حين زحف المسلمون نحو الأندلس، فاتحين أرضاً لم يعرفوها، اتجهوا إلى هناك فى موجاتٍ عاتية مزلزلة، تشبه ما نسمِّيه اليوم «تسونامى».. وقد كانت الموجة الأولى، تضم السبعة آلاف مقاتل الذين عبروا (بقيادة طارق بن زياد) المضيق، الذى سوف يسمَّى باسمه لاحقاً، وكان يقال له من قبل: أعمدة هرقل. ثم كانت الموجة الثانية مؤلَّفة من خمسة آلاف مقاتل، دعم بهم «موسى بن نصير» الجيشَ الذى يقوده طارق بن زياد ويقترب به من النصر. ثم كانت الموجة الثالثة الأخيرة، حين عبر موسى بن نصير إلى الأندلس على رأس جيش إسلامى قوامه عشرة آلاف مقاتل.. وما بين هذه الموجات العسكرية الثلاث، كانت جماعاتٌ مسلحة من المسلمين تعبر إلى العالم الجديد، للمشاركة فى الفتوح وتحصيل ما يمكن نواله من فىء وغنائم ونساء حسان، خاصةً أن المسلمين كانوا يذهبون إلى هناك، من دون أن يصطحبوا معهم زوجاتهم، وهى مسألة سوف نعود إليها بعد قليل. ولكن هناك مسألة أخرى لا بد من الإشارة إليها الآن، وهى جديرة بالنظر والاعتبار، مفادها أن المسلمين حين ذهبوا إلى الأندلس وفتحوها ونزعوا عنها سلطان القوط، فى فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ تدعو للدهشة (عامٍ واحد وشهرين، فقط) كانوا فى مبتدأ الأمر يفعلون ذلك بدعوةٍ من الأمير القوطى «يوليان»، المتنازع مع الملك القوطى رودريك (لزريق).. فكانت النتيجة أن أزاح المسلمون القوط كلهم، وملكوا البلاد بدلاً منهم. وحسبما يخبرنا التاريخ، فإن ذلك هو مصيرُ الذين يستعينون على بعضهم، بغيرهم.. فتأملوا!
■ ■ ■
وكما أشرنا فى آخر المقالة السابقة، فإن موسى بن نصير كان يريد أن يعبر بجيشه إلى بقية بلاد «النصرانية» المطلة على البحر (المتوسط)، حتى يجعل هذا البحر بحيرة إسلامية، تشرف على شواطئها (دولة الإسلام) من الجهات كافة. لكن الخليفة لم يوافق، واستدعى الفاتح «موسى» إلى دمشق وجرَّده مما يملك، ونكَّل به، ودسَّ على ابنه «عبدالعزيز» جماعة قاموا باغتياله.. وقد أشار العلامة المصرى المعروف د. محمد عبدالله عنان فى كتابه (دولة الإسلام فى الأندلس) إلى مشروع موسى بن نصير، بقوله:
فكَّر القائد الجرىء فى أن يخترق بجيشه جميع أوروبا، وأن يصل إلى الشام من طريق القسطنطينية (بيزنطة، إستانبول) وأن يفتح فى طريقه أُمم النصرانية والفرنجة كلها، وهو ما يجمله ابن خلدون فى تلك العبارة القوية: «وجمع (نَوَى) أن يأتى المشرق على القسطنطينية، ويتجاوز إلى الشام ودروب الأندلس، ويخوض ما بينها من بلاد الأعاجم مجاهداً، مستلحماً لهم، إلى أن يلحق بدار الخلافة فى دمشق». وكان موسى يقدر على تنفيذ مشروعه العظيم، بجيش ضخم يقتحم البرنيه (شمال إسبانيا) يؤيِّده من البحر أسطولٌ قوىٌّ، فيبدأ بافتتاح مملكة الفرنج ثم يقصد إلى مملكة اللومبارد فى شمالى إيطاليا، فيخترقها فاتحاً إلى روما قاعدة النصرانية، فيفتتحها ويقضى فيها على كرسى النصرانية، ويتابع سيره بعدئذٍ شرقاً إلى سهول الدانوب مثخناً فى القبائل الجرمانية التى تسيطر على ضفافه، ثم يخترق الدولة البيزنطية حتى قسطنطينية فيستولى عليها، ثم يعبر آسيا الصغرى (الأناضول ، تركيا) قاصداً إلى دمشق. فيصل بذلك أملاك الخلافة الإسلامية فيما بين المشرق والمغرب من طريق الشمال، كما اتصلت من طريق الجنوب. ولم يكن هناك، ما يحول دون تنفيذ هذا المشروع الضخم.
