بعد وفاة الرسول كَثُرَت الأخبار عنه وحكاياته وأقواله،وجاءت مراحلها لأغراض متعددة..كان فيها الوضع ينشط حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية، فأثناء كل معركة حربية أو فكرية أو دينية تظهر أحاديث منسوبة للرسول تنتصر فيها لأطراف معينة ، وكعادة الجمهور فهو يتعامل مع هذه الأخبار بسلبية سمحت بانتشار هذه الأخبار ورسوخها كتراث ديني مقدس، وكعادة العُقلاء فقد قاوموا هذه الأخبار الموضوعة باتباع طريقين اثنين، الأول هو عدم الاعتراف بها والتحذير منها، الثاني هو تحكيم العقل وتشجيع إبداء الرأي في المسائل الدينية.
وقد سلك طريق العقل والرأي مجموعات من المفكرين والفقهاء في صدر الإسلام، وفي رد فعل طبيعي قمعتهم آلة السلطة وتيار المقلدين بالتكفير وأحياناً بالقتل أو العزل الاجتماعي، فكان كل من يُعمِل عقله في الأشياء هم تيار واحد من صفاته الزندقة والشطط، كانت من نتائج ذلك أنه وفي أولى الاختبارات الفقهية نشأت مدرسة الرأي في الكوفة على يد الإمام أبي حنيفة النعمان(80-150هـ)وجاءت هذه المدرسة امتداداً للحركة الفكرية في عصر الأمويين التي قمعت فيها السلطة تيار الجعد بن درهم(ت105هـ) وغيلان الدمشقي(ت125هـ) والجهم بن صفوان(ت128هـ)ومعبد الجهني(ت80هـ)..كلهم كانوا مفكرين ودعاة حرية ولكن قتلهم الاستبداد والعنف الديني ورموهم باتهامات وثقتها آلة التبرير بعد ذلك.
أي أن مدرسة الأحناف نشأت كرد فعل على شيوع الوضع وتحريف الدين الإسلامي، وطبقاً لقاعدة نيوتن "لكل فعل رد فعل" نشأ تيار مُعادي للأحناف هو الآخر ، يطالب هذا التيار بالرجوع للأحاديث التي خاصمها أبو حنيفة بشكلٍ كبير ، وتوسع هذا التيار حتى شمل أئمة الفقه في أواخر عصر أبي حنيفة، وبما أن الكوفة كانت عاصمة الأحناف ومصدر قوتهم..كانت البصرة هي عاصمة الخصوم الذين عُرِفوا بعد ذلك.."بأهل الحديث".
أصبحت المعركة الآن بين أهل الرأي "الأحناف" وبين أهل الحديث الذين ظهروا بعد ذلك بمذاهب فقهية كانت المالكية ثم الشافعية ثم أخيراً الحنابلة، ورغم أن القوة غير متكافئة من حيث الكم والعدد إلا أن الكيف والجودة العقلية للأحناف خلقت لهم ميزة فقهية يستطيعون بها التقرب للجماهير التي تتوق إلى التيسير والبساطة، فكان على الطرف الآخر مواجهة الأحناف ومفكريهم ..فلجأوا إلى تدوين الحديث وتوسعوا في كتابتها بشكل يُقنع الجماهير، وهذا ما حدث بالفعل، ففي أواخر عصر أبي حنيفة بدأ الحديث يأخذ مرحلة التدوين بشكل رسمي بعد أن ظل لعقود متصلة شفهياً، وكان أشهر كتب الحديث التي -أسست لتلك المرحلة- هو الموطأ لمالك بن أنس(ت179هـ)،وجاء بعد ذلك الشافعي(ت204هـ) ليضع إعلاناً دستورياً فقهياً بأن الأحاديث هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله..ثم جاء ابن حنبل(ت241هـ) وإبنه ليُعلنوا عن ولادة أكبر كتاب حديث بعد مالك وهو المسند.
كان مجموع ما كتبه مالك وابن حنبل حوالي 30 ألف حديث، غير ما كان مُشاعاً بين الناس ووصل إلى مئات الآلاف ،وبذلك خرج الوضع عن السيطرة وانتشر الكذب على رسول الله حتى بات يُهدد ذلك العلماء وحياتهم بشكل رئيسي، فنشأت الحاجة إلى كُتب حديثية جديدة تحقق شرطين اثنين، الأول أن يتصدى فيها المحدثون للكذابين ويستطيعون بها السيطرة على عمليات الوضع المتفشية ، والشرط الثاني أن تُحقق الكُتب الهدف الرئيسي لها وهو مواجهة العقلاء وأصحاب الرأي، أو ما يُعرفون حينها بالأحناف وكانوا يصفونهم أحياناً بالمرجئة وأحياناً بالجهمية.
ثم كانت الثمرة الأولى لهذا الاتجاه هو.."صحيح الجامع "..لمحمد ابن إسماعيل البخاري(ت256هـ)، فتمت عمليات الفلترة وتنقية موطأ مالك ومسند ابن حنبل وتصانيف آخرى بالحذف والإضافة، ثم كان تدوين ما كان يعتقده البخاري من عقائد نقلها عن شيوخه، وبعد جهد خرج صحيح الجامع بثلاثة آلاف حديث غير المكرر، ملأ فيها البخاري صحيحه بآراء فقهية مخالفة للأحناف، وكانت عبر شيوخ ورواة هم خصوم وأعداء لأبي حنيفة..سنكشف مثالاً من ذلك في الأسطر القادمة وكيف أن شيوخ البخاري كانوا ما بين مُكفّر ولعّانٍ لأبي حنيفة، ليكون ذلك دليلاً على أن تأليف البخاري لصحيحه كان رداً على جهات فكرية بعينها، أراد المحدثون- عن طريقها- مواجهة أصحاب الرأي...
سأنقل هنا أحوال 10 رواة وشيوخ للبخاري، رغم أن العدد أكبر من ذلك بكثير، ولكن سنكتفي بعشرة فقط للإيجاز والمثال، ومن أراد البحث عن غيرهم سيرى نفس أحوال العشرة.
الراوي الأول هو .."عبدالله بن الزبير الحميدي"..توفي عام 219هـ
هو من أعظم وأجل الرواة عند البخاري، وكان يقول عنه.."إمام الحديث"..، بل أن البخاري قد افتتح كتابه ب.."حدثنا الحميدي"..هكذا دون مقدمة أو خطبة تمهيدية كسائر الكُتب..روى له البخاري في الصحيح 85 حديث، كلهم من رواية الحميدي حصرياً..كان الرجل متطرفاً تكفيرياً..كتب كتاب.."الرد على النعمان"..كفر فيه أبي حنيفة، وروي عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء شدة موقفه من الأحناف قائلاً:" والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله أحب إلي من أن أغزو عدتهم من الأتراك"... يقصد الأحناف...وقال:" ما دمت بالحجاز، وأحمد بن حنبل بالعراق، وإسحاق بخراسان، لا يغلبنا أحد"(10/619).
باختصار كان الحميدي حنبلياً يرد على الأحناف، وفي عصره اشتد الخلاف والعداء بين أهل الحديث وأهل الرأي، هذا هو حال أعظم راوي عند البخاري كان تكفيرياً مقلداً ، بل كان يعتبر مدرسة أهل الرأي هي مدرسة خارجة عن الملة.
الراوي الثاني هو.."أبو بكر عبدالله ابن أبي شيبة"..توفي عام 235هـ
وهو صاحب كتاب.."المصنف في الأحاديث والآثار"..أو بما يُعرف في الأوساط العلمية بمصنف أبي شيبة.....كتب عبدالله باباً كاملاً في الرد على أبي حنيفة وافتتحه بقوله.." كتاب الرد على أبي حنيفة هذا ما خالف به أبو حنيفة الأثر الذي جاء عن رسول الله"..ثم افتتحه بالأخبار عن رجم الزاني والزانية..وهذا دليل على أن الأحناف كانوا لا يقولون بصحة رجم الزاني في عهد ابن أبي شيبة..
