الخميس، 28 أغسطس 2014

الحديث جلاد (الأثر السياسي) الجزء الاول


الأثر السياسي مؤثر في أهل الحديث حتى من زمن الصحابة، وهذه يجب فهمهما، وسأفهِّمها لتفهموا سبب الإكثار من الراوية عن صحابي دون غيره.. ثم التابعي.

ولو نأخذ أصحاب الألوف من الصحابة (أعني الذين أحاديثهم بالآلاف) ثم تلاميذهم ثم تلاميذ تلاميذهم لرأينا أشياء غريبة يجب التساؤل عنها. فأصحاب الألوف من الصحابة خمسة - وفق روايتهم في الكتب الستة 

١-أبو هريرة ( 3343)
٢-عائشة ( 2081)
٣-ابن عمر (1979)
٤-أنس (1584)
٥-ابن عباس ( 1243)
سنعتبر هؤلاء كلهم ثقات عدول...

١-أبو هريره

مع أن هناك خلافا -ً في أبي هريرة خاصة - لكن تعالوا نتعلم ونسأل: فأبو هريرة مثلاً أسلم عام 7 هـ ومات عام 57هـ، وسعد بن أبي وقاص من أوائل من أسلم بمكة، وشهد المشاهد كلها، ومات في السنة نفسها تقريباً ( 57هـ) ومكانهما واحد، فلماذا أحاديث سعد (121) فقط؟!

هذا سؤال مشروع!

رجل صحب النبي سنتين أو ثلاثاً يروي أكثر من ثلاثة ألاف ورجل صحب النبي 23 سنة يروي فوق المئة فقط! والطلاب هم الطلاب!

بمعنى أن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة كلاهما مدنيان، والطلاب هم الطلاب، وسنة الوفاة واحدة، وسعد من أول من اسلموا، وأبو هيرة من آخر من أسلموا!.. وليس معروفاً عن سعد أنه يمتنع عن الحديث، فلماذا انهال رواة التابعين على أبي هريرة وتركوا سعد بن أبي وقاص البدري؟

 إنه الرضا السياسي!

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يعاند سياسة معاوية وينكر عليه ويذكره بفضائل علي ويمتنع من سبه، فموقفه السياسي قلل رواته وأحاديثه. بعكس أبي هريرة الذي - وإن كان يمانع أحياناً - إلا أن ابناءه كانوا من قواد معاوية يوم صفين، ودخل هو مع معاوية الكوفة، وولي له على المدينة.. فالرضا السياسي عن أبي هريرة أدى لتكالب الناس عليه، كما أن السخط السياسي على سعد بن أبي وقاص أضاع كثيراً من أحاديثه.

طبعاً أنا اقول هذه الأمور باختصار شديد، ولا أريد أن أذكر المواقف، ولا أن سعد بن أبي وقاص مات مسموماً على الأرجح من معاوية، ولا أن معاوية كان يشكك في نسب سعد بن أبي وقاص وقال له ( يأبى عليك الخلافة بنو عذرة) فهو يتهمه في نسبه، وأنه من بني عذرة، وهم ليسوا من قريش.

كل هذه المواقف وألأحداث والخصومات بين سعد بن أبي وقاص ومعاوية لن أستعرضها، لأنها تخرجنا عن أصل الموضوع، وهو: لماذا تم هجران أحاديث سعد؟؟

بل هناك بدريون - كأبي حميد الساعدي ( مات بعد عام 60 هـ) - ولو مدني كأبي هريرة ولم يرووا عنه سوى ثلاثة أحاديث!

لماذا؟

 إنه السخط السياسي.

بل بعض البدريين - كصالح شقران - مولى النبي، توفي بعد أبي هريرة بمدة ( عام 70 هـ) أي بعد موت أبي هريرة بثلاثة عشر عاماً، لم يرووا عنه سوى حديث!.. حديث واحد فقط، رواه التابعون عن صالح شقران، رغم أنه بدري ومولى للنبي (والمولى قريب ويحفظ السنن أكثر)، ومع ذلك حديث واحد فقط رووه عنه.. لماذا؟

لأن صالح شقران كان له موقف سياسي ضد معاوية، وقاتل مع الإمام علي بصفين، وهو مولى للنبي نفسه، إذن فلسخط السياسي دوره في إماتة حديثه وسيرته، كل تلامذة أبي هريرة بقوا بعد أبي هريرة في المدينة ثلاثة عشر عاماً (وقد انقطع حديث أبي هريرة بموته)، فلماذا لم يبحثوا عن صحابة كشقران؟

لا نطيل في أبي هريرة..

٢-أم المؤمنين عائشه

 تعالوا لأم المؤمنين عائشة أيضا،ً روت ألفي حديث، وأم المؤمنين الأخرى أم سلمة ماتت بعدها بأربع سنوات وروت (158) فقط!.. أليس من حق الباحث أن يقول عائشة كانت كأم سلمة، كلاهما دخل عليهما النبي في وقت متقارب، عائشة بعد بدر عام 2 هـ وأم سلمة بعد أحد عام 3هـ، وكلاهما لها يوم واحد من تسعة أيام (بحسب عدد أمهات المؤمنين) وإن كانت عائشة قد سبقت بسنة فأم سلمة قد تأخرت بأربع سنوات، فأين هم الرواة؟!

لأن أم سلمة كان لها موقف سياسي قوي ضد معاوية، وتراه بأنه سن لعن رسول الله على المنابر، ورثت الحسين وروت فضائل أهل البيت..

فهو السخط السياسي.

أم سلمة أسلمت قبل عائشة، وهاجرت للحبشة ثم عادت مع زوجها أبي سلمة، وتحاصرا في الشعب مع بني هاشم (ولم يشترك أحد غيرهما مع بني هاشم)، نعم عائشة أيضاً لها معارضات لمعاوية في قتل حجر بن عدي وتشببه بفرعون (كما روى التابعي العابد الثقة لأسود بن يزيد)، إلا أنها في جانب آخر قد خرجت على الإمام علي وقاتلته، وهذا يعطي نوعاً من الرضا السياسي، فلولا خروج أهل الجمل لما تقوى معاوية واحتج بهم، لأن لهم سابقة.. وهو طليق.

ثم تذكروا تلامذة أبي هريرة لماذا لم يقبلوا على أم سلمة بعد موت أبي هريرة وعائشة وسعد في العام نفسه تقريبا، أليس أم سلمة أم المؤمنين أيضاً؟!

هنا الباحث لا يتهم عائشة بالزيادة، ولا أبا هريرة، ولا يتهم سعد وأم سلمة بالكتمان، السؤال هو:

لماذا أقبل الرواة على هؤلاء وتركوا أولئك؟

ربما هناك أسباب ثانوية، لكن السبب الرئيس هو الرضا السياسي هنا والسخط السياسي هناك. وهذا ما يغفل عنه أهل الحديث - للأسف - لضعف تحليلهم العقلي.

تصوروا اليوم - في أي بلد - فالرضا السياسي يجلب الرضا الجماهيري على شخصية من الشخصيات العلمية بينما يبقى المسخوط عليه سياسياً شبه منبوذ.

ثم لو أخذنا المكثرين عن أبي هريرة وعائشة.. فالمكثر عن أبي هريرة هو أبو سلمة بن عبد الرحمن، وكان شرطياً وقاضياً لمعاوية ومروان، بينما سعيد بن المسيب الذي هو أوثق وأجل وهو صهر أبي هريرة وزوج ابنته لم يرووا  عن أبي هريرة كروايتهم عن صاحب معاوية ومروان عن أبي هريرة، مع أن سعيد بن المسيب أقدم من ابي سلمة بن عبد الرحمن، وماتا في سنة واحدة 94هـ، لأن السخط الأموي على سعيد بن المسيب كان كبيراً، لأنه كان يدعو على بني مروان في سجوده، ويتهم معاوية بأنه (أول من رد قضاء رسول الله، ويصرح بذمه، كل هذا بأسانيد صحيحة ليس هنا مجال استعراضها)،ثم الرواة عن تلاميذ أبي هريرة هو الزهري، فلماذا اشتهر دون بقية تلامذة سعيد وأبي سلمة وأبي صالح ( تلامذة أبي هريرة).. لأنه كان صاحب بني أمية.. فقد عمل الزهري في بلاط عبد الملك ثم الوليد ثم سليمان ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام، وكتب حديثه في بلاط هشام بن عبد الملك، ورواته موالي هشام.

نصف الحديث في الكتب الستة يكاد يكون عن الزهري وتلامذته [كشعيب بن أبي حمزة ويونس بن يزيد الأيلي وعقيل بن خالد ( كلهم موالي لبني أمية)]. وقد عاصر الزهري علماء أجل منه مدنيون (بينما هو شامي وشيوخه مدينون)، فمن أهل المدينة من طبقة الزهري محمد الباقر وزيد بن علي وربيعة الرأي!

السبب هو الرضا السياسي هنا والسخط السياسي هنا، فمن تقرب للسلطة أو رضيت عنه كثر طلابه، ومن سخطت عليه السلطة تم هجره، هذا مهم جداً.

حتى المكثر الأكبر عن عائشة هو عروة بن الزبير (من صنائع معاوية وأصحابه)، وقد مدحه أهل الحديث، وهو عند التحقيق متهم بكثير من أحاديث عائشة،ومعظم الأحاديث التي يحتج بها الشيعة في تكذيب عائشة أو يحتج بها المستشرقون في ذم النبي هي من طريق عروة عن عائشة، أنا اتهم عروة.

فأحاديثه عن عائشة فيها الكثير من الإساءة لرسول الله ولعائشة نفسها. كما أن المكثر عنه ابنه هشام (صديق المنصور)، وهو يروي عن أبيه عن عائشة، هذا الطريق (هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة) مادته المسيئة خرجت في كثير من الكتب والأفلام التي تسيء للنبي صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله، ولو أننا امتلكنا الشجاعة لفعّلنا الأثر السياسي في محاسبة الذين ركنوا إلى السلطات الظالمة، ولم نقبل منهم إلا ما حفت به القرائن والشواهد. ولو كانت هناك مناظرات في علم الحديث لعرضنا على أهل الحديث المقلدين بعض أحاديث عروة مثلاً، لرأيتم كيف سينحرجون في الدفاع عنها، ولن يستطيعوا.

٣-ابن عمر

نذهب مباشرة للمكثر الثالث، وهو ابن عمر، وكان موقفه السياسي محل رضا من بني أمية، فقد بالغ في بيعة يزيد والتأكيد عليها، ورفض البيعة لعلي من قبل.

هنا لا أتهمه في الحديث، وإنما أقول أن موقفه السياسي أدى إلى الرضا السياسي ثم إلى كثرة الرواية عنه والتقليل عن بدريين عاصرهم، وهو ليس بدريا، ثم الراوي عنه مولاه نافع، وكان ناصبياً لا يربع بالإمام علي في الخلافة ولا يرى شرعية خلافته، ويرى أن معاوية هو الرابع! فما النتيجة؟

النتيجة أن نصب نافع وحبه لبني أمية قد جعله يتقدم في الرواية عن أبناء ابن عمر نفسه، كسالم ابن عبد الله بن عمر، وهو وأخوته من الرواة عن أبيه.

ثم المكثر عن نافع هو مالك وكان مع أبي جعفر المنصور، وألف له الموطأ، وصار (مالك عن نافع عن ابن عمر) سلسلتهم الذهبية! كلهم محل رضا سياسي.بينما المعاصر للإمام مالك - كالإمام أبي حنيفة بل هو قبله ( مات سنة 150، ومالك سنة 179هـ ) - فقد ضعفوا أبا حنيفة لأنه كان محل سخط السياسة. بل غلاة السلفية وصل بهم الأمر أن قالوا هو يكذب في الحديث، وأنه مبتدع ضال كافر جهمي خارجي ..الخ لأنه كان معارضاً لبني أمية وبني العباس معاً، وأقصد هنا بغلاة السلفية في عصره، وقد توسع الخطيب البغدادي في تاريخه وعبد الله بن أحمد في السنة في استعراض أقوال هؤلاء الذامين لأبي حنيفة.

عندما تجد أشهر أسانيد أهل الحديث من الصحابي إلى المؤلف لهم مكانة كبيرة عند السلطة، أليس هذا غريباً؟ لا سيما وفي معاصريهم من هو أوثق وأجل؟!

الباحثون الغربيون يراقبون هذا الشيء، ويراقبه المعتزلة قديماً، ولكن لا يراه أهل الحديث، لأنهم داخل هذا الرضا السياسي، ومن كان داخل شيء لم يره!

٥- أنس بن مالك

لو ذهبنا للمكثر الرابع وهو أنس بن مالك فهو كان مقرباً من الحجاج ومن الحكم بن أيوب الثقفي نائب الحجاج على البصرة، وعمل لزياد بن أبيه.. صحيح أنه في آخر عمره تاب من بعض هذا وشهد عليهم -كما في صحيح البخاري - بأنه لا يعهد شيئاً كان على عهد رسول الله إلا (لا إله إلا الله) فقط!.. لكنه لم يقم بهذه الشهادة يوم سأله يزيد بن نعام الضبي - وهو صحابي - عن مواقيت الصلاة، فلم يستطيع أن يجيبه، لأن بني أمية كانوا يعبثون بالأوقات.

ثم راوية أنس هو قتادة بن دعامة السدوسي جليس وصاحب بلال بن أبي بردة والي البصرة الفاسد الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز (كان خبثاً كله)!

٦- ابن عباس

وأما المكثر الخامس فهو ابن عباس، وسبب شهرته هي الدولة العباسية، ولا نتهمه - كما لا نتهم غيره - وإنما كان صغيراً يوم مات النبي. ثم المكثر عنه عكرمة مولاه، وكان متهماً، وكان ناصبياً أيضاً، وكان على رأي الصفرية من الخوارج، والعباسيون لا يعادون الخوارج لأنهم انتهوا.

ورواية عكرمة هو أيوب السختياني. رجل سلطة ، كان رابع أربعة في عصره مع ( يونس بن عبيد وابن عون ويزيد بن زريع)، كانوا يهددون شعبة بالسلطة.

 

الخلاصة :

أن الطرق لأصحاب الألوف من الصحابة كانت محل رضا سياسي، إما للدولة ألأموية أو العباسية، وقد كان من أقرانهم من هو أجل وأعلم.

طبعاً نكرر ونقول: هذا في الجملة.. وإلا فقد اشتهر نسبياً بعض المعارضين لتوفر ظروف اجتماعية، فلم تستطع السلطة تقزيم كل مسخوط عليه.

وخلاصة أخرى أن أهل الحديث لم يكونوا في مستوى كبير من الأمانة - كما يقال - وأنهم نقلوا كل السنة .. هذا غير صحيح، هم نتيجة سياسية في الجملة. ولو استعرضنا منهج مالك في الموطأ (في القرن الثاني) أو أحمد في المسند (في القرن الثالث)، وهما قبل الكتب الستة، لوجدنا خللاً كبيراً.

والمؤثرات السياسية لم نستعرضها بالتفصيل، وإنما أشرنا إشارات عامة، لأن الموضوع كبير جداً ويحتاج إلى إقناع مكثف، ولو فصلنا في كل مسألة لمللتم.

المشكلة في أهل الحديث قديما وحديثاً أنهم يرون أنهم قد نقلوا كل السنة وبأمانة! وأنهم حماة السنة ورعاتها ونقلتها، وهذا ثناء مبالغ فيه جداً، فهم تركوا أحاديث كثير من الثقات لموقف مذهبي أو خصومي، كما رووا عن كثير ممن يعرفون أنهم ضعفاء، بل عن من يعترف بأنه يكذب لنفس الموقف.

وهذا - كما قلت - من حيث الجملة، قد يروون عن المخالف مذهبياً أو سياسيا،ً لكنه قليل، وقد يردون حديث الموافق مذهبياً أو سياسياً، لكنه قليل، وقد ذكرنا لكم سابقا كيف ترك بعض كبار أهل الحديث حديث أبي حنيفة وتلامذته وكل أهل الرأي، وترك بعض كبارهم حديث البخاري نفسه!.. وبعضهم ترك حديث الشيعة والمعتزلة وتشدد في تضعيفهم، وبعضهم – كالذهلي - ترك حديث الثقة لأنه لم يقم له عند دخوله المجلس.. وهكذا..

ولذلك سنتوقف هنا لعلنا مستقبلاً نقيس شيئاً من هذا التضخيم لأهل الحديث وأمانتهم، وقد تتفاجؤون جداً..

{منقول من حسن فرحان المالكي-علم الحديث}

حديث جلاد (الأثر السياسي) الجزء الثاني


ماذا ضاع من الحديث!؟

الجواب ضاع كثير جداً، والأدلة على ضياع معظم السنة - ربما - كثيرة، من القرآن والسنة نفسها.
كل حديث في العقل وفضله ضاع..
كل حديث في تدبر الكون ضاع..
كل حديث في الشهادة لله ضاع..
كل حديث في الذكر والتذكر - بالمعنى القرآني - ضاع.
معظم الأحاديث في العدل ومحوريته ضاع..
معظم ألأحاديث في الصدق ومحوريته ضاع..
كل حديث في رقة الإخبات ضاع.
كل حديث في معنى الشكر - قرآنياً - ضاع..
خطب الجمعة على المنبر - التي يسمعها الجميع - ضاعت!.. ومجموعها نحو 530 خطبة سمعها الجميع، وليست تلك النقولات الفردية التي ينقلها فرد عن مجلس.
أحاديث أهل بدر المقتولين بصفين ضاعت، لأن معاوية لا يريد أن يذكرهم أحد بخير، بل حتى تراجمهم كادت تضيع إلا من استعصى لشهرته، كعمار وأبي ايوب..
معظم أحاديث أهل الرضوان - الذين شهدوا مع الإمام علي صفين (وهم نجحو الثمانمائة رضواني) - ضاعت، إلا القليل ممن روى أحاديث في وقت الضعف الأموي.
أحاديث أهل البيت ضاعت، إلا ما رواه الخصوم - فأصبح لا يقبلون عن علي إلا ما رواه فلان وفلان - أو ما لم يستطع بنو أمية دفعه وانتشر رغماً عنهم.
أحاديث وعلوم سبعمائة من شهداء المهاجرين والأنصار بالحرة ضاعت، فعندما تقرأ أسماءهم لا تكاد تعرفها أصلاً، فكيف بأحاديثهم؟
أحاديث عشرة آلاف من التابعين يوم الحرة ضاعت بموتهم وقتلهم، ومنع ذكرهم بخير..
أحاديث التوابين (ورأسهم صحابي كبير) ضاعت بعد قتلهم بعين الوردة.
وعاء أبي هريرة الثاني - وهو في ذم بني أمية وفتنتهم - ضاع أكثره، لخوف أبي هريرة من قطلع بلعومه لو حدث به.. ولمال معاوية كما ذكر ابن المسيب.
معظم أحاديث المتأخرين من الصحابة - كأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وسهل بن سعد - ضاعت، بسبب ختم الحجاج على أعناقهم حتى لا يسمع منهم أحد.
قال ابن عبد البر في (الاستيعاب) [ جزء 1 - 200 ](وفي سنة أربع وسبعين أرسل الحجاج في سهل بن سعد يريد إذلاله .. قال : ما منعك من نصرة أمير المؤمنين عثمان؟ قال : قد فعلته . قال : كذبت.
ثم أمر به فختم في عنقه، وختم أيضا في عنق أنس بن مالك، حتى ورد كتاب عبد الملك فيه وختم في يد جابر يريد إذلالهم بذلك وأن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم)! 
انظر لقوله (حتى يُجتنبون ولا يسمع منهم)، فالأحاديث التي خرجت عن هؤلاء قليل من كثير، وحدث بها أناس متهمون ومع السلطة غالباً، فراوية أبي سعيد هو أبو نضرة، وراوية جابر هو أبو الزبير..أبو نضرة بصري مع الدولة، وأبو الزبير مكي مع الدولة، رغم أن جابر وأبا سعيد مدنيان، والمدنيون بعد الحرة والمآسي استجابوا في الجملة، فللختم أثر!
هؤلاء الصحابة المقتولون من أهل بدر والصحابة المقتولون من أهل الرضوان والتابعون الخائفون الساكتون, من يسد مسدهم؟
إنها الدولة وأحاديثها.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام [ 1 / 632 ] (وفيها – أي سنة 73هـ- سار الحجاج من مكة .. إلى المدينة فأقام بها ثلاثة أشهر يتعنت أهلها، وبنى بها مسجداً في بني سلمة، فهو ينسب إليه، واستخف فيها ببقايا الصحابة وختم في أعناقهم) اهـ
فالغلاة يحبون الخاتم والمختوم معاً!، فضاعت السنة، لأن الخاتم هو القاتل وهو اللاعن، ولا يرضى للمقتول ظلماً
والملعون ظلماً والمختوم ظلماً أن يكون له أي أثر ثقافي - ما أمكن - فضاعت أكثر السنة.

{منقول من حسن فرحان المالكي-علم الحديث}

الحديث جلاد ( ما يسمى بكتب الصحاح )

 
عاصر يعضهم بعضا، بل وتتلمذ بعض منهم على يد بعضهم ومع هذا لم يعجب أحدهم جهد بعض فقام كل منهم بكتابة صحيحه حتى ابتلينا بهم جميعا.

ثم جاءنا فقهاء ليس لهم من الفقه نصيب، وعلماء ليس لهم من العلم شروى نقير قالوا بأن تلك السنة القولية المختلف فيها بين أئمتها أنها وحي سماوي، وأنها مصدر من مصادر التشريع، فيا حسرة على أمة اختلف أئمتها في أسس بناء مصدرها.

وحتى تكون على قناعة فإليك تاريخ ميلاد ووفاة كل منهم لتعلم بأنهم عاصر بعضهم بعضا ولم يقنع أحدهم بجهد بعض.

> (3) – الدارميُ : [ولد181هـ – توفي250هـ ].

> (4) – البُخاري : [ ولد194 هـ- وتوفي256هـ].

> (5) - أبو داود: [ولد202هـ – توفي275هـ ] .

> (6) – مُسلم : [ ولد206هـ - توفي261هـ ].

> (7) - الترمذي : [ ولد 209هـ- وتوفي 279هـ ] .

> (8) - ابن ماجة : [ ولد 209هـ- وتوفي 273هـ].

> (9) - النسائي : [ولد215هـ – توفي303هـ ] .

فقد ولد آخرهم وهو الإمام النسائي في عام 215 وتوفي أولهم وهو الدارمي في عام 250 يعني حين كان أصغرهم يبلغ من العمر 35 عام.

والسنة النبوية القولية هي سبب تفرق الأمة وتشرذمها وخصامها، وهي سبب المذهبية والفرق؛ وهي سبب طرح الناس للقرءان وراء ظهورهم بعد أن اهتموا بالسنة على حساب القرءان

ومن العجيب أن الإمام مالك وهو إمام دار الهجرة وقد تمت ولادته قبل كل أئمة علم الحديث حيث : [ولد 91/93هـ– توفي 179هـ].

ومن البدهي أن الإمام مالك وهو إمام المدينة المنورة هو أقربهم زمانا ومكانا برسول الله أن يقوم هو بجمع الحديث وقد فعل ذلك فعلا ولم يصح عنده عن رسول الله إلا 600 حديث مرفوعا للرسول.

بينما تجد البخاري وقد جمع الآلآف من الأحاديث رغم أنه تمت ولادته عام 194 هجرية أي بعد ميلاد الإمام مالك بمائة سنة مما يدل على كثرة القيل والقال بلا سبب.

بل وما تتشاجرون عليه وهو البخاري لا توجد مخطوطة واحدة منه بخط يد البخاري في العالم، وأقدم مخطوطاته يرجع تاريخها لما بعد وفاة البخاري ب 151 سنة وما وجد بعدها عمره 156 سنة بعد وفاة البخاري.....فأين كتاب البخاري الذي تتشاجرون عليه.

بل لكتاب البخاري بالعالم ثلاث ترقيمات مختلفة وكل ذلك يمكنك أن تراجعه بكتاب الباحث العراقي كوركيس عواد وهو أقدم المخطوطات العربية حتى القرن الخامس الهجري والذي كتبه برعاية الحكومة العراقية.

وصحيح مسلم تعود تاريخ أقدم مخطوطة منه موجودة بالعالم لما بعد وفاة الإمام مسلم ب 107 سنة....فعلام تتنافسون وفيم تتشاجرون وتتفرقون لأجل كتب لا أصول لها.....ذات المرجع.

{المستشار احمد عبده ماهر-من تاريخ الأئمة و علماء الحديث}

الحديث جلاد (الخرا على البخاري!)


بعد وفاة الرسول كَثُرَت الأخبار عنه وحكاياته وأقواله،وجاءت مراحلها لأغراض متعددة..كان فيها الوضع ينشط حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية، فأثناء كل معركة حربية أو فكرية أو دينية تظهر أحاديث منسوبة للرسول تنتصر فيها لأطراف معينة ، وكعادة الجمهور فهو يتعامل مع هذه الأخبار بسلبية سمحت بانتشار هذه الأخبار ورسوخها كتراث ديني مقدس، وكعادة العُقلاء فقد قاوموا هذه الأخبار الموضوعة باتباع طريقين اثنين، الأول هو عدم الاعتراف بها والتحذير منها، الثاني هو تحكيم العقل وتشجيع إبداء الرأي في المسائل الدينية.

وقد سلك طريق العقل والرأي مجموعات من المفكرين والفقهاء في صدر الإسلام، وفي رد فعل طبيعي قمعتهم آلة السلطة وتيار المقلدين بالتكفير وأحياناً بالقتل أو العزل الاجتماعي، فكان كل من يُعمِل عقله في الأشياء هم تيار واحد من صفاته الزندقة والشطط، كانت من نتائج ذلك أنه وفي أولى الاختبارات الفقهية نشأت مدرسة الرأي في الكوفة على يد الإمام أبي حنيفة النعمان(80-150هـ)وجاءت هذه المدرسة امتداداً للحركة الفكرية في عصر الأمويين التي قمعت فيها السلطة تيار الجعد بن درهم(ت105هـ) وغيلان الدمشقي(ت125هـ) والجهم بن صفوان(ت128هـ)ومعبد الجهني(ت80هـ)..كلهم كانوا مفكرين ودعاة حرية ولكن قتلهم الاستبداد والعنف الديني ورموهم باتهامات وثقتها آلة التبرير بعد ذلك.

أي أن مدرسة الأحناف نشأت كرد فعل على شيوع الوضع وتحريف الدين الإسلامي، وطبقاً لقاعدة نيوتن "لكل فعل رد فعل" نشأ تيار مُعادي للأحناف هو الآخر ، يطالب هذا التيار بالرجوع للأحاديث التي خاصمها أبو حنيفة بشكلٍ كبير ، وتوسع هذا التيار حتى شمل أئمة الفقه في أواخر عصر أبي حنيفة، وبما أن الكوفة كانت عاصمة الأحناف ومصدر قوتهم..كانت البصرة هي عاصمة الخصوم الذين عُرِفوا بعد ذلك.."بأهل الحديث".

أصبحت المعركة الآن بين أهل الرأي "الأحناف" وبين أهل الحديث الذين ظهروا بعد ذلك بمذاهب فقهية كانت المالكية ثم الشافعية ثم أخيراً الحنابلة، ورغم أن القوة غير متكافئة من حيث الكم والعدد إلا أن الكيف والجودة العقلية للأحناف خلقت لهم ميزة فقهية يستطيعون بها التقرب للجماهير التي تتوق إلى التيسير والبساطة، فكان على الطرف الآخر مواجهة الأحناف ومفكريهم ..فلجأوا إلى تدوين الحديث وتوسعوا في كتابتها بشكل يُقنع الجماهير، وهذا ما حدث بالفعل، ففي أواخر عصر أبي حنيفة بدأ الحديث يأخذ مرحلة التدوين بشكل رسمي بعد أن ظل لعقود متصلة شفهياً، وكان أشهر كتب الحديث التي -أسست لتلك المرحلة- هو الموطأ لمالك بن أنس(ت179هـ)،وجاء بعد ذلك الشافعي(ت204هـ) ليضع إعلاناً دستورياً فقهياً بأن الأحاديث هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله..ثم جاء ابن حنبل(ت241هـ) وإبنه ليُعلنوا عن ولادة أكبر كتاب حديث بعد مالك وهو المسند.

كان مجموع ما كتبه مالك وابن حنبل حوالي 30 ألف حديث، غير ما كان مُشاعاً بين الناس ووصل إلى مئات الآلاف ،وبذلك خرج الوضع عن السيطرة وانتشر الكذب على رسول الله حتى بات يُهدد ذلك العلماء وحياتهم بشكل رئيسي، فنشأت الحاجة إلى كُتب حديثية جديدة تحقق شرطين اثنين، الأول أن يتصدى فيها المحدثون للكذابين ويستطيعون بها السيطرة على عمليات الوضع المتفشية ، والشرط الثاني أن تُحقق الكُتب الهدف الرئيسي لها وهو مواجهة العقلاء وأصحاب الرأي، أو ما يُعرفون حينها بالأحناف وكانوا يصفونهم أحياناً بالمرجئة وأحياناً بالجهمية.

ثم كانت الثمرة الأولى لهذا الاتجاه هو.."صحيح الجامع "..لمحمد ابن إسماعيل البخاري(ت256هـ)، فتمت عمليات الفلترة وتنقية موطأ مالك ومسند ابن حنبل وتصانيف آخرى بالحذف والإضافة، ثم كان تدوين ما كان يعتقده البخاري من عقائد نقلها عن شيوخه، وبعد جهد خرج صحيح الجامع بثلاثة آلاف حديث غير المكرر، ملأ فيها البخاري صحيحه بآراء فقهية مخالفة للأحناف، وكانت عبر شيوخ ورواة هم خصوم وأعداء لأبي حنيفة..سنكشف مثالاً من ذلك في الأسطر القادمة وكيف أن شيوخ البخاري كانوا ما بين مُكفّر ولعّانٍ لأبي حنيفة، ليكون ذلك دليلاً على أن تأليف البخاري لصحيحه كان رداً على جهات فكرية بعينها، أراد المحدثون- عن طريقها- مواجهة أصحاب الرأي...

سأنقل هنا أحوال 10 رواة وشيوخ للبخاري، رغم أن العدد أكبر من ذلك بكثير، ولكن سنكتفي بعشرة فقط للإيجاز والمثال، ومن أراد البحث عن غيرهم سيرى نفس أحوال العشرة.

الراوي الأول هو .."عبدالله بن الزبير الحميدي"..توفي عام 219هـ

هو من أعظم وأجل الرواة عند البخاري، وكان يقول عنه.."إمام الحديث"..، بل أن البخاري قد افتتح كتابه ب.."حدثنا الحميدي"..هكذا دون مقدمة أو خطبة تمهيدية كسائر الكُتب..روى له البخاري في الصحيح 85 حديث، كلهم من رواية الحميدي حصرياً..كان الرجل متطرفاً تكفيرياً..كتب كتاب.."الرد على النعمان"..كفر فيه أبي حنيفة، وروي عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء شدة موقفه من الأحناف قائلاً:" والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله أحب إلي من أن أغزو عدتهم من الأتراك"... يقصد الأحناف...وقال:" ما دمت بالحجاز، وأحمد بن حنبل بالعراق، وإسحاق بخراسان، لا يغلبنا أحد"(10/619).

باختصار كان الحميدي حنبلياً يرد على الأحناف، وفي عصره اشتد الخلاف والعداء بين أهل الحديث وأهل الرأي، هذا هو حال أعظم راوي عند البخاري كان تكفيرياً مقلداً ، بل كان يعتبر مدرسة أهل الرأي هي مدرسة خارجة عن الملة.

الراوي الثاني هو.."أبو بكر عبدالله ابن أبي شيبة"..توفي عام 235هـ

وهو صاحب كتاب.."المصنف في الأحاديث والآثار"..أو بما يُعرف في الأوساط العلمية بمصنف أبي شيبة.....كتب عبدالله باباً كاملاً في الرد على أبي حنيفة وافتتحه بقوله.." كتاب الرد على أبي حنيفة هذا ما خالف به أبو حنيفة الأثر الذي جاء عن رسول الله"..ثم افتتحه بالأخبار عن رجم الزاني والزانية..وهذا دليل على أن الأحناف كانوا لا يقولون بصحة رجم الزاني في عهد ابن أبي شيبة..

الراوي الثالث هو.."نعيم ابن حماد"..توفي عام 229هـ

وهو من يُعرف.."بشيخ البخاري"..كان ملازماً له ،ورغم ذلك روى له البخاري أحاديث قليلة لكثرة طعن الأئمة فيه...وهو صاحب كتاب.."الفتن والملاحم"..الذي يُحتمل أن تأثر به البخاري ووضع أحاديث في كتابه عن الفتن بأسانيد ابن حماد..نعيم ابن حماد كان عدواً لأبي حنيفة ، وقال عنه الذهبي وابن عدي كان يضع الحكايات في مثالب أبي حنيفة..حتى أن ابن عدي قال عنه أنه متهم في رأيه بسبب موقفه من الأحناف..وقال عنه المزي في تهذيب الكمال(29/70) والذهبي في سير أعلام النبلاء(10/519) أنه وضع كُتباً في الرد على أبي حنيفة..

الراوي الرابع.."إسحاق ابن راهويه"..توفى عام238هـ

وكان شيخاً للبخاري..كما أجمع المؤرخون أن البخاري كان تلميذا لابن راهويه..ولكن!!..ابن راهويه كان تكفيرياً كذاباً، حكى إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة، وهو مذهب السلفيين وغلاة الحنابلة هذا الزمان، غير ذلك فالجمهور أفتى بكفر من أنكر فرضيتها وليس تاركها خلافاً لمذهب ابن راهويه..نفهم بذلك لماذا يحب السلفيين والحنابلة بالعموم هذا الرجل، بل يضعون في مناقبه أشياء لا تجتمع سوى للأنبياء..!

ابن راهويه كان عدوا هو الآخر لأبي حنيفة، وكان شديد التحامل عليه، ويُحكى أنه كان حنفياً ثم تحنبل وصار متعصباً للحنابلة وأهل الحديث كما حكى ذلك المروذي في كتاب.."الورع".. ص 122ومعنى القصة أن الرجل كان مقلدا لشيخه"عبدالرحمن بن مهدي"وبعد أن طعن بن مهدي في أبي حنيفة تحول إسحاق إلى الحنابلة هكذا دون نظر، وهي قصة عجيبة تعكس ضعف عقول هؤلاء وأنهم كانوا مجرد مجموعات من الجهلة والمتعصبين، أخذ عنهم أشباههم بعد ذلك وجعلوهم سلفاً صالحاً يحرم الخروج عن رأيهم..!

الراوي الخامس.."محمد بن عرعرة"..توفى عام213هـ

وكان أستاذاً للبخاري ، روى عنه 20 حديثاً دونها في صحيح الجامع، فيها ما يرد على مدرسة أهل الرأي ويسمونها في المتون "بالمرجئة" وهي التهمة التي نالت أبي حنيفة من قِبَل هؤلاء.ابن عرعرة هو سليل عائلة معادية بالكامل في البصرة لأبي حنيفة ، فأبيهم عرعرة ابن البرند وإخوته سليمان وإسماعيل بن عرعرة، وأبنائه إبراهيم وإسحاق..كانوا جميعاً يمتهنون الحديث في البصرة ، وما بينهم وبين مدرسة الكوفة"أهل الرأي"ما صنع الحداد.

يكفي أن نعلم أن والد محمد .."عرعرة بن البرند".. كان شيخاً لنعيم بن حماد عدو الأحناف الأكبر والأشهر في العراق، وأن أخيه إسماعيل كان صديقاً وشيخاً للبخاري، وكان يضع له روايات للطعن في أبي حنيفة دونها البخاري في كتابه "التاريخ الصغير"(2/41).يعني عائلة بالكامل كانت تكره أبي حنيفة جعلها البخاري مصدراً موثوقاً فيه للأخبار، ثم نسأل لماذا كانت الروايات تخدم بعضها وكان الرواة يُعظّمون أنفسهم حتى بالغوا في وصفها بأوصاف لا تحق إلا للآلهة..!

الراوي السادس."أيوب السختياني"..توفى عام131هـ

روى له البخاري 7 أحاديث ،وكان معاصراً لأبي حنيفة وممن يُكفرونه ويشتمونه، روى عبدالله ابن أحمد في.."السنة"..(1/223:224) أن السختياني كفّر أبي حنيفة قائلاً." لقد ترك أبو حنيفة هذا الدين " وفي مشهد آخر رأى أبو حنيفة السختياني في الحرم المكي فأقدم عليه ولكن السختياني رفض ذلك وقال لأصحابه.."قوموا لا يعدنا بجربه، قوموا لا يعدنا بجربه"..هو لا يقصد أن أبي حنيفة أجرب، ولكن كان يشتمه عن كراهية.

الراوي السابع.."سفيان الثوري"..توفى عام 161هـ

روى له البخاري 5 أحاديث ،وهو من أئمة مذهب السنة ويُقال أن له مذهباً خاصاً..سفيان كان معاصراً لأبي حنيفة وشأنه كشأن أيوب السختياني ..كان ممن يُكفرون الإمام وزعموا استتابته وطالب بطرده من الكوفة، وقد روى ذلك عبدالله ابن أحمد ابن حنبل في كتاب.."السنة"..ب15 طريق عن سفيان..وروى شتم سفيان لأبي حنيفة ابن عدي في الكامل(7/5)

الراوي الثامن.."حماد ابن سلمة البصري "..توفى عام 167هـ

روى له البخاري 6 أحاديث معلقة ، ومعنى التعليق أن له سند ومتابعة على الحديث ليس هو السند الأصيل،ولكنه في النهاية سند مقطوع لسقوط بعض الرواة، والمعلق يعني استشهاد بالرأي كمن يقول حدث كذا وكذا والدليل أن فلان قال وصدق عليه، ومضمون التعليق يكشف ثقة البخاري في حماد ابن سلمة وأن رأيه في غاية الأهمية سواء في النقل أو الجرح والتعديل.

حماد كان تكفيرياً متعصباً للحديث..وقال في شأن أبي حنيفة.."كان أبو حنيفة شيطاناً"..وقد وثق ذلك ابن عدي في الكامل(7/8)

الراوي التاسع.."عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي"..توفى عام 157هـ

روى له البخاري 70 حديث فيهم بعض المعلقات، وشأنه كشأن سفيان الثوري، هو إمام من أئمة السنة ويُقال أن لديه مذهب خالف به مالك وأبي حنيفة، ولكنه كان شديداً على أبي حنيفة من سفيان .كان الأوزاعي ممن يُكفّرون أبي حنيفة في أكثر من موضع وقد اشتهر ذلك لدى المؤرخين وأصحاب الطبقات، وهناك أربع كتب ذكرت تكفير الأوزاعي لأبي حنيفة هي:1-السنة لعبدالله ابن حنبل2-المجروحون لابن حبان3-تاريخ بغداد للخطيب 4-الكامل لابن عدي.

الراوي العاشر والأخير.."شعبة بن الحجاج"..توفى عام160هـ

وهو من أكثر الرواة الذين اعتمد عليهم البخاري في تأليف صحيحه، روى له البخاري مئات الأحاديث، وهو بذلك يقترب مما رواه ابن شهاب الزهري الذي فاق الألف حديث وأكثر مما رواه عكرمة 200 حديث..!..تخيلوا..!!..راوي واحد يروى مئات الأحاديث وكلها صحيحة مدونة دون لبس، هكذا كان البخاري يضع رواته في منازل الأنبياء لا يُخطئون وتوثيق كلامهم عن النبي دون نظر..

شعبة ابن الحجاج كان عدوا لأبي حنيفة النعمان فقد روى العقيلي في الضعفاء(8/491) ما نصه مروياً عن أبي سلمة الخزاعي.." سمعت حماد بن سلمة ، وسمعت شعبة يلعنان أبا حنيفة"..وقد تقدم الكلام على حماد وكراهيته للأحناف، وهاهو شعبة من أعظم رواة البخاري على نفس المنهج..فكيف يكون الرواة بهذا التعصب المذهبي إلا وكان دليلاً على امتهانهم الكذب في حق الله وفي حق النبي، بل ويحاربون ويكفرون ويقتلون من يدعوهم للنظر ولتحكيم ضمائرهم وعقولهم.

الآن وبعد استعراض 10 من رواة وشيوخ البخاري وموقفهم من أبي حنيفة، أقول أن ما جرى استعراضه هم عينة تم اختصارها منعاً للتكلف ، وأن سرد موقفهم يعني أن هناك تياراً في هذا العصر كان معادياً لأهل الرأي..

الأئمة الشافعي ومالك وابن حنبل كانوا أيضاً ممن يطعنون في أبي حنيفة، وقد شاعت مواقفهم في كتب التاريخ والطبقات حتى وصلت بعض الأخبار عنهم بتكفير أبي حنيفة وخروجه من الملة، وهذا يعني في مضمونه صراعاً بين تيار الحديث الذي بدأه مالك وأسسه الشافعي ثم ختمه ابن حنبل بمذهب حديثي وفقهي متكامل...وبين تيار الرأي الذي كان يمثله العقلاء والمفكرون وفقهاء الأحناف،هذا الصراع هو الذي جعل أهل الحديث يضعون الأحناف بجوار الجهمية والفلاسفة والمرجئة بل وصل لاتهام الأحناف بالزندقة..

والسبب أن فقه أبي حنيفة كان قائماً على الفكر والنظر دون التقيد بنصوص الرواية، ولهم أدلتهم في ذلك منصوص عليها في القرآن، ولكن لم يُعجِب ذلك أهل الحديث فردوا على أهل الرأي بتأليف كُتب الحديث كان فيها صحيح البخاري جزء من الحملة الموجهة ضد الأحناف،ويمكن تلمس ذلك في أبواب ومتون البخاري التي جاءت في سياق الرد الفقهي على أهل الرأي، وكذا أن البخاري كان يرد بقوله.."قال الناس أو قال هؤلاء"..بمعنى أنه دَوّن كتابه للرد الفقهي والعقدي على من أشار إليهم.

ختام ابن حنبل لهذه المرحلة كان إيذاناً بسطوع المذهب الحنبلي في الشرق، وهو ما تحقق بالفعل ومعه ظهرت مصطلحات البدعة والابتداع والفرق الضالة وحاربوا بها كل مفكر، وأصبح كل من يخرج عن الحديث بالعموم وابن حنبل بالخصوص هو مبتدع مشكوك في دينه، وقد حدثت إرهاصات ذلك في قتل المفسر والمؤرخ الكبير الإمام الطبري بمجرد خلافه مع الحنابلة، حدث ذلك في أوائل القرن الرابع الهجري وهو العصر الذهبي لغُلاة الحنابلة في الشرق، أي أن تأليف كتب الحديث جاء في المجمل لصالح الحنابلة والمقلدين، وصبت في اتجاه آخر مخالف لتعاليم وقيم الإسلام، فكل من أراد القتل والذبح فالحديث يكفيه، ومن أراد أن يأكل أموال الناس بالباطل فالحديث يكفيه..!

في المقابل كان هناك من يترصد للحنابلة في الغرب، وبالتحديد كان المالكية والأحناف والشيعة الإسماعيلية يتأهبون للانقضاض على من سرق دينهم في العصر العباسي ، وظهر للمالكية من يُفتي بكُفر الحنابلة كالقاضي أبو بكر بن العربي في كتابه.."العواصم من القواصم" وبذلك تحول الصراع ما بين مدرسة الرأي والحديث إلى صراع من لون آخر وهو الصراع المذهبي بين أهل الحديث أنفسهم...فمادة الصراع موجودة في كل فكر وفي كل مكان، ومن يجنح للصراع في العادة لا يستطيع السيطرة عليه.

{منقول من سامح عسكر-صحيح البخاري كان رداً على الأحناف} 

الحديث جلاد (وقفوا بالمرصاد لكتاب الله)


1. انظر إلى فتح الباري بشرح صحيح البخاري الجزء التاسع صفحة 27 وهو يذكر...........[وقال ابن بطال :يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماعا ولو كانت في المهد]، فهل لا حظت تعبير [ولو كانت في المهد] فهل هذا بفقه نسمي من يقول به فقيه أو ننقل عنهم أو نحافظ على كتاباتهم؟،

أيمكن أن تزوج من كانت بالمهد!، وما معنى قول ابن بطال (إجماعا) لابد أنهم كانوا قوما تشيع بينهم تلك الرذائل، بينما هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، بينما القرءان يقول: 

{وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }النساء6

فهل لم يشعر أحد بقوله تعالى [حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ] بما يعني أن هناك سنا لبلوغ النكاح ولا يمكن أن تكون هذه السن كما يقول ابن بطال ويحكي ابن حجر؛ ألم يشعروا بقوله تعالى [فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً]؛ كيف كان هؤلاء القوم يفكرون، وكيف يفكر من يروجون لهم تلك البضاعة؟؟.

2. يقول القرءان بأن دخول الجنة بالعمل وذلك من قوله تعالى: ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( النمل : 90 ) 

( وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( يـس : 54 ) 

( وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الصافات : 39 ) 

( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الجاثـية : 28 ) 

( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الطور : 16 )

وغيرهم من الآيات كثير التي تقوم بتعظيم قيمة العمل وأنه السبب الرئيسى لدخول الجنة، فيقول أهل الحديث بأنه لا ينفع العمل لأي منا لأننا لن ندخل الجنة إلا برحمة الله. 

3. يقول القرءان بأن المؤمنين آمنين من الفزع يوم القيامة ولا يسمعون حسيس جهنم 

{لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ }الأنبياء102 

لكن الفقهاء يقولون بأن الناس كلها ستعبر على الصراط وأن الأنبياء ترتعد فرائصهم قائلين اللهم سلم سلم وهم يعبرون فوق النار.

4. يقول القرءان بأن العذاب مُؤجل ليوم القيامة

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42

فيخترع أهل الحديث عذاب القبر ويلوون عنق آيتين من كتاب الله ليفسروها وفق مفهومهم الروائي..

5. يقول تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، فيقول أهل الحديث: بل أكل الداجن (الماعز) آية الرجم والرضاعة أثناء مرض الرسول الذي مات فيه، ولذلك لم يتم كتابتهما بالمصحف.

6. يقول الله: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8

فيقولوا بل نضطرهم إلى أضيق الطريق، ولا نُحييهم ولا نُواسيهم في موتاهم أو نُهنئهم في أعيادهم، ونفرض عليهم الجزية، مع أن الجزية عقوبة مالية على من اعتدى علينا.

7. يقول تعالى: من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فيخترعوا لنا حد الردة

8. يقول تعالى : لا إكراه في الدين، وقوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وقوله تعالى: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.....كل هذه الآيات وغيرها تجاوزها الفقهاء ليؤكدوا على صحة الفتوحات التي كانوا يسمونها إسلامية وهم يتعللون بهذا الحديث الذي لا يمكن أن يقوله رسول الله الذي كان خلقه القرءان، [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله] فهي مأساة من يقولوا ويقدسوا ما أسموه حديث صحيح أو ورد بالصحاح.

9. يقول تعالى: إن قصر الصلاة يكون في السفر في حالة الخوف

{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً }النساء101

فيقولوا: بل في السفر فقط بدون عذر الخوف.

10. يقول تعالى: ثم أتموا الصيام إلى الليل، فيقولوا: بكروا بالفطور

11. يقول تعالى بأن نتثبت من المقولة فتثبتوا هم من القائل ليثبتوا نهج التصادم مع كتاب الله حيث يقول تعالى

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6

وبذلك صنعوا علم الرجال الذين لم يتفقوا عليهم، وقاموا بالغيبة وتزكية رجال على رجال مخالفين أيضا كتاب الله الذي ينهى عن تزكية أحد على أحد، ودون أن يهتموا بالتثبت من الخبر لكنهم تثبتوا من المخبر بعكس ما يأمرهم كتاب ربهم.

12. يقول القرآن:إن الشفاعة لله جميعا وأن دخول الجنة بالإيمان والعمل الصالح ، ويقول أهل الحديث: بل يشفع النبي لكل من قال: لا إله إلا الله، ويقولوا بل سيغترف بعض الكفار ليُدخلهم الجنة ويأخذ من ذنوب المسلمين ويضعها على اليهود والنصارى.

13. يقول تعالى: وما كنا مُعذبين حتى نبعث رسولا، فيقولوا بكفر كل الناس طالما سمعوا مجرد سمع أن هناك رسول اسمه محمد. وهم بذلك نكلوا عن نشر الدعوة بالبلدان التي لا تدين بالإسلام.

14. يقول الله: غير مسافحين ولا متخذين أخدانا، فحللوا نكاح الإماء بأي عدد.

15. يقول تعالى: لا تبديل لكلمات الله، ويقول [ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد] فيخترع أهل الحديث الناسخ والمنسوخ بالقرءان الذي لم يتفقوا فيه.

16. يقول تعالى: يأمر الله بجلد الزانية والزاني، فيقول أهل الحديث بل يُرجم الزاني المُحصن ويجلد غير المحصن.

17. يقول تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم، فيقول أهل الحديث بل يُكمله البخاري ومُسلم وكتب الحديث.

18. يقول تعالى: إن الرسول لا يعلم الغيب، فيقول أهل الحديث بل أخبرنا بما سيكون إلى يوم القيامة، ويخترعون حديث أن رسول الله شاهد أسباب عذاب القبر، وأنه يسمع الموتى.

19. يقول تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}الأنعام155، 
ويقول تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23

أي كتابا واحدا وليس كتبا متعددة؛ فيقولوا بل نتبع كتب الحديث، ويكفرون من ينكر منها واحدا.

20. يقول تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }الجاثية6

فيقولوا بل نُؤمن بحديث الرسول، وهم كاذبون فلم يسمعوه من رسول الله وإنما عن طريق رُواة، الله وحده يعلم صدقهم، فلم يفرقوا بين كلمة [حديث] وتعبير [قول] فكل الكتب المسماه أحاديث ما هي إلا أقوال الرواة، أي هي منسوبة لرسول الله وليس مصدرها رسول الله أي ليست بأحاديث إذ يشترط كي تطلق لفظ حديث أن تكون أنت شخصيا السامع له.

21. يقول الله: إن آياته مُبينة ومُفصلة، فيقولوا: بل حديث الرسول يُبينها ويُفصلها

22. يقول تعالى: فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فيقول أهل الحديث: إن النبي كان يأمر زوجاته بالإتزار ثم يُباشرهن

23. ويقول تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2

فيقول فقهاؤنا بعدم ضرورة الشهادة لمن يريد أن يعيد زوجته لعصمته بعد أن طلقها!

24. ويقول تعالى في مسائل الإرث: [من بعد وصية توصون بها أو دين] فيأخذ الفقهاء بالدين ولا يجيزون الوصية لحديث عندهم يقول [لا وصية لوارث] .

25. يقول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6؛

ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43

واخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى، فيقولوا امسحوا على ظاهر الخُف.

26. لم يفرقوا بين اتباع الرسول والاقتداء بالرسول، فبينما يأمر القرءان بالاتباع اخترعوا هم الاقتداء، لذلك أطلقوا لحاهم ولبسوا الثياب القصيرة، بينما الاتباع يكون كأسوة حسنة ، وهو غير ما يتصورونه من تطابق الحال والخطوة بالخطوة والنعل بالنعل.

27. ومن عجيب تصادماتهم بأنهم قالوا بما ورد بالبخاري كتاب المناقب باب ما علامات النبوة في الإسلام من زعمهم بأن رسول الله فيما رواه عن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بإصبعه وبالتي تليها فقالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث. وهذا الحديث مخالف لما جاء بكتاب الله من أنه لا يمكن نقب جدار يأجوج ومأجوج وذلك من قوله تعالى: 

{فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97؛ 

وجدار يأجوج لا ينقضي إلا بأن يدكه الله ولا يتم نقبه أبدا لقوله سبحانه:

{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً }الكهف98. 

والقائمة طويلة والضلال كبير، والإصرار عليه أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

{المستشار احمد عبده ماهر-وقفوا بالمرصاد لكتاب الله}

الحديث جلاد (اكاذيب روايات جواز ارتكاب الإبادات)


بدأت غزوة بني قريظة في اليوم الذي انتهت فيه غزوة الأحزاب حيثُ هُزمت قريش وحلفاؤها بعد أن منّ الله تعالى على النبي والمؤمنين بالنصر. قال تعالى

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} (الأحزاب، 25)

وقد كان لبني قريظة موقفا سلبيا من حصار المدينة وبدلا من الدفاع عنها إلى جانب المسلمين بحسب اتفاق سابق، انقلبوا على المسلمين ليجد المسلمون أنفسهم بين عدو خارجي وآخر داخلي. ويبين القرآن الكريم الحالة الحرجة التي عاشها المسلمون نتيجة لذلك بقوله تعالى

{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (الأحزاب،10_ 11)

وبعد أن انتهت غزوة الأحزاب لصالح المسلمين كان لا بد من معاقبة بني قريظة على نقضهم العهد، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم أياما عديدة. وبعد رفضهم الاستسلام قرروا النزول للقتال، وما أن بدأت المعركة حتى دبَّ الرعب في قلوبهم واضطربت صفوفهم. وقد انتهت المعركة بانتصار النبي والمؤمنين. وفي هذا يقول الله تعالى

{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} (الأحزاب،26_ 27) 

من خلال الآيتين السابقتين يظهر تسلسل الأحداث؛ حيث نزل بنوا قريظة من حصونهم فدار القتال بين الطرفين، وكان المسلمون معززين بنصر الله إياهم في معركة الأحزاب ومدفوعين بما حملته قلوبهم من غيظ على خيانة بني قريظة. وقد قُتل فريق من بني قريظة بينما أسر الباقون. وفي هذه المرة أيضا انتصر المسلمون.
ولا يصح الأسر قبل إثخان العدو لقوله تعالى

{فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} (محمد، 4)

 وهو ما التزم به النبي صلى الله عليه وسلم. ودوام الآية يوضح حكم الأسير في الإسلام وهو أن يطلق سراحه بالمن عليه أو مقابل فدية عندما تنتهي الحرب

{فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (محمد، 4)

وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة. وقوله تعالى

{فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا}

يبين ما آلت إليه الحرب مع بني قريظة. وتقديم المعمول على العامل في قوله تعالى {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ} يفيد الأهمية والمعرفية وهذا يدل على أن الذين تم قتلهم هم رؤوس القوم وقادتهم. وبعد أن أُثخن القوم بمقتل سراتهم تم أسر أكثرية المقاتلين.
وكان من نتائج الحرب انتهاء الحقبة التي كان لبني قريظة سيادة على أرضهم وديارهم، ولا شك أن هؤلاء فقدوا منعتهم وسيادتهم على أرضهم، وأصبحت أموالهم غنيمة. وهو ما أشار إليه قوله تعالى في الآية السابقة {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} وهذه سنة الله تعالى في الأقوام المفسدة. قال الله تعالى

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (الأنبياء، 105)

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها لم يعد يملك الأسرى أموالا ليفتدوا أنفسهم وذيويهم، لذا لم يبق سوى خيار واحد وهو اطلاق سراحهم منا.

تساؤلات منطقية حول مذبحة بني قريظة :

1_ إذا كان عدد الأسرى المقاتلين بين 600_900 فهذا يعني أن قرابة ثلاثة آلاف نفر سيقوا جملة واحدة من مضارب بني قريظة حتى المدينة والطريق تستغرق مدة ساعات طويلة. كيف يمكن تأمين السيطرة على مثل هذا العدد من الناحية الأمنية والعسكرية؟

2_ قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ اسْتَنْزَلُوا، فَحَبَسَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ فِي دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ[7]. فأي دار تستوعب مثل هذا العدد ؟

3_ لماذا لم يُنفذ الإعدام عند حصونهم ليختصر المسلمون الجهد والوقت والمؤونة ؟

4_ لماذا لم يتم قتلهم في الخندق الذي حُفر قبل غزوة الأحزاب مما يجنب المدينة تلك الجثث وتلك الدماء وما يترتب على ذلك من انتشار الأوبئة والأمراض؟

5_ تشير بعض الروايات أن عليا والزبير هما من نفذا القتل[8]. فكيف يمكن لشخصين ذبح 500 _ 900 شخص دون أن تتأثر نفوسهم سلبا. ولا يمكن لطبيعة الانسان أن تحتمل مثل هذا النوع من القتل. ولا بد أن نشير أن القتل في ساحة المعركة يختلف تماما عن تنفيذ الإعدام، إذ أن المبرر النفسي للقتل في المعركة موجود بدافع الدفاع عن النفس بخلاف اعدام المستسلم.

6_ كيف عاش اليهود مع المسلمين بعد أن ذُبح أبناء دينهم أمام أعينهم؟

7_ أين هذا الخندق الذي قُتل فيه اليهود؟

8_ عُرف اليهود عبر التاريخ بتوثيق مآسيهم بالتفصيل. ولم يُعرف هذا الحدث في تاريخ اليهود، ولم يسجل المؤرخون اليهود هذه الحادثة، ومن يتحدث من اليهود اليوم عن تلك الحادثة فإنه يعتمد على روايات ابن اسحاق. وهذا يعطي انطباعا بأن الحادثة لم تكن مما يستدعي توثيقها[9] عند اليهود بل كانت واحدة من الحروب التي حدثت في تلك الفترة.

9_ ولنا أن نتساءل عن الحاجة لقتل قوم بعد هزيمتهم واستسلامهم إلا أن يكون القتل غاية بحد ذاته. وهو ما تنفيه الآيات السابقة من سورة البقرة وسلوك النبي في الحرب.
قتل مجرمي الحرب فقط

{منقول من جمال احمد نجم-خرافة مذبحة بني قريظة}

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الملحد المغيب=المحدث المغيب (لا تضحك على نفسك)


من الأمور الغريبة التي يتم ملاحظتها أن الملحد العربي بعد ارتداده عن دينه ينشئ پروفيلات بأسماء مستعارة هدفها التشويش ومحاربة كل مظاهر التدين ويعطي للدين وقتا أكثر مما يعطيه المتدين لدينه! وعجبت من هذا وتوقفت لأتسائل :لماذا الملحد يحارب شيئا هو تركه في الأصل ؟! خرجت من الدين بحجة أنه وقف عائقا أمام تطورك وازدهارك! طيب أين اختراعاتك؟ أين اكتشافاتك التي حال بينك وبينها الإسلام؟ تركت الدين لأنك رأيت المجاعات والناس في الشارع نيام مشردين لا مأوى لهم!! طيب أين الجمعية الخيرية التي منعك الإسلام من إنشائها؟ على من تكذب؟ يجب أن تعلم صديقي الملحد أن محاربتك لله دليل قطعي على إقرار نفسك بوجوده وتحاول أن تسد ذلك الفراغ القاتل بمحاربتك لمظاهر التدين فأنت غير منطقي بأفعالك كيف تحارب شيء أنت غير مؤمن بوجوده أصلا؟ لماذا تنشئ صفحة تهاجم فيها المسلمين، عوض أن تنشيء صفحة تنشر فيها العلم ونظريات الوجود والنشوء ؟ إذا كنت حقا تحررت من الخرافات كما تقول فلماذا تحارب تلك الخرافات بكل ما أوتيت بقوة... هل هذا يعني أنها موجودة ؟ أم أن المؤمن ليس له الحق في أن يؤمن بما يريد ألستم أنتم من دعا إلى حرية التفكير ؟ لماذا لا تنشئ صفحة خيرية هدفها الخير و ليس الوقوع في أعراض الناس ؟ ماذا تغير فيك بعد خروجك من الدين ؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك أيها الملحد العربي و كفاك كذبا على لنفسك.
___________
منقول (المصدر)
https://www.facebook.com/Mohamed.Amine.Bammou/posts/677939062280390?comment_id=677962795611350&offset=0&total_comments=9

الملحد المغيب=المحدث المغيب (حجة الواقع)


بعض الملحدين حالتهم ميؤس منه فهم دائما

يقولون انه تم تكفير فلان بن فلان لانه حاول الطيران و مات.
لاحظ انهم يجهلون انه أصيب ولم يمت 

يقولون انه تم زندقة فلان بن فلان لانه اهتم بعلم تنجيم.
لاحظ انهم لا يعرفون الفرق بين التنجيم و الفلك

بشأن يقولون و يقولون بعض الملحدين الحمقى يتتبع أقوال العوام وهذا طريقة متعمدا لفئة منهم من اجل اصطياد الجهلة الذين لديهم تجارب حزينة سابقة وهم أقلية تتلقى أموال من أطراف خارجية و الأكثرية الحدوا بسبب المحدثون المغيبون و اذا اثبت لهم الحجة يلجؤون الى استهزاء بك مما يدل على ان عقولهم قبلت الحجة ولكن عاطفتهم رفضت بسبب الواقع القوة المادية للحضارة الغربية    

ف حجة الواقع عند الملحد في نظرية التطور مثلا هي حقيقة معترف بين الجامعات!! طيب ماذا تقول في عام ١٩٢١ كان أزلية الكون حقيقة مؤكدة ولكن في عام ٢٠١٣ أصبحت خزعبلة الحادية وكان إسقاطها صدمة عند الملحدين كما قال الكثيرون فهم حاربوا الانفجار الكبير لان له دلالات ربانية و لكن خسروا المعركة ضدها لهذا كن مع الله دائماً ولا تهتم بالواقع الذي بقاه من المحال وهي ظرف زمان لن يدوم فالله هو خالق الزمان ولا تحكم عليه بضغط من الواقع الموقت 

اما بشأن التكفير اقول لهم ان مدن الحضارة الاسلامية بناه جماعات و ليس أفراد تم تكفيرهم من قبل طرف محدد اقول بصراحة انهم المحدثون المغيبون ورثة وزارة الاعلام التابع لبني امية! المهم الكل يستطيع التكفير

تم تكفير او تعذيب أهل الدين :

جعل بن درهم
الحلاج
غيلان الدمشقي
ابو حنيفة النعمان
احمد بن حنبل

اما عند الملحد المغيب لا يعرف سوى ابن رشد ولم يكفر او يعذب كما حدث مع ممن ذكرت آنفا وأقصى عقاب لابن رشد هو حرق كتبه وهي اقل سوءا من القتل او التعذيب

الهدف من كلامي هو ان الملحد المغيب يأخذ الذي يعرفه او يسمعه كالانعام بل هو أضل ولا يبذل جهده لتأكد من خزعبلاته المسكينة اذا وجد شبهة واحدة قال ماذا!؟ وهو فرحان ثم ياتي يقول دين صناعة بشرية!

الملحد المغيب=المحدث المغيب (خاتم المرسلين ليس بدويا)


شبهة ملحد مغيب تقول ان اله محمد البدوي يشتم بدوي من الصحراء !؟

المقصد من هذا الشبهة هو الله يضع عقله بعقل مخلوق في كوكب صغير مثل ابي لهب في الارض و يشتمه و يتحداه!؟

(العرب ليس بدو بل المزارعين و تجار تذكروا ان النبي محمد من مكة هم اهل تجارة ثم هاجر الى المدينة وهم اهل فلاحة يعني لا يعرف البداوة أبدا)

اولا عم خاتم المرسلين ليس بدويا بدليل انه من قبيلة معرفة بالتجارة يعني يعرف طبائع زبائنه وبلاد الذي يزوره للتجارة وبالتالي هو ليس بدوي الذي لا يعرف قوعه عن بوعه كما يقال في العامية

ثانيا وهذا مهم العرب الاكثرية هم ليسو مجتمعات بدوية مثلا

١- اليمن هي اعلى نسبة سكان شبه الجزيرة العربية يمتهنون الزراعة اي مجتمع فلاحي بامتياز وليس بدويا و العجيب ان اعظم مدن الجزيرة هي صنعاء وهي مجتمع صناعي لهذا سميت صنعاء

٢- سكان البحرين وهي منطقة الشرقية كلها مجتمع فلاحي ايضا مثل القطيف و الأحساء والعجيب هو ان شعرائهم يهجون خصومهم بأنهم اهل الزراعة و الحضارة ولكم في قصة جرير

٣- نجد وهي معظم وسط الجزيرة ولا يوجد الا منطقة واحد وهي اليمامة شمال نجد وهم مجتمع زراعي ومنتوجاتها تصدر الى مكة ولكم في قصة ثمامة بن اثال عبرة في ذلك  


٤- الحجاز وهي معظم المنطقة الغربية وهم مجتمع تجاري بامتياز و هذا معروف 

لنرجع الى الموضوع الاساسي

ابي لهب ليس لقبا لشخص معين بدليل انه لم يسمي الناس عم النبي بهذا اللقب قط مما يدل على ان هذا اللقب هو صفات شخصية وليس شخص محدد بمعنى كل من اتصف بهذا الصفات تطلق عليه

وهذا ينبطق على ألقاب مثل هامان الذي معناه الوزير باللغة النوبية وليست اسما له فكل وزير يساعد الطاغية فهو يطلق عليه هامان و لقب موسى معناه الغير مرغوب فيه باللغة النوبية فكل رجل صالح ولد سفاحا فهو موسى لقبا ولهذا عندما تقرأ في كتابات المؤرخين اسم الحاكم و نائبه الذين عاصروا زمن موسى ليست أسمائهم بل هي ألقاب أطلقه القران عليهم حتى يستمر قاعدة القران صالح لكل زمان و مكان

يعني معظم الأسماء الشخصيات في القران هي ليست أسمائهم الحقيقية بل هي ألقاب القرانية عليهم و الملفت للنظر هو انه من اللغة النوبية تقريبا ختاما اقول لن تجدوا اسماء شخصيات في القران في كتابات مؤرخي بلدانهم لان الأسماء في القران هي ألقاب أتى به القران في القرن السابع ليس الا!!

وهذا يحل اشكالية لماذا لم يرسل الله أنبياء الى بلاد العالم!؟

كتابات القدماء في امريكا القديمة مثلا ذكرت الانبياء ولكن بأسمائهم والقران ذكر ألقابهم هو من وضعه وكل من يتصف بهذا اللقب هو المقصود ايضا! كما قلنا آنفا

الملحد المغيب=المحدث المغيب (الانسانية المباركة)


الملحد المغيب يدعي انه يفرح عند الحاد احدهم ويقول مبروك للإنسانية!!

لنرى ماذا يقول دستور المسلمين الاول

"مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ"

[المائدة (٥) | الآية: ٣٢]


من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا جميعا

أيها المغيبون اليس هذا افضل تعريف للإنسانية!؟

قتل نفس كأنه قتل الامة الانسانية و من أنقذ نفس كأنه أنقذ الامة الانسانية! انتم مساكين لا تقرؤون واذا قرائتم تحكمون لهجاتكم التعيسة على لسان القران المجيد 

فمثلا الارض دحاها يقولون كاتب القران يؤمن بسطحية الارض! يا عزيزي المغيب المحيطات ليس أرضا فاليابسة هي الارض بمعنى اليابسة هي من دحاها من خلال قوانين الذي وضعها الخالق

المهم يتحمسون اذا الحد متدين خاصا وهل تدري لماذا الحد هذا المتدين!؟

اولا من خلال شكله يدل انه كان يهتم باللحية و السواك يعني متدين شكلي ليس الا وكان يدعي مثلا ان المسواك من السنة المحمدية!؟ الا يعلم ان عصر خاتم المرسلين ليس لديهم معجون أسنان لهذا يستخدمون المسواك المناسب لعصرهم وإلا يعلم ان مشركي العرب يستخدمون المسواك ايضا وليس النبي محمد فقط!؟ ببساطة المتدينين هم بدن بدون عقل في داخل ذلك البدن!!