■ ■ ■
وبعدما أوضح وجاهة هذا (المشروع) والدلائل المؤكِّدة لإمكان نجاحه، اكتفى د. محمد عبدالله عنان بقوله إن: «سياسة الإحجام والتردُّد التى اتبعها بلاط دمشق، أودت بذلك المشروع البديع، إذ كتب الوليد بن عبدالملك إلى موسى بن نصير يحذِّره من التوغل بالمسلمين فى دروب مجهولة، ويأمره بالعودة، فارتدَّ موسى مرغماً آسفاً».. وهذا الرأى يقرره أيضاً معظم المؤرخين، ويكررونه فى كتبهم. وكانوا يعلِّمونه لنا فى المدارس، على اعتبار أنه إحدى حقائق التاريخ. ومع ذلك، فإننا إذا طبَّقنا عليه مقولة ابن خلدون «ينبغى علينا إعمال العقل فى الخبر» لظهر لنا وجهٌ آخر للأمر.. على النحو التالى:
إذا كان الخليفة الأموى قد (تردَّد) فى فتح بقية البلاد الأوروبية، فلماذا لم (يتردَّد) فى البطش بالفاتح «موسى بن نصير» وفى إزاحة الفاتح «طارق بن زياد» عن المشهد العام، وفى اغتيال الفاتح «عبدالعزيز بن موسى بن نصير».. فكيف وهو المتردِّد، أن يصرَّ على الفتك بهؤلاء الأبطال الفاتحين؟
وربما قال البعض، لعلَّ الخليفة قد أراد تأجيل المواجهة مع العالم المسيحى، ولم يتسرَّع فى القضاء على العاصمة الدينية «بيزنطة» مراعاةً لمشاعر المسيحيين الذين يعيشون فى ظل الدولة الإسلامية الجديدة .. وربما يقول البعض الآخر: بل هى من حكمة الخليفة الأموى، الذى قدَّر الأمور تقديراً صحيحاً، ولم يشأ أن يدخل بالجيش الإسلامى فى مغامرة غير مأمونة العواقب، وقد تُودى بحياة الآلاف من الأبطال.
وفى الردِّ على هذه الأقوال، نقول: أما «المغامرة» فقد ارتضى الخليفة بها حين وافق على عبور المسلمين إلى الأندلس، لمعاونة الأمير يوليان فى حربه (القوطية / القوطية) أملاً فى الحصول على نصيب من المغانم. فلا معنى، بعدما سيطر المسلمون على الأندلس، للإحجام عن مغامرة أقل خطراً، خصوصاً أن المسلمين كانوا آنذاك، يمتلكون أسطولاً بحرياً قوياً، بإمكانه أن يدعم حركة الفتوح للنواحى الأوروبية.
■ ■ ■
وأما الحجة الزاعمة بأن إحجام الحاكم العام (الخليفة الأموى) عن الموافقة على مشروع موسى بن نصير، لأنه يتضمَّن إسقاط عاصمة المسيحية فى العالم آنذاك (بيزنطة)، وهو ما سوف يثير المسيحيين الذين يعيشون بين جنبات دولة الإسلام. فهى حجة ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها، لأن غالبية المسيحيين فى العراق وشرق الشام كانوا نساطرة، وغالبية المسيحيين فى مصر كانوا يعاقبة. وأولئك وهؤلاء، بينهم وبين الكنيسة (الملكانية) فى بيزنطة، خلافات عميقة ومنازعات طويلة تحول بهم عن التعاطف مع الكنيسة المخالفة لهم فى المذهب العقائدى، بل كانوا يتمنون زوالها.. بالإضافة إلى أن سقوط العاصمة الدينية / السياسية (بيزنطة) لا يعنى إسقاط الديانة ذاتها، بل كانت العاصمة الدينية الحقة للمسيحية (إيلياء، أورشليم، بيت المقدس) بيد المسلمين من قبل ذلك بقرابة قرنٍ من الزمان، ولم يثر هذا الأمر حفيظة أهل الديانة المسيحية. وقد سعت الدولة الأموية لإسقاط القسطنطينية، مرتين، من جهة الشرق فلم تفلح. كانت المرة الأُولى سنة ٤٩ هجرية، فى عهد معاوية بن أبى سفيان، والمرة الأخرى سنة ٩٨ هجرية فى عهد سليمان بن عبدالملك.. وقد ظل النـزاع السياسى/ الدينى قائماً، ولم تكفَّ محاولات الاقتحام المسيحى (الحروب الصليبية) ومحاولات السيطرة الإسلامية (الجهاد) حتى انتهى الكرُّ والفرُّ بعد قرون، حين أسقط العثمانيون الذين جاءوا بعد الأمويين بقرون طوال، العاصمة الدينية / السياسية (القسطنطينية، بيزنطة، إستانبول) وحوَّلوا أكبر كنيسة فى العالم «آيا صوفيا» إلى مسجد يصلى فيه المسلمون.. ومع ذلك لم تسقط الديانة المسيحية، ولم نعرف أن المسيحيين فى العراق ومصر والشام، قد اكترثوا كثيراً لسقوط (عاصمة الديانة) بيد المسلمين. فقد استقر فى الوعى الدينى المسيحى منذ زمنٍ طويل، سابقٍ بكثير على ظهور الإسلام، أن «مدينة الله» فى السماء وليست على الأرض. وهو المعنى الذى صاغه ببراعة، فى بدايات القرن الخامس الميلادى، القديس «أوغسطين» الذى كتب إثر سقوط روما أمام هجمات الوندال (البرابرة، الوثنيين) كتابه الشهير الذى صار مرجعاً أساسياً من مراجع المسيحية، وكان عنوانه : مدينة الله.
نخرج مما سبق، بأن ما يقال عن «تردُّد» الخليفة الأموى هو محض زعم لا دليل عليه، ولا احتجاج به. خصوصاً أن الخليفة لم يوافق على المشروع ثم يرفضه، مثلما كان الحال مثلاً عند فتح مصر، حيث وافق الخليفة «عمر بن الخطاب» على مشروع «عمرو بن العاص» ثم عاد وأشفق منه وكاد يتراجع، لولا أن سبق السيف العزل وكان من حيلة «عمرو» ما كان. فإذن، لا وجود لهذا (التردُّد) المزعوم.. فما السر فى رفض الخليفة الأموى، خُطَّة الفتح الطموحة؟
■ ■ ■
إن استقراء الوقائع القديمة، والمعاصرة، يدلُّ على أن الحكام كانت لهم (حركات) تضمن لهم البقاء متفردين، وتطفئ سطوع غيرهم. حتى لا يكون ذلك مقدمة لإزاحتهم من فوق (الكرسى) أو تهديد استقرارهم فى السلطة. وقد كان للفاتحين الكبار صورة زاهية فى أذهان الناس، وهو ما يؤهلهم للطمع فى الحكم باعتبارهم (نجوماً) يتمتعون بالشعبية والقبول بين الناس، على أساس (أعمالهم العظيمة) وليس على الأساس الوراثى الذى يحكم الخلفاء وفقاً له..
ومن هنا، طمس الخليفة الأموى (نجومية) موسى بن نصير بالإذلال، وقطع سيرة ابنه عبدالعزيز بالاغتيال، وحجب سطوع طارق بن زياد بالإزاحة عن المشهد العام.. وهذه الغايات السلطوية (الحركات) حسبما أرى، أهمُّ عند الخليفة من إسقاط عاصمة المسيحية فى العالم، ومن دخول المسلمين عاصمة الدولة البيزنطية.
إذ الأهمُّ عنده فى واقع الأمر، هو بقاؤه على رأس الدولة، وضمان عدم المنازعة أو الاستقلال عنه بالسلطة. وهو الأمر الذى حدث بالفعل بعد ذلك فى مصر، وفى الأندلس، وفى وسط آسيا؛ عندما حظيت هذه البلاد برجال أقوياء (نجوم) كانوا من القوة بحيث استقلوا بالبلاد عن سلطان الخليفة.. وإذا أمعنا النظر فى زماننا الحالى، لوجدنا كثيراً من الصفات (الحركات) التى تجمع الحكام العرب الذين يتساقطون اليوم تباعاً، ومن أهم هذه الصفات أنهم ما كانوا خلال عقود حكمهم، يسمحون بسطوع نجوم سياسية أو عسكرية أو فكرية فى بلدانهم، كى يبقى الحاكم منهم متفرِّداً باستحقاقه للكرسى. فكأن (الكرسى) أهمُّ من إسقاط إسرائيل، أو بيزنطة، أو غيرها من عواصم «الأعداء» الذين يلعب وجودهم، فى واقع الأمر، دوراً حيوياً فى إبقاء كراسى الحكم سالمة لأصحابها، ولأولادهم من بعدهم.
■ ■ ■
ومن جملة (حركات) الخلافة الأموية فى الأندلس، الحرص على تبديل الولاة الذين يحكمون هناك باسم الخليفة الأموى. حتى إن عدد الولاة الذين أرسلتهم الدولة الأموية لحكم الأندلس باسم «الخليفة الأموى» بلغ فى السنوات الخمس والأربعين الأولى من حياة الإسلام فى الأندلس، خمسة وعشرين والياً. أى أن متوسط حكم الوالى منهم، كان يقل فى المتوسط العام عن عامين! مع أن تأسيس الحكم واستقرار أوضاع (الأرض الجديدة) كان يتطلب بقاء الوالى لفترة كافية حتى يتمكن من إرساء قواعد الدولة. لكن حرص الخليفة على عدم استقلال الولاة بالأندلس، كان أهمَّ عنده من استقرار هذه النواحى البعيدة، وبقائها فى حدود دولة الإسلام.. ولذلك، فقد التهم «عبدالرحمن الداخل» بلاد الأندلس، حسبما سنذكر فى مقالنا القادم، لأن هذه البلاد كانت تفتقر لأنظمة حكم مستقرة وموحَّدة، بسبب السياسات الأموية التى وضعت مهمة الحفاظ على سلطانها ببلاد الأندلس، فى مرتبةٍ أعلى من المهام المؤدية إلى استقرار هذه النواحى وضمان سلامتها.
■ ■ ■
غير أن تأسيس دولة الإسلام فى الأندلس، وإن كان قد افتقر إلى رعاية الخلفاء ودعمهم، إلا أنه نجح بفضل أفعال الأفراد من المسلمين الذين مَدُّوا جسور التعايش مع أهل البلاد، وأمَّنوهم، وغرسوا بذور الوصل فى أرض الأندلس.. فهؤلاء الذين عبروا إلى الأندلس، اختاروا البقاء فيها كفاتحين، لا غزاة، وهو الأمر الذى تجلَّى مبكراً فى معاهدة الصلح (العادلة) التى أبرمها عبدالعزيز بن موسى بن نصير، مع الملك القوطى (تيودمير) الذى يسمِّيه العرب «تُدمير» وكان نصها كالتالى:
«نسخة كتاب الصلح الذى كتبه عبدالعزيز بن موسى لـ«تدمير».. أنه نزل على الصلح، وأن له عهد الله وذمته بأن لا ينـزع عنه ملكه، ولا أحد من النصارى عن أملاكه. وأنهم لا يُقتلون ولا يُسْبَوْنَ، أولادهم ولا نساؤهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا تحترق كنائسهم.. وأن الذى اشتُرط عليه، أنه صَالَحَ على سبع مدائن.. وأنه لا يأوى لنا عدواً، ولا يخون لنا أمناً، ولا يكتم خبراً علمه. وأنه عليه وعلى أصحابه ديناراً كل سنة، وأربعة أمداد قمح وأربعة أمداد شعير .. كُتب فى رجب سنة أربع وتسعين من الهجرة».
ولم تكن هذه المواثيق والاتفاقيات، وحدها، هى القاعدة الوحيدة التى قام عليها (الوصل) فى دولة الإسلام بالأندلس. إذ دعمت ذلك قواعد أخرى وسلوكيات إنسانية (طيبة) من جهة الفاتحين المسلمين، إلى سكَّان الأندلس من المسيحيين واليهود. وقد مَرَّ بنا فى بداية المقالة أن أفراد الجيش الإسلامى، كانوا قد عبروا إلى الأندلس من دون زوجاتهم السابقات (الصحراويات) فلما وجدوا نساء الأرض الخضراء الجديدة، جميلات، لم يفكروا فى قضاء الوطر منهن باعتبارهنَّ سبايا أو غنائم حرب. بل تزوَّجوا منهن، فأنجبوا جيلاً جديداً: إسبانى الأمومة، إسلامى الأبوة والديانة.
وكان «عبدالعزيز بن موسى بن نصير» هو أول مَنْ تزوج هناك. فقد اقترن بالملكة «إيجلونا» أرملة الملك رودريك، وشجَّع المسلمين على الزواج من الأندلسيات، فتشجَّعوا. ولو كان الدين الإسلامى يسمح للنساء المسلمات بالزواج من غير المسلمين، لكان معدَّل التزاوج الذى تم فى الأندلس، قد صار أعلى. وقد أشار كثيرٌ من المؤرخين إلى المعدَّل العالى لزواج الرجال المسلمين بالنساء الأندلسيات، المسيحيات، عقب الفتح وطيلة «زمان الوصل بالأندلس».
■ ■ ■
ومن بعد فتح الأندلس بأربعين سنة، أو نحو ذلك، كانت الحياة هناك قد صارت أفضل للجميع، يهوداً ومسيحيين ومسلمين .. فجيش الإسلام يحمى البلاد ويحصل على الضريبة (الجزية) فى مقابل ذلك، والجيل الجديد من المولَّدين (أبناء المسلمين والمسيحيات) ينتشر فى المدن والنواحى، ويمارس الأنشطة العامة بلا حساسية دينية. واليهود الذين كانوا مقموعين صاروا آمنين فى ظل الحكم الإسلامى، الذى لا يرى فرقاً بين المسيحيين واليهود، وينظر إليهما معاً على اعتبار أنهما أهل ذمة.. وازدهر النشاط التجارى والزراعى كثمرة للاستقرار، بعد عقود من تطاحن أمراء القوط وفتكهم ببعضهم، وبعموم الناس.. وكاد الأمر يستقيم، فيصنع مع الوقت زمناً أندلسياً بديعاً (أجمل مما نعرفه)، لولا جاء الأمير الفاتك السفاحُ المسمَّى «عبدالرحمن الداخل» الملقَّب بصقر قريش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق