياً، هو أقل من هذا كله.. و99% منه ظني لا يفيد العلم.

4- أقبلوا على القرآن والكون والمنطق والفلسفة وسائر العلوم، قللوا من الانتفاخ بعلم الحديث، فمن علمه من الداخل عرف أنه أقل من هذا التعظيم..

5- لا يغركم ثناء أهل الحديث على أنفسهم بأنهم فعلوا وفعلوا ونقلوا لنا السنة وحفظوها من الضياع ولولاهم لضاع الدين كل هذا قيه صدق قليل وكذب كثير!

6- أهل الحديث لهم فضل بلا شك ورحلة في طلب الحديث وتدوين وجهد.. لكنهم أضاعوا من الدين أكثر ما حفظوا هذا القرآن برمته مهجور عندهم لا يعولون عليه، فأهل الحديث الذين ضخموا جهدهم ومنوا بهذا الجهد على الله ورسوله بأنهم لولاهم لضاع الدين وادنرس الإسلام كلام فارغ ممقوت فلا تصدقوهم.

7- أهل الحديث بهم تم هجر القرآن الكريم وبهم كان ذم العقل وبهم اسند علينا التفكر في الكون وبهم تم تدشين هذه الشحناء والبغضاء والتخلف، نعم لهم فضائل .. لكنهم أفسدوها بهذا الهجر للقرآن والتكفير وتشريع التقاتل والكراهية بين المسلمين والتبديع وملء القلوب أحقاداً والعقول بلادة.ولو ان كل محدث أخرج لنا تدبر آية واحدة من كتاب الله بدلاً من هذه المصنفات الموسوعية - التي ضررها أكثر من نفعها - لكان أفضل. لكن وقع ما وقع.

بقي عليك أنت ! أن تستفيد من تراثهم - وفيه بعض الحق - وتتجنب نفسياتهم وتعصبهم، ولا تجعلهم مشرعين بدلاً من الله ورسوله، ابقهم في حجمهم الطبيعي.

 

للجاهلون الشاتمون:

هؤلاء الشتامون والحاقدون عند كل معلومة تصدمهم, هم الذين ضعفوا البخاري وحاصروا الطبري وقتلوا النسائي وضربوا الحاكم ... وهم امتداد لبني أمية،لذلك عندما نذم بني أمية فنحن نعرف أنهم مازالوا أحياء بهؤلاء، لم يمت بنو أمية إلا بعد إرث عريض من العقول والقلوب والروايات والعقائد.. هم معنا، لذلك هم يتزاهدون عند ذم بني أمية بحكم، لأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا! لكنهم بهذا مخادعون! لأنهم يذمون الجهم والجعد والمعتزلة، وقد أفضوا أيضاً!

بعض ذكاء هؤلاء في التلون عجيب!

وليس من عندهم، إنما من الشيطان نفسه، فتجدهم أزهد الناس عند ذم الظالمين، ومن أجرأ الناس على ذم الصالحين والعباد! يقولون: الله لم يسألنا ماذا عمل فلان وفلان ؟ لكنهم يوجبون عليك ذم الجهم بن صفوان وواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وغيلان ..

شياطين متناقضون.

الشيطان حريص على الإبقاء على مدح حَمَلَة منهجه في تحريف الدين، واستخدامه في البغضاء والقتل والفساد، كحرصه على ذم كل من عارض هؤلاء الحَمَلة!

 

الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها ولو من الصين، ولكن المتمذهبة أصبحوا لا يأخذون حتى من الجيران! بل ولا من داخل البيت، هذا الضيق.. مرض وتخلف وجهل وكبر.

حسن فرحان المالكي-علم الحديث الجزء الثالث(ابو هريرة نموذجا)

أعرف أن المسلمين مختلفون في أبي هريرة، والذين تناولوه قسمان متضادان، قادح بغلو، ومادح بغلو!

فأنت الآن - كطالب علم - لا تريد أن تظلم أبا هريرة، فتضعفه بما لا يوجب تضعيف،اً ولا أن توثقه إذا كان في توثيقه ضرر على الحديث المنسوب إلى الشرع،بمعنى إذا وجدت فريقين متحاربين فليس بالضرورة أن تقف مع أحدهما، قد يكون كلاهما على باطل، ولكن لا يمكن أن يكون كلاهما على حق، فالحق لا يتعدد، فماذا تفعل إذا وجدت أهل الحديث في الجملة يوثقون أبا هريرة ويعظمونه ويصححون أحاديثه ووجدت الشيعة وبعض السنة يضعفونه مطلقا؟ً.. أين تقف أنت؟

هنا لا يجوز أن تقول أقف مع أكثرية السنة، ولا للشيعي أن يقول أقف مع الشيعة، أنت قف مع الحق، ولكن ما الحق في أبي هريرة وحديثه؟.. ولو الحق النسبي!

هذا يتطلب منك أموراً:

1- تتعلم ترجمة أبي هريرة من جميع المصادر.

2- تقرأ إنتاجه كله أو القدر الكافي للحق النسبي.

3- تعرض إنتاجه على القرآن.

4- تعرف آراء الصحابة والتابعين فيه (قبل أهل الحديث).

5- تكون شهادتك لله، حتى لا تلقى الله بظلمه إن كان بريئاً، أو ظلم الشرع إن كان متهماً.

فأنت اسأل نفسك كما أسأل نفسي الآن:

 ماذا فعلت أنا في هذه الموضوعات؟ وهل طبقتها على نفسي؟ وهل أنا متأثر ببعض الآراء معه أو ضده؟ ما الحق فيه؟

هنا قد أتوصل إلى شيء من الحقيقة - لا كلها - لأن كل الحقيقة تحتاج إلى استقصاء للمعلومات عنه وعن علاقاته وظروفه ومصادره وثقافته وحديثه.. الخ، لكن من خلال قراءة جميع أحاديثه وتراجمه وأقوال الناس فيه تستطيع أن تخرج بأسئلة يجب الإجاية عليها بعلم وصدق، وأن توسع الاحتمال وتقلب المادة، ولا بد في البحث - أي بحث - أن تفرق بين القطعي والظني، سواء في أحاديثه أو سيرته، إذا حصلت على قليل من القطعي فهو أفضل من كثير الظن.

ولعل كثيراً مما يُتهم به أبو هريرة إنما هو من فعل الرواة عنه، فهنا يجب أن تعرف ما هي الأحاديث التي هي من مسؤوليته، والتي هي من مسؤولية غيره،وأنت بهذا الاحتمال تنجي نفسك من أن تظلمه في تحميله رواية بعض تلاميذه، وتبريء نفسك من تصحيح الباطل المخالف للقرآن، أو الواقع..

 سندخل في مفاتيح من أحاديث أبي هريرة وأقوال الصحابة والتابعين فيه قبل أقوال أهل الحديث لننظر ماذا فعل أهل الحديث في تلك ألأحاديث والأقوال؟واعذروني، فقد يكون الانتقاء عشوائياً.. من أحاديث رواها - لها علاقة بموضوع توثيقه وتجريحه - أو أقوال لبعض الصحابة فيه، كعائشة والزبير وغيرهم.

وليس بالضرورة أن تتخذ موقفاً.. أنت اجمع المعلومات القطعية ثم ليكن عليها بناء اسلئة جالبة لإجابات مقنعة، فمثلاً: كثرة رواية أبي هريرة للحديث بحيث أنه روى أكثر مما رواه أهل بدر كلهم! مع تأخر إسلامه وتقدم إسلامهم! هذا محل إشكال كبير، ومن ايامه.

أنا أعرف الاعتذارات عن هذه الكثرة. والاتهامات بهذه الكثرة، لا أريد متابعة اعتذارات ولا اتهامات، أريد أن أفهم الحقيقة ما هي؟

هذا كمثال فقط

الأمر الثاني: رواية كيس أبي هريرة.. هناك رواية غريبة في صحيح البخاري ومسند أحمد عن أبي هريرة سأعرضها بحيادية، ونتساءل بحيادية عنها وهي:

وهذه الرواية تعتبر قولاً من أبي هريرة في أبي هريرة نفسه! وهي: في صحيح البخاري [ جزء 5 - 2048 ](حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ) تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني، ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني، فقالوا: يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله ؟ قال: لا.. هذا من كيس أبي هريرة) اهـ

هذه رواية عجيبة، ولهم فيها اعتذارات باردة غير مقنعة.

والحديث في في مسند أحمد بن حنبل [ جزء 2 - 252 ] حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله... الحديث..

وفيه ذكر الحديث بمثله، وذكر كيس أبي هريرة.. بلفظ :(إن أفضل الصدقة ما ترك غنى، تقول امرأتك أطعمني وإلا طلقني ويقول خادمك اطعمني وإلا فبعني، ويقول ولدك إلى من تكلني؟ قالوا: يا أبا هريرة هذا شيء قاله رسول الله أم هذا من كيسك، قال بل هذا من كيسي)اهـ

قلت: قولهم : أم هذا من كيسك إن صح يدل على شهرته.. لأن غيره من الصحابة لم توجه له هذه اللفظة! فلماذا واجهه التابعون بهذه الكلمة القاسية؟

وقد رواه البخاري في الأدب المفرد من طريق آخر، وحذف ( كيس أبي هريرة)، فقال (في الأدب المفرد للبخاري [ جزء 1 - 78 ] (حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الصدقة ما بقى غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، تقول امرأتك أنفق على أو طلقنى، ويقول مملوكك أنفق على أو بعنى، ويقول ولدك إلى من تكلنا) اهـ

فلا إدراج كما زعموا!

والسؤال هنا: إذا كان أبو هريرة صادقاً أن الحديث من كيسه، فلماذا قال في البداية قال رسول الله؟!

 وإذا كان هازلاً، فلا يجوز السخرية بهذه الأسئلة.

وإذا قصد أبو هريرة أن المراد بما هو من كيسه هو آخر الحديث لا أوله، فهو لم يفصل عندما رواه، وإنما سرده سرداً واحداً، ولم يبين المدرج لو حصل، والحديث عند أبي داود [ جزء 1 - 525 ] من نفس طريق الأعمش ( وهو طريق البخاري)، مع بتر قصة كيس أبي هريرة! وقد رواه الشاميون بدون الكيس، فهل إخفاء من أخفى الكيس هو حماية منه لأبي هريرة من هذا الاعتراف؟! أم أن من زاد الكيس (كالبخاري وأحمد) هم المخطئون في الرواية؟!

 لابد من إجايات.

أنت ابنِ معرفتك بنفسك.. ولا تستعجل على الإجايات.. دعها معك، وضع لها أكثر من جواب احتمالي، قد يترجح أحد الإجابات مع الوقت، فالعجلة فرع الكبر.

إذاً فهذا الحديث (كيس أبي هريرة) يفيد اعترافاً من أبي هريرة بأنه أحد رجلين

1- أما أنه قد يزيد في الحديث ولا يبين حتى يُسأل

2- أو ماذا؟

أو أنه يقول الحديث عن رسول الله ولا يكون صحيحاً، وإنما من كيسه، وهذا أخطر بكثير، فما الحق هنا؟ لا تستنتج من هذا فقط، ابحث في المزيد من حديثه!

فمثلاً حديث إفطار الجنب، رواه مالك في الموطأ وغيره، وهو صحيح السند، وقد ذكر قصته ابن عبد البر في التمهيد ( 22/ 39) مطولاً من رواية (مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمان بن الحرث بن هشام أنه سمع ابا بكر بن عبد الرحمان بن الحرث بن هشام يقول: كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم وهو أمير المدينة، فذكر له أن أبا هريرة يقول: من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم، فقال مروان: أقسمت عليك يا عبد الرحمان لتذهبن إلى أم المؤمنين عائشة وأم سلمة فلتسألنهما عن ذلك، فذهب عبد الرحمان وذهبت معه، حتى دخلنا على عائشة فسلم عليها، ثم قال: يا أم المؤمنين، إنا كنا عند مروان فذكر له أن أبا هريرة يقول من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم، قالت عائشة: ليس كما قال أبو هريرة يا عبد الرحمن، أترغب عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال عبد الرحمن: لا والله. قالت عائشة: فأشهد على رسول الله أنه كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم، قال: ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة فسألها عن ذلك فقالت مثل ما قالت عائشة، قال فخرجنا حتى جئنا مروان بن الحكم، فذكر له عبد الرحمن ما قالتا فقال مروان: أقسمت عليك يا أبا محمد لتركبن دابتي فإنها بالباب، فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرضه بالعراق، فلتخبرنه ذلك، فركب عبد الرحمان وركبت معه، حتى أتينا أبا هريرة فتحدث معه عبد الرحمن ساعة، ثم ذكر له ذلك، فقال أبو هريرة: لا علم لي بذلك، إنما أخبرنيه مخبر) اهـ

وأعتذر عن طول النص!

وهذا يدل على أن أبا هريرة على الأقل ينقل عن غير ثقات عن النبي، وهذا ما يسمى (التدليس)، والإمام شعبة - وهو أمير المؤمنين في الحديث - قد اتهم أبا هريرة بالتدليس - كما سيأتي - عند استعراض أقوال المحدثين.

والتدليس في عرف أهل الحديث ليس معناه الكذب - كما نظن اليوم – كلا.. هو روايتك عن شخص قد لقيته ما لم تسمعه منه، وإنما سمعته من آخرين عنه.

وقد روى ابن عبد البر بسنده عن أبي هريرة أنه قال (كنت حدثتكم من أصبح جنبا فقد أفطر، فإنما ذلك من كيس أبي هريرة، فمن أصبح جنبا فلا يفطر)!

هنا حضر (كيس أبي هريرة) مرة أخرى.. وفي وقت مبكر، قبل نشوء أهل الحديث وجرحهم وتعديلهم، فلماذا لم يقولوا : كان يرسل ويدلس ؟

 قاله شعبة فقط.

المقصود هنا ... أنك على الأقل تضع لأحاديث أبي هريرة مرتبة في التصديق أقل من مرتبة أحاديث ابن مسعود وجابر بن عبد الله مثلاً.. احتط لدينك.

أعني ليس بالضرورة أن تهاجم أبا هريرة، تستطيع أن تجتنب - أو تقلل أحاديثه - إلا أحاديث يشهد لها القرآن، ومباديء الإسلام، ولكن ما العمل اليوم؟

العمل للأسف أن أحاديث أبي هريرة على كل منبر أكثر من آيات القرآن الكريم! هذا هو المشكلة، نحن لا نستعجل الآن ونتهمه، أنت فقط تحفظ، احتط، قلل.

ثالثاً: أبو هريرة ينقل رأي أهل عصره من الصحابة في الشك في أحاديثه! ففي صحيح مسلم [ جزء 4 - 1939 ] (حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن سفيان  قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن الأعرج قال سمعت أبا هريرة يقولإنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ...) الحديث. فهذا رأي عام للصحابة والتابعين - على الأقل في المدينة - ينقله أبو هريرة..صحيح أنه اعتذر بأن المهاجرين تشغلهم التجارة عن سماع الحديث، والأنصار تشغلهم الزراعة عن سماع الحديث، وهذا طعن في المهاجرين والأنصار أيضاً!وليس صحيحاً أن المهاجرين كلهم تجار، ولا ألأنصار كلهم مزارعين، هذا علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والمقداد، من سابقي المهاجرين، وليسوا تجاراً، فهذا التعميم من أبي هريرة غير صحيح.. هناك فقراء مثله صحبوا النبي قبل أبي هريرة بدهر! وماتوا بعد أبي هريرة بدهر! فالإشكال باقٍ...

بل حتى أمهات المؤمنين – كعائشة - اتهمها أبو هريرة بأنها شغلتها النيل والمكحلة عن سماع الحديث... فأبوهريرة ما أبقى أحداً إلا واتهمه بالتقصير.

فعند الحاكم في " المستدرك " [3 / 509] (من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة أنها دعت أبا هريرة، فقالت لهيا أبا هريرة، ما هذه الاحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن النبي صلى الله عليه وسلم، هل سمعت إلا ما سمعنا ؟ وهل رأيت إلا ما رأينا ؟ قال: يا أماه، إنه كان يشغلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم،..) الحديث.. وصححه الحاكم.

والخلاصة:

 أن أبا هريرة كان يرد على الجميع المهاجرين والأنصار وأمهات المؤمنين بأنهم أشغلتهم التجارة والزراعة والتزين عن سماع الحديثوالذي يهمله أهل الحديث – هنا - أن الطعن في أحاديث أبي هريرة لم تكن عند الشيعة فقط أو بعض السنة أو المعتزلة، كانت رأياً عاماً عند الصحابةوالطعن في حديثه لا يعني بالضرورة تكذيبه، قد يكون وقد لا يكون، لكنه الطعن في طريقة سماعه أو أدائه أو مصادره ..الخ، فالطعن نسبي، وهو علمي أيضاً، وطعن الصحابة في حديث أبي هريرة موثق في أوثق المصادر في الصحيحين.

وهذا مثال على طعن عائشة في حديث أبي هريرة، ففي صحيح البخاري[ جزء 3 - 1307] (وقال الليث: حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت : ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله يسمعني ذلك وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم ) اهـ

وأبو فلان في الحدثي هنا هو أبو هريرة - كما جاء من طرق أخرى - وهذه من عيوب المتمذهبين أنهم يخفون الأسماء حماية لها، وهذا غش في الرواية.

ولذلك قلنا مسلم أوثق من البخاري وأحمد في النقل (بناء على قراءة أنتاجهم)، لا نقولها عبثا،ً فمثلاً هذا الحديث رواه مسلم بسند البخاري نفسه:

صحيح مسلم [ جزء 4 - 1940 ] ...عن ابن شهاب أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي .. الحديثوقد رواه بالتصريح باسم أبي هريرة كل من أحمد وأبو داود وابن حبان وغيرهم. وكلام عائشة واضح أن أحاديث أبي هريرة فيها نكارة.

السرد = التطويل

فلذلك قالت: كان النبي يحدث الحديث (لو عده العاد لأحصاه) وكلام عائشة صحيح، وهو من معاني (البلاغ المبين) أما هذه المطولات من ألأحاديث فلا.

وهناك صحابة وتابعون كذبوا أبا هريرة صريحاً.. تركت ذكرهم لأن ألأسانيد إليهم تحتاج إلى بيان وتصحيح وتطويل في الكلام، وحتى لا أفسد هذا البحث، لأن المقصود من هذا البحث في علم الحديث أن أهل الحديث لا يهتمون بأقوال الصحابة في بعضهم، وتجريح الصحابة لبعضهم، وتكيب الصحابة لبعضهم..

 لماذا؟

لأنهم اخترعوا قاعدة (الصحابة كلهم عدول)! وهي قاعدة لم تكن عند الصحابة أصلاً .. لكنهم أخذوها وعطلوا بها أي نقد - ولو نسبي - لحديث بعض الصحابة، وهم يقولون: نحن نعدلهم لأن الله عدلهم في كتابه!

طيب... فلماذا لم يفهموا من تلك الآيات ما فهمتموه أنتم؟! وأنتم تقولون بأنهم أفهم وأعلم؟؟؟؟

فالمنهج متناقض... ما أن يبنون قاعدة باليمين حتى يهدموها بالشمال، وكل قاعدة لا يسمح أصحابها بخضوعها للنقاش العلمي فهي مبنية على هوى ومذهبية، وهنا أيضاً.. فالذين لا يحبون المعرفة يتهمونك أنت .. وأنت إنما تنقل أقوال الصحابة وأمهات المؤمنين الذين يلزموننا بأقوالهم، فهم متناقضون جدا!

بمعنى.. أن عائشة عندما تقول أبو هريرة أكثر من الحديث، وأبو هريرة عندما يقول عائشة أشغلتها الزينة عن رسول الله، أنت هنا لا تتبنى هذا أو ذاك

فهؤلاء الحمقى (ممن يقولون بعدول الصحابه) يقولون: عائشة صادقة في اتهام أبي هريرة، وأبو هريرة صادق في اتهام عائشة، وأنت كاذب في الاثنتين، مع أنك لم تتبنّ هذا الاتهامين!.. أنت فقط تنقل أن الخلاف في أبي هريرة وحديثه قديم، من ايام الصحابة، لم تتهم المهاجرين والأنصار بما اتهمهم به أبو هريرة، ولم تتهمه باتهاماتهم!

هؤلاء المتناقضون هم نتيجة أهل الحديث تماماً، هم من رووا وهم من عارضوا روايتهم، هم من أمروا بتصديق رواياتهم وهم من منعوا من تصديقهاولذلك فهم في ورطة كبيرة.. إن ضعفوا ألأحاديث (وهي في الصحيحين) وقعوا في ورطة، وإن صححوها وقعوا في ورطة، وإن قالوا بها أو كذبوها في ورطة!

ولذلك هم واقعون تحت وعد الله بالكبت، لأنهم جعلوا بين قرآنه وسنة نبيه وبين عقائدهم حدوداً، لا يجوز للقرآن اختراقها، والله قد توعد أمثال هؤلاء..

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)[المجادله 5]

فهم في كبت بسبب هذه الحدود، لا يتركونك تؤمن ولا تكفر! تبقى معلقاً في الهواء!

المضعفين لأبي هريرة - أو المنكرين عليه بعض الحديث على الأقل - من الصحابة كثير، منهم علي وعمر وسعد وعائشة والزبير و ابن عباس ..والمضعفون له - أو لبعض حديثه - من التابعين إبراهيم النخعي وأكثر التابعين بالكوفة، والموثقون له : هو نفسه ومعاوية وكعب الأحبار وابن عمر في قول..

ولا يجوز أهمال جرح عائشة وعلي وسعد والزبير وأمثالهم، فهم أبلغ من أهل الحديث وأعلم بالآيات وبأحوال الصحابة، وقد اتهمه شعبة بالتدلس.. وهو إمام.

 

والموقف من حديث أبي هريرة ليس الرد ولا القبول، إنما التريث والتأني حتى ينظر في الشواهد والقرائن والحواضن العامة الأخرى من القرآن والحديث.

حسن فرحان المالكي- عام الحديث الجزء الثاني(معايير قرآنية لا مذهبية)

 في الجزء ألأوّل أعطينا قواعد أو سمات عامة لأهل الحديث ومنهجهم، ولابد اليوم من أن نذكر بعض التفصيل، فالكلام العام لا يكفي.

وقلنا أمس أن علم الحديث يحتاج إلى معايير جديدة، أو تفعيل المعايير النظرية على الأقل، بمعنى:

 عندما يعرف أهل الحديث الحديث الصحيح بأنه (ما رواه العدل الضابط عن مثله ...الخ) أن تكون هذه العدالة بمعايير علمية وليست مذهبية، وهذا خلل كبير عند أكثر أهل الحديث، بمعنى أنهم قد يوثقون من هو مجروح أو فاسق قرآنياً، ويضعفون من هو عدل وصادق قرآنياً! فمعايير العدالة والسنة والبدعة والإيمان والنفاق عند أهل الحديث فيها خلل كبير.. نتيجة تأثرهم بالرواية والجو السياسي والمذهبي العام.. مثل اليوم تماماً، قد يكذبون الصادق ويصدقون الكاذب، ليس بمعيار صحيح، وإنما بالرضا النفسي والسخط النفسي، فمن أبغضناه فهو كذاب ومن أحببناه فهو ثقة! هذه المعايير ( الذاتية النفسية المذهبية) غير علمية ولا موضوعية.

ومنهج أهل الحديث مؤثر فينا إلى اليوم، فمن أبغضناه كذبناه وأخذنا عليه أصغر الصغائر، ومن أحببناه تكلفنا في الاعتذار عنه وإخفاء مساوئه!

وأمر آخر..

 وهو أن منهج أهل الحديث – غالباً - ( وخاصة من أيام المتوكل وأحمد بن حنبل) إما ذم مطلق أو مدح مطلق، حب مطلق أو بغض مطلق، وهذه إلى اليوم،وهذا أيضاً عادة نفسية غير مضبوطة بالقرآن الكريم، فلذلك تجد التيار السلفي (ورثة أهل الحديث الأصليين) يبغضون كل من خالفهم مطلقاً، ويوعدونهم بالنار.. حتى الأشاعرة - وهم أغلبية أهل السنة - أخرجوا فيهم الكتب التي تحشرهم في الثلاث وسبعين فرقة، بناء على حديث ضعيف مخالف للقرآن .

المعيار القرآني - لو عدنا إليه - لا يأمرك ببغض إلا المحارب المعتدي فقط، سواء كان مسلماً باغياً أو كافراً معانداً، أما بقية الخلق فالحب مشروع، وهذا الحب شعور قلبي لا تتحكم فيه، فلو ساعدك طبيب غير مسلم في علاج ابنك فستضطر طبيعيا لحبه، لا لدينه وإنما لنجدته وخدمته لك.. هذا طبيعي.

التيار السلفي - ورثة أهل الحديث - يجبرونك على أن تجبر قلبك على بغض كل من ليس مسلماً، بل كل من ليس سنياً، بل كل من ليس سلفياً، وهذا تكليف، وهو تكليف مذهبي لا شرعي.. فليس المسلم باللئيم حتى يبغض من أحسن إليه، أو حتى يبغض من لم يسيء إليه، هذا اللؤم والكراهية ليست ديناً..

 هي مذهب.

وحتى لا نظلم.. فهذا ليس عاماً في السلفيه، لكنه ظاهرة على الأقل، وهذا ما تعلمناه في المدارس والجامعات للأسف، تحت عنوان الولاء والبراء، وهذه نتيجة من نتائج أهل الحديث على السلوك والعقل المسلم، وليست من نتائج القرآن ولا الإسلام، ولا كان هذا من خلق النبي صلوات الله عليه وآله..

إذن فالبغض والبراءة هي من المعتدي المحارب الظالم .. الخ، وليست من المسالم المحسن .. هذا إن أردنا محاكمة السلوك بالشرع، أما المذهب فلا، ولذلك تجد السلفية (ورثة أهل الحديث) يتعبون الآخرين بإيجاب ما لم يجب شرعاً، وإنما أوجبه أحمد بن حنبل أو ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب، وهؤلاء الأشخاص - أو قولوا الأعلام - مهما بلغوا من الفضل والعلم إلا أنه لا يجوز لنا أن نتخذ سيرتهم شرعاً، ولا سيرة أهل الحديث، ولا حتى الصحابه، إنما الشرع في النص، قرآناً أو سنة. ويمكن الاستئناس فقط بسير الصالحين من صحابة وعلماء وفقهاء..الخ، وهناك فرق بين الاحتجاج والاستئناس.

إذاً فأهل الحديث ومنهجهم أنتج سلوكاً جافاً، يتكلف معاداة من لم يأمر الله بمعاداته، والاعتذار عن من أوجب الله معاداته من المعتدين المحاربين، فتجدهم يعادون مثل الجهم بن صفوان والمعتزلة والأشاعرة لرأي رأوه ويبالغون في مدح دعاة النار وكبار الظالمين والمجرمين!

هذه نتيجة مذهب لا دين.

الدين لا يجعل لأحد من الناس ميزة تبيح له الجرائم والمظالم، ولا يحرم أحداً من التفكير وبذل الوسع في معرفة الحق..

الأول جنائي والثاني معرفي.

الدين لا يعاقب على المعرفة، وإنما يعاقب على الجنائيات، والمذهب عكس القضية، فهو يعاقب أقواماً على المعرفة ويتساهل مع آخرين في الجنائيات. فمتى نستطيع أعادة البوصلة بحيث يكون تسامحنا وعقوباتنا وافقة للدين لا للمذهب؟ لن نستطيع إلا إذا قمنا بتفكيك الحالة المذهبية ونقدها أولاً، ولا يفيد أن تدل الناس على الدين مباشرة أو الحق مباشرة، لأنهم سيأتون ويقلون لك:

 ولكن أحمد أو ابن تيمية أبغض فلاناً وكفر المعتزلة وو.. الخ.

إذاً أنت في هذه الحالة محتاج أن تقول له:

 أحمد رحمه الله فقيه وعابد، ولكن لا نأخذ الشرع منه، فهو بشر، فلماذا تحتج علي بفعل بشر وتترك النص؟

هنا سيقول لك :

هو أعلم بالشرع منك؟

قل له: هذه حجة عوام الشيعة والمعتزلة وغيرهم في علمائهم، فلابد أن تعذرهم أيضا،ً أو نتفق على كلمة سواء، فكل عامة أهل المذاهب يقولون: علماؤنا أعلم بالشرع منا؟ فماذا نفعل؟ هل نعذرهم أو نقول أن النص أولى بالاتباع؟ النص الواضح لهم وليس المشتبه.

لابد أن يجد طلبة العلم والعامة أيضاً حلاً وسطا،ً كلمة سواء .. ملخصها : التشريع لله ولرسوله.. وليس لأحد من الناس، مهما كان في قلوبنا عظيماً.

أهل الحديث - سامحهم الله - لم يكونوا هكذا، كانوا إذا هجر أحمد بن حنبل رجلاً هجروه، وإذا أبغض الذهلي رجلاً أبغضوه، وإذا أفتى مالك بقتل أحد أفتوا!

هذا لا يجوز.. لا يجوز أن تتبع االفقيه في كل قول وفعل ... إلا رسول الله فقط، أما أحمد ومالك والذهلي وأمثالهم فلست أنا ملزماً أن أتبعهم، نعم أنا ملزم أن أنظر إلى أفعالهم وأدلتهم وأعرضها على الكتاب والسنة، فإن وافقت.. وإلا رددتها...

قد تقولون:

 هم لا يخالفون الكتاب والسنة.

 أقول: فهل كان هجر الذهلي للبخاري وتبديعه له والأمر بهجر حديثه وترك الرواية عنه.. هل هذا موافق عندكم للكتاب والسنة؟

لن تستيطعوا الإقرار.

إذاً.. فإذا كان الذهلي - شيخ البخاري – (وقلده أبو حاتم وأبو زرعة) إذا كان هؤلاء لم توافقهم على موقفهم من البخاري، فمن حقك ألا توافقهم في غيرهم.

إذاً فليس صحيحاً أنه يجب عليك موافقة العلماء وأهل الحديث، وإنما تنظر إلى أقوالهم ومواقفهم، وتعرضها على الشرع، فتقبل منها وترد.

هذا دين.

ثم أهل الحديث ليسوا متفقين حتى يكون اتباعهم واجباً، بمعنى لو أنك أردت اتباعهم لما استطعت. لأنهم مختلفون في المواقف، والتضعيف والتوثيق.. الخ. ثم لو اتفق أهل الحديث على مسألة فليس بالضرورة أن توافقهم أيضاً، فهناك أهل الرأي والمعتزلة والشيعة والأشاعرة... الخ، وحجة أتباعهم كحجتك..

ولابد أن نذكّر بأنه لا يجب عليك اتباع مذهب ولا تيار ولا حزب.. أنت يجب عليك اتباع الحق الذي تعرف أنه حق. حتى الحق الذي لا تعلمه لايجب عليك.

قد يقول قائل :

كلامك هذا يوحي بأنه لا يجب اتباع المسلمين، وأنه يجوز اتباع اليهود والنصارى، لأن حجة العامة عندهم كحجتنا؟

والجواب:

لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، نعم لا أوجب على اليهودي من العامة والنصراني من العامة والمسلم من العامة اتباع أحد، وإنما أوجب عليه اتباع الحق،بمعنى لا يجب على اليهودي اتباع المسلمين، إنما اتباع الحق، وهو الواجب على المسلم أيضاً، يبقى الحوار في هذا الحق.. ما هو؟ وهذا موضوع آخر.

لكن لو وجدت عند النصارى حقاً ليس عليه المسلمون فاتبعه، لأنه من دين الله الجامع، كالأخلاق مثلاً، وحسن المعاملة، وحب المعرفة، وحقوق الإنسان..

وعندما أقول "اتبع" هذه الأمور، ليس لأنها نصرانية، لكن لأنها حق ضيعه المسلمون، وهو من صلب دينهم، فاتّباع الدين إنما هو اتباعه، هو لا اتباع أتباعه،وعلى هذا فلا إشكال في اتباع أي حق، سواء وجدته عند مسلمين أو يهود أو نصارى أو بوذيين.. الخ، وبهذا يكون المسلم مسلماً، مسلّماً للمعرفة والحق.

يجب أهمال التسميات والنظر إلى حقائق الأشياء، وهذا خلاف منهج أهل الحديث الذي ورط المسلمين في الألقاب ( سني/ مبتدع/ ضال) وترك الحقائق.

وأهل الحديث أتاهم هذا الغرور بالألقاب من عدة عيوب - لا مجال للتفصيل فيها - من تزكية النفس وبخس الناس أشياءهم وهجر القرآن والتأثر بالسلطة.. الخ، لذلك فكل مسألة علميه تدخل فيها معهم في حوار تجد أنهم يقفزون للتنابز بالألقاب ( هل أنت سني أم شيعي، هل أنت علماني أم إسلامي ..)..

 هذا جهل، لأن الحوار هو في المعلومة ومدى صحتها، وليس في الشخص.. حتى لو يقول لك : أنا شيعي أو علماني فلا يجيز لك رد الحق الذي أتى به، ولو قال "سني" لا يجيز لك اتباع الباطل الذي أتى به، لأن الحق لا يتجسد في الأشخاص، وهو فوق الألقاب، هو معنى لا يسعى لشخص ولا مذهب، إنما الواجب السعي إليه.

هذه الأشياء ربما أنها نظرية، وقد يكابر بعض أهل الحديث ويقول : أنت ظلمتهم، وهم منصفون، وهم كذا وكذا..

نقول : نحن نتحدث عن واقع معروف ولا نعمم.

فالمكابرة أيضاً سمة من سمات أهل الحديث ورثتها السلفية، تجد أحدهم يكابر ويكابر في معلومة واضحة كالشمس وسط السماء. ويظن أن هذا دين!

 هذا وهم.

إذاً.. فأهل الحديث ورثوا لنا من تصرفاتهم ومظالمهم وجفافهم الشيء الكثير، واختلط عندنا بالدين نفسه، وأضعف عندنا الثقافة الدينية الأولى، وهي رحمة..

الإسلام الأول رحمة، حتى على غير المسلمين (لو عرفنا الله وعدله) وإسلامات المذاهب عذاب، حتى على المسلمين (لو عرفنا الشيطان ومكره).

البدايات منتجة.

 

إذا ابتدأت بمعرفة الله أنتجت لك هذه المعرفة كل خير، وإذا لم تبدأ بمعرفة الله معرفة صحيحة سبقك الشيطان بثقافته وتلبيسه، فشرعن لك كل شر!

حسن فوحان المالكي-علم الحديث الجزء الاول(وقفات مختصرة)

 الوقفة ألأولى: أن الحديث بالمعنى القرآني هو القرآن نفسه، والحديث الذي في أذهاننا اسمه (بيان) = ليبين لهم.

الوقفة الثانية: أن أهل الحديث - في الغالب - هجروا كتاب الله وانشغلوا عنه بالحديث، ففقدوا أهم معيار في تقييم الحديث.

الوقفة الثالثة: أن أهل الحديث لم يهتموا بالعقل، فصححوا الكثير مما يخالف العقل، والعقل غير التذوق والهوى، لكن الشرع لم يأت بمخالفة العقل.

الوقفة الرابعة: أن أهل الحديث ركنوا إلى الراكنين إلى الذين ظلموا.. قد لا يكون أكثرهم من الراكنين، لكن معظم مادتهم من الراكنين الأولين.

الوقفة الخامسة: أهل الحديث تأثروا بالأرضية الثقافية التي تم إنشاؤها في العهد الأموي وتثبيتها في العصر العباسي، جبر وإرجاء ونصب وتكفير.. الخ

الوقفة السادسة: أهل الحديث ضرهم هجر الفرق الأخرى، فلم يستفيدوا من العقل المعتزلي ولا الإيمان الشيعي ولا الصدق الخارجي ولا الأفق الفلسفي.

الوقفة السابعة: أهل الحديث أهملوا ألأثر السياسي على الحديث ولم يراقبوه، وأهملوا الأثر المذهبي، لأنهم داخله، هم متمذهبون، فلم يراقبوا أنفسهم.

الوقفة الثامنة: أهل الحديث - في الجملة - إنتاجهم مفيد لذوي العقول أصحاب المعايير السابقة من قرآن وعقل، وهو ضار لمن لا يعول على قرآن ولا عقل.

الوقفه التاسعه: أهل الحديث : ليس مذهبهم واحداً، ففيهم الشيعي والسلفي والناصبي والفقيه، ولكن غلب عليهم - من أيام المتوكل وأحمد بن حنبل - التعصب والهوى والمذهب.

الوقفة العاشرة: ليس هناك مذهب لأهل الحديث، فكل الذين كتبوا عن (عقيدة أهل الحديث) وجعلوها عقيدة واحدة, فهم إما أصحاب دعاية أو جهل وعصبية.

الوقفة الحادية عشرة: الدقة والصناعة الحديثية عند أهل الحديث إنما أتت متأخرة، وكانت الرواية القديمة في القرن الأول إلى منتصف الثاني ساذجة، فالذين تجدونهم يرددون ( أهل الحديث كان لهم منهج كذا وكذا ...)هم جهلة بتاريخ تطور الرواية، وليس عندهم قدرة على قراءة نقدية، لأنهم متمذهبون.. أعني أصبح الدفاع عن أهل الحديث ومنهجهم مذهب قائم بذاته، فالمدافع يعدونه ممدوحاً صاحب سنة، والمنتقد يعدونه مذموماً صاحب بدعة!.. وهذه مذهبية، فلذلك تجدهم يتكلفون في الدفاع عن محدث أو رواية صححها أحدهم ولا يتكلفون في معرفة الحق، فالحق عندهم هو الشخص والمذهب وليست المعلومة الصحيحة..وهذا من أكبر التعصب والمذهبية، لأنهم لا يعرفون الحديث إلا من آخر ملفق بين نظرياته، كابن الصلاح لا يعرفون مسيرته ورجاله وتطوره واختلافه.

الوقفة الثانية عشرة: ليس هناك شيء اسمه (مصطلح الحديث)، هذه مجرد تجميعات وانتقاءات، من فعل بعض أهل الحديث، تم تعميمها على كل أهل الحديث.

الوقفة الثالثة عشرة: أهل الحديث المتأخرون - وكثير من المتقدمين - لا يلتزمون بالتعريفات الذي وضعها المتأخرون، وبعضهم لايعلم عنها شيئاً.

الوقفة الرابعة عشرة: المزاج العام عند أهل الحديث أن الصحابة والتابعين ليسوا من أهل الحديث، ولا يأخذون بمنهجهم في مسائل محورية، كعدالة لصحابة، فهذه القاعدة (عدالة جميع الصحابة في الرواية) قاعدة خاطئة، ليس عليها كتاب ولا سنة ولا الصحابة ولا أكثر التابعين، تم اختراعها بعد ذلك مذهبيا، فلذلك إذا وجد أهل الحديث أن عائشة ردت أحاديث لأبي هريرة، أو عمر رد حديثاً لأبي موسى.. يتضايقون جداً، ويتكلفون في الدفاع بأنه قصد وقصد.. فالقاعدة عنهم (أن الصحابة كلهم عدول)، يظنون أن الصحابة أنفسهم يؤمنون بها، وهي قاعدة مستحدثة، لم يكن الصحابة يرونها أصلاً، ولا أكثر التابعين

الوقفة الخامسة عشرة: أهل الحديث تركوا نصف أوامر القرآن، اهملوها لإهمال السلطة لها، فلم يرووا فيها حديثاً (كالعقل وتدبر الكون والشهادة لله)، ورووا بكثافة في أمور أقل بكثير (مثل تفاصيل الطهارة والوضوء والصلاة واللباس والأكل ..الخ)، تركوا الأهم، وكثفوا الأقل أهمية بكثير. وهذه لها سر، فسرها الأعلى هو هجر كتاب الله، وسرها الأدنى هو التأثر بثقافة السلطة التي لم تكن تهتم بهذا، وإنما تشغل الناس في صغائر ألأمور والتفاصيل.

والمكثرون من الحديث من الصحابة  أو تلاميذهم.. ومن التابعين أو تلامذيهم.. هم مقربون من السلطة، فكان الأثر السلطاني ظاهراً على إنتاج أهل الحديث..

بمعنى ... غياب التفكر - فالسلطان لا يتفكر - غياب التدبر، غياب الشهادة لله، غياب العدل، كثرة العسكرة والكبر والعقوبات، فانعكس هذا في الحديث، فالحديث - في معظمه - نتيجة سلطانية، وهم إلى اليوم يتغنون بفتح الأندلس - وهو استعمار - ولا ينشغلون بتدبر سورة الفاتحة، فالعسكر والقتال غالب عليهم، بمعنى أن النتيجة الحديثية تشبه المعلقات العشر..

 فخر وكبر وفعلنا وفعلنا وقتلنا و سحلنا ونحرنا، ليس فيه هذا القلب السليم الذي يريده الله.

القرآن الكريم فيه غايات محورية ضاعت في الحديث، أو ذابت أو ضاعت وسط ضجات التكبير وصيحات السبايا وأخبار الفتوح والتشبع السياسي.. كحالهم اليوم..

 فالموضوع الحديثي برمته يحتاج إلى إعادة نظر وعرض على القرآن وتلمس ما يشبهه، ولو سخطوا على ناقله ورفض ما يضاده، ولو عظموا واضعه وناقله.

هذه مقدمات مختصرة يسيرة، وأنا أعرف أنه سيرفضها أكثر أهل الحديث الذين هم داخل بيضة الحديث، فإن الصوص وهو ادخل البيضة يرى البيضة أوسع أرض!.. أما أهل الحديث الذين تعرفوا على القرآن وعرفوا معالمه واستضاءوا بنور هدايته وعرفوا قدر العقل والتدبر والتواضع والنظر, فسيعرفون صواب ما قلته.