الراوي الثالث هو.."نعيم ابن حماد"..توفي عام 229هـ
وهو من يُعرف.."بشيخ البخاري"..كان ملازماً له ،ورغم ذلك روى له البخاري أحاديث قليلة لكثرة طعن الأئمة فيه...وهو صاحب كتاب.."الفتن والملاحم"..الذي يُحتمل أن تأثر به البخاري ووضع أحاديث في كتابه عن الفتن بأسانيد ابن حماد..نعيم ابن حماد كان عدواً لأبي حنيفة ، وقال عنه الذهبي وابن عدي كان يضع الحكايات في مثالب أبي حنيفة..حتى أن ابن عدي قال عنه أنه متهم في رأيه بسبب موقفه من الأحناف..وقال عنه المزي في تهذيب الكمال(29/70) والذهبي في سير أعلام النبلاء(10/519) أنه وضع كُتباً في الرد على أبي حنيفة..
الراوي الرابع.."إسحاق ابن راهويه"..توفى عام238هـ
وكان شيخاً للبخاري..كما أجمع المؤرخون أن البخاري كان تلميذا لابن راهويه..ولكن!!..ابن راهويه كان تكفيرياً كذاباً، حكى إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة، وهو مذهب السلفيين وغلاة الحنابلة هذا الزمان، غير ذلك فالجمهور أفتى بكفر من أنكر فرضيتها وليس تاركها خلافاً لمذهب ابن راهويه..نفهم بذلك لماذا يحب السلفيين والحنابلة بالعموم هذا الرجل، بل يضعون في مناقبه أشياء لا تجتمع سوى للأنبياء..!
ابن راهويه كان عدوا هو الآخر لأبي حنيفة، وكان شديد التحامل عليه، ويُحكى أنه كان حنفياً ثم تحنبل وصار متعصباً للحنابلة وأهل الحديث كما حكى ذلك المروذي في كتاب.."الورع".. ص 122ومعنى القصة أن الرجل كان مقلدا لشيخه"عبدالرحمن بن مهدي"وبعد أن طعن بن مهدي في أبي حنيفة تحول إسحاق إلى الحنابلة هكذا دون نظر، وهي قصة عجيبة تعكس ضعف عقول هؤلاء وأنهم كانوا مجرد مجموعات من الجهلة والمتعصبين، أخذ عنهم أشباههم بعد ذلك وجعلوهم سلفاً صالحاً يحرم الخروج عن رأيهم..!
الراوي الخامس.."محمد بن عرعرة"..توفى عام213هـ
وكان أستاذاً للبخاري ، روى عنه 20 حديثاً دونها في صحيح الجامع، فيها ما يرد على مدرسة أهل الرأي ويسمونها في المتون "بالمرجئة" وهي التهمة التي نالت أبي حنيفة من قِبَل هؤلاء.ابن عرعرة هو سليل عائلة معادية بالكامل في البصرة لأبي حنيفة ، فأبيهم عرعرة ابن البرند وإخوته سليمان وإسماعيل بن عرعرة، وأبنائه إبراهيم وإسحاق..كانوا جميعاً يمتهنون الحديث في البصرة ، وما بينهم وبين مدرسة الكوفة"أهل الرأي"ما صنع الحداد.
يكفي أن نعلم أن والد محمد .."عرعرة بن البرند".. كان شيخاً لنعيم بن حماد عدو الأحناف الأكبر والأشهر في العراق، وأن أخيه إسماعيل كان صديقاً وشيخاً للبخاري، وكان يضع له روايات للطعن في أبي حنيفة دونها البخاري في كتابه "التاريخ الصغير"(2/41).يعني عائلة بالكامل كانت تكره أبي حنيفة جعلها البخاري مصدراً موثوقاً فيه للأخبار، ثم نسأل لماذا كانت الروايات تخدم بعضها وكان الرواة يُعظّمون أنفسهم حتى بالغوا في وصفها بأوصاف لا تحق إلا للآلهة..!
الراوي السادس."أيوب السختياني"..توفى عام131هـ
روى له البخاري 7 أحاديث ،وكان معاصراً لأبي حنيفة وممن يُكفرونه ويشتمونه، روى عبدالله ابن أحمد في.."السنة"..(1/223:224) أن السختياني كفّر أبي حنيفة قائلاً." لقد ترك أبو حنيفة هذا الدين " وفي مشهد آخر رأى أبو حنيفة السختياني في الحرم المكي فأقدم عليه ولكن السختياني رفض ذلك وقال لأصحابه.."قوموا لا يعدنا بجربه، قوموا لا يعدنا بجربه"..هو لا يقصد أن أبي حنيفة أجرب، ولكن كان يشتمه عن كراهية.
الراوي السابع.."سفيان الثوري"..توفى عام 161هـ
روى له البخاري 5 أحاديث ،وهو من أئمة مذهب السنة ويُقال أن له مذهباً خاصاً..سفيان كان معاصراً لأبي حنيفة وشأنه كشأن أيوب السختياني ..كان ممن يُكفرون الإمام وزعموا استتابته وطالب بطرده من الكوفة، وقد روى ذلك عبدالله ابن أحمد ابن حنبل في كتاب.."السنة"..ب15 طريق عن سفيان..وروى شتم سفيان لأبي حنيفة ابن عدي في الكامل(7/5)
الراوي الثامن.."حماد ابن سلمة البصري "..توفى عام 167هـ
روى له البخاري 6 أحاديث معلقة ، ومعنى التعليق أن له سند ومتابعة على الحديث ليس هو السند الأصيل،ولكنه في النهاية سند مقطوع لسقوط بعض الرواة، والمعلق يعني استشهاد بالرأي كمن يقول حدث كذا وكذا والدليل أن فلان قال وصدق عليه، ومضمون التعليق يكشف ثقة البخاري في حماد ابن سلمة وأن رأيه في غاية الأهمية سواء في النقل أو الجرح والتعديل.
حماد كان تكفيرياً متعصباً للحديث..وقال في شأن أبي حنيفة.."كان أبو حنيفة شيطاناً"..وقد وثق ذلك ابن عدي في الكامل(7/8)
الراوي التاسع.."عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي"..توفى عام 157هـ
روى له البخاري 70 حديث فيهم بعض المعلقات، وشأنه كشأن سفيان الثوري، هو إمام من أئمة السنة ويُقال أن لديه مذهب خالف به مالك وأبي حنيفة، ولكنه كان شديداً على أبي حنيفة من سفيان .كان الأوزاعي ممن يُكفّرون أبي حنيفة في أكثر من موضع وقد اشتهر ذلك لدى المؤرخين وأصحاب الطبقات، وهناك أربع كتب ذكرت تكفير الأوزاعي لأبي حنيفة هي:1-السنة لعبدالله ابن حنبل2-المجروحون لابن حبان3-تاريخ بغداد للخطيب 4-الكامل لابن عدي.
الراوي العاشر والأخير.."شعبة بن الحجاج"..توفى عام160هـ
وهو من أكثر الرواة الذين اعتمد عليهم البخاري في تأليف صحيحه، روى له البخاري مئات الأحاديث، وهو بذلك يقترب مما رواه ابن شهاب الزهري الذي فاق الألف حديث وأكثر مما رواه عكرمة 200 حديث..!..تخيلوا..!!..راوي واحد يروى مئات الأحاديث وكلها صحيحة مدونة دون لبس، هكذا كان البخاري يضع رواته في منازل الأنبياء لا يُخطئون وتوثيق كلامهم عن النبي دون نظر..
شعبة ابن الحجاج كان عدوا لأبي حنيفة النعمان فقد روى العقيلي في الضعفاء(8/491) ما نصه مروياً عن أبي سلمة الخزاعي.." سمعت حماد بن سلمة ، وسمعت شعبة يلعنان أبا حنيفة"..وقد تقدم الكلام على حماد وكراهيته للأحناف، وهاهو شعبة من أعظم رواة البخاري على نفس المنهج..فكيف يكون الرواة بهذا التعصب المذهبي إلا وكان دليلاً على امتهانهم الكذب في حق الله وفي حق النبي، بل ويحاربون ويكفرون ويقتلون من يدعوهم للنظر ولتحكيم ضمائرهم وعقولهم.
الآن وبعد استعراض 10 من رواة وشيوخ البخاري وموقفهم من أبي حنيفة، أقول أن ما جرى استعراضه هم عينة تم اختصارها منعاً للتكلف ، وأن سرد موقفهم يعني أن هناك تياراً في هذا العصر كان معادياً لأهل الرأي..
الأئمة الشافعي ومالك وابن حنبل كانوا أيضاً ممن يطعنون في أبي حنيفة، وقد شاعت مواقفهم في كتب التاريخ والطبقات حتى وصلت بعض الأخبار عنهم بتكفير أبي حنيفة وخروجه من الملة، وهذا يعني في مضمونه صراعاً بين تيار الحديث الذي بدأه مالك وأسسه الشافعي ثم ختمه ابن حنبل بمذهب حديثي وفقهي متكامل...وبين تيار الرأي الذي كان يمثله العقلاء والمفكرون وفقهاء الأحناف،هذا الصراع هو الذي جعل أهل الحديث يضعون الأحناف بجوار الجهمية والفلاسفة والمرجئة بل وصل لاتهام الأحناف بالزندقة..
والسبب أن فقه أبي حنيفة كان قائماً على الفكر والنظر دون التقيد بنصوص الرواية، ولهم أدلتهم في ذلك منصوص عليها في القرآن، ولكن لم يُعجِب ذلك أهل الحديث فردوا على أهل الرأي بتأليف كُتب الحديث كان فيها صحيح البخاري جزء من الحملة الموجهة ضد الأحناف،ويمكن تلمس ذلك في أبواب ومتون البخاري التي جاءت في سياق الرد الفقهي على أهل الرأي، وكذا أن البخاري كان يرد بقوله.."قال الناس أو قال هؤلاء"..بمعنى أنه دَوّن كتابه للرد الفقهي والعقدي على من أشار إليهم.
ختام ابن حنبل لهذه المرحلة كان إيذاناً بسطوع المذهب الحنبلي في الشرق، وهو ما تحقق بالفعل ومعه ظهرت مصطلحات البدعة والابتداع والفرق الضالة وحاربوا بها كل مفكر، وأصبح كل من يخرج عن الحديث بالعموم وابن حنبل بالخصوص هو مبتدع مشكوك في دينه، وقد حدثت إرهاصات ذلك في قتل المفسر والمؤرخ الكبير الإمام الطبري بمجرد خلافه مع الحنابلة، حدث ذلك في أوائل القرن الرابع الهجري وهو العصر الذهبي لغُلاة الحنابلة في الشرق، أي أن تأليف كتب الحديث جاء في المجمل لصالح الحنابلة والمقلدين، وصبت في اتجاه آخر مخالف لتعاليم وقيم الإسلام، فكل من أراد القتل والذبح فالحديث يكفيه، ومن أراد أن يأكل أموال الناس بالباطل فالحديث يكفيه..!
في المقابل كان هناك من يترصد للحنابلة في الغرب، وبالتحديد كان المالكية والأحناف والشيعة الإسماعيلية يتأهبون للانقضاض على من سرق دينهم في العصر العباسي ، وظهر للمالكية من يُفتي بكُفر الحنابلة كالقاضي أبو بكر بن العربي في كتابه.."العواصم من القواصم" وبذلك تحول الصراع ما بين مدرسة الرأي والحديث إلى صراع من لون آخر وهو الصراع المذهبي بين أهل الحديث أنفسهم...فمادة الصراع موجودة في كل فكر وفي كل مكان، ومن يجنح للصراع في العادة لا يستطيع السيطرة عليه.
{منقول من سامح عسكر-صحيح البخاري كان رداً على الأحناف}